المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

مضمون قاعدة « الالزام »
16-12-2021
من الشروط الواجب توفرها لتاسيس المصرف الجسري التقرير و خطة اعادة التأهيل
2023-04-05
ذكاء المأمون
17-10-2017
مركبات سامة وراثية Genotoxic Compounds
16-6-2018
نبات الكوليس
2024-07-14
النيوترونات اللحظية
26-12-2021


الشاب والعمل  
  
1190   01:56 صباحاً   التاريخ: 2023-09-11
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص309ــ310
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

قال تعالى في محكم كتابه: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} [الأعراف: 10].

الشاب واختيار العمل:

تعتبر مسألة اختيار العمل والحصول عليه من المسائل المهمة لجيل الشباب. فالإنسان الذي يطوي أيام الطفولة والصبا ويبدأ أيام الشباب تشده الرغبة للبحث عن عمل يستطيع من خلاله أن يجد لنفسه مكانة في المجتمع. فهو يحب أن يؤمن متطلباته من عرق جبينه ليبلغ بذلك حريته واستقلاله ويثبت كفاءته ويكرس موقعه في المجتمع.

ويعتبر العمل وتحمل المسؤولية من ضروريات الحياة الحرّة الكريمة في كل المجتمعات. ومن يريد أن يتمتع بمزايا المدنية ويأكل لقمة عيشه بعز وكرامة عليه أن يكون عضواً نافعاً في مجتمعه ويأخذ على عاتقه عملاً ضمن حدود كفائته ولياقته ليستفيد الآخرون من نتائج عمله كما يستفيد هو من نتائج عمل الآخرين.

أما الإنسان العاجز الوضيع الذي يتهرب من المسؤولية ولا يقوم بأي عمل يرتزق منه ويعيش كلاً على الآخرين ويقتات من عرق جبينهم، فهو ملعون في الاسلام ومذموم في المجتمعات، لأن البطالة لا بد وان تودي به في النهاية إلى الفساد الأخلاقي والضياع.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ملعون من القى كله على الناس(1).

___________________________

(1) تحف العقول ، ص37. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.