المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
وظـائـف اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
كيفيّة محاسبة النّفس واستنطاقها
2024-11-28
المحاسبة
2024-11-28
الحديث الموثّق
2024-11-28
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28

أنواع الأهداف الإستراتيجية
27-7-2016
القسم بالربِّ
24-02-2015
اشباعات الجمهور من الصحف الإلكترونية-(1) اشباعات المحتوى
4-2-2022
مثلث متساوي الساقين Isosceles, Triangle
3-12-2015
Control Mechanisms
14-10-2015
MAGNETIC  QUANTUM  NUMBERS
9-3-2016


شذرات النور من تواضع أمير المؤمنين  
  
4352   09:46 صباحاً   التاريخ: 8-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج1, ص116-119.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

 من ذاتيات الإمام (عليه‌ السلام) ونزعاته التواضع ولكن لا للأغنياء والمتكبّرين وإنّما للفقراء والمستضعفين فكان يخفض لهم جناح البرّ والمودّة وقد ضارع بذلك أخاه وابن عمّه الرسول(صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) فقد كان للمؤمنين أبا وللفقراء أخا وهذه شذرات معطّرة بهدي الإمام (عليه‌ السلام) من تواضعه :

١ ـ وفد عليه رجل مع ابنه فرحّب بهما وأجلسهما في صدر المجلس ثمّ أمر لهما بطعام وبعد الفراغ منه بادر الإمام فأخذ الإبريق ليغسل يد الأب ففزع الرجل وقال : كيف يراني الله وأنت تصبّ الماء على يدي؟ فأجابه الإمام (عليه‌ السلام) برفق ولطف : إنّ الله يراني أخاك الّذي لا يتميّز منك ولا يتفضّل عنك ويزيدني بذلك منزلة في الجنّة , أيّ روح ملائكية هذه الروح؟ وأيّ سموّ في الذات هذا السموّ؟ وانصاع الرجل إلى كلام الإمام (عليه‌ السلام) فصبّ الماء على يده ولمّا فرغ ناول الإبريق إلى ولده محمّد بن الحنفية وقال له : يا بنيّ لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه لصببت الماء على يده ولكنّ الله يأبى أن يسوّي بين الابن وأبيه  .

وقام محمّد فغسل يد الولد وهذه الأخلاق العلوية مقتبسة من أخلاق الرسول الأعظم (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) الذي امتاز على سائر النبيّين بمكارم أخلاقه .

٢ ـ اجتاز الإمام في رجوعه من صفّين على دهّاقين الأنبار فقابلوه بمزيد من التعظيم والتكريم وصنعوا له كما يصنعون للملوك والامراء فأنكر الإمام عليهم ذلك وقال لهم :   والله! ما ينتفع بهذا امراؤكم وإنّكم لتشقّون به على أنفسكم وتشقّون به على آخرتكم. وما أخسر المشقّة وراءها العقاب وما أربح الرّاحة معها الأمان من النّار  .

٣ ـ من تواضعه أنّه خرج راكبا فسار معه أصحابه فالتفت إليهم :  ألكم حاجة؟.

ـ لا ولكن نحبّ أن نمشي معك.

فنهاهم عن ذلك وأمرهم بالانصراف إلى منازلهم قائلا : ارجعوا ... النّعال خلف أعقاب الرّجال مفسدة لقلوب النوكى ؛ حقّا إنّ هذه الأخلاق أخلاق الأنبياء العظام وأوصياءهم وقد مثّلها بسيرته وسلوكه سيّد الأوصياء وإمام المتّقين والأخيار وذكر الرواة صورا مشرقة بالشرف والكرامة من تواضعه أيام خلافته نعرض لها عند البحث عن حكومته.

ومن معالي أخلاق الإمام (عليه‌ السلام) عيادته للمرضى وكان يحفّز أصحابه على ذلك ويحثّهم على هذه الظاهرة فقد قال لهم : من أتى أخاه المسلم يعوده مشى في خرافة الجنّة فإذا جلس غمرته الرّحمة وكان (عليه‌ السلام) إذا علم أنّ أحدا من أصحابه مريض بادر لعيادته وهذه بعض زياراته لهم :

١ ـ عاد شخصا من أصحابه ولمّا استقرّ به المجلس قال له :  جعل الله ما كان من شكواك حطّا لسيّئاتك فإنّ المرض لا أجر فيه ولكنّه يحطّ السّيّئات ويحتّها حتّ الأوراق ؛ وإنّما الاجر في القول باللّسان والعمل بالأيدي والأقدام  .

٢ ـ عاد الإمام (عليه‌ السلام) صاحبه وصديقه صعصعة بن صوحان فقال له الإمام : والله ما علمتك إلاّ خفيف المئونة حسن المعونة .

فأجابه صعصعة : وأنت يا أمير المؤمنين إنّ الله في عينك لعظيم وإنّك بالمؤمنين لرحيم وإنّك بكتاب الله لعليم .

ولمّا أراد الإمام (عليه‌ السلام) الخروج قال لصعصعة : يا صعصعة لا تجعل عيادتي فخرا على قومك فإنّ الله تعالى لا يحبّ كلّ مختال فخور  ;إنّ جميع ألوان الفخر والمظاهر الزائفة التي يعنى بها الناس قد سحقها الإمام (عليه‌ السلام) ولم يحفل بأي شيء منها .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.