المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6079 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


حياة أمنحتب بن حبو  
  
169   02:01 صباحاً   التاريخ: 2024-06-20
المؤلف : سليم حسن.
الكتاب أو المصدر : موسوعة مصر القديمة.
الجزء والصفحة : ج5 ص 415 ــ 426.
القسم : التاريخ / العصور الحجرية / العصور القديمة في مصر /

وُلد «أمنحتب بن حبو» في بلدة «أتريب» (بنها الحالية) من أعمال المقاطعة العاشرة من مقاطعات الوجه البحري؛ كما ذكر لنا ذلك في ترجمته لنفسه التي تركها في نقوش عدة، (1)، ولذلك كان مما يفخر به أنه يحمل لقب «رئيس كهنة إله بلدته» الذي كان يُدعى «حور خنتي ختي«(2)، على أن بلدة «أتريب» مسقط رأسه لم تكن ذات مكانة تُحسد عليها في خلال الأسرة الثامنة عشرة (3)، ومع ذلك فإن «أمنحتب» هذا كان كثير التفاخر بانتسابه إليها لأسباب لا تزال مجهولة لدينا؛ فنراه يذكر لنا بسرور وغبطة في ترجمة حياته،(4)، كيف أن الفرعون أجاب ملتمسه فزين هذه المدينة بأحسن الزينة وأفخرها. وتدل كل الأحوال على أنه وُلد من أبوين فقيرين؛ أي إنه نشأ من عامة الشعب؛ فقد ذكر لنا اسم والده «حبو« (5) واسم والدته «إتو» مجردين عن كل لقب، ومن هذين الأبوين المغموري الذكر نشأ «أمنحتب»، وتدرج إلى معارج الرقي، حتى أصبح يقبض على زمام أمور الدولة المصرية في عهد «أمنحتب الثالث» أشهر فراعنة الأسرة الثامنة عشرة، وقد أُوتي الحكمة وفصل الخطاب؛ مما وضعه في مصاف الآلهة في العصور المتأخرة؛ فقد كان القوم يحتفلون بعيد ولادته في اليوم العاشر(6) من الشهر السابع من كل سنة، وقد عُمر طويلًا؛ إذ بلغ على حسب بعض الأقوال الثمانين حولًا في نهاية حكم «أمنحتب الثالث»، وأرجح الأقوال أنه وُلد في عهد الفاتح العظيم «تحتمس الثالث». وقد حاول البعض أن ينسبه إلى أسرة أحد أمراء المقاطعات بحجة أنه كان يحمل لقب الحاكم «المشرف على الكهنة «(7) وفي هذا من خطل القول ما فيه؛ لأنه في هذه الفترة من تاريخ البلاد لم يكن في المقاطعات أمراء يحكمونها؛ لأن هذا النظام من الحكم كان قد قُضي عليه نهائيًّا في عهد الأسرة الثانية عشرة، هذا إلى أن والده «حبو» كما ذكرناه قد وصل إلينا اسمه مجردًا عن الألقاب؛ مما يدل على أنه لم يرث أي لقب قط عن أجداده، بل على العكس نال مجده بجده وعبقريته الفذة. لم يذكر لنا «أمنحتب» شيئًا ما عن حياته قبل اعتلاء سميه «أمنحتب الثالث» عرش الإمبراطورية المصرية، وأوَّل وظيفة تقلَّدها في حكم هذا الفرعون هي «مساعد كاتب الملك «. ولا بد أنه كان قد ناهز الخمسين من عمره حينما تقلد أعباء هذه الوظيفة الصغيرة. ومن المحتمل أنه كانت توجد بينه وبين الملك الشاب رابطة جعلته ينخرط بسرعة في سلك الوظائف المدنية، غير أن الآثار لم تمدنا بأية معلومات في هذا الصدد كما أغفلت ذكر الوظائف التي كان يتقلدها قبل هذه الوظيفة التي وجدناه يقوم بأعبائها، فاستمع لما يقصه في ترجمته عن نفسه وهو في دور التكوين: «كنت قد رُقيت إلى وظيفة مساعد كاتب ملكي، وكنت قد تفقهت قبلها في كتاب الإله، ورأيت قوة «تحوت» (إله العلم)؛ فكنت بذلك ماهرًا في أسرار كتابه، حتى إني كنت أحل كل معضلاتها، وكان كل إنسان يسألني النصيحة (8) (المشورة).» ثم يذكر لنا في نفس هذه الوثيقة أن الفرعون قد رقَّاه بعد فترة من الزمن إلى وظيفة «كاتب المجندين» برتبة «رئيس كتبة الملك». وتلك كانت الوظيفة الرئيسية التي تقلدها «أمنحتب بن حبو»، وسنفصل القول عن نشاطه فيما بعد. وقد كلفه الفرعون بوصفه «كاتب المجندين» أن يسهم في إقامة المباني الملكية؛ ولهذا منحه لقب «مدير كل المباني الملكية»، وقد كان نطاق وظيفته هذه بالإضافة إلى وظيفة «كاتب المجندين» قاصرًا على الوجه البحري (9)؛ ولهذا السبب كان يُلقب بحق على أحد النقوش «مدير المحاجر للجبل الأحمر «(10). وهذه المحاجر واقعة بالقرب من «عين شمس»، وكانت تُعَدُّ في نظر ملوك الأسرة الثامنة عشرة أعظم محاجر تمتاز بفخامة الأحجار المستخرجة منها؛ إذ كان يُقطع منها الحجر الرملي الأحمر المحبب، ومنه تُصنع التوابيت الملكية (11)، وتدل شواهد الأمور على أن «أمنحتب الثالث» كان معجبًا بأحجار هذه المحاجر، ويقال إنه في أول حكمه لقب الأحجار المستخرجة منها «بالأحجار المدهشة «. (12). ومن المحتمل أن سبب تفضيله هذه الأحجار على غيرها يرجع إلى الذوق الشخصي من جهة، وإلى الصعوبات التي كان لا بد من تجشمها في نقل أحجارها الضخمة عن طريق النهر إلى «طيبة» من جهة أخرى، وكذلك إلى الصعوبات الفنية التي كان لا بد للمفتن المصري من التغلب عليها في نحتها، وإخراجها في صور متقنة بهجة. ولقد عبَّر لنا «أمنحتب الثالث» عن كبريائه وعجبه وقوته في هذا الصدد عندما فاه بالجملة العظيمة المعبرة عن نقل هذه الأحجار: من «عين شمس» الشمالية إلى «عين شمس الجنوبية» (أي من هليوبوليس إلى طيبة)، وقد دوَّن «أمنحتب» بن «حبو» هذه العبارة على آثار سيده الخالدة إلى الآن بنصها. وكذلك خلع «أمنحتب الثالث» على نفسه في نقوش تمثاليه الضخمين المقامين أمام معبده «بطيبة» الغربية لقب: صاحب الآثار العظيمة التي نقلها بقوته من «عين شمس الشمالية» إلى «عين شمس» الجنوبية (13) (طيبة)، كما ترك لنا «أمنحتب بن حبو» على التمثال (14) الذي أهداه إياه الفرعون، وحباه بإقامته في «معبد آمون» نقوشًا تصف إقامة تمثال الملك العظيم بكلمات ملؤها الفخر والإعجاب، لا تقل عما سبق ذكره؛ إذ يقول:

لقد نصَّبني الفرعون مديرًا للأعمال القائمة في محجر الجبل الأحمر، وهي الآثار التي كانت ستُقام في «معبد الكرنك» للإله «آمون»، فنقلت تمثاله الضخم الذي كان يمثل صورة جلالته بكل دقة فنية، وقد أُحضر من «عين شمس الشمالية» إلى «عين شمس الجنوبية»، وهو لا يزال إلى الآن رابضًا في مكانه، وقد حباني سيدي؛ فسمح لي بإقامة تمثالي في معبد «آمون»؛ لأنه يعلم أني ملك يديه أبديًّا. كذلك تدل اللوحة الجنازية التي جاء فيها ذكر إهداء المعبد الجنازي الذي أُقيم فيه هذا التمثال على أنه قُطع من نفس المحاجر السالفة الذكر؛ إذ يقول الفرعون:

لقد ملأ جلالتي المعبد بالآثار والتماثيل من الجبل الأحمر (15). والظاهر أن «أمنحتب بن حبو» هو الذي كان يشغل وظيفة مدير الأعمال التي كانت تُقام في هذا المعبد، وإن لم يذكر لنا ذلك صراحة. ويمكن استخلاص ذلك من أن «أمنحتب بن حبو» قد أقام معبده بجوار معبد سيده مباشرة، وقد كافأه الملك على ما قام به من جليل الأعمال في إدارة المباني الملكية وقطع أحجار التماثيل ونقلها بالتصريح له بإقامة تمثاله في معبد «آمون». وهذا التمثال لا يزال باقيًا حتى الآن، وقد عُثر على تمثال آخر معه مشابه له في نقوشه، والتمثالان موجودان الآن بالمتحف المصري (16). والظاهر أنهما نُصبا في هذا المعبد في وقت واحد، وقد جاء على الأخير منهما ذكر عيد «سد» الأوَّل للفرعون «أمنحتب الثالث»، وهذا العيد كان يُقام في الأصل كما يُقال بعد مرور ثلاثين سنة من حكم الفرعون الجالس على العرش؛ ولكن هذا التقليد لم يكن يُعمل به دائمًا من جهة المدة كما ذكرنا. وعلى ذلك يظهر أن هذين التمثالين قد نحتهما «أمنحتب بن حبو» بمناسبة هذا العيد، وكذلك تدل الشواهد على أن تمثالي «ممنون» قد نُصبا في خلال هذه الفترة؛ لأننا نقرأ على واحد منهما الدور الذي لعبه «أمنحتب» في إقامتهما. ومما يؤثر عنه من جليل الأعمال التي قام بها لسيده كذلك في أعمال البناء الضخمة التي لا تزال آثارها باقية حتى الآن نصب تمثال هائل بمعبد الكرنك، (17) فيقول:

لقد نصبني سيدي مديرًا لكل المباني الملكية، فجعلت اسم الفرعون مخلدًا؛ لأني لم أُقلد أعمال السلف، بل بنيت له جبلًا (18) من الحجر الرملي (أي إن معبد موت عامة كان مفعمًا بتماثيل من — هذا النوع من الحجر حتى أصبح جبلًا من هذا الحجر الرملي)؛ لأنه وارث الإله «آتوم»، وقد أقمت ذلك على حسب ذوقي الخاص؛ فجعلت صورته في معبده العظيم هذا من كل نوع، وجعلته يناهض السماء في علوه من الأحجار الصلبة؛ ولذلك جاء عملي هذا منقطع القرين منذ الأزل. ولقد أشرفت على عمل تمثاله العظيم الشاسع في عرضه والسامق في طوله حتى فاق عمد المعبد الذي نُصب فيه، ولقد أشرق جماله على بابه؛ إذ بلغ طوله أربعين ذراعًا، أما مادته فقد قُطعت من محاجر الحجر الرملي المقدس للإله «رع آتوم»، وكذلك بنيت له سفينة خاصة وأحضرته فيها بالنيل، وأقمته في معبده العظيم الأبدي، فكان يناهض القبة الزرقاء في سموِّها، وسيحكم من سيأتي بعدي على عملي العظيم الأبدي هذا. وكان الجيش بقيادتي، وكان جنوده يعملون بسرور وقلوبهم فرحة؛ لأنهم يقومون بتأدية واجبهم لإلههم الطيب مسبِّحين بحمده، وقد أنزلوا هذا الأثر في «طيبة» مهللين مستبشرين، وهو رابض الآن في مكانه أبديًّا. فنرى من الوصف السابق أن تمثال الملك هذا قد قُطع من محاجر «الجبل الأحمر»، وقد أوضح لنا «أمنحتب» في النقوش السالفة الذكر تفضيل الفرعون هذه المحاجر المقدسة، وتقع على مقربة من «عين شمس» وتُنسب للإله «آتوم»، وهو الإله المحلي لهذه الجهة، ولما كان الفرعون يعد نفسه ابن الإله «آتوم» ووارثه على الأرض، فإنه كان بطبيعة الحال يفضل نحت تمثاله من أحجار هذا المحجر بوصفها موروثة عن أبيه «آتوم «. والتمثال المشار إليه كان منصوبًا في معبد «الكرنك»، وقد تعرف عليه الأستاذ «زيته» ثانية (راجع Sethe Festschrift fur Ebers p. 107ff )، وقال إنه هو التمثال الضخم المنسوب إلى الفرعون «أمنحتب الثالث»، وهو الذي لا تزال قاعدته قائمة للآن أمام الواجهة الجنوبية للبوابة العاشرة التي أقامها «حور محب»، وهذا التمثال حقيقة منحوت في الحجر الرملي المجلوب من الجبل الأحمر، ولكن يبلغ ارتفاعه على حسب رأي الأستاذ «زيته» إلا نحو خمسة عشر مترًا. وقد فُسر ما جاء في النقوش من أنه يبلغ ذرعه أربعين ذراعًا بأن هذا الطول يُنسب إلى قطعة الحجر التي نُحت فيها التمثال في المحجر. ولا بد أن هذا التمثال هو أحد التماثيل الضخمة القائمة في الجهة الشمالية من نفس البوابة وهي التي اغتصبها «رعمسيس الثاني» لنفسه كما كانت عادته. يُضاف إلى ذلك أن تمثال «أمنحتب الثالث» هذا ليس قائمًا في مكانه الأصلي، وليس لدينا معلومات عن المكان الذي كان قد أُقيم فيه أوَّلًا. هذا كل ما وصلنا عن أعمال البناء التي قام بها «أمنحتب بن حبو». يُضاف إلى ذلك تمثال آخر له في معبد «الكرنك»، ولكن هذا لا يدل على أنه قد أقام بها مباني هناك، والظاهر أن التمثال المذكور قد أُقيم في هذا المعبد بعد أن تم بناؤه نهائيًّا. أما المباني التي أمر «أمنحتب الثالث «(19)، بإقامتها في «إتريب» (بنها الحالية) تكريمًا «لأمنحتب بن حبو» مدير مبانيه بوصفها مسقط رأسه، فلم