أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-04-2015
1613
التاريخ: 26-04-2015
1683
التاريخ: 11-10-2014
7281
التاريخ: 26-04-2015
1747
|
نبدأ بذكر تراجم من وجدنا أسماءهم ممن استشهد منهم يوم بئر معونة :
أ ـ أميرهم : المنذر بن عمرو الساعدي الخزرجي
كان يكتب بالعربية قبل الاسلام وكان أحد النقباء الاثني عشر في بيعة العقبة الثانية أمّره رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) على أصحاب بئر معونة فاستشهد كما ذكرناه (طبقات ابن سعد 3 / 555) .
ب ـ أبو شيخ أبي بن ثابت بن المنذر من بني النجار
شهد بدراً وأحداً واستشهد يوم بئر معونة (طبقات ابن سعد 3 / 504) .
ج و د ـ أنس وأبي ابني معاذ بن أنس من بني ساعدة
من الانصار ، : شهد أنس بدراً وأحداً وشهد معه أحداً أخوه أبي وشهدا ـأيضاًـ بئر معونة واستشهدا في المعركة (طبقات ابن سعد 3 / 502) .
ه ـ أبو سعد الحارث بن الصِمّة من بني النجار
كان ممن خرج مع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى بدر فكسر بالروحاء فردّه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وضرب له بسهمه وأجره ، شهد أحداً واستشهد في بئر معونة (الاستيعاب بهامش الاصابة 2 / 298؛ وأسد الغابة 1 / 333 ـ 334؛ والاصابة 2 / 280؛ وطبقات ابن سعد 3 / 508 ـ 509) .
و و ز ـ سليم وحرام ابني ملحان الخزرجي من بني النجار
خالا أنس بن مالك ، استشهد في المعركة ، جاء رجل خلف حرام فطعنه برمح فقال فزت وربّ الكعبة (طبقات ابن سعد 3 / 514 ـ 515؛ وأسد الغابة 1 / 295 و 2 / 350) .
ح ـ عروة بن أسماء بن الصلت السلمي
حليف لبني عمرو بن عوف من الانصار ، حرص المشركون بعروة أن يؤمنوه فأبى وقال : لا أقبل لكم أماناً ولا أرغب بنفسي عن مصرع أصحابي وقاتل حتّى استشهد (طبقات ابن سعد 4 / 377 ـ 378) .
ط و ي ـ مالك وسفيان ابنا ثابت
قال ابن سعد : وهما من النبيت من الانصار ذكرهما محمد بن عمر في كتابه في من استشهد يوم بئر معونة . . . وقال ابن حجر مالك بن ثابت الانصاري الاوسي من بني النبيت وقال الواقدي : قتل يوم بئر معونة (طبقات ابن سعد 4/ 371؛ والاصابة 3 / 321) .
ك ـ مسعود بن سعد بن قيس من بني زريق
شهد بدراً وأحداً ويوم بئر معونة وقتل يومئذ شهيداً (طبقات ابن سعد 3/ 596) .
ل ـ معاذ بن ماعض الانصاري الزرقي
الثبت أنه شهد بدراً وأحداً وبئر معونة وقتل يومئذ شهيداً (طبقات ابن سعد 3 / 596؛ وراجع الاصابة 3 / 409) .
م ـ المنذر بن محمد بن عقبة الخزرجي
قتل يوم بدر شهيداً ولا عقب له (طبقات ابن سعد 3 / 473؛ وراجع ترجمته في الاصابة) .
ومن حلفاء الانصار كان :
ن ـ عامر بن فهيرة مولى الخليفة أبي بكر
أسلم بمكة قبل أن يدخل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) دار الارقم ويدعو فيها وكان من المستضعفين بمكة وعذب ليترك دينه فلما هاجر إلى المدينة آخى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بينه وبين الحارث بن أوس . قتل في بئر معونة ولم يوجد جسده حين دفن وكانوا يرون إن الملائكة هي الّتي دفنته (طبقات ابن سعد 3 / 230 ـ 231؛ وراجع ترجمته في الاصابة) .
