أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-12-2015
4150
التاريخ: 2024-09-02
242
التاريخ: 2024-10-21
208
التاريخ: 25-11-2014
3286
|
سر الخلود
قال تعالى : {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 25].
- عن الصادق (عليه السلام) : (انما خلد اهل النار في النار، لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو خلدوا فيها ان يعصوا الله ابداً، وانما خلد اهل الجنة في الجنة لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو بقوا فيها، ان يطيعوا الله ابداً، فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء)، ثم تلا قوله تعالى (قل كل يعمل على شاكلته) قال: (على نيته)(1).
إشارة: سوف يصار إلى ترسيم سبب الخلود، الذي هو بمعنى الدوام وعدم الانقطاع، في غضون تفسير الآيات المناسبة. وما طرح في طليعة البحث التفسيري على نحو مجمل هو:
أ. إن الوصف النفساني تارة يكون حالاً، وتارة أخرى ملكة، وتارة ثالثة صورة نوعية وفصلاً مقوماً، حيث تحصل هذه التحولات على محور الحركة الجوهرية.
ب. إن مجرد نية ارتكاب الإثم قد لا تكون منشأ للأثر في حقل الفقه، إلاً أنها ليست معدومة الأثر من الناحية الكلامية. من هنا فإن هذه النية تكون كاشفة عن سوء السريرة وقبح السيرة، وإن الله عز وجل يخضع للمحاسبة جميع الأوصاف والآثار الوجودية للإنسان، مستورها ومشهورها، سرها وعلنها: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة: 284] ، {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} [البقرة: 235].
ج. إذا كان منشأ اتخاذ القرار في ارتكاب الذنب هو «الحال» فإنه يزول بسرعة، وإذا كانت «الملكة» فهي قابلة للزوال، وإن بقيت لبعض الوقت. وفي هاتين الصورتين لا وجه للخلود الذي يكون بمعنى دوام العذاب. ومن هذا المنطلق فإن المسلم الفاسق ليس مخلداً. أما إذا أصبح الذنب يشكل الصورة النوعية والفصل المقوم، فلأنه غير قابل للزوال، فمن المعقول في هذا المورد تصوير دوام العذاب، وإن ظاهر القرآن الكريم يصور دوام العذاب لهذه الجماعة فقط في قوله: {وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [يس: 10]. وقوله: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [الأنعام: 28] ؛ فالكفار والمكذبون هم على جانب من العناد والإصرار بحيث أنهم حتى لو ذاقوا عذاب جهنم المهلك، واخرجوا من النار واعيدوا إلى الدنيا، فإنهم سيرتكبون الموبقات والكفر مجددا.
د. المهم هنا هو ان ما ينشا من الصورة النوعية والفصل المقوم لكل موجود، إنما يتلاءم مع ذاته ولا ينافيها. وبناء عليه، لابد من إثبات التألم عن طريق خاص، وسيبين ذلك في محله المناسب بعناية الله تعالى.
تنويه: ما ذكر عن ترسيم دوام الثواب عن طريق تجرد الروح وثبات ودوام الموجود المجرد وما إلى ذلك، هي مبادئ البرهان العقلي على دوام الثواب مما يؤيده الدليل النقلي. من هنا يعلم أن ما قاله الشيخ الطوسي رحمه الله في التبيان من أنه: «لا يدل العقل على دوام الثواب وإنما علم ذلك بالسمع والإجماع» هو غير تام.
هـ. أحياناً يقرر الدليل العقلي للخلود بصورة القياس الاستثنائي المؤلف من المضمون المطابقي والالتزامي للآيات القرآنية بهذه الكيفية: إذا لم تكن الجنة أبدية، جاز زوالها. لكن التالي باطل. إذن فالمقدم باطل أيضاً. والسر في بطلان التالي، هو أنه إذا كان زوال الجنة جائزاً لنغص خوف انقطاع النعمة حياة ساكن الجنة، والحال أنه لا تأثر ولا ألم فيها. والبرهان المذكور قابل للتقرير أيضاً بتقريبات أخرى .
ــــــــــــــــــــــــــــ
1. الكافي، ج 2، ص85؛ وتفسير نور الثقلين، ج 1، ص44.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|