يذكر لنا الأخير أنه هو الذي أشرف على إقامتها، وكل ما نعرفه أن الفرعون «أمر أن تُحفر في هذه البلدة بحيرة في شمالها وأخرى في جنوبها، وأن تُزين شواطئهما بالأزهار والأشجار … وكذلك أقام معبدًا لإله بلدتي … وزاد في قرابينه اليومية؛ وبذلك أسدى سيدي إلى بلدتي شرفًا عظيمًا. هذا إلى أنه أغدق من فيضه على أسرتي في الحياة الدنيا«. ويُعزى لقب «كاهن سم في بيت الذهب» (مكان التحنيط) الذي يحمله «أمنحتب» إلى نشاطه بوصفه مشرفًا على المباني الدينية والآثار، وهذا اللقب كان لا يحمله إلا امرؤ مقدس طاهر منحه الله قوة ربانية؛ لأنه كان لا يجوز لأحد غيره لمس أدوات العبادة، وهذا هو السبب الذي من أجله قد عُين «إخرنوفرت«(20) في عهد الدولة الوسطى على حسب أوامر الملك «سنوسرت الثالث» ليضع صورًا دينية ثانية في «العرابة» للإله «أوزير»، فيقول إخرنوفرت: «وكانت يدي طاهرة عند تزيين الإله بوصفي «كاهن سم» وأصابعي نظيفة، وكذلك كانت الحالة مع «منمسو« (21) الذي عاصر كلًّا من «تحتمس الثالث» و«أمنحتب الثاني»، وكان يحمل لقب «مدير المباني الملكية في الوجه القبلي والوجه البحري»؛ لأنه مُنح وظائف في كل المعابد التي كان يدير العمل فيها كهنة مطهرون«. وهذه الأعمال الجليلة المنقطعة النظير التي قام بها «أمنحتب بن حبو» لمليكه قد قابلها الفرعون بإنعامات عظيمة فريدة في بابها أيضًا، فتفضل وسمح له بإقامة قبر على غرار قبر الفرعون، فأقام لنفسه معبدًا جنازيًّا على الضفة اليمنى للنيل في «طيبة الغربية«(22)، ونحت قبره على مقربة منه في الصخور التي على حافة الصحراء، كما كان يفعل الفراعنة. وهذه ميزة فريدة اختُص «أمنحتب بن حبو» على كل أقرانه بها؛ فقد تساوى بالفراعنة من هذه الناحية في عهد الأسرة الثامنة عشرة، وليس هناك من يضارعه في هذا الإنعام إلا «سنموت« (23) أكبر رجال الملكة «حتشبسوت»، فقد سمحت له أن يقيم قبره في منطقة معبدها بالدير البحري كما فصلنا القول في ذلك (راجع الجزء الرابع). وفي خلال المدة التي كان يقوم فيها «أمنحتب بن حبو» بأعباء إقامة تمثالي «ممنون»، ويشرف على بناء معبده الجنازي، ومعبد الفرعون أيضًا، وكل إليه «أمنحتب الثالث» أمر القيام بمهمة أخرى خطيرة الشأن، وذلك أنه عندما حلَّ موعد أحفال العيد الثلاثيني أراد هذا الفرعون أن ينتهز من الحفل به فرصة سانحة ليقيم لإلهه «آمون» ولنفسه معبدًا عظيمًا في بلاد النوبة، فرأى أن خير من يقوم بهذا العمل الضخم هو «أمنحتب بن حبو»؛ ولذلك كلفه أن يشرع بإعداد كل ما يحتاج من معدات دينية واقتصادية لتنفيذ ما أراد. وفي ذلك يقول (24) لنا «أمنحتب بن حبو» نفسه: «لقد نُصبت مندوبًا فوق العادة لجلالة الفرعون؛ لأجل أن أحضر له أناسي من «طيبة» وهم عبيد ممتلكات الفرعون لأقدمهم أبديًّا للإله آمون في عيد «سد» الأول لجلالته، وقد وكل إليَّ جلالته تنظيم إدارة الإله «آمون»، فنصبت الكهنة في وظائفهم … وعينني الملك مدير عيد «آمون» في كل أعياده، فجهزت قربانًا يوميًّا«. وعلى الرغم من أن معبد بلدة «صولب» المقصود هنا لم يُذكر بالاسم في هذه النقوش فإن من الظاهر بداهة أنه قد أُقيم فيها