وكان من ضمنهم من غير الانصار :
س ـ الحكم بن كيسان مولى هشام بن المغيرة
والد أبي جهل وأسر في غير قريش الّتي أصابها عبداللّه بن جحش بنخلة في أول سرية بعثها رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) أسره المقداد بن عمرو وأراد أمير السرية أن يضرب عنقه ، فقال له المقداد دعه نقدم به على رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما قدموا عليه جعل رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم) يدعوه إلى الاسلام ، فأطال ، فقال عمر : علام تُكلِّمُ هذا يا رسول اللّه؟ واللّه لا يُسلمُ هذا آخر الابد ، دعني أضرب عنقه ويقدم إلى أمّه الهاوية . فجعل النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يُقبِلُ على عمر حتّى أسلم الحكم فقال عمر : فما هو إلاّ أن رأيته قد أسلم حتى أخذني ما تقدم وما تأخر وقلت : كيف أرُدّ على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، أمراً هو أعلم به مني ثمّ أقول إنّما أردتُ بذلك النصيحة للّه ولرسوله ؟ فقال عمر : فأسلم واللّه فحسن إسلامه وجاهد في اللّه حتى قتل شهيداً ببئر معونة ، ورسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) راضٍ عنه ودخل الجنان (طبقات ابن سعد 4 / 137؛ والاصابة 1 / 349) .
ع ـ نافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي
شهد بئر معونة واستشهد فقال ابن رواحة ينعى نافعاً :
رحم اللّه نافع بن بديل رحمة المبتغين ثواب الجهاد
(طبقات ابن سعد 4 / 294 ؛ والاصابة 3 / 514) .
ف ـ عبد اللّه بن قيس بن صرمة بن أبي أنس
استشهد يوم بئر معونة (الاستيعاب 1 / 380) .
ونجى منهم :
ص ـ عمرو بن أميّة بن خويلد من بني عبد مناة بن كنانة
أسرته بنو عامر وقال له عامر بن الطفيل ـ رئيس المشركين ـ أنه كان على أميّ نسمة فأنت حرّ عنها وحزّ ناصيته فقدم المدينة وأخبر رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) بقتل من قتل فسرّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) بقدومه ودعا له بخير (طبقات ابن سعد 4 / 248 ـ 249؛ واختصر ترجمته في الاصابة) .
* * *
كان ذلكم ما وجدنا من تراجم السبعين من القراء في يوم بئر معونة وفي ما يأتي تراجم غيرهم من قراء الصحابة :
1 ـ أبو الطفيل وأبو المنذر أبي بن كعب بن قيس الخزرجي من بني النجار
شهد بيعة العقبة وبدراً والمشاهد كلها مع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) .
وبترجمته في طبقات ابن سعد (2 / 498 ـ 502) وتاريخ ابن عساكر وتهذيبه ومختصره (4 / 197 ـ 204) ما موجزه :
كان أبي بن كعب يكتب في الجاهلية قبل الاسلام وكتب الوحي لرسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وقرأ القرآن عليه وقال للخليفة عمر : إني تلقيت القرآن ممّن تلقا من جبرائيل وهو رطب .
وفي طبقات ابن سعد عن أبيّ أنّه كان يختم القرآن في ثماني ليالي وكان تميم الداري يختمه في سبع .
وفي تاريخ ابن عساكر خطب عمر فقال :
من كان يريد أن يسأل عن القرآن فليأت أُبي بن كعب ، ومن كان يريد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل ، ومن كان يريد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت ، ومن كان يريد أن يسأل عن المال فليأتني ، فإنّ اللّه جعلني له خازناً وقاسماً . . . الحديث .
ورويا بسندهما عن جندب بن عبداللّه البجلي ما موجزه :
قال : أتيت المدينة ابتغاء العلم ، وإذا النّاس في مسجد رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) حَلَقٌ حَلَقٌ يتحدثون؛ قال : فجعلت أمضي الحلق حتى أتيت حلقة فيها رجل شاحب ، عليه ثوبان كأنّما قدم من سفر ، فسمعته يقول : هلك أصحاب العقدة وربِّ الكعبة ، ولا آسا عليهم ، قالها ثلاث مرّات؛ قال : فجلستُ اليه فتحدث بما قُضي له ، ثمّ قام ، فلما قام سألت عنه ، قلت : من هذا؟ قالوا : هذا أُبيّ بن كعب سيد المسلمين؛ فتبعته حتى أتى منزله ، فإذا هو رثُّ المنزل ، ورثُّ الكسوة يُشبه بعضه بعضاً ، فسلمت عليه ، فردّ عليّ السلام ، ثمّ سألني : من أنت؟ قلتُ : من أهل العراق؛ قال : أكثر شيء سؤالاً! قال : فلما قال ذاك غضبتُ فجثوتُ على ركبتيّ ، واستقبلت القبلة ، ورفعت يدي ، فقلت : اللّهمّ إنّا نشكوهم إليك ، إنّا ننفق نفقاتنا ، وننصب أبداننا ، ونرحل مطايانا ابتغاء العلم ، فإذا لقيناهم تجهَّمونا وقالوا لنا؛ قال : فبكى أُبي ، وجعل يترضاني ، وقال : ويحك ، لم أذهب هناك؛ ثمّ قال : إنّي أُعاهدك لئن أبقيتني إلى يوم الجمعة لا تكلمن بما سمعت من رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا أخاف فيه لومة لائم؛ ثمّ أراهُ قام ، فلمّا قال ذلك انصرفت عنه وجعلت أنتظر الجمعة لأسمع كلامه؛ قال : فلمّا كان يوم الخميس خرجت لبعض حاجاتي فإذا السكك غاصّة من الناس لا أخذ في سكّة إلاّ تلقاني الناس .
