أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2014
2133
التاريخ: 2024-11-12
170
التاريخ: 2023-07-24
843
التاريخ: 2023-07-27
1238
|
الفسق الاعتقادي والعملي في القران
قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ} [البقرة: 26].
الفسق اصطلاحاً هو الخروج عن الشريعة؛ وهذا الخروج يحصل أحياناً على نحو كلي؛ كالخروج عن العقيدة والعمل، وأحياناً بشكل جزئي لا كلي؛ كالخروج عن العمل مع الاحتفاظ بالعقيدة، ولما كانت العقيدة هي أساس الدين، فإن الخروج عنها سوف يستلزم حتما الخروج الكلي، وإن حصل الاستمرار على العمل بالأحكام نفاقا. في حالة الخروج الكلي يصبح هذا الفاسق كافر، وفي صورة الخروج الجزئي (العملي) فإنه يكون مؤمنا وليس كافراً.
ذهب البعض مذهباً غير صائب في القول بالمنزلة بين المنزلتين، فقالوا: إن الفاسق نازل بين منزلين. يقول الزمخشري:
إن أول من حد له هذا الحد أبو حذيفة واصل بن عطاء... . وكونه بين بين [بين الكفر والإيمان] أن حكمه حكم المؤمن في أنه يناكح، ويوارث، ويغسل، ويصلى عليه، ويدفن في مقابر المسلمين. وهو كالكافر في الذم، واللعن، والبراءة منه، واعتقاد عداوته، وأن لا تقبل له شهادة. ومذهب مالك بن أنس والزيدية: أن الصلاة لا تجزئ خلفه. ويقال للخلفاء المردة من الكفار: الفسقة. وقد جاء الاستعمالان في كتاب الله؛ [فتارة بصورة الفسق الجزئي والعملي؛ مثل:] {بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ} [الحجرات: 11] ؛ يريد [الذنب العملي من] اللمز والتنابز، او اخرى بصورة الفسق الكلي؛ مثل:] {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [التوبة: 67] [والمراد به هو المعصية الاعتقادية والخروج عن الدين ](1).
وقد عد أبو حيان الأندلسي - في نقده لكلام الزمخشري -هذا القول مساوياً لمذهب الاعتزال، وطرح رأي السلف من مفسري الأمة بهذه الصورة:
إن من كان مؤمناً وفسق بمعصية دون الكفر، فإنه فاسق بفسقه [العملي] مؤمن بإيمانه [القلبي]، وإنه لم يخرج بفسقه عن الايمان، ولا بلغ حد الكفر. وذهبت الخوارج إلى أن من عصى وأذنب ذنب فقد كفر بعد إيمانه. ومنهم من قال: من أذنب بعد الإيمان فقد أشرك. ومنهم من قال: كل معصية نفاق، وإن حكم القاضي بعد التصديق أنه منافق. وذهبت المعتزلة إلى ما ذكره الزمخثسري، وذكر أن لأصل هذه المسالة سموا معتزلة، فإنهم اعتزلوا قول الأمة فيها، فإن الأمة كانوا على قولين، فأحدثوا قولاً ثالثاً فسموا معتزلة لذلك.(2)
تنويه: 1. مثلما ان للإيمان الصادق درجات افضلها درجة «الصديق»، فإن للعقيدة الباطلة أيضاً دركات أسوأها وأدناها هي دركة «الفشيق» يعتقد البعض أن استخدام مصطلح «الفاسق» للإنسان لم يكن معهوداً قبل الإسلام، حيث لم يعهد في الجاهلية إطلاق عنوان «الفسق الاعتقادي»
على الخروج عن العقيدة القلبية، ولا إطلاق عنوان «الفسق العملي» على الخروج عن التكليف العملي، وإذا قال ابن الأعرابي إنه: «لم يسمع الفسق وصفاً للإنسان في كلام العرب» فالمراد منه هو عرب الجاهلية، وليس العرب المتدينين المتحضرين بعد الإسلام؛ كما أشار إليه ابن الأنباري.(3)
2. على الرغم من أن الفسق قد استعمل في القرآن الكريم تارة بمعنى الانحراف في العقيدة؛ أي الكفر والنفاق، واخرى بمعنى الانحراف العملي مع حفظ الإيمان، وقد اوكل تعيين المصداق الخاص إلى القرينة، إلا أنه بخصوص المقام، فالقرينة المعينة تدل على أن المراد هو الفسق الكلي والاعتقادي، وليس الفسق الجزئي والعملي؛ لأن الفسق في الآية محل البحث جاء في مقابل الإيمان، وليس متفرعاً عنه، هذا أولاً، وثاني: إنه ورد في مجال الطعن في القرآن والوحي الإلهي، وهو ما يكون مصحوباً بالفسق الاعتقادي لا محالة.
ـــــــــــــــــــــــــــ
1. الكشاف،ج1، ص119.
2. البحر المحيط، ج 1، ص271.
3.روح المعاني، ج 1، ص335.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|