بهذه المناسبة، هذا فضلًا عن أن الرسوم الواضحة التي تمثل «أمنحتب» في هذا المعبد لا تدع أي مجال للشك في أن معبد «صولب» هو المقصود هنا. ونعلم أن «أمنحتب بن حبو» هو الذي حبس على هذا المعبد الحقول، وخصص لها فلاحين ليقوموا بزرعها وصيانتها، وقد نُقلت من أملاك الملك لتكون هبة للمعبد، وكذلك أعد ما يلزم لإقامة الشعائر الدينية من مغنين وراقصات، هذا إلى أنه جهز كل ما يلزم لإتمام معدات المعبد، وكان أهم أمر لفت نظره هو تنصيب الكهنة الذين كانوا تمتعوا بأوقافه وهباته، وقد كافأه الفرعون على ما قام به لإعداد هذا الحفل بالعيد الثلاثيني؛ ففضلًا عن أنه جعله يقوم بتمثيل الفرعون قد خلع عليه رتبة «ربعت» (أي نائب الملك)، وهو لقب شرف عظيم القدر؛ ولهذا السبب وجدنا هذا اللقب العظيم منقوشًا على تابوته بالصور التالية: «وظيفة نائب الملك» (ولي العهد) في «عيد سد». ومما يلفت النظر أن «أمنحتب بن حبو» هو الفرد الوحيد الذي شُوهد على ما بقي من نقوش هذا المعبد يمثل هذا الدور وحده في هذا الحفل (25)، وتصفه النقوش بأنه «نائب الملك والكاتب الملكي» «أمنحتب بن حبو»، وقد استُقبل هناك بوصفه ملكًا عند المحراب المخصص للإله، وقرع على بابه كما يقرع الملك بصولجانه. ويُستدل من الآثار أن لقب «ربعت» (ولي العهد) لم يكن لقبًا قديمًا يُستعمل في عيد «سد»؛ لأننا لم نجده في نقوش معبد الشمس للملك «نوسر رع«(26) من فراعنة الأسرة الخامسة، بل كان يُطلق على من يمثل هذا الدور لقب آخر حلَّ محله هذا اللقب، واللقب القديم الذي كان يحمله من يقوم بهذا الدور يتفق في الواقع اتفاقًا تامًّا مع ما كان يقوم به «أمنحتب» بن «حبو» بوصفه منظمًا للمعبد بمناسبة الحفل بأول عيد ثلاثيني لهذا الفرعون. على أن «أمنحتب» لم يكن الموظف الكبير الوحيد الذي أخذ بنصيب وافر في الحفل بهذا العيد الثلاثيني للملك «أمنحتب الثالث»؛ إذ نجد في نقوش «صولب» نفسها أنه قد ذُكر بوجه خاص «وزير الجنوب» «رعموسي» والكاهن «مري «(27)، يُضاف إلى ذلك أن «إتن تحن» مدير بيت «أمنحتب الثالث» كان يقوم بدور في هذا العيد (28) مع «نفر سهرو» الذي كان يحمل لقب «مدير العرشين». وكذلك نجد صورة «مدير الجنوب» «خع-محات» كاهن الإله «أنوبيس«(29)، بين الذين اشتركوا في الحفل بهذا العيد. ونظن أن «أمنحتب بن حبو» لعب دورًا آخر بعد نهاية هذا العيد الثلاثيني، ويرتكز هذا الظن على النقش الذي وُجد في قطعة حجر من معبده جاء فيها: «السنة الثلاثون (30)، الشهر الحادي عشر، اليوم الثاني من الشهر، تمييز كاتب الملك الحقيقي «أمنحتب» بلقب «عز مر» (حاكم المقاطعة)؟ في نهاية العيد الثلاثيني، ومُنح حليًّا من الذهب وأنواعًا مختلفة من الأحجار الكريمة الجميلة؛ فقد أُهدي قلادة من الذهب، وزُين جيده بأنواع كثيرة من الأحجار الكريمة، واعتلى كرسيًّا من الذهب، (الذي يقابل قاعة العرش)، وكسا جسمه بأحسن أنواع الكتان …» فهذا النقش يدل على أن «أمنحتب بن حبو» قد لعب دور «عز مر» في نهاية عيد «سد»، وهذا الدور لم يُعرف من قبل في مناظر هذا العيد قط. أما الامتيازات التي اختص بها عن طريق الهبات الملكية فيمكن