أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-03
558
التاريخ: 25-11-2014
2241
التاريخ: 12-10-2014
2019
التاريخ: 18/12/2022
1828
|
الكافرون مفسدون في الأرض
قال تعالى : {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} [البقرة: 11].
«قيل»: إن الإتيان بالفعل «قيل » مبنياً للمجهول هو لإفادة العموم، ولا يراد به ها قائل أو داع خاص: فمثلما أن دعوة المنافقين لترك الفساد تحصل من خلال تلاوة آيات القرآن وتفسيرها، فهي تحصل أيضاً عن طريق كلام المعصومين عليه السلام ، كما وتحصل كذلك بواسطة النهي عن المنكر من قبل المؤمنين، بيد أن كلام المنافقين في مقابل كل هذه الدعوات وأنواع الهداية واحد وهو: أننا مصلحون وحسب ولسنا مفسدين.
(لا تفسدوا): الإفساد هو في مقابل الإصلاح، ويعني إيجاد الإخلال في نظم الشيء واعتداله، وهو مستعمل في القرآن الكريم بكثرة في مقابل الإصلاح: مثل: {الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} [الشعراء: 152] ، و {إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 81] ، {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} [الأعراف: 56] ، و {وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} [البقرة: 220]. و الآية محل البحث هي من هذا القبيل أيضاً، وهي تؤدي المعنى الجامع لإفساد الأرض والأرضية؛ كما هو الحال بالنسبة للإصلاح، الذي أتى في مقابل الإفساد، فهو بمعناه الجامع ايضا.
إن تبليغ السوء، والتآمر على النظام الإسلامي، وإلقاء الشبهات حول صحة دعوى الوحى والنبوة، وصحة الدعوة إلى المبدأ والمعاد وامثال ذلك، هي من المصاديق البارزة للإفساد في أرض الحياة الاجتماعية وأرضيتها. ومهما كان، فإن كلاً من صلاح الأرض وطلاحها، وصلاح الأرضية وفسادها، لا يتأتيان إلاً من قبل الناس الذين يسكنون هذه الأرض وأولئك الذين يوطنون الأرضية، ولا وجود لمسألة الصلاح والفساد إطلاقاً من دون العامل الإنساني. ومن هذا المنطلق، فإن الله سبحانه وتعالى يدعو الناس إلى الصلاح والإصلاح.
((ألا),: حرف تنبيه يستعمل لتنبيه المخاطب إلى تحقق خبر مهم يأتي بعده. «ألا» هي مركبة من همزة الاستفهام و«لا» النافية، كما في الآية الشريفة: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [القيامة: 40] حيث ركب حرف الاستفهام مع فعل النفي. كما أن تركيب الاستفهام والنفي في «ألا» يفيد الحصر أيضاً.
وفي مقابل دعوة المنافقين إلى الإيمان تراهم يظهرون الإيمان كذب: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة: 8] ، وفي مقابل نهيهم عن المنكر والفساد فإنهم يدعون الإصلاح، الأمر الذي يجعل من مرض نفاقهم، كما هو حال كفر الكافرين، مانعاً من قبول الهداية القرآنية، وعلى هذا فإن الآيتين الحادية عشرة والثالثة عشرة من هذه السورة - اللتين تبينان رد المنافقين على أمرهم بالمعروف (الأمر بالإيمان) ونهيهم عن المنكر (النهي عن الفساد) - تكشفان عن السر في حصر هداية القرآن في المتقين؛ وذلك لأن المنافقين أساسا، كما هو حال الكفار، لا يدركون هداية القرآن جيداً، وإن هذه الرؤية هي التي تسد الطريق بوجه نفوذ الهداية القرآنية إليهم.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|