أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-11-2014
2667
التاريخ: 18-5-2016
1680
التاريخ: 23-11-2014
1873
التاريخ: 11-7-2016
1434
|
كان الإنسان منذ وجوده على هذا الكوكب ولا يزال يبحث عن مكونات هذا الكون الذي يعيش فيه، وعن العناصر المشتركة بين أجزاء هذا الكون، وهل أنّ النجوم والكواكب تتألف من نفس العناصر التي تتألف منها الأرض؟ وما هي علاقة الأرض بالسماء من حيث التكوين المادي؟ سواء كان ذلك في الماضي السحيق، أم في زمننا المعاصر، هذه الأسئلة وغيرها من التساؤلات تراود ذهن الإنسان ويحاول من خلال بحوثه العلمية في العصر الحديث الإجابة عليها بشكل مقنع.
كانت النظرية السائدة إلى عهد قريب أنّ الأرض والسماء كانتا شيئاً واحداً دخاناً سديمياً، ثم تجمعت كتلة الأرض من جهة وتجمعت كتل الاجرام السماوية المتناثرة في هذا الكون المترامي الاطراف ثم انفصلت كتلة الأرض عن بقية الاجرام السماوية بعد أن كان الجميع مادة واحدة هي الدخان.
هذه هي النظرية السائدة في تفكير العلماء في أغلب أبعادها.
أمّا في البحوث العلمية الأحدث فقد تبيَّن لهم بعد فحص الاشعاعات الصادرة من النجوم أنّ الأمر مختلف عمّا كان سائداً في تفكير علماء الفضاء حيث وجدوا أنّ نجوم السماء كانت دخاناً ومن هذا الدخان المنتشر في السماء لا زالت تتكون بعض النجوم حديثاً، وقد شوهد تكون بعض النجوم، كما شوهدت نهايات بعض النجوم وكأنّ للنجوم ولادة ووفاة.
وقد وجد العلماء أنّ عناصر الأرض تختلف عن عناصر النجوم فالأرض تتكون من عناصر فلزية ولا فلزية تزيد على مائة عنصر.
أمّا النجوم فانها تتكون من عناصر قليلة جداً، وأهم عنصر تتكون منه النجوم هو الهيدروجين الذي يشكل 99% من تركيب النجوم.
أمّا تركيب الأرض فيختلف من حيث النسب والعناصر، فمثلاً أنّ الحديد يستحيل أن يتكون في النجوم في ظل الظروف السائدة فيها من حرارة وضغط، وحيث أنّ الحديد لا يتكون إلاّ في ظل درجات حرارية عالية جداً وضغط عالٍ جداً لا يتوفر في النجوم، وهي بهذه الكثافة، كي تولّد ضغطاً هائلاً تتكون ذرة الحديد في ظله، كما أنّ ذرة الحديد لا يمكن أن تتكون في حرارة الشمس.
وهذا مؤشر واضح على أنّ الظروف التي تكونت فيها الأرض بعناصرها التي تزيد عن مائة عنصر بما فيها الحديد تختلف عن الظروف التي تكونت فيها النجوم، فمن الممكن أن نشاهد الآن وفي ظل هذه الظروف تكوين النجوم، أمّا أن تتكون أرض في ظل نفس هذه الظروف فهذا شيء مستبعد علمياً، وهذا يعني أنّ الأرض انشئت وكونت في ظل ظروف معينة خاصة ثم خلقت النجوم في ظروف تختلف عنها.
وانّ الأرض خلقت أوّلاً وخُلقت النجوم، أي انّ خلق الأرض أقدم من خلق النجوم، لأنّهم وجدوا أنّ أصل جميع العناصر هو الهيدروجين، ومن هذا الهيدروجين تكونت العناصر إلاّ أنّ عناصر الأرض أكثر بكثير من عناصر الشمس والنجوم، فاستدلوا على أنّ الأرض تكونت قبل النجوم وإن كانت الأرض والنجوم بالأصل كتلة واحدة وهذه قضية متفق عليها علميّاً.
إذن فأحدث الدراسات العلمية الفلكية تقول: أنّ الأرض والسماء كانتا شيئاً واحداً، وأنّ الظروف التي تكونت في ظلها الأرض تختلف تماماً عن الظروف التي تتكون فيها النجوم.
وبعد هذه المقدمة لنستمع إلى القرآن الكريم وهو يتحدث عن تكوين الأرض والسماء ونلاحظ مدى التطابق بين ما قرَّره القرآن الكريم وبين أحدث ما توصل لـه العلم الحديث يقول الله تعالى:
{قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}([2])
ومن الجدير بالذكر أنّ علماء الفلك كانوا يستعملون سابقاً لفظة الضباب «السديم» وقد انتقدهم علماء المسلمين على هذا الاصطلاح لأنّه لا يصلح للدلالة على المادة التي تكونت منها النجوم وذلك لأن السديم هو عبارة عن غازات عالقة فيها مواد صُلبة معتمة حارة.
هذا التعريف للسديم ينطبق تماماً على الدخان أمّا الضباب فإنّه ليس حارّاً كما أنّه لا يضم هذه المحتويات. إذن فإنّ اصطلاح الضباب الذي يستعمله علماء الفلك إلى وقت قريب جداً ليس صحيحاً، لذلك عدلوا عن هذا الاصطلاح إلى كلمة دخان، في حين نجد أنّ القرآن الذي نزل على النبي الأُمي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقبل أكثر من أربعة عشر قرناً يستعمل اللفظة الصحيحة الدقيقة للمادة التي تكونت منها السماء «النجوم» وهي كلمة «الدخان» قال تعالى:
{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}([3])
هكذا يقرر القرآن ويبقى قراره ثابتاً من دون تغيير ولا تبديل رغم تغيرات النظريات العلمية بشأن تكوين النجوم، ورغم تبديل المصطلحات العلميّة كلّما جدَّ جديد كي ينسجم المصطلح الجديد مع الاكتشاف الجديد ومع النظرية العلمية الجديدة تخلصاً من التناقض والتضاد بين ما استعمل من ألفاظ قديمة وبين المكتشفات الجديدة، قال تعالى:
{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً}([4])
لكنّه من عند الله اذن فلا اختلاف ولا تبديل ولا تغيير، بل إنّ بعضه يؤيد بعضاً، وهو معجز في بعضه كما أنّه معجز في كله، وانّ أوسطه كطرفيه في اعجازه، لأنّه من لدن لطيف خبير.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|