خلافة عبد الله بن الزبير بمكة مخالفا لبني أمية َّ وظهور آخرين يدعون الخلافة وتسكني الحجاج الثقفي ما بداخل المملكة الإسلامية من الفتن. |
1016
02:38 صباحاً
التاريخ: 2023-09-17
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-5-2019
2705
التاريخ: 6-11-2017
1474
التاريخ: 27-5-2017
2591
التاريخ: 10-5-2020
3238
|
تفجع الحجازيون على قتل الحسين (عليه السلام) وأصحابه، فعصى عبد الله بن الزبير بني أمية وحرض عليهم قبائل قريش، فدعاه أهل المدينة للإقامة بينهم، وطردوا والي المدينة من قبل يزيد بن معاوية، فاقتدى بهم أهل مكة والمدن القريبة منها، وتلقب ابن الزبير بالخليفة، فبعث له يزيد جيشًا هجم على المدينة، ثم حاصر مكة سنة أربع وستين وأشرف على فتحها، وإذا يزيد قد مات بحوران في رابع ربيع الأول من هذه السنة، فرجع الجيش إلى الشام. وأعلنت جزيرة العرب ومصر والعراق وخراسان بالانقياد لابن الزبير، الذي تأخر مع ذلك عن إزالته الخلافة الأموية من دمشق حتى عينوا معاوية الثاني بن يزيد، فتقلدها بعد امتناع وتنازل عنها بعد ستة أسابيع، فخلفه مروان بن الحكم مشترطًا تولية خالد بن يزيد بعده، ثم هزم جيوش ابن الزبير وانقاد له حمص وجزء من جزيرة دجلة والفرات فصرف همته إلى مصر فأخذها ممن ولاه ابن الزبير عليها، وترك بها بعض أولاده يأخذ الخراج والجزية، وحرم مكة والمدينة من القمح الذي كان يُرسل إليهما في بحر السويس المسمى القلزم، فتبدلت أحوال خلافة ابن الزبير، وذهب أخوه مصعب لأخذ دمشق، فهزمه الأموية إلى البصرة. ثم مات مروان سنة 684 ميلادية الموافقة سنة 65 هجرية، فخلفه ابنه عبد الملك في ثالث رمضان من هذه السنة غير مكترث بعهد والده إلى خالد بالخلافة؛ فاستبد بحكم الشام ومصر، ورأى عدم تمكَّن أحزابه من الحج فزين لهم بيت المقدس ليزوروه، و صرف همته أولاً إلى العراق المضطرب منذ قُتِلَ الإمام الحسين(عليه السلام)؛ فقد كان به حزب متعصب للعلوية يأبى الانقياد لغير أئمتهم سار به سليمان بن صرد إلى الشام لصد جيش عبيد الله بن زياد عن العراق فقابله عبيد الله بحدود الشام فمزق شمله، وحزب آخر معترف بخلافة ابن الزبير سار به المختار إلى مكة فنصر ابن الزبير ولم يكافئه على نصره له، فخالفه وجمع من بقي من جيش ابن صرد وتلقب بالخليفة، وأظهر الأخذ بثأر علي وولديه(عليهم السلام)، فقتل في غير الوقائع نحو خمسين ألف رجل منهم شمر قاتل الحسين وسائر من اشتهر معه في يوم كربلاء، وعبيد الله بن زياد. ثم أخذ الكوفة والعراق البابلي، ثم سار إلى مصعب بن الزبير والي البصرة فحاصر الكوفة، ثم قتله بقلعتها سنة 686 ميلادية الموافقة سنة 67 هجرية، وقتل جميع أحزابه بالسيف، وكانوا سبعة آلاف؛ فعظمت المصائب بتلك الحروب الداخلية، إلا أن عبد الملك كان يفرح لها لتقليلها أعداءه وتقريبها انتصاره؛ إذ لم يبق له إلا عدوان: عمرو بن سعيد بدمشق ومصعب بن الزبير فقتل ابن سعيد ثم مصعبًا في واقعة مسكن، ووضعت أمامه رأس مصعب في قلعة الكوفة، فقال بعض الحاضرين لعبد الملك: إني رأيت بهذه القلعة رأس الحسين(عليه السلام) أمام عبيد الله بن زياد ورأس ابن زياد أمام المختار، ورأس المختار أمام مصعب، ورأس مصعب أمام أمير المؤمنين. فتشاءم عبد الملك وهدم القلعة ومحا أثرها، وانقاد له الكوفيون وجنود مصعب بالبصرة والموصل وبلاد الفرس وسائر الأقاليم الشرقية من المملكة الإسلامية، ثم بعث أعظم قواد عساكره الحجاج بن يوسف الثقفي بجيش حاصر به مكة ثمانية أشهر، وقتل ابن الزبير وأعيان رجاله على عتبة الكعبة التي تهدمت من مجانيقه، فبناها هذه السنة بعد أن بناها ابن الزبير سنة 683 ميلادية الموافقة سنة 64 هجرية، فاستقل بالولاية والتصرف في بحيث جزيرة العرب، وعامل أهل المدينة بالقسوة لكونهم أول من قام على الأموية، ثم بدت فتن بجهة العراق، فنقله عبد الملك من ولاية بلاد العرب إلى ولاية العراق وخراسان وسجستان، فأظهر دعوة الإسلام ورأى العراقيين متأهبين للخروج عن الطاعة، فقتل رجالهم ومنهم قرشيون أعانوا على قتل عثمان ــ وبالعراق إذ ذاك من الخوارج جموع الأزارقة الفار بهم إلى نواحي الأهواز المهلب أحد قواد مصعب بن الزبير، وهم أعداء للحكومة خلافية كانت أو ملوكية، وظهر منهم شبيب وصالح بأحزابهم الملقبين بالصفرية لمبارزة الحجاج، وعقدا بقرب آمد واقعة لم يظفر فيها أحد بالآخر، ثم نُصِرَا عليه في عدة وقائع، ثم قتل الحجاج صالحًا قرب الموصل على غفلة . وأما شبيب فأخذ الكوفة حين كان الحجاج بالبصرة، فعاد إليه وهزمه من موضع إلى آخر حتى دخل بلاد الفرس وكرمان، ثم مات قرب دجيل الأهواز سنة 696 ميلادية الموافقة سنة 77 هجرية، ثم خرج على الحجاج عبد الرحمن بن محمد سنة 701 ميلادية الموافقة سنة 82 هجرية، فأخذ منه البصرة والكوفة، ثم انهزم، فقتل نفسه لئلا يقع في يد الحجاج، فكان ذلك آخر فتنة بالمملكة العربية.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|