فقلت ما شأن الناس قالوا : نحسبك غريباً قلت : أجل قالوا : مات سيد المسلمين أُبي بن كعب .
قال : فلقيت أبا موسى بالعراق فحدثته بالحديث ، فقال : والهفاه! ألا كان بقي حتى يُبلِّغنا مقالة رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) انتهى .
لست أدري : هل اغتيل أُبي بن كعب من قبل أهل العقدة كي لا يفشي سرّهم ؟ !
اختلفوا في سنة وفاته فقالوا كان في سنة 19 و 20 و 22 و 23 راجع ترجمته في طبقات ابن سعد والاستيعاب واسد الغابة والاصابة .
2 ـ أمّ ورقة بنت عبداللّه نسبت إلى جدّها الاعلى نوفل الانصاري ، قالوا في ترجمتها بأسد الغابة :
ان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) لما غزا بدراً قالت له ائذن لي فأخرج معك فامرض مرضاكم لعل اللّه يرزقني الشهادة قال قري في بيتك فان اللّه يرزقك الشهادة قال فكانت تسمى الشهيدة قال وكانت قد قرأت القرآن فاستأذنت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في أن تتخذ في دارها مؤذناً فأذن لها قال وكانت قد دبرت غلاما لها وجارية فقاما إليها بالليل فغمياها بقطيفة لها حتى ماتت وذهبا فأصبح عمر فقام في الناس فقال من عنده من هذين علم أو من رآهما فليجيء بهما فأمر بهما فصلبا فكانا أوّل مصلوب بالمدينة فقال عمر : صدق رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) حين كان يقول انطلقوا بنا نزور الشهيدة .
3 ـ تميم بن أوس الداري
كان راهب أهل فلسطين ثمّ سكن المدينة على عهد النبيّ وأسلم سنة تسع من الهجرة وقصّ على عهد الخليفتين عمر وعثمان في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي ترجمته بتاريخ ابن عساكر وتهذيبه ومختصره (5 / 319) : انّه كان ممن جمع القرآن على عهد رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان يختم القرآن في سبع ليالٍ وانّ رجلاً أتى تميم الداري فتحدث إليه حتّى استأنس إليه فقال له :
كم جزءاً تقرأ القرآن في ليلة ؟ فغضب وقال : لعلك من الذين يقرأ أحدهم القرآن في ليلة ثمّ يصبح فيقول : قد قرأت القرآن في هذه الليلة ؟ فو الّذي نفسُ تميم بيده لان أُصلّي ثلاث ركعاتٍ نافلة أحب إليّ من أن أقرأ القرآن في ليلة ثمّ أصبح فأقول : قرأت القرآن الليلة . قال : فلما أغضبني قلت : واللّه إنكم معاشر صحابة رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ من بقي منكم ـ لجديرون أن تسكتوا فلا تعلِّموا وأن تُعنِّفوا من سألكم! فلمّا رآني قد غضبت لانَ وقال : ألا أحدثك يابن أخي؟ قلت : بلى ، واللّه ما جئتك إلاّ لتحدثني؛ قال : أرأيت إن كنت أنا مؤمناً قوياً ، وأنت مؤمن ضعيف . فتحمل قولي على ضعفك فلا تستطيع ، فتنبت ، أو رأيت إن كنت مؤمناً قوياً وأنا مؤمن ضعيف أتيتك ببساطي حتى أحمل قوتك على ضعفي فلا أستطيع فأنبت؟ ولكن خُذ من نفسك لدينك أو من دينك لنفسك حتى يستقيم بك الامر على عبادةٍ تُطيقها .
4 ـ زيد بن ثابت بن الضحاك الانصاري الخزرجي النّجّاري
بترجمته من مختصر تاريخ دمشق لابن منظور وطبقات ابن سعد ما موجزه :
قال زيد : قدم النبيّ المدينة وأنا ابن احدى عشرة سنة وقرأت عليه سبع عشرة سورة فأعجبه ذلك فقال : يا زيد تعلّم لي كتاب يهود فتعلّمته وكنت أكتب له إذا كتب إليهم وإذا كتبوا إليه أقرأه .
