أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2017
3524
التاريخ: 2-5-2016
3155
التاريخ: 27-10-2015
3652
التاريخ: 1-5-2016
3289
|
قال نصر : لما تعاظمت الأمور على معاوية دعا عمرو بن العاص وبسر بن أرطأة وعبيد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد فقال لهم انه قد غمني رجال من أصحاب علي منهم سعيد بن قيس في همدان والأشتر في قومه والمرقال وعدي بن حاتم وقيس بن سعد في الأنصار وقد وقتكم يمانيتكم بأنفسها حتى لقد استحييت لكم وأنتم عدتهم من قريش وقد أردت ان يعلم الناس انكم أهل غناء وقد عبات لكل رجل منهم رجلا منكم فاجعلوا ذلك إلي قالوا ذلك إليك قال انا أكفيكم سعيد بن قيس وقومه غدا وأنت يا عمرو لأعور بني زهرة المرقال وأنت يا بسر لقيس بن سعد وأنت يا عبيد الله للأشتر وأنت يا عبد الرحمن بن خالد لأعور طئ يعني عدي بن حاتم فجعلها نوبا في خمسة أيام لكل رجل منهم يوم فأصبح معاوية فلم يدع فارسا إلا حشده ثم قصد لهمدان وتقدم الخيل وهو يقول :
لا عيش إلا فلق قحف الهام * لن تمنع الحرمة بعد العام
ساملك العراق بالشام * انعى ابن عفان مدى الأيام
فطعن في اعراض الخيل مليا فتنادت همدان بشعارها واشتد القتال ثم أقحم سعيد بن قيس فرسه على معاوية فذكرت همدان ان معاوية فاتها ركضا فقال سعيد بن قيس في ذلك :
يا لهف نفسي فاتني معاوية * فوق طمر كالعقاب هاويه
والراقصات لا يعود ثانية * إلا على ذات خصيل طاويه
ان يعد اليوم فكفي عالية فانصرف معاوية ولم يعمل شيئا وحجز بينهم الليل ؛ وغدا عمرو بن العاص في اليوم الثاني في حماة الخيل فقصد المرقال ومع المرقال لواء علي الأعظم في حماة الناس فتقدم عمرو وهو يقول :
لا عيش ان لم الق يوما هاشما * ذاك الذي ان ينج مني سالما
يكن شجى حتى الممات لازما
فطعن في اعراض الخيل مزبدا فحمل هاشم وهو يقول :
لا عيش ان لم الق يومي عمرا * ذاك الذي أحدث فينا الغدرا
أو يحدث الله لأمر أمرا * لا تجزعي يا نفس صبرا صبرا
ضربا مداريك وطعنا شزرا * يا ليت ما تحتي يكون قبرا
فطعن عمرا حتى رجع واشتد القتال وانصرف الفريقان ولم يسر معاوية ذلك ؛ وغدا في اليوم الثالث بسر بن إرطاة في حماة الخيل فلقي قيس بن سعد في كماة الأنصار فاشتدت الحرب بينهما وبرز قيس كأنه فنيق مقرم وهو يقول :
انا ابن سعد زانه عباده * والخزرجيون رجال ساده
ليس فراري في الوغى بعاده * إن الفرار للفتى قلادة
يا رب أنت لقني الشهادة * والقتل خير من عناقي غاده
حتى متى تثنى لي الوسادة
فطعن خيل بسر وبرز له بسر بعد ملي وهو يقول :
انا ابن أرطأة عظيم القدر * مراود في غالب بن فهر
ليس الفرار من طباع بسر * ان يرجع اليوم بغير وتر
وقد قضيت في عدوي نذري * يا ليت شعري ما بقي من عمري
