المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

الفروق الحقيقيّة بين المكّي والمدني
12-10-2014
أنواع الأسواق الإلكترونية.
5-9-2016
لماذا شبه الإيمان بالحياة ، والكفر بالموت ؟
8-11-2014
تصنيف الحدود السياسية – تصنيف فوست
14-5-2022
أنواع الفساد
15/10/2022
تحلل اللكنين Lignolysis
29-11-2018


مقتل عمار بن ياسر  
  
3963   05:58 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص271-272
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

كان على عمار يوم صفين درع وهو يقول : أيها الناس الرواح إلى الجنة ؛ وقال حين نظر إلى راية عمرو بن العاص والله ان هذه الراية قد قاتلتها ثلاث عركات وما هذه بأرشدهن ثم قال :

نحن ضربناكم على تنزيله * فاليوم نضربكم على تأويله

ضربا يزيل الهام عن مقيله * ويذهل الخليل عن خليله

أو يرجع الحق إلى سبيله

ثم استسقى وقد اشتد ظمأه فاتته امرأة طويلة اليدين قال الراوي والله ما أدري أ عس معها أو إداوة فيها ضياح من لبن فقال حين شرب : الجنة تحت الأسنة اليوم القى الأحبة محمدا وحزبه والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا انا على الحق وهم على باطل .

وفي رواية ان الذي جاءه باللبن غلام له اسمه راشد ثم حمل وحمل عليه ابن جون السكسكي وأبو العادية الفزاري فاما أبو العادية فطعنه واما ابن جون فإنه احتز رأسه ؛ فكان لا يزال رجل يجئ فيقول لمعاوية وعمرو انا قتلت عمارا فقال له عمرو فما كان آخر منطقه قال سمعته يقول : اليوم القى الأحبة محمدا وحزبه فقال له عمرو صدقت أنت صاحبه واما والله ما ظفرت يداك ولكن أسخطت ربك ؛ واحتج رجلان بصفين في سلب عمار بن ياسر وفي قتله فاتيا عبد الله بن عمرو بن العاص فقال لهما ويحكما اخرجا عني فان رسول الله (صلى الله عليه واله) قال أولعت قريش بعمار ما لهم ولعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار قاتله وسالبه في النار قال السدي فبلغني ان معاوية قال إنما قتله من أخرجه يخدع بذلك طغام أهل الشام .

وقال مالك الأشتر ذكره نصر :

نحن قتلنا حوشبا * لما غدا قد اعلما

وذا الكلاع قبله * ومعبدا إذ اقدما

ان تقتلوا منا أبا ال‍ * يقظان شيخا مسلما

فقد قتلنا منكم * سبعين رأسا مجرما

اضحوا بصفين وقد * لاقوا نكالا مؤتما

وقال عمرو بن العاص :

ونحن قتلنا هاشما وابن ياسر * ونحن قتلنا ابني بديل تعسفا

وبعث علي خيلا ليحبسوا عن معاوية مادة فبعث معاوية الضحاك بن قيس الفهري في خيل إلى تلك الخيل فأزالوها وجاءت عيون علي فأخبرته بما قد كان فقال لأصحابه ما ترون فاختلفوا فلما رأى اختلافهم امرهم بالغدو إلى القوم فغاداهم القتال فانهزم أهل الشام وغلب أهل العراق على قتل أهل حمص وغلب أهل الشام على قتلى أهل العالية وانهزم عتبة بن أبي سفيان عشرين فرسخا عن موضع المعركة حتى اتى الشام فقال النجاشي من قصيدة أولها :

لقد أمعنت يا عتب الفرارا * وأورثك الوغى خزيا وعارا

فلا يحمد خصاك سوى طمر * إذا أجريته انهمر انهمارا

ثم إن عليا (عليه السلام) أمر مناديه فنادى في الناس ان اخرجوا إلى مصافكم فخرج الناس إلى مصافهم واقتتلوا واقبل أبو الأعور السلمي يقول :  

اضربهم ولا ارى عليا * وكفى بهذا حزنا عليا

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.