وفي مختصر تاريخ دمشق :
قال : وكانت راية بني مالك بن النجار في تبوك مع عمارة بن حزم ، فأدركه رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخذها منه ، فدفعها إلى زيد بن ثابت ، فقال عمارة : يا رسول اللّه ، بلغك عني شيء؟ قال : لا ولكن القرآن يُقدِّم ، وكان زيد أكثر أخذاً منك للقرآن .
وفي حديث آخر بمعناه : والقرآن يقدم وإن كان عبداللّه أسود مجدعاً .
وعن أبي سعيد قال :
لما توفي رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قام خطباء الانصار ، فجعل بعضهم يقول : يا معشر المهاجرين إن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا بعث رجلاً منكم قرنه برجل منّا ، فنحن نرى أن يلي هذا الامر رجلان : رجل منكم ، ورجل منا ، فقام زيد بن ثابت فقال : إنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان من المهاجرين ، وكنا أنصار رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وإنما يكون الامام من المهاجرين ، ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) . فقال أبو بكر : جزاكم اللّه خيراً من حيّ يا معشر الانصار ، وثبَّت قائلكم ، واللّه لو قلتم غير هذا ما صالحناكم .
وفيه وفي صحيح البخاري باب جمع القرآن من كتاب فضائل القرآن :
(إنّ زيد بن ثابت (رض) قال : أرسل إلي أبو بكر بعد مقتل أهل اليمامة) (وقال زيد : قال أبو بكر : إنّك رجل شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) فتتبع القرآن فاجمعه) .
فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه اللّه ثمّ عند عمر حياته ثمّ عند حفصة بنت عمر .
(فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثمّ نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت و . . . فنسخوها في المصاحف) (وأرسل إلى كل أُفق بمصحف ممّا نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق) (2) .
وفي مختصر تاريخ ابن عساكر :
كان عمر يستخلف زيد بن ثابت في كل سفر ـ أو كل سفر يسافره ـ وكان يفرِّق الناس في البلدان ، ويوجهه في الامور المهمة ، ويطلب إليه الرجال المسمون ، فيقال له : زيد بن ثابت . فيقول : لم يسقط علي مكان زيد ، ولكن أهل البلد يحتاجون إلى زيد فيما يجدون عنده فيما يحدث لهم ما لا يجدون عند غيره .
يعني انّه يعلم بمكان زيد ولكن أهل المدينة يحتاجونه ولا يجدون ما عنده من العلم عند غيره .
وقال :
استعمل عمر بن الخطاب زيد بن ثابت على القضاء ، وفرض له رزقاً .
وقال :
إنّ عمر بن الخطاب كان يستخلف زيد بن ثابت إذا خرج إلى بعض أسفاره ، فقلما رجع إلاّ أقطع زيداً حديقة من نخل .
وقال :
كان مع عمر بن الخطاب لما قدم الشام وخطب بالجابية عند خروجه لفتح بيت المقدس ، وهو الّذي تولَّى قِسمة غنائم اليرموك .
وقال :
ما كان عمر وعثمان يقدمان على زيد بن ثابت أحداً في القضاء ، والفتوى ، والفرائض ، والقراءة .
وقال :
لما ردّ عبداللّه بن الارقم المفتاح استخزن عثمان زيد بن ثابت (3) .
كان بنو عمرو بن عوف قد أجلبوا على عثمان ، وكان زيد بن ثابت يذبُّ عنه ، فقال له قائل منهم : وما يمنعك؟! ما أقلَّ واللّه من الخزرج من له من عضدان العجوة ما لَكَ!
قال : فقال له زيد بن ثابت : اشتريتُ بمالي ، وقطع لي إمامي عمر بن الخطاب ، وقطع لي إمامي عثمان بن عفان .
فقال له ذلك الرجل : أعطاك عمر بن الخطاب عشرين ألف دينار؟ قال : لا ، ولكن عمر كان يستخلفني على المدينة ، فواللّه ما رجع من مغيب قط إلاّ قطع لي حديقة من نخل .
ولما حُصِر عثمان أتاه زيد بن ثابت ، فدخل عليه الدار ، فقال له عثمان : أنت خارج أنفعُ لي منك ههنا ، فَذُبَّ عني . فخرج ، فكان يذبُّ الناس ، ويقول لهم فيه ، حتى رجع لقوله أناس من الانصار ، وجعل يقول : يا للأنصار! كونوا أنصار اللّه ـ مرتين ـ انصروه ، واللّه إن دمه لحرام . فجاء أبو حَبَّة المازني مع ناس من الانصار ، فقال : ما يصلح لنا معك أمر ، فكان بينهما كلام ، ثمّ أخذ تلبيب زيد بن ثابت هو أناس معه ، فمرَّ به ناس من الانصار ، فلما رأوهم أرسلوه . توفي بالمدينة سنة 45 أو 48 أو 55 .
