أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-8-2016
3140
التاريخ: 21-8-2016
2975
التاريخ: 21-8-2016
3183
التاريخ: 20/11/2022
1398
|
نقل من تحف العقول للحسن بن علي بن شعبة الحلبي من وصية له لجابر بن يزيد الجعفي : أوصيك بخمس : إن ظُلمت فلا تظلم وإن خانوك فلا تخن وإن كُذبت فلا تغضب وإن مدحت فلا تفرح وإن ذممت فلا تجزع وفكر فيما قيل فيك فان عرفت من نفسك ما قيل فيك فسقوطك من عين الله جل وعز عند غضبك من الحق أعظم عليك مصيبة مما خفت من سقوطك من أعين الناس وإن كنت على خلاف ما قيل فيك فثواب اكتسبته من غير أن تتعب بدنك واعلم انك لا تكون لنا وليا حتى لو اجتمع عليك أهل مصرك وقالوا إنك رجل سوء لم يحزنك ذلك لو قالوا انك رجل صالح لم يسرك ذلك ولكن اعرض نفسك على كتاب الله فان كنت
سالكا سبيله زاهدا في تزهيده راغبا في ترغيبه خائفا من تخويفه فأثبت وابشر فإنه لا يضرك ما قيل فيك وإن كنت مباينا للقرآن فما الذي يغرك من نفسك .
إن المؤمن معني بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها فمرة يقيم أودها ويخالف هواها في محبة الله ومرة تصرعه نفسه فيتبع هواها فينعشه الله فينتعش ويقيل الله عثرته فيتذكر ويفزع إلى التوبة والمخافة فيزداد بصيرة ومعرفة لما زيد فيه من الخوف وذلك بان الله يقول : إن الذين اتقوا إذا
مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون يا جابر استكثر لنفسك من الله قليل الرزق تخلصا إلى الشكر واستقلل من نفسك كثير الطاعة لله ازراء على النفس وتعرضا للعفو وادفع عن نفسك حاضر الشر بحاضر العلم واستعمل حاضر العلم بخالص العمل وتحرز في خالص العمل من عظيم الغفلة بشدة التيقظ واستجلب شدة التيقظ بصدق الخوف وتوق مجازفة الهوى بدلالة العقل وقف عند غلبة الهوى باسترشاد العلم واستبق خالص الأعمال ليوم الجزاء وادفع عظيم الحرص بايثار القناعة واستجلب حلاوة الزهادة بقصر الأمل واقطع أسباب الطمع ببرد الياس وسد سبيل العجب بمعرفة النفس وتخلص إلى راحة النفس بصحة التفويض وتعرض لرقة
القلب بكثرة الذكر في الخلوات واستجلب نور القلب بدوام الحزن وتحرز من إبليس بالخوف الصادق وإياك والرجاء الكاذب فإنه يوقعك في الخوف الصادق .
وإياك والتسويف فإنه بحر يغرق فيه الهلكى وإياك والغفلة ففيها تكون قساوة القلب وإياك والتواني فيما لا عذر لك فيه فإليه يلجأ النادمون واسترجع سالف الذنوب بشدة الندم وكثرة الاستغفار وتعرض للرحمة وعفو الله بخالص الدعاء والمناجاة في الظلم واستجلب زيادة النعم بعظيم الشكر واطلب بقاء العز بإماتة الطمع وارفع ذل الطمع بعز الياس واستجلب عز الياس ببعد الهمة وتزود من الدنيا بقصر الأمل وبادر بانتهاز البغية عند إمكان الفرصة وإياك والثقة بغير المأمون واعلم أنه لا علم كطلب السلامة ولا عقل كمخالفة الهوى ولا فقر كفقر القلب ولا غنى كغنى النفس ولا معرفة كمعرفتك بنفسك ولا نعمة كالعافية ولا عافية كمساعدة التوفيق ولا شرف كبعد الهمة ولا زهد كقصر الأمل ولا عدل كالإنصاف ولا جور كموافقة الهوى ولا طاعة كاداء الفرائض ولا مصيبة كعدم العقل ولا معصية كاستهانتك بالذنب ورضاك بالحالة التي أنت عليها ولا فضيلة كالجهاد ولا جهاد كمجاهدة الهوى ولا قوة كرد الغضب ولا ذل كذل الطمع وإياك والتفريط عند امكان الفرصة فإنه ميدان يجري لأهله بالخسران .
وقال (عليه السلام) خذوا الكلمة الطيبة ممن قالها وان لم يعمل بها فان الله يقول : {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ} [الزمر: 18] ، ويحك يا مغرور أ لا تحمد من تعطيه فانيا ويعطيك باقيا درهم يفنى بعشرة تبقى إلى سبعمائة ضعف مضاعفة ، إنما أنت لص من لصوص الذنوب كلما عرضت لك شهوة أو ارتكاب ذنب سارعت إليه وأقدمت بجهلك عليه فارتكبته كأنك لست بعين الله أو كان الله ليس لك المرصاد .
يا طالب الجنة ما أطول نومك وأكل مطيتك وأوهى همتك فلله أنت من طالب ومطلوب ويا هاربا من النار ما أحث مطيتك إليها وما أكسبك لما يوقعك فيها .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|