أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-13
735
التاريخ: 2024-03-01
807
التاريخ: 2024-07-28
440
التاريخ: 2024-02-09
779
|
هو روبرت آرثر تلبت غسكوين سسل مركيز سلسبري، ولد في الثالث عشر من فبراير سنة 1830 من عائلة قديمة عريقة في المجد يتصل نسبها بداود سسل الذي كان في عصر الملك هنري السابع منذ أربعمائة سنة، وقد أعطيت إمارة سلسبري لسلفائه سنة 1605، أي منذ مائتين وثلاث وتسعين سنة درس في مدينة أكسفرد ــ حيث درس غلادستون - باسم اللورد روبرت سسل، ونبغ في العلوم الرياضية، وكان يناضل عن حزب المحافظين وانتخب عضوا في مجلس النواب وهو في الثالثة والعشرين من عمره، واشتغل بالسياسة حالا فنصر رجال الدين في مجلس النواب، وقاوم غلادستون في مسألة رسوم الورق بقوة وبلاغة، فعرف النواب قدره وأجلسوه على المقاعد الأمامية حيث يجلس زعماؤهم، واشتهر حينئذ بدقة البحث وقوة العارضة، ولكنه لم يكن قوي الحجة إلا إذا تكلم عن الكنائس والمدارس أو عن المسائل الخارجية. وعين سنة 1866 وزيرًا للهند (وكان يلقب بلقب لورد كرنبورن بدل أخيه الأكبر الذي مات ولكنه لم يقم في هذا المنصب طويلًا، بل استعفى وعارض غلادستون في مسألة كنائس أرلندا، وسنة 1868 انتقل إليه لقب مركيز سلسبري بموت أبيه، فدخل مجلس الأعيان ولم يمض عليه سنتان حتى اعترف له الجميع أنه زعيم المحافظين في ذلك المجلس. ولما غُلب الأحرار سنة 1874 وصار دزريلي رئيسًا لوزارة المحافظين اختار سلسبري وزيرا للهند، ولم تمض عليهما سنة حتى اختصما لكنهما لم يفترقا؛ لأن مصالح المملكة تقضي اتحادهما، وأنفذ حينئذ إلى الآستانة العلية لمنع الحرب الروسية فلم يفلح. ثم تُوفي لورد بيكنسفيلد فصار سلسبري زعيمًا للمحافظين بعده، ولما خُذل الأحرار سنة 1885 دعي لتأليف وزارة فألفها وأخذ نظارة الخارجية لكن وزارته لم تدم طويلًا؛ لأن الانتخابات العمومية التي حدثت تلك السنة رجحت جانب الأحرار، فعاد غلادستون إلى الوزارة ثم غُلبت وزارته في لائحة استقلال أرلندا الإداري، فخلفه سلسبري وحدث عيد الملكة الخمسيني في وزارته هذه، وقد زارته الملكة بنفسها في قصر هتفيلد وذلك فخر عندهم قلما يناله أحد، ثم زاره فيه إمبراطور ألمانيا، وغلبت وزارته سنة 1892 وتلتها وزارة غلادستون وروزبري ثم عادت الوزارة إليه سنة 1895 ولم يزل رئيسًا لها. وهو خطيب مُفلق وسياسي محنك ولا سيما في المسائل الخارجية يحفظها سرا غامضًا لا يُكاشف بها إلا الذين يعنيهم أمرها. وقد اشتهر بكثرة البحث في المسائل الطبيعية ولا سيما فيما يتعلق منها بالكهربائية، وله الخطبة المشهورة في مجاهل العلم التي خطبها في مجمع ترقية العلوم البريطاني وأتينا عليها في المقتطف. هذه فذلكة من تاريخ وزراء الملكة ومن تاريخ حياتها السياسية. قال المستر ستد صاحب مجلة المجلات إنه زار بلاد الروس سنة 1888، وقابل القيصر إسكندر الثالث وكلمه في بعض المهام ثم قص ما قاله له القيصر على السر روبرت مورير سفير إنكلترا في بطرسبرج، فكتب السفير ذلك في كتاب وتلاه على المستر ستد فسأله المستر ستد مُستغربًا: هل تقصد أن ترسل هذا الكتاب كبلاغ إلى الحكومة؟ فقال: «معاذ الله، بل إنما كتبته لأبعث به إلى الملكة فهو كتابي لها خاصة لا يطبع في الكتاب الأزرق ولا يطّلع عليه الجمهور، ونحن نكتب إليها دائما بكل المهام السياسية.» وقد شبه المستر ستد الملكة بمحرر جريدة يكتب فيها ما يشاء ويُنقح ما يشاء مما يكتبه فيها المساعدون، له والجريدة هي إدارة شئون السلطنة، ووزراؤها ورجال السياسة فيها المحررون والملكة رئيسة التحرير تكتب ما تشاء وتنقح ما تشاء، ولكن مشيئتها منطبقة على مشيئة شعبها ومصلحته؛ لأن الحكومة دستورية كما يتضح مما تقدم في الفصول السابقة ومما يأتي في الفقرات التالية. لما استعفت وزارة لورد ملبرن الأولى سنة 1839 ــ على ما تقدم ــ غلب الحزن على الملكة لحداثة سنها حينئذ، فإنها كانت في التاسعة عشرة حتى إذا جاءها اللورد جون رسل ليخبرها باستعفاء الوزارة قابلته وعيناها مغرورقتان بالدموع حزنا على وزرائها، وخوفًا من السر روبرت بيل الذي كان لا بد لها من وضع مقاليد الوزارة في يده؛ لأنها حسبته رجلًا صعب المراس ولأنها كانت حينئذ متشيعة لحزب الأحرار مثل زعيمه لورد ملبرن، فأثبتت اهتمامها الشديد بسياسة مملكتها وهي فتاة في التاسعة عشرة من العمر. ولما اقترنت بالبرنس ألبرت أشركته في مهام المملكة، فقام بأعبائها أحسن قيام مدة حياته معها، قال الكونت فتزوم وزير سكسونيا : إن البرنس ألبرت زوج الملكة كان الحاكم المطلق في بيته والعنصر الفعّال في السلطنة الإنكليزية المنتشرة في أقطار المسكونة، ولقد كان يهتم بمصالح كل تلك الملايين الخاضعين لها ولو كان الأمر عظيمًا عليه لحداثة سنه، وفي يده كانت مقاليد المملكة مدة عشرين سنة حتى لم تخرج رسالة من وزارة الخارجية إلا بعد اطلاعه عليها وإمعانه النظر فيها وتنقيحها إذا رآها محتاجة إلى التنقيح، ولم يأتِ تقرير مهم من سفير من السفراء إلا اطلع عليه، وكان كل من وزير المستعمرات ووزير الحربية ووزير الداخلية ووزير البحرية يقدم له كل يوم رزمة من الأوراق لا تقل عن أوراق وزارة الخارجية، فيقرأ كل ورقة منها ويُعلِّق عليها ما يبدو له من الآراء، وكان فوق ذلك يكاتب الملوك والسفراء وحكام الولايات في الهند وكندا، ولم يجر شيء في بلاط الملكة إلا بأمره.» وقد يكون في هذا الكلام شيء من المبالغة، ولكن لا مبالغة في أن الملكة قبضت على أزمة المملكة بيديها قبل اقترانها، وأشركت زوجها معها مدة حياته ثم استقلت باللك بعد وفاته، وهي التي فضَّت كثيرًا من المشاكل الداخلية والخارجية، ولولاها لبلغ بسمارك مأربه من إنكلترا بمعاضدة روسيا، ولاشتركت إنكلترا في الحرب الأمريكية الأهلية سنة 1861 وفي الحرب الأوروبية سنة 1864 فعادت منهما بالخزي والخسران ولولاها ما بلغ مجد إنكلترا ما بلغه في مشارق الأرض ومغاربها، وكانت في كل ذلك محافظة على نظام البلاد الدستوري وجارية بحسب إرادة شعبها.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|