أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-27
976
التاريخ: 2024-11-24
28
التاريخ: 2024-02-15
964
التاريخ: 2024-08-06
489
|
الكاهن «والد الإله «.
كل ما نعرفه عن هذا الكاهن مستقًى من مقبرته الجميلة المعروفة المنحوتة في صخور «العساسيف» في «طيبة» الغربية (راجع Mem. Miss. Fr, V, pp. 489–540, Pls. 1–VI). وألقابه هي (1) والد الإله «لآمون رع»، وقاضي المكان العظيم، وتشريفاتي والدته (؟)، وساقي الإله «آمون «. وقبر هذا الموظف يحتوي على مناظر ونقوش لها أهمية عظمى من الوجهة الدينية من حيث إقامة الشعائر الجنازية، هذا إلى أنه يحتوي على منظر تاريخي ذي قيمة عظيمة؛ إذ نشاهد «نفرحتب» وهو يتقبل الإنعامات الفرعونية من يد الملك «حور محب» نفسه. فنرى في قاعة مزار قبره على الجدار من جهة اليمين الفرعون «حور محب» في منظر واقفًا في الشرفة الملكية مرتديًا قبعة الملك الخاصة، وفي يده سوط ملكي، ويسير خلفه تابعان، وأمامه تشريفاتي البلاط، ويصحبه وزيرا الدولة، وخلف هؤلاء نشاهد «نفرحتب» رافعًا يديه بسرور، وكان يطوق جيده بقلائد من الذهب تابعان، ونرى كذلك أساور من ذهب وقلائد كانت مجهزة على منضدة أمام الشرفة ليحلي بها جيده، والمتون التي تتبع هذا المنظر هي:
فوق صورة أتباع الملك: المشرف على أملاك الفرعون، وساقي الملك، وتابع الملك في كل مكان. أمام الملك: السنة الثالثة في عهد جلالة ملك الوجه القبلي والوجه البحري زسر خبر ورع (حور محب). تأمل! فإن جلالته قد ظهر مثل الشمس في قصره صاحب الحياة المرضية، بعد أن قرب الخبز لوالده «آمون»، وعند خروجه من بيت الذهب انتشر الحبور في كل الأرض، ووصل الفرح إلى عنان السماء، وقد طلب «نفرحتب» والد الإله «آمون» ليتقبل الإنعام في حضرة الملك، وهو عشرات آلاف من كل شيء من الفضة والذهب والملابس والعطور والخبز والجِعة واللحم والفطائر عند طلب سيدي آمون الذي يحفظ لي حظوتي في الحضرة (الملكية). الكاهن المرتل الذي يسر قلب آمون «نفرحتب» يقول: «ما أعظم أملاك من يعرف عطايا هذا الإله ملك الآلهة، وإن من يعرفه لذو حكمة، ومن يخدمه محظوظ، ومن يتبعه فإن نصيبه الحماية، وإنه شمس جسمه، وقرص الشمس المخلد ملكه أبدًا.» ولا نزاع في أن القارئ يشتم من هذا المتن رائحة بقايا عبادة «آتون» التي لم يكن في الاستطاعة اقتلاعها من جذورها دفعة واحدة، وبعد هذا الإنعام نشاهد «نفرحتب» متقلدًا قلائد من ذهب، ثم يقابل أخاه «أمنحتب» وقد نُقش فوق رأسه اسمه والألفاظ التالية: «كوفئ بالفضة والذهب من الملك نفسه.» ثم يتبعه كاهن آخر يلبس قلائد مشابهة، ونُقش معه الكلمات التالية: «وصول والد الإله «لآمون» «برننفر» المرحوم، في سلام حاملًا إنعام الملك «. أما المناظر الجنازية التي نشاهدها في هذا القبر فهي التي كنا نشاهدها في القبور التي من قبل عهد «إخناتون»؛ إذ نرى المتوفى في وليمة مع أسرته، وكذلك القربان التي كانت تُقدم، ومتونًا خاصة بالأعياد، غير أن الشيء الجديد الذي نلحظه هنا هو ظهور متن يشبه المتون التي كنا نقرؤها في عصر التشكك الذي جاء على أثر الانقلاب الاجتماعي العظيم الذي تلا سقوط الدولة القديمة (راجع كتاب الأدب المصري القديم الجزء الثاني ص222 –228)، ولا غرابة في ذلك؛ إذ لو أنعمنا النظر لوجدنا أن الانقلاب الذي أحدثه «إخناتون» قد أثَّر في نفوس القوم، وخلخل عقائدهم، وجعلهم ينظرون للحياة نظرة تجعلهم يتجهون إلى التمتع بمناعمها ولذائذها؛ لأنهم لا يعرفون ماذا سيكون مصيرهم بعد الموت. وسنرى أن هذه السحابة المليئة بالتشكك لم تمكث طويلًا، بل ستهدأ النفوس ثانية، ويعود إيمانها عندما يعود الأمن إلى نصابه، وتسود السكينة في البلاد. وإنا من جانبنا لنلتمس لمصري هذا العهد بعض العذر بل كل العذر؛ إذ نجده في نفس الموقف الذي كان يقفه كاتب أغنية الضارب على العود الذي كان يرى مقابر العظماء والملوك تُخرب وتُنهب على مرأًى منه، وهذا هو نفس ما شاهده «نفرحتب»؛ فقد رأى قبور الملوك العظام تُهدم وتُسرق على مرأًى من رجال الحكومة وليس في مقدورهم عمل أي شيء لإصلاح ما تهدم منها، إلى أن قام «حور محب» بوضع القوانين الفذة، وأمر بإصلاح ما خربه الطغاة، وهاك نص هذه الأغنية:
ما أهدأ هذا الأمير الصالح. إن مصيره الطيب قد حان حينه.
إن الأجسام ينتهي أجلها منذ وقت الإله، ويحل محلها جيل آخر.
والإله «رع» يشرق في الصباح ويغيب «آتوم» في «مانوم» (جبل خرافي تغرب وراءه الشمس كل يوم)، والرجال تلقح والنساء يحملن، وكل أنف تتنسم الهواء. ويطلع النهار وأطفالهم يذهبون فرادى وجماعات إلى أماكنهم. أمعن اليوم في متاع أيها الكاهن! ضع العطر والزيت الجميل معًا في خياشيمك، وتيجان الأزهار، وأزهار البشنين حول عنق أختك التي تحبها الجالسة بجانبك! وليكن الغناء والموسيقى أمامك! واطرح كل الآلام وراء ظهرك، وفكر في السرور إلى أن يأتي ذلك اليوم الذي تصل فيه إلى الميناء في الأرض التي تحب الصمت … اقضِ يومك في سرور يا «نفرحتب»، أنت أيها الكاهن ذو اليدين الطاهرتين، لقد سمعت ما جرى … جدرانهم قد خُرِّبت، وبيوتهم كأن لم تغنَ بالأمس، كأنهم لم يكونوا منذ وقت الإله ... «
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|