المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
احكام الاسارى
2024-11-24
الخرشوف Artichoke (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24

حدود إمكانيات الكمبيوتر الخادم للصحيفة الالكترونية Server Limitations
27-2-2022
معنى كلمة دحض
4-06-2015
لماذا نصدق الأخبار الكاذبة؟
25-1-2023
كيفية تسخير القلب على يد الشيطان
2023-09-26
حكم الارتماس في الماء
13-12-2015
اثبات الغدير ونقضهم له
1-12-2019


بيت فاطمة(عليها السلام)  
  
4060   06:10 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1,ص458
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / قضايا عامة /

كان النبي (صلى الله عليه وآله) قد بنى لنفسه بيتا شرقي المسجد ملاصقا له سكنه مع ابنته فاطمة وبنى هناك أيضا بيوتا اسكنها أزواجه وبنى لعلي (عليه السلام) بيتا بجنب البيت الذي تسكنه عائشة وهو الذي دفن فيه النبي (صلى الله عليه وآله) فلما تزوج علي بفاطمة وأدخلت عليه عرس بها في بيت استأجره كما مر ثم عاد إلى ذلك البيت وسكنته فاطمة معه حتى توفيت وفيه ولد الحسن والحسين وسائر أولاد علي من فاطمة عليهم جميعا السلام وبقيت الصخرة التي ولدت عليها الحسنين ظاهرة بعد الحاق بيتها بالمسجد يعرفها أهل البيت .

وفي كتاب وفاء الوفا باخبار دار المصطفى : أسند يحيى عن عيسى بن عبد الله عن أبيه ان بيت

فاطمة في الزور الذي في القبر بينه وبين بيت النبي خوخة ؛ والزور الموضع المزور شبه المثلث في جهة الشام قال واسند عن عمر بن علي بن عمر بن علي بن الحسين ان بيت فاطمة في موضع الزور مخرج النبي (صلى الله عليه وآله) وكانت فيه كوة إلى بيت عائشة فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ قام إلى المخرج اطلع من الكوة إلى فاطمة فعلم خبرهم فدخلت عائشة المخرج في جوف الليل فأبصرت المصباح عندهم وذكر كلاما وقع بينهما فلما أصبحوا سألت فاطمة النبي (صلى الله عليه وآله) ان يسد الكوة فسدها إلى أن قال : ويشهد لذلك أي كون موضع بيت فاطمة في الزور ما أسنده يحيى عن مسلم عن ابن أبي مريم ان عرض بيت فاطمة إلى الأسطوانة التي خلف الأسطوانة المواجهة للزور وكان بابه في المربعة التي في القبر قال : وقد أسند أبو غسان عن مسلم بن سالم قال عرس علي بفاطمة إلى الأسطوانة التي خلف الأسطوانة المواجهة الزور وكانت داره في المربعة التي في القبر قال سليمان  وقال مسلم لا تنس حظك من الصلاة إليها فإنه باب فاطمة التي كان علي يدخل إليها منه وقد رأيت حسن بن زيد يصلي إليها .

وقوله عرس بها الخ يخالف ما مر من أنه بنى بها في دار استأجرها ؛ ثم حكى عن ابن شبة ان عليا (عليه السلام) اتخذ بالمدينة دارين أحدهما دخلت في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) والأخرى دار علي التي بالبقيع ؛ ثم حكي عن رزين انه لما كان زمن الوليد بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز عامله على المدينة ومكة بعث الوليد إليه بمال وقال له من باعك فأعطه ثمنه ومن أبى فاهدم عليه واعطه المال فان أبى ان يأخذه فاصرفه إلى الفقراء ؛ ثم ذكر عدة روايات انه بينما الوليد بن عبد الملك يخطب على منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ انكشف الكلة عن بيت فاطمة (عليها السلام) وإذا حسن بن حسن يسرح لحيته فلما نزل أمر بهدم بيت فاطمة اخذه الغضب لكونه لم يسمع خطبته بل جلس في بيته يسرح لحيته فامر بهدمه فأبى حسن بن حسن وفاطمة بنت الحسين وهي زوجته زوجه إياها عمه الحسين (عليه السلام) أن يخرجوا منه فامر بهدمه عليهم وهما فيه وولدهما فنزع أساس البيت وهم فيه فلما نزع أساس البيت قالوا لهم إن لم تخرجوا قوضناه عليكم فخرجوا منه .

وفي رواية أخرى إن الوليد كان يبعث كل عام رجلا إلى المدينة فيأتيه باخبارها فقال له مرة لقد رأيت أمرا لا والله ما لك معه سلطان كنت في  مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) فإذا منزل عليه كلة فلما أقيمت الصلاة رفعت الكلة وصلى صاحبه فيه بصلاة الامام وهو ومن معه ثم أرخيت الكلة واتي بالغداء فتغدوا وإذا هو يأخذ المرآة والكحل فسالت فقيل إن هذا حسن بن حسن قال ويحك فما اصنع هو بيته وبيت امه فما الحيلة قال تزيد في المسجد وتشتري هذا المنزل فكتب إلى عمر بن عبد العزيز بذلك فأبوا وقال حسن والله لا نأكل له ثمنا ابدا وأعطاهم به سبعة آلاف أو ثمانية آلاف دينار فكتب إلى الوليد بذلك فامره بهدمه وإدخاله وطرح الثمن في بيت المال ففعل وانتقلت منه فاطمة بنت الحسين بن علي (اه) .

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.