قرنها بالإنعامات التي أنعم بها نفس الفرعون على «مدير الغلال» «خع-محات» في العام الثلاثين من حكمه (أي في عيد «سد») والممثلة في قبره (31). وقد قص علينا «أمنحتب» في النقوش التي على تمثاله مقدار نشاطه في هذا العيد؛ إذ يقول: «إن الملك قد نصبه مشرفًا على عيد «آمون»، وهو بذلك يقوم بنفس الدور الذي كان يقوم به الفرعون نفسه»، والواقع أن الفرعون كان يعين نائبًا عنه في الأقاليم من كبار رجال الدولة في مناسبات الحفل بالأعياد في هذه الجهات (32). وكذلك في معبد «الكرنك» كان ينوب أحيانًا عن الفرعون موظف كبير من رجال البلاط المقربين (33). وقد قام «أمنحتب بن حبو» بدور الملك في تبريك معبد «صولب»، ولكن «أمنحتب» قد جمع إلى شرف تمثيل الفرعون فائدة مادية؛ فقد ذكر لنا نفسه: «أن(34) سيده قوته … وسمح له بالخبز بعد العيد …» فهو بهذا قد استولى لنفسه على نصيب القربان الذي كان خاصًّا بالفرعون، وثبت صحة هذا التفسير أن «دودو» الذي كان يُلقب «بالفم الأعلى للملك «إخناتون»» كان يشغل هذه الوظيفة عن جدارة، وأنه كان يأكل نصيب جلالة الفرعون في معبد «آتون» ببلدة «إختاتون«(35). وكانت ترقية «أمنحتب بن حبو» إلى وظيفة «مدير أملاك» كبرى الأميرات المسماة «سات آمون» إعلانًا بأن حياته كموظف حربي قد خُتمت، وأنه بذلك لن يرتقي قط إلى رتبة «قائد جيش». والظاهر أن الأميرة «سات آمون» قد لعبت دورًا هامًّا في البلاط الفرعوني وقتئذٍ؛ إذ لا يُعد من طريق المصادفة المحضة أنها كانت تملك ضياعًا عظيمة، ولكن الواقع أنها تزوجت (36) من والدها «أمنحتب الثالث» كما تنطق بذلك الآثار الباقية. ولا شك في أنها كانت تتضاءل بجانب والدتها «تي» التي كانت تسيطر على «أمنحتب» وتلعب دورًا خطيرًا في سياسة الدولة الخارجية والداخلية، كما أنه لم يكن لها أي ذكر بعد وفاة «أمنحتب الثالث»، وقد ظل «أمنحتب بن حبو» بعد هذا الزواج يدير أملاك هذه الأميرة. وقد بقي «أمنحتب بن حبو» بعد اعتزاله أعمال الحكومة وتقاعده يشغل وظيفة «حامل المروحة على يمين الفرعون» في البلاط، وبذلك ظل مرتبطًا بالبيت المالك تمام الارتباط. ويغلب على الظن أن «أمنحتب» هذا قد نال لقب «مدير ثيران آمون» في الوجه القبلي والوجه البحري في آخر أيام حياته؛ إذ من المحتمل أن القطعان التابعة لمعبد «آمون» كانت ترعى في أملاك الأميرة «سات آمون»، وهذا هو التفسير الممكن لحمله هذا اللقب. وهنا يصل بنا المطاف إلى خاتمة حياة «أمنحتب بن حبو»، ولا نزاع في أنه قد وصل إلى ذروة مجده في مجال حياته الحكومية في السنة الثلاثين من حكم «أمنحتب الثالث»؛ فقد أقام أفخر مباني سيده، وأشرفها، ووصل بعمله هذا إلى أعظم الرتب التي لم ينلها إلا النزر اليسير من أمثاله من الموظفين. ومما يؤسف له أننا لا نعرف تاريخ وفاته حتى الآن. أما ما وصل إلينا عن المرسوم الخاص بمعبده الجنازي وهو الذي ذُكر فيه: «السنة السادسة، الشهر الثامن، اليوم الواحد والعشرون» فهو محض اختراع وُضع في الأسرة الحادية والعشرين، وليس ثمة شك في أنه قضي في الحادية والثلاثين أو الثانية والثلاثين من حكم الفرعون «أمنحتب الثالث «. ولا