المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



تقسيم معاوية الحرب بين أصحابه  
  
3748   06:30 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص263-264
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

قال نصر : لما تعاظمت الأمور على معاوية دعا عمرو بن العاص وبسر بن أرطأة وعبيد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد فقال لهم انه قد غمني رجال من أصحاب علي منهم سعيد بن قيس في همدان والأشتر في قومه والمرقال وعدي بن حاتم وقيس بن سعد في الأنصار وقد وقتكم يمانيتكم بأنفسها حتى لقد استحييت لكم وأنتم عدتهم من قريش وقد أردت ان يعلم الناس انكم أهل غناء وقد عبات لكل رجل منهم رجلا منكم فاجعلوا ذلك إلي قالوا ذلك إليك قال انا أكفيكم سعيد بن قيس وقومه غدا وأنت يا عمرو لأعور بني زهرة المرقال وأنت يا بسر لقيس بن سعد وأنت يا عبيد الله للأشتر وأنت يا عبد الرحمن بن خالد لأعور طئ يعني عدي بن حاتم فجعلها نوبا في خمسة أيام لكل رجل منهم يوم فأصبح معاوية فلم يدع فارسا إلا حشده ثم قصد لهمدان وتقدم الخيل وهو يقول :

لا عيش إلا فلق قحف الهام * لن تمنع الحرمة بعد العام

ساملك العراق بالشام * انعى ابن عفان مدى الأيام

فطعن في اعراض الخيل مليا فتنادت همدان بشعارها واشتد القتال ثم أقحم سعيد بن قيس فرسه على معاوية فذكرت همدان ان معاوية فاتها ركضا فقال سعيد بن قيس في ذلك :

يا لهف نفسي فاتني معاوية * فوق طمر كالعقاب هاويه

والراقصات لا يعود ثانية * إلا على ذات خصيل طاويه

ان يعد اليوم فكفي عالية  فانصرف معاوية ولم يعمل شيئا وحجز بينهم الليل ؛ وغدا عمرو بن العاص في اليوم الثاني في حماة الخيل فقصد المرقال ومع المرقال لواء علي الأعظم في حماة الناس فتقدم عمرو وهو يقول :

لا عيش ان لم الق يوما هاشما * ذاك الذي ان ينج مني سالما

يكن شجى حتى الممات لازما

فطعن في اعراض الخيل مزبدا فحمل هاشم وهو يقول :

لا عيش ان لم الق يومي عمرا * ذاك الذي أحدث فينا الغدرا

أو يحدث الله لأمر أمرا * لا تجزعي يا نفس صبرا صبرا

ضربا مداريك وطعنا شزرا * يا ليت ما تحتي يكون قبرا

فطعن عمرا حتى رجع واشتد القتال وانصرف الفريقان ولم يسر معاوية ذلك ؛ وغدا في اليوم الثالث بسر بن إرطاة في حماة الخيل فلقي قيس بن سعد في كماة الأنصار فاشتدت الحرب بينهما وبرز قيس كأنه فنيق مقرم وهو يقول :

انا ابن سعد زانه عباده * والخزرجيون رجال ساده

ليس فراري في الوغى بعاده * إن الفرار للفتى قلادة

يا رب أنت لقني الشهادة * والقتل خير من عناقي غاده

حتى متى تثنى لي الوسادة

فطعن خيل بسر وبرز له بسر بعد ملي وهو يقول :

انا ابن أرطأة عظيم القدر * مراود في غالب بن فهر

ليس الفرار من طباع بسر * ان يرجع اليوم بغير وتر

وقد قضيت في عدوي نذري * يا ليت شعري ما بقي من عمري

وطعن بسر قيسا فضربه قيس بالسيف فرده على عقبيه ورجع القوم جميعا ولقيس الفضل . وتقدم عبيد الله بن عمر في اليوم الرابع ولم يترك فارسا مذكورا وجمع من استطاع فقال له معاوية انك أفاعي أهل العراق فارفق واتئد فلقيه الأشتر امام الخيل مزبدا وكان الأشتر إذا أراد القتال أزبد وهو يقول :

في كل يوم هامتي مقترة * بالضرب ابغي منة مؤخرة

والدرع خير من برود حبره * يا رب جنبني سبيل الكفرة

واجعل وفاتي بأكف الفجرة * لا تعدل الدنيا جميعا وبره

ولا بعوضا في ثواب البررة

فرد الخيل فاستحيا عبيد الله فبرز امام الخيل وكان فارسا فحمل عليه الأشتر فطعنه واشتد الامر وانصرف القوم وللأشتر الفضل فغم ذلك معاوية . وغدا عبد الرحمن بن خالد في اليوم الخامس كان أرجاهم عند معاوية ان ينال حاجته فقواه بالخيل والسلاح وكان معاوية يعده ولدا فلقيه عدي بن حاتم في حماة مذحج وقضاعة فبرز عبد الرحمن امام الخيل وهو يقول :

قل لعدي ذهب الوعيد * انا ابن سيف الله لا مزيد

وخالد يزينه الوليد * فما لنا ولا لكم محيد

عن يومنا ويومكم فعودوا

ثم حمل فطعن الناس وقصده عدي بن حاتم وهو يقول :

أرجو إلهي وأخاف ذنبي * وليس شئ مثل عفو ربي

يا ابن الوليد بغضكم في قلبي * كالهضب بل فوق قنان الهضب

فلما كاد ان يخالطه بالرمح توارى عبد الرحمن في العجاج واستتر باسنة أصحابه واختلط القوم ورجع عبد الرحمن إلى معاوية مقهورا وانكسر معاوية وشمت بذلك أيمن بن خريم بن فاتك الأسدي وكان انسك رجل من أهل الشام وأشعره وكان في ناحية معتزلا وقال في ذلك أبياتا ذكرناها في ترجمته .

وأظهر معاوية لعمرو شماتة وقال لقد أنصفتكم إذ لقيت سعيد بن قيس في همدان وفررتم وانك يا عمرو لجبان فغضب عمرو ثم قال والله لو كان عليا ما قحمت عليه يا معاوية فهلا برزت إلى علي إذ دعاك ان كنت شجاعا كما تزعم وقال هذه الأبيات :

تسير إلى ابن ذي يزن سعيد * وتترك في العجاجة من دعاكا

فهل لك في أبي حسن علي * لعل الله يمكن من قفاكا

دعاك إلى النزال فلم تجبه * ولو نازلته تربت يداكا

وكنت اصم إذ ناداك عنها * وكان سكوته عنها مناكا

فأب الكبش قد طحنت رحاه * بنجدته ولم تطحن رحاكا

فما أنصفت صحبك يا ابن هند * أ تفرقه وتغضب من كفاكا

فلا والله ما أضمرت خيرا * ولا أظهرت لي إلا هواكا

واستحيا القرشيون مما صنعوا وشمت بهم اليمانية فقال معاوية يا معشر قريش والله لقد قربكم لقاء القوم من الفتح ولكن الأمر لأمر الله إنما لقيتم كباش أهل العراق وقتلتم وقتل منكم وما لكم علي من حجة لقد عبات تعبيتي لسيدهم سعيد بن قيس فانقطعوا عن معاوية أياما فقال معاوية في ذلك :

لعمري لقد أنصفت والنصف عادة * وعاين طعنا في العجاج المعاين

أ تدرون من لاقيتم فل جيشكم * لقيتم ليوثا أصحرتها العرائن

لقيتم صناديد العراق ومن بهم * إذا جاشت الهيجاء تحمى الظعائن

وما كان منكم فارس * دون فارس ولكنه ما قدر الله كائن

فاتوه فاعتذروا إليه.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.