أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-08-2015
3337
التاريخ: 3-08-2015
4006
التاريخ: 3-08-2015
3142
التاريخ: 2023-08-16
1557
|
كما كانت غيبة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، لحكمة اقتضتها مشيئة اللّه وإرادته ، ولا يمكن أن تكون بغير هذه الإرادة والمشيئة المبنية على مصالح تقف وراء عملية الغيبة .
كذلك هو يوم الظهور فإنه منوط بإرادته سبحانه وتعالى ، فهو الذي يأذن له بالخروج والظهور في اليوم الموعود . وذلك عندما تتحقق شرائطه وموجباته .
وشرائط الظهور هي تلك الأمور التي يتوقف عليها تنفيذ الوعد الإلهي بنشر العدل الكامل في أرجاء الدنيا والذي يتحقق على يد الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .
وهي كما ظهر لنا ممّا تقدّم ليست كعلامات الظهور ، باعتبار أن لها التأثير الواقعي في إيجاد يوم الظهور وتحقيق وعد اللّه عزّ وجل ، ولولاهما لا يمكن أن يتحقق ذلك . وهذا بخلاف علامات الظهور التي ليس لها مدخل في ذلك حيث يمكن لليوم الموعود أن يتحقق سواء وجدت العلامات أو لم توجد . . . وهذه الشروط التي لا بدّ من توفرها ليتحقق الوعد بيوم الظهور يمكن إيجازها بما يلي :
أولا : وجود الأطروحة العادلة الكاملة التي تمثل العدل المحض الواقعي والمبلّغة إلى البشر من قبل اللّه تعالى . لتكون هي القانون السائد في المجتمع .
لذا ينبغي أن تكون هذه الأطروحة قابلة للتطبيق في كل الأمكنة والأزمنة ، والتي تضمن للبشرية جمعاء السعادة والرفاه في العاجل ، والكمال البشري المنشود في الآجل .
الثاني : وجود القيادة الحكيمة التي تقوم بتطبيق تلك الأطروحة في اليوم الموعود ، والذي يمتلك القابلية والقدرة الكاملة لقيادة العالم كله .
الثالث : وجود العدد الكافي من المخلصين المؤازرين للقائد بتطبيقه للعدل في كل أرجاء العالم .
الرابع : توفر القواعد الشعبية الكافية ذات المستوى العالي في الوعي والتضحية والعطاء بين يديه .
وهذه الشروط في واقعها ، هي شرائط الدعوة الإلهية في كل حين . وحيث لم تتوفر على مرّ العصور ، لم تستطع هذه الدعوة شق طريقها المأمول في العالم بالرغم من أن اللّه تعالى أنزل دينه لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ . *
وستشق هذه الدعوة طريقها ، ويتحقق مدلول هذه الآية الكريمة ، في أول فرصة تتوفر فيها هذه الشروط ، وليس ذلك إلّا عند ظهور الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف[1] « 1 » .
ويرتبط خروج الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وظهوره بتحقيق وتوفر الشروط الأربعة ، وليس ببعضها .
وقد توفرت للأمة بعض الشروط التي تحققت . فالشرط الأول أوجده اللّه عزّ وجل وربّى الأمة عليه ضمن خط الأنبياء الطويل حتى تكلل هذا التخطيط بالنجاح بإنجاز هذا الشرط ضمن الأطروحة الإسلامية المبلّغة من قبل خاتم الأنبياء والمرسلين عليه وآله السلام .
وهكذا الشرط الثاني الذي تحقق عبر وجود الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف كقائد أمثل للبشرية ليكون هو المطبّق لتلك الأطروحة الكاملة في اليوم الموعود .
نعم ، الشرطان الثالث والرابع هما الشرطان المتبقيان وبتحقيقهما يتحقق الظهور .
فلا بد من أن تتربى الأمة على جميع المستويات ، حتى يكون لها القابلية لاستيعاب وفهم وتطبيق القوانين الجديدة التي تعلن بعد الظهور ، وأيضا لا بدّ من تهيئة العدد الكافي لتحقيق المؤازرة والنصر للإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف في يوم الظهور ، وهذا العدد لا بدّ وأن يكون من الأفراد المخلصين الكاملين الممحصين ، الذين يكونون على مستوى التضحية والفداء .
فالدعوة إلى اللّه وتطبيق حكمه عزّ وجل وإقامة دولة العدل الشامل تقوم على جملة مرتكزات التي يتكفّل الباري عزّ وجل بتوفير بعضها بل أساسها كإيجاد القائد الذي يحمل مواصفات القيادة مع ما يحمله من رسالة لها القدرة على وضع القوانين الكفيلة بسعادة البشر .
إلّا أن هذه الأمور تحتاج إلى أمة فيها عناصر وأفراد لهم أهلية تقبّل هذه الرسالة ومقومات استمرارها .
وقد ضرب اللّه لنا مثلا هاما في القرآن الكريم حول ضرورة تكامل هذه الشروط كما في قضية طالوت وجالوت .
فقد كان إرسال طالوت من قبل اللّه وتهيئته كقائد حكيم شجاع نتيجة لحاجة بني إسرائيل لذلك : إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ[2].
فكان ردّ هذا القائد واضحا في اختبار الأمة عن مدى قدرتها على تحمّل متطلبات ومستتبعات القيادة حيث ظهر له التردّد الواضح في نصرته ومؤازرته .
وكانت الغلبة للفئة القليلة التي آمنت باللّه وتوكلت عليه :
كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|