5 ـ سالم مولى أبي حذيفة القرشي العبشمي
بترجمته في أسد الغابة : (كان من أهل فارس من اصطخر) (وهو معدود في المهاجرين لانّه لما أعتقته ثُبيتة الانصاريّة زوج أبي حذيفة) (تبناه أبو حذيفة) (وهو معدود في الانصار لعتق مولاته) (وهو معدود في قريش لما ذكرناه) .
وبترجمته في طبقات ابن سعد (3 / 87 ـ 88) :
(أقبل سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين من مكّة حتى قدم المدينة لانّه كان أقرأهم) (كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين بقباء فيهم عمر بن الخطاب قبل أن يقدم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم)) .
آخى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) بينه وبين أبي عبيدة بن الجرّاح وبينه وبين معاذ بن ماعص الانصاري .
وبترجمته في أسد الغابة (2 / 307) و الاصابة (3 / 57) :
إنّه قيل له يوم اليمامة في اللواء أن يحفظه وقال غيره : نخشى من نفسك شيئاً فنولّي اللواء غيرك فقال بئس حامل القرآن أنا إذاً وقاتل حتى قتل .
6 ـ سعد أو سعيد الملقّب بالقارئ ابن عبيد بن النعمان
الانصاري ، الاوسي ، وكان يدعى في زمن النبيّ بالقارئ وهو أوّل من جمع القرآن من الانصار وكان إمام مسجد عمرو بن عوف فلما قتل بالقادسية سنة خمس عشرة اختصموا في الامامة إلى عمر بن الخطاب (طبقات ابن سعد 2 / 355 و 4 / 372؛ وأسد الغابة 2 / 359 ـ 360 بترجمة سعد وسعيد؛ والاستيعاب ص 550) .
7 ـ عبادة بن صامت أبو الوليد الخزرجي
بايع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) في بيعة العقبة الاولى وفي الثانية جعله رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) من النقباء الاثني عشر شهد بدراً والمشاهد كلّها مع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) (4) .
كان ممّن جمع القرآن على عهد رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) (5) .
ويعلِّم أهل الصفة القرآن (6) .
وبترجمة أبي الدرداء ، عويمر بتاريخ ابن عساكر ومختصره (19 / 19 ـ 20) ما موجزه :
في زمان الخليفة عمر كتب إليه يزيد بن أبي سفيان واليه على الشام : إنّ أهل الشام قد كثروا ورَبَلوا (7) ومَلؤوا المدائن ، واحتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم؛ فأعني يا أمير المؤمنين برجال يعلمونهم فأرسل إلى الشام معاذ وعبادة وأبو الدرداء وقال لهم : ابدؤوا بحمص ، فإنكم ستجدون الناس على وجوه مختلفة ، منهم من يَلْقَن (8) ، فإذا رأيتم ذلك فوجِّهوا طائفة من الناس ، فإذا رضيتم منهم ، فليقم بها واحد وليخرج واحد إلى دمشق والاخر إلى فلسطين .
فقدموا حمص فكانوا بها ، حتى إذا رضُوا من الناس أقام بها عُبادة وخرج أبو الدرداء إلى دمشق ، ومعاذ إلى فلسطين؛ وأمّا عبادة فصار بعد إلى فلسطين فمات بها؛ وأمّا أبو الدرداء فلم يزل بدمشق حتى مات .
ولما توفي يزيد وولي الشام أخوه معاوية بن أبي سفيان جرى بين عبادة ومعاوية ما جاء بترجمته في تاريخ ابن عساكر ومختصره (11 / 306 ـ 307) فرجع إلى المدينة فأعاده عمر إلى محل عمله ولما استخلف عثمان جرى بينه وبين معاوية ـ أيضاً ـ ما جاء بترجمته وقالوا توفي سنة 34 .
8 ـ عبد اللّه بن عمرو بن العاص القرشي السهمي
مرّ بنا الدليل على كونه من القرّاء على عهد رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وله خبر مع الامام الحسين (عليه السلام) ذكره ابن الاثير بترجمته من أسد الغابة بسنده عن إسماعيل ابن رجاء ، عن أبيه قال : ((كنت في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، في حلقة فيها أبو سعيد الخدري وعبداللّه بن عمرو ، فمر بنا حسين بن علي ، فسلم ، فرد القوم السلام ، فسكت عبداللّه حتى فرغوا ، رفع صوته وقال : وعليك السلام ورحمة اللّه وبركاته . ثمّ أقبل على القوم فقال : ألا أُخبركم بأحب أهل الارض إلى أهل السماء؟ قالوا : بلى . قال : هو هذا الماشي ، ما كلمني كلمة منذ ليالي صفين ، ولان يرضى عني أحبُّ إليَّ من أن يكون لي حُمرُ النَّعَمِ . فقال أبو سيعد : ألا تعتذر إليه؟ قال : بلى .
