أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-15
572
التاريخ: 2024-02-19
956
التاريخ: 2024-02-22
797
التاريخ: 2024-06-20
730
|
تدل النقوش التي دونت في مرسوم دهشور (1) ومراسيم فقط (2)، ولوحة «وني» ... على أنه كان يوجد في مصر جيش من الجنود الموالية «نحسي»، وكان هذا الجيش يتألف من الزنوج أو بتعبير أدق من النوبيين ومن المحتمل من اللوبيين أيضًا، وكانت الكتائب التي تؤلف من هؤلاء تكون جزءًا من الجيش المصري؛ إذ إنهم كانوا يظهرون في ساحة القتال بين الجنود الذين جمعهم «بيبي الأول» ليخضع بهم البدو تحت إمرة «وني» وكانوا يؤلفون وحدهم جيشًا مرتزقًا. وكان الملوك يمنحونهم في عهد الأسرة السادسة (3) أراضي وينشئون لمصلحتهم ضياعا والتزامات معفاة من الضرائب الملكية. ويظهر أن هؤلاء الجنود المرتزقة كانوا تابعين لنظام جديد وجد مذكورًا في الألقاب منذ الأسرة الخامسة، يطلق عليه «جس بر» (الجيش المنظم) بجوار الجيش الوطني. ومن المحتمل جدًّا أن يكون الفرعون قد نظم هؤلاء الجنود المرتزقين في العهد الذي حدث فيه الانقلاب العظيم في الأسرة المالكة. وكان يرأس جيش المرتزقة هذا (مدير المرتزقة) «إمرا جس بر». وهذا اللقب كان يحمله دائما حاكم المقاطعة ولكنه كان خاصًا بأصحاب الشأن والقوة منهم وبخاصة «إحي» (4) الذي كان يلقب كذلك، مدير البعوث أو الحملات الفرعونية في البلاد قاطبة، وكذلك كان يلقب به «وسر كاف عنخ» (5) حاكم مقاطعات الوجه البحري و«بجنوكا»، (6) و «وتب إم عنخ» (7) و «بيبي عنخ» وقد أصبحوا وزراء وعينوا نوابًا للملك في «نخن» (الكاب). ومن ذلك يمكننا أن نقرر بأن قواد الجنود (المرتزقة كانوا من الموظفين الذين في يدهم سلطة حكام الأقاليم. ومن جهة أخرى كان يشتمل جيش المرتزقة على مصالح مختلفة، واحدة منها لمقاطعات الشمال تحت سلطان حكامها؛ فكان «وسر كاف عنخ» يلقب مدير مقاطعات الشمال في مصلحة الجنود المرتزقة المزدوجة، ومن ذلك يستنتج أنه كانت هناك مصلحة أخرى للجنود المرتزقة لمقاطعات الجنوب، وهذه النظرية قد وطدت دعائمها بنظائر لها . وذلك أن مصلحة جيش الجنود المرتزقة أصبحت مزدوجة مثل المصالح الإدارية في عهد الأسرة الخامسة، وأصبح يطلق عليها «جسوي بر» ويمكن حينئذ تفسير هذا اللقب بالبيت الذي يدير الجيشين من المرتزقة» والجيش المرتزقة أمناء أسرار وبخاصة للبلاد الأجنبية: «كبير أمناء السر لباب البلاد الأجنبية في بيت إدارة جيش الجنود المرتزقة». وأبواب البلاد الأجنبية هي كما ذكرنا مناطق الحدود التي كانت تقام فيها حصون. ومن جهة أخرى نجد لكل من الأهرام الملكية والجبانات حرسًا من الجنود المرتزقة. وقد ظهر في نقوش «وني» لقب مدير الجنود المرتزقة أيضًا. وقد ذكر لنا «وني» قائمة بأسماء الشخصيات الهامة الذين جاء كل منهم على رأس جنوده، مرتبة حسب مكانة كل منهم، وهم كما يأتي:
(1) الأمراء حاملو خاتم ملك الشمال.
(2) السمار الوحيدون، والرؤساء العظام أصحاب الحصون العظيمة.
(3) حكام الحصون.
(4) السمار مديرو القوافل.
(5) رؤساء الكهنة.
(6) قائد الجيوش المرتزقة.
ثم يقول لنا المتن: إن كلا من هؤلاء كان يقود جنودًا من الجنوب ومن الشمال من الحصون، ومن المدن التي يسيطرون عليها ومن «النحسي» أي الجنود المرتزقة الذين جلبوا من البلاد النائية. يتضح أن قواد الجنود المرتزقة كانوا مثل الضباط الآخرين الذين ذكرنا أسماءهم، يقودون جنودهم إلى ساحة القتال على أن قواد الجنود المرتزقة لم يكونوا حكامًا لمقاطعات ولا مدن ولا ضياع ملكية معفاة من الضرائب مثل رؤساء الكهنة. كما أن حكام الأقاليم والمدن لم يكن تحت إمرتهم جنود من النوبيين في جيوشهم، إذ لم نجد حاكم مقاطعة واحدًا في عهد الأسرة الخامسة يحمل لقب رئيس الجنود المرتزقة. ومن ذلك نستخلص أن مصلحة الجنود المرتزقة. التي تدير شئون هؤلاء الموالين من النوبيين الموزعين في طول البلاد وعرضها، وقد كانوا في الحقيقة يؤلفون قوة من رجال الشرطة وحامية ثابتة قد وكل إليها المحافظة على الأمن في مناطق الحدود والمقاطعات وحراسة الجبانات والأهرام الملكية التي كانت دائمًا مهددة بناهبي القبور. وكان الجيش مكلفا بحراسة البعوث التي كانت ترسل إلى مناجم سيناء وحمامات، وكانت الكتائب البرية والسفن الحربية ترافق البعوث التي يرسلها الفرعون «أسيسي» إلى شبه جزيرة سيناء لإحضار حجر الدهنج. وكان يصحب هذه البعثة ضابط بحري وثلاثة ضباط جنود برية. وفي عهد الفرعون «بيبي الأول» قامت حملة إلى سيناء تصحبها كتيبة من الجنود بإمرة قائد جيش ومعه عدد من الضباط البحريين وضباط الجنود البرية، وكذلك أرسلت في عهد نفس الفرعون حملة إلى حمامات غير أنه لم يذكر في نقوشها قائمة بأسماء ضباط الحملة، ولكن ذكر عرضًا فيها اسم ضابط سفينة، وقد ذكر في متن يرجع تاريخه إلى أواخر الأسرة السادسة أن أمراء الفنتين قد قاموا بإحدى عشرة بعثة بحرية إلى جبيل (ببلوص ) وبلاد « بتت» (انظر الشئون الاجتماعية / تجارة مصر الخارجية وعلاقتها بالأقاليم المتاخمة / علاقة مصر بالبحر الأحمر وبلاد بنت في عهد الدولة القديمة).
........................................
1- Moret J. As. 1917 p.p. 387 et Suiv
2- Op. Cit. 1916 p.p. 296–322
3- Sphinx, XVII p. 118
4-مسلة صغرية من الجيزة L. D.II, 88 a. b
5- Br. A. R. t.l No. 276
6- Mar. Mast. D. 70 p.p. 370 ET Suiv
7- Borchardt. Grab des K. Neuserre p.p. 71–74
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|