المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

evaluative (adj.)
2023-08-26
فلا تنسى {خبر أو نهي}.
11-4-2022
الحديث الثالث من كتاب العقل والجهل.
2024-07-09
عُقد وسلبيات يعاني منها الاطفال
16-2-2017
ورود أهل البيت (عليهم السّلام) الشام‏
7-04-2015
Body Cushion
10-10-2016


منع الماء عن المخيم الحسيني  
  
4059   05:15 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص419-420
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /

ورد كتاب ابن زياد في الأثر إلى ابن سعد ان حل بين الحسين وأصحابه وبين الماء فلا يذوقوا منه قطرة كما صنع بالتقي الزكي عثمان بن عفان فبعث عمر في الوقت عمرو بن الحجاج في خمسمائة فارس فنزلوا على الشريعة وحالوا بين الحسين (عليه السلام) وأصحابه وبين الماء ومنعوهم ان يستقوا منه قطرة وذلك قبل قتل الحسين (عليه السلام) بثلاثة أيام  فلما اشتد العطش على الحسين (عليه السلام) وأصحابه أمر أخاه العباس بن علي (عليه السلام) فسار في عشرين رجلا يحملون القرب وثلاثين فارسا فجاءوا حتى دنوا من الماء ليلا وأمامهم نافع بن هلال الجملي يحمل اللواء ، فقال عمرو بن الحجاج من الرجل ؟ قال نافع ، قال ما جاء بك ؟ قال : جئنا نشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه ، قال فاشرب هنيئا ، قال لا والله لا أشرب منه قطرة والحسين عطشان هو وأصحابه ، فقالوا لا سبيل إلى سقي هؤلاء إنما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء فقال نافع لرجاله املؤوا قربكم فملئوها ، وثار إليهم عمرو بن الحجاج وأصحابه فحمل عليهم العباس ونافع بن هلال فكشفوهم واقبلوا بالماء ، ثم عاد عمرو بن الحجاج وأصحابه وأرادوا ان يقطعوا عليهم الطريق فقاتلهم العباس وأصحابه حتى ردوهم وجاءوا بالماء إلى الحسين (عليه السلام) ، وقال سبط بن الجوزي انهم اقتتلوا على الماء ولم يمكنوهم من الوصول إليه وضيق القوم على الحسين (عليه السلام) حتى نال منه العطش ومن أصحابه ، فقال له برير بن خضير الهمداني يا ابن رسول الله أ تأذن لي أن اخرج إلى القوم فاذن له فخرج إليهم فقال : يا معشر الناس إن الله عز وجل بعث محمدا بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا وهذا ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد وكلابه وقد حيل بينه وبين ابنه ، فقالوا : يا برير قد أكثرت الكلام فاكفف والله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله ، فقال الحسين (عليه السلام) اقعد يا برير ثم وثب الحسين (عليه السلام) متوكئا على قائم سيفه ونادى أعلى صوته فقال أنشدكم الله هل تعرفونني قالوا نعم أنت ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسبطه قال أنشدكم الله هل تعلمون ان جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون ان أمي فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون ان أبي علي بن أبي طالب (عليه السلام) قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون ان جدتي خديجة بنت خويلد أول نساء هذه الأمة اسلاما قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون ان سيد الشهداء حمزة عم أبي قالوا اللهم نعم قال فأنشدكم الله هل تعلمون ان هذا سيف رسول الله (صلى الله عليه وآله) انا متقلده قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون ان هذه عمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنا لابسها قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون ان عليا كان أول القوم اسلاما وأعلمهم علما وأعظمهم حلما وانه ولي كل مؤمن ومؤمنة قالوا اللهم نعم قال فيم تستحلون دمي وأبي الذائد عن الحوض يذود عنه رجالا كما يذاد البعير الصاد عن الماء ولواء الحمد في يد أبي يوم القيامة قالوا قد علمنا ذلك كله ونحن غير تاركيك حتى تذوق الموت عطشا فلما خطب هذه الخطبة وسمع بناته وأخواته كلامه فبكين وارتفعت أصواتهن فوجه إليهن أخاه العباس وعليا ابنه وقال لهما اسكتاهن فلعمري ليكثرن بكاؤهن .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.