قال : فتواعدا أن يغدوا إليه . قال : فغدوت معهما ، فاستأذن أبو سعيد ، فأذن له ، فدخل ، ثمّ استأذن لعبد اللّه ، فلم يزل به حتى أذن له ، فلما دخل قال أبو سعيد : يا ابن رسول اللّه ، إنك لمّا مررت بنا أمسِ . . . فأخبره بالذي كان من قول عبداللّه بن عمرو ، فقال حسين :
أعلمت يا عبداللّه أني أحب أهل الارض إلى أهل السماء؟ قال : إي ورب الكعبة! قال : فما حملك على أن قاتلتني وأبي يوم صفين؟ فواللّه لابي كان خيراً مني . قال : أجل ، ولكن عمرو شكاني إلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) . فقال : يا رسول اللّه ، إن عبداللّه يقوم الليل ويصوم النهار ، فقال لي رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا عبداللّه ، صلّ ونَمْ وصُم وأفطر ، وأطع عمراً . قال : فلما كان يوم صفين أقسم عليّ فخرجت ، أما واللّه ما أخترطت سيفا ، ولا طعنت برمح ، ولا رميت بسهم . قال : فكانه)) وقال :
وتوفي عبداللّه سنة ثلاث وستين ، وقيل : سنة خمس وستين بمصر . وقيل : سنة سبع وستين بمكة . وقيل : توفي سنة خمس وخمسين بالطائف . وقيل : سنة ثمان وستين . وقيل : سنة ثلاث وسبعين . وكان عمره اثنتين وسبعين سنة . وقيل : اثنتان وتسعون سنة (9) .
9 ـ أبو موسى عبداللّه بن قيس الاشعري
بترجمته من أسد الغابة ما موجزه :
ركب من اليمن مع جماعة من قومه في سفينة للهجرة إلى المدينة فألقتهم الريح إلى الحبشة فوافقوا خروج جعفر بن أبي طالب وأصحابه منها وقدمت السفينتان معاً ، سفينة جعفر وسفينة الاشعريين على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) حين فتح خيبر .
وفي ترجمته بمختصر تاريخ ابن عساكر فأطعمهم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) طعمة يقال لها : طعمة الاشعريين .
واتفقت الروايات في تراجمه أنّه كان حسن الصوت بالقران فكان يستقرؤه الخليفة وغيره ، وعينه الخليفة عمر سنة سبع عشرة
والياً ومقرئاً لأهل البصرة فقال لهم :
إنّ أمير المؤمنين عمر بعثني إليكم أعلمكم كتاب ربّكم عزّ وجلّ ، وسنّة نبيّثكم ، وأنظف لكم .
وفي تاريخ ابن عساكر :
كان إذا صلّى الصبح أمر الناس فثبتوا في مجالسهم ، ثمّ استقبل الصفوف رجلاً رجلاً يقرئه القرآن حتى يأتي على الصفوف .
وكان هو الّذي فقه أهل البصرة وأقرأهم .
وفي طبقات ابن سعد (2 / 354 و 4 / 108) عن أنس قال : بعثني الاشعري إلى عمر فقال لي عمر : كيف تركت الاشعري فقلت له : تركته يعلّم الناس القرآن .
وفي سنة سبع وعشرين عزله عنها الخليفة عثمان وولي عليها عبداللّه بن عامر بن كريز فسكن الكوفة .
وفي سنة أربع وثلاثين أخرج أهل الكوفة وإليهم سعيد بن العاص وولوا عليها أبا موسى وكتبوا إلى الخليفة يسألونه أن يولي عليهم أبا موسى فولاه وبقي عليها إلى واقعة الجمل فثبط أهل الكوفة عن الالتحاق بجيش الامام عليّ فعزله . وفي واقعة الحكمين ألّحوا على الامام علي أن يعينه من قبله ففعل وكان من أمره ما هو مشهور . وتوفي في الكوفة في خلافة معاوية سنة 42 أو 44 أو 49 أو 50 أو 55 (10) .
10 ـ ابن أم عبداللّه بن مسعود الهذلي حليف بني زهرة
أسلم قبل دخول رسول اللّه دار الارقم ، قال كنت سادس ستة ممن أسلم وكان أول من أجهر بالقرآن بمكة من الصحابة وهاجر الهجرتين إلى الحبشة والمدينة وكان في المدينة يخدم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) .
قال ابن مسعود قال لي رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : اقرأ عليّ . قلت : أقرأ عليك وعليك أُنزل . قال : إنّي أحب أن أسمعه من غيري فقرأت سورة النساء عليه حتى بلغت {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا } [النساء : 41] إلى آخر الاية فاضت عيناه (صلى الله عليه وآله وسلم) .
