أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-01
588
التاريخ: 2023-08-14
1063
التاريخ: 2023-08-16
1239
التاريخ: 2023-08-18
1021
|
وأصاب الأندلس إدبار بعد ذلك الإقبال كان من نتيجة اختلاف أمرائها، فسقطت سياستهم وإن لم تسقط مدنيتهم، تفرقت كلمتهم حتى أمسى بعض عمال الولايات وقضاتها يحاولون أن ينعتوا بالملك أو الأمير لاستبدادهم بالأمر دون من ولاهم، بل كثر في بعض أدوارهم الطامعون من أدعياء الخلافة، والراغبون في التلقب بأمير المؤمنين ومن أمرائهم من كان منكمشة ولايته، قليلة جبايته، فإن نظره لم يزد على امتداد ناظر.» وجاء زمن كما قال ابن حزم وطرطوشة وسرقسطة وأفراغة ولاردة وقلعة أيوب في يد بني هود، وبلنسية في يد عبد الملك بن عبد العزيز، والثغر أي ما فوق طليطلة من جهة الشمال في يد بني رزين وطليطلة في يد بني ذي النون، وقرطبة في أيدي أبناء. جهور، وإشبيلية في يد بني العباد، ومالقة والجزيرة الخضراء في يد بني برزال من البربر، والمرية في يد زهير العامري ثم ابن صمادح، ودانية وأعمالها والجزائر الشرقية «الباليار» في يد مجاهد العامري، وبطليوس ويابرة وشنترين ولشبونة في يد بني الأفطس، وقسمت الأندلس بعد سقوط الأمويين إلى تسع عشرة مملكة منها قرطبة وإشبيلية وجيان وقرمونة والغرب والجزيرة الخضراء ومرسية وبلنسية ودانية وطرطوشة ولاردة وسرقسطة وطليطلة ولشبونة وغيرها وكان ذلك بعد ذهاب الحكم من بني أمية سنة 407 ولو لم يتداركها ملك الغرب الأقصى ابن تاشفين أواخر المائة الخامسة لما بقيت في أيدي المسلمين إلى سنة 897هـ، ولو لم يقم في سنة 635 رأس ملوك بني الأحمر ويستولي على غرناطة، ويضم إليها بلدانًا أخرى مهمة من أمهات مدن الأندلس فيجمع الشمل، لكان المتحتم انحلالها قبل الأوان. وكان من اختلاف كلمة المتغلبين ووجودهم وسط أعداء أشداء يسعون كل يوم إلى تأييد سلطانهم، والأخذ بالقديم من ثاراتهم، ما قبح أثره، وساء خبره ومخبره، كل هذا وأمراء الطوائف ساهون لاهون (همة أحدهم كأس يشربها، وقينة تسمعه، ولهو يقطع به أيامه). وبلغ من تخاذلهم أن كان ملوك النصارى يأخذون الإتاوة من ملوكها قاطبة مدة سنين طويلة، وأن يلتجئ أحدهم إلى عدوه الإفرنجي ليعينه على أبيه وأخيه؛ ولذلك عرب الأندلس يهلكون لانقسامهم على أنفسهم، أكثر من هجمات الأجانب عليهم، والمرض الداخلي أشق من المرض الخارجي. هذا ما كان من فساد سياسة الأندلس وهناك عوامل اجتماعية كان منها ضعف الأندلسيين، وقد أشار إلى بعضها ابن خلدون في المائة الثامنة، فقال: إنه ذهب من أهل الأندلس رسم التعليم وقلت عنايتهم بالعلوم لتناقص عمرانهم بها منذ مئين م السنين، ولم يبق من رسم العلم فيهم إلا فن العربية والأدب، وأصبح الفقه رسما خلوا وأثرًا بعد عين، والعقليات لا أثر لها ولا عين فانقطع سند التعليم بتغلب العدو على عامتها، وشغل الناس بمعايشهم أكثر من شغلهم بما بعدها، وأخذ القوم يتشبهون بالجلالقة في ملابسهم وشاراتهم والكثير من عوائدهم وأحوالهم حتى في رسم التماثيل في الجدران والمصانع والبيوت، قال حتى لقد يستشعر من ذلك الناظر بعين الحكمة أنه من علامات الاستيلاء.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
تسليم.. مجلة أكاديمية رائدة في علوم اللغة العربية وآدابها
|
|
|