ريب في أن ما حباه به سيده من الإنعامات وألقاب الشرف كان لها أثر بالغ في الإشادة بذكره، والرفع من شأنه، والتعظيم لقدره، كما ذكرنا من أن سيده «أمنحتب» الثالث قد صرح له بإقامة معبد جنازي لنفسه بجوار معبده، ولم يجعله كعامة الموظفين ينحت لنفسه مدفنًا في تلال «طيبة» الواقعة على الضفة الغربية من النيل، هذا إلى أنه قد نحت تابوته (37) على غرار توابيت الملوك، ونقشه كذلك بنقوش ملكية. وكانت تُقام له في معبده الجنازي هذا الشعائر الدينية كأنه ملك مؤلَّه مثل الفراعنة الذين دُفنوا بجواره في أبواب الملوك، ومن أجل ذلك نلاحظ أنه قد ظهر في صورة ترجع إلى عهد «رعمسيس» الرابع في مقبرة «أنحرت خعو» الذي كان يدير شئون المعابد الملكية، وفيها نشاهد أن «أنحرت خعو» هذا يقدم القربان (38) للملوك المتوفين، وفي نهاية قائمة هؤلاء الملوك نجد ملكًا ممثلًا يحمل اللقب التالي: نائب الملك الكاتب الملكي «حوي» (وهو اسم مصغر لأمنحتب). ومما تجدر الإشارة إليه هنا أن القوم كانوا يقدسون هذا الرجل العظيم مدة حياته؛ إذ كانوا يعدونه خارقًا للعادة، فلا غرابة إذن في أن كانوا ينظرون إلى تمثاله بمثل هذه النظرة بعد وفاته. والواقع أن هيبة تمثاله كانت توحي في نفوس الشعب الإجلال والاحترام؛ فكان القوم يعتقدون فيه أنه لسان حالهم، وحاميهم والشفيع لهم في معبد الإله بعد مماته، كما كان الملجأ الذي يلجئون إليه مدة حياته، ولا عجب في ذلك؛ فقد وجدنا منقوشًا على قاعدتي التمثالين اللذين وُجدا أمام البوابة العاشرة بالكرنك النص التالي: «أنتم يا أيها الناس الذين يرغبون في رؤية «آمون»، تعالوا إليَّ لأني بشير هذا الإله، فقد نصبني «أمنحتب الثالث» لأبلغ كلمات القطرين إذا قرأتم لي صيغة القربان، وناديتم باسمي إنسانًا محبوبًا عمل خيرًا«. ومما يدعوا إلى العجب أننا عثرنا على تمثالين آخرين لموظفين آخرين من رجال «أمنحتب الثالث» كل منهما يحمل لقب «كاتب المجندين الملكي» ويقوم بدور بشير الإله، وهو الدور الذي كان يقوم به بطلنا «أمنحتب بن حبو». فالتمثال الأول كان «لمن«(39) ، وقد عُثر عليه في معبد «آمون» بالكرنك، وقد نُقش عليه النص التالي: «إني حاجب سيدتي «موت» (زوج الإله آمون)، وإني أجعل تضرعاتي تصعد إليها.» أما التمثال الثاني فكان لموظف يُدعى «رعيا«(40) وقد دُونت عليه نقوش مماثلة للسابقة: «إني رسول ربة السماء (إزيس في قفط)، وإني في ردهتها (41). قل لي تضرعاتك وإني سأرفعها إلى ربة الأرضين؛ لأنها تُصغي إلى تضرعاتي.» ومهما يكن من أمر فإننا في هذا الموقف لا يمكننا أن نجد أية علاقة أو ارتباط بينهما وبين رجلنا العظيم «أمنحتب بن حبو «. وعلى أية حال فإنه ليس من شك أو ريبة في أن تماثيل «أمنحتب» بطلنا كانت موضع احترام وتقديس في مدة حياته، كما كانت عبادته بعد مماته في معبده الجنازي المقام في «طيبة الغربية» موضع سرور القوم وإجلالهم. ومن ثم يظهر لنا تدرج القوم في احترامه وتعظيم شأنه؛ فقد كان في بادئ الأمر يُنظر إليه نظرة حكيم ورع، ثم ارتفعت درجته في أعين الشعب على مرِّ الأيام حتى عُدَّ في مصافِّ الآلهة في العهد البطليموسي (42).