قال الامام علي في حقّه : علم القرآن والسنّة .
وقال : قرأ القرآن فاحلّ حلاله وحرّم حرامه .
وقال : بينا نحن عنده (صلى الله عليه وآله وسلم) على حراء إذ نزلت عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) سورة المرسلات فأخذتها وانّ فاه ليرطب بها .
* * *
كان ذلكم بعض أخبار ابن مسعود على عهد رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن أخباره بعده ما رواه الذهبي بترجمة الخليفة عمر من تذكرة الحفاظ وقال :
إنّ عمر حبس ثلاثة ابن مسعود أبا الدرداء وأبا مسعود الانصاري فقال : أكثرتم الحديث عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) (11) .
يعني حبسهم في المدينة ومنعهم عن الخروج منها ونرى أنه كان من أثر ذلك ما جاء بترجمة ابن مسعود في تاريخ ابن عساكر ومختصره :
أ ـ كان عبداللّه بن مسعود يأتي عليه الحول قبل أن يحدثنا عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) .
ب ـ بعثه عمر بن الخطاب إلى أهل الكوفة معلماً ووزيراً وهو أفقههم وأقرأهم للقرآن وولاه عمر بيت المال .
ج ـ جاء رجل من الكوفة إلى الخليفة عمر فقال : جئت يا أمير المؤمنين من الكوفة فتركت بها رجلاً يملي المصاحف عن ظهر قلبه فغضب وانتفخ فقال : ومن هو ويحك ، قال عبداللّه بن مسعود فما زال يطفأ ويسير عنه الغضب حتى عاد إلى حاله الّتي كان عليها ، ثمّ قال : ويحك ، واللّه ما أعلم بقي من الناس أحد هو أحق بذلك . . . الحديث .
وسيأتي موجز أخباره في زمن الخليفة عثمان ـ إن شاء اللّه تعالى ـ في بحث اختلاف المصاحف من المجلد الثاني من هذا الكتاب وتوفي سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة .
11 ـ أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس الانصاري الخزرجي
شهد مع رسول اللّه أحداً فما بعدها وآخى بينه وبين سلمان الفارسي وكان ممن جمع القرآن على عهد رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) .
وفي ترجمته بتاريخ ابن عساكر ومختصره (19 / 10 ـ 43) ما موجزه :
قال رجل لابي الدرداء : ، يا معشر القُرّاء ما بالكم أجبنُ منا وأبخلُ إذا سُئلتم ، وأعظم لُقماً إذا أكلتم؟ فأعرض عنه أبو الدرداء ولم يرد عليه شيئاً ، فأُخبرَ ذلك عمر بن الخطاب ، فسأل أبا الدرداء عن ذلك؟ فقال أبو الدرداء : اللّهمّ غفراً!
وكل ما سمعناه منهم نأخذهم به! فانطلق عمر إلى الرجل الّذي قال لابي الدرداء ما قال ، فقال بثوبه وخنقه ، وقاده إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال الرجل : إنما كنا نخوضُ ونلعب ، فأوحى اللّه تعالى إلى نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ) (التوبة / 65) .
وروى انه كان ممن بعثه عمر إلى الشام لتعليم القرآن ثمّ ولاه على القضاء ـ يعني بدمشق ـ وكان القاضي يكون خليفة الامير إذا غاب .
وقال : كان عبداللّه بن مسعود يقول : علماء الناس ثلاثة : واحدٌ بالعراق ، وآخر بالشام ـ يعني أبا الدرداء ـ يحتاج إلى الّذي بالعراق ـ يعني نفسه ـ والّذي بالشام والعراق يحتاجان إلى الّذي بالمدينة ـ يعني علي بن أبي طالب ـ ولا يحتاج إلى واحدٍ منهما . قالوا توفي سنة 31 أو 32 في الشام .
12 ـ أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل الانصاري الخزرجي
شهد بيعة العقبة وبدراً والمشاهد كلها مع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) .
جاء بترجمته من تاريخ ابن عساكر ومختصره ما موجزه :
لما فتح رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) مكّة وسار إلى حنين استخلف عليها عتاب بن أسد يصلي بهم وخلّف معاذ بن جبل يقرئهم القرآن ويفقههم ، ثمّ بعثه مع أبي موسي إلى اليمن وقال لهما : يسرا ولا تعسرا .
وبترجمته من الاستيعاب :
فقال معاذ لابي موسى : كيف تقرأ القرآن ، قال : أقرؤه في صلاتي وعلى راحلتي قائماً وقاعداً ومضطجعاً أتفوقه تفوقاً . فقال معاذ :
لكني أنام ثمّ أقوم فاحتسب نومتي كما أحتسب قومتي .