وطعن بسر قيسا فضربه قيس بالسيف فرده على عقبيه ورجع القوم جميعا ولقيس الفضل . وتقدم عبيد الله بن عمر في اليوم الرابع ولم يترك فارسا مذكورا وجمع من استطاع فقال له معاوية انك أفاعي أهل العراق فارفق واتئد فلقيه الأشتر امام الخيل مزبدا وكان الأشتر إذا أراد القتال أزبد وهو يقول :
في كل يوم هامتي مقترة * بالضرب ابغي منة مؤخرة
والدرع خير من برود حبره * يا رب جنبني سبيل الكفرة
واجعل وفاتي بأكف الفجرة * لا تعدل الدنيا جميعا وبره
ولا بعوضا في ثواب البررة
فرد الخيل فاستحيا عبيد الله فبرز امام الخيل وكان فارسا فحمل عليه الأشتر فطعنه واشتد الامر وانصرف القوم وللأشتر الفضل فغم ذلك معاوية . وغدا عبد الرحمن بن خالد في اليوم الخامس كان أرجاهم عند معاوية ان ينال حاجته فقواه بالخيل والسلاح وكان معاوية يعده ولدا فلقيه عدي بن حاتم في حماة مذحج وقضاعة فبرز عبد الرحمن امام الخيل وهو يقول :
قل لعدي ذهب الوعيد * انا ابن سيف الله لا مزيد
وخالد يزينه الوليد * فما لنا ولا لكم محيد
عن يومنا ويومكم فعودوا
ثم حمل فطعن الناس وقصده عدي بن حاتم وهو يقول :
أرجو إلهي وأخاف ذنبي * وليس شئ مثل عفو ربي
يا ابن الوليد بغضكم في قلبي * كالهضب بل فوق قنان الهضب
فلما كاد ان يخالطه بالرمح توارى عبد الرحمن في العجاج واستتر باسنة أصحابه واختلط القوم ورجع عبد الرحمن إلى معاوية مقهورا وانكسر معاوية وشمت بذلك أيمن بن خريم بن فاتك الأسدي وكان انسك رجل من أهل الشام وأشعره وكان في ناحية معتزلا وقال في ذلك أبياتا ذكرناها في ترجمته .
وأظهر معاوية لعمرو شماتة وقال لقد أنصفتكم إذ لقيت سعيد بن قيس في همدان وفررتم وانك يا عمرو لجبان فغضب عمرو ثم قال والله لو كان عليا ما قحمت عليه يا معاوية فهلا برزت إلى علي إذ دعاك ان كنت شجاعا كما تزعم وقال هذه الأبيات :
تسير إلى ابن ذي يزن سعيد * وتترك في العجاجة من دعاكا
فهل لك في أبي حسن علي * لعل الله يمكن من قفاكا
دعاك إلى النزال فلم تجبه * ولو نازلته تربت يداكا
وكنت اصم إذ ناداك عنها * وكان سكوته عنها مناكا
فأب الكبش قد طحنت رحاه * بنجدته ولم تطحن رحاكا
فما أنصفت صحبك يا ابن هند * أ تفرقه وتغضب من كفاكا
فلا والله ما أضمرت خيرا * ولا أظهرت لي إلا هواكا
واستحيا القرشيون مما صنعوا وشمت بهم اليمانية فقال معاوية يا معشر قريش والله لقد قربكم لقاء القوم من الفتح ولكن الأمر لأمر الله إنما لقيتم كباش أهل العراق وقتلتم وقتل منكم وما لكم علي من حجة لقد عبات تعبيتي لسيدهم سعيد بن قيس فانقطعوا عن معاوية أياما فقال معاوية في ذلك :
لعمري لقد أنصفت والنصف عادة * وعاين طعنا في العجاج المعاين
أ تدرون من لاقيتم فل جيشكم * لقيتم ليوثا أصحرتها العرائن
لقيتم صناديد العراق ومن بهم * إذا جاشت الهيجاء تحمى الظعائن
وما كان منكم فارس * دون فارس ولكنه ما قدر الله كائن
فاتوه فاعتذروا إليه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|