أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-30
1234
التاريخ: 2023-08-12
1562
التاريخ: 2023-04-04
1176
التاريخ: 2023-04-29
1260
|
الصلاة هي المناجاة الخاصة للمصلي مع ربه، تُعد حرماً لله عزوجل. من هنا فإنَّ إبليس يتخذ من الخوف من الشهاب الثاقب حريماً ولا يدخل إلى الحوار السري بين العبد والمولى. من هذا الباب فإن الصلاة هي وسيلة جيدة للاستعانة كي لا يتغلب المصلّي من خلالها على المعضلات فحسب بل ويصل في ضوء هذه الاستعانة إلى الاستقامة فيصبح، في ظل الاستقامة، مهبطاً للملائكة ويُبشِّر من قبلهم: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا} [فصلت: 30].
من هنا يصبح السر وراء صعوبة الصلاة وثقلها على غير المتطامن معلوماً؛ كما قد تجلّى سر سهولتها على المتواضع المتطامن، وكذلك سيتضح رمز كونها قرة العين بالنسبة للممتازين من المصلين: "جعلت قرة عيني في الصلاة" (1)، وذلك لأن حبيب الله يكون حليف المناجاة معه تعالى.
الخشوع، الذي هو مطيّة لحمل عطيّة الصلاة، هو - بحد ذاته - عطاء من الله، وليس عصى للمصلي؛ بمعنى أن المصلّي الذي يطيق - في ظلّ الخشوع - الحمل الثقيل لأمانة الصلاة يكون مديناً للباري سبحانه؛ لأنَّ نفس هذا التطامن والخشوع والتواضع والخضوع هو هداية خاصة صارت من نصيبه ليس مصدرها إلا مبدأ الفيض. من هذا المنطلق فقد سهل الله جل وعلا ثقل الصلاة على المصلين الحقيقيين من خلال تعبيرين: أحدهما "الخشوع" المذكور في الآية محط البحث: {إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45] ، والآخر "الهداية" كما جاء في الآية: {وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ} [البقرة: 143] إذن يكون من المعلوم أن ذلك الخشوع هو نتيجة لهذه الهداية الخاصة. وعلى الرغم من أن آية الهداية لم تأت صراحة بخصوص الصلاة، إلا أنها تتعلق بقبول الحكم الجديد لقبلة الصلاة الذي كان يتطلب تعبداً خاصاً وتخضعاً وتخشعاً مخصوصين.
تنويه: في الآية الثانية مورد البحث أشير أيضاً إلى منشأ خشوع الخاشعين، إذ قال: لقد سلب ذكر الموت والقيامة كل ما لدى الإنسان طاقة، فهو يجعل قلبه يرتعش ويدفع به إلى الخشوع؛ وذلك لأن كلّ أشكال الغرور وقول: "أنا" و"نحن" هي نابعة من الذهول عن الموت والعذاب والقيامة وإلا فإن أولئك المتيقنين من الحساب والميزان والجنة والنار أو الظانين بها على الأقل وليسوا بغافلين عن حال الاحتضار وأحوال القبر، هم يخشعون وتنكسر قلوبهم، فيولون وجوههم ويلجأون إلى الصلاة والاستعانة بالدعاء والبكاء: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 46]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر، ج1، ص91؛ وبحار الأنوار، ج 79، ص193.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|