وتوفي في طاعون عمواس بناحية الاردن من الشام سنة ثماني عشرة في خلافة عمر وهو ابن ثمان وثلاثين سنة (12) .
ومن أخبار القرآن ان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يفضل في تعيين الولاة والامراء ولإقامة الجمعة والجماعة أقرأهم للقرآن .
وقد مرّ بنا خبر عمرو بن سلمة الجرمي الّذي كان سكنى قومه على ماء ممرّ الناس عليه وكانوا يسألون القادمين من الحرم عن أخبار الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فيخبروهم أنه يقول : ((أوحي إليّ كذا وكذا)) يُعنون ما سمعوه من السور المكية الّتي كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يقرؤها في صلاته في الحرم وفي غيرها قال : كنت أتلقى الركبان فيقرؤني فجعلت لا أسمع شيئاً إلاّ حفظته حتى جمعت فيه قرآن كثيراً ولمّا وفد قومه على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد فتح مكّة فاصبح امام جماعتهم واستمرّ على ذلك حتى عصر معاوية ، ونظير هذا الخبر خبر عثمان الثقفي الاتي :
أبو عبداللّه عثمان بن أبي العاص الثقفي .
بترجمته من طبقات ابن سعد (7 / 40) ما موجزه :
قدم على رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) المدينة في وفد ثقيف فأسلموا وكان عثمان من أصغرهم فجاء إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، قبلهم فأسلم وأقرأه قرآناً ولزم أُبي بن كعب فكان يقرئه فلمّا أراد وفد ثقيف الانصراف إلى الطائف قالوا : يا رسول اللّه أمّر علينا ، فأمّر عليهم عثمان بن أبي العاص الثقفيّ ، وقال إنّه كيس وقد أخذ من القرآن صدراً ، فقدم معهم الطائف ، فكان يصلي بهم ويُقرئهم القرآن .
وعلى عهد عمر كتب إليه أن استخلف على الطائف ويقبل إليه فاستخلف أخاه الحكم بن أبي العاص وأقبل إليه فوجّهه إلى البصرة .
وبترجمته من الاستيعاب والاصابة :
ولاه عمر سنة خمس عشرة على عمان والبحرين وسكن في زمان معاوية البصرة وتوفي في خلافة معاوية .
وكان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يعين الولاة على الجيوش والامراء والقضاة في البلاد ممّن برز في قراءة القرآن وحفظه وجمعه وكان ممن عينه كذلك :
أ ـ الصحابي معاذ بن جبل بعد فتح مكّة يعلّم أهلها القرآن ويفقههم في الدين وبعد ذلك بعثه إلى الجند من بلاد اليمن ليقرئهم ويفقههم ويقضي بينهم ويقبض الصدقات .
ب ـ الصحابي عمرو بن حزم استعمله على نجران ليفقههم في الدين ويعلّمهم القرآن .
ج ـ إلى الطائف عثمان بن أبي العاص (13) .
د و ه ـ معاذ بن جبل وأبا موسى الاشعري إلى اليمن (14) .
* * *
كان ذلكم فهرساً لأخبار الاقراء والقرآن في عصر الرسول في المدينة .
_________________________
1- اقتصرنا في إيراد تراجم القراء من الصحابة على إيراد تراجم غير المشهورين من الصحابة ولا حاجة لإيراد تراجم القرّاء المشهورين مثل الخلفاء .
2- صحيح البخاري 3 / 150 ـ 151 .
3- بالإضافة إلى مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر راجع تراجمه في طبقات ابن سعد والاستيعاب وأسد الغابة والاصابة .
4- بترجمته في مختصر تاريخ دمشق .
5- في باب من جمع القرآن على عهد رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) بطبقات ابن سعد 2 / 356 ، وبترجمته من الاصابة عن طبقات ابن سعد وتاريخ البخاري .
6- بترجمته في أسد الغابة .
7- ربلوا : كثر عددهم ونموا .
8- يلقن : يفهم بسرعة .
9- أسد الغابة 3 / 351 .
10- راجع ترجمته بتاريخ ابن عساكر ومختصره .
11- راجع ترجمة ابن مسعود بتاريخ ابن عساكر ومختصره؛ وتذكرة الحفاظ 1 / 7 .
12- راجع ترجمته في تاريخ ابن عساكر ومختصره 24 / 369 ـ 383؛ وطبقات ابن سعد 3 / 583 ـ 590؛ والاستيعاب 1 / 238 .
13- طبقات ابن سعد 5 / 508 .
14- حلية الاولياء لابي نعيم 1 / 256 وبترجمته بطبقات ابن سعد .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|