...................................................

1- راجع:  A. S. XIV, p. 19.

2- راجع: Legrain, “St atues” , No. 42127.

3- راجع: A. Z. LXXIII, p. 44.

4- راجع: Borchardt “Statuen und Statuetten” II, p. 583. L. 5.

5- راجع: Spiegelberg, “Rec. Trav.” , XXIII, p. 98; A. Z., XXV, p  117.

6- راجع: Naville, “Temple of Deir el Bahari”, V, Pl. 150.

7- مما هو جدير بالملاحظة هنا أن لقب «الحاكم المشرف على الكهنة» في عهد الأسرة الثامنة عشرة منذ عهد حتشبسوت كان كل منهما لقب شرف وحسب (عدا حكام نخن، والكاب وطينة) يُعطى لمن أُحيلوا على المعاش، وقد كان الحاكم الحقيقي للمدن يُدعى «الحاكم» (حات عا) أو «العمدة»، ولم يكن يوجد مثل هذا الحاكم إلا في أوائل الأسرة الثامنة عشرة في «نخن» و«الكاب» وكما كان كذلك في طينة.

8- راجع: Borchardt, “Statuen und Statuetten”, 483, 1, 12.

9- راجع: Anthes, A. Z., LXXII, p. 68.

10- راجع:  A. S., XIV, p. 17; A. S. XXXIII, p. 85; Ibid, XXX IV, p 10

11- راجع: Sethe, “Festschrift fur Ebers” , p. 30.

12- راجع: Ibid, p. 28.

13- راجع: Varille, A. S. XXXIII, p. 83ff، وهذان التمثالان هما تمثالا «ممنون» المشهوران.

14- راجع:  A. S., XIV, p. 18.

15- راجع:  L. D. III, Pl. 72, line 4.

16- راجع:  A. S., XIV, p. 17, 19

17- راجع: Borchardt, Statuen und Statuetten” II, 583 .

18- راجع: Sethe, “Bauersteine”, p. 31.

19- راجع: Borchardt, ibid. II, 583, Rs. Line 5ff.

20- راجع: Schaefer, “Stele des Ichernofert”, Line 17.

21- راجع: Bisson de la Roque, “Fouilles de Medamoud” rapport Preliminaire. IV, 2. p. 52. Line 29.

22- راجع: Robichon et Varille, “Le Temple du Scribe Royal

Amenhotep fils de Hapou, Tome I, Fouilles de l’Inst. Franç. Du Caire” XI. p. 1936.

23- راجع: M. M. A. (Feb. 1928) p. 12.

24- راجع:  A. S., XIV, p. 19.

25- راجع: Sethe, “festschrifte fur Ebers”, p. 118; L. D., III, iPl  83ff, L. D. Text, V, p. 235.

26- راجع: Bissing-Kees, “Textband zum Re Heiligtum III, PP. 29, 58.

27- راجع:  L. D., III, Pl. 84.

28- راجع:  Statue Berlin Mus. No. 2293; Naville, “Bubastis”, Pl  XXXV, G,; A. Z. LIX, p. 110; A. Z., XLVII, p. 91..

29- وقد تكلمنا عن «خيروف» والدور الذي لعبه في هذا العيد من قبل، راجع ص88.

30- راجع: Robichon et Varille, “Le Temple du Scribe Royal Amenhotep”, Pl. XXXV.

31- راجع:  L. D. III, Pl. 76b.

32- راجع: Urk. IV, 208–9; Urk. IV, 981. A, Z. LXV, p. 85.

33- فقد مثله «سن نفر» عمدة المدينة في عهد «أمنحتب الثاني»، ومدير البيت العظيم «مري رع» في عهد تحتمس الرابع (A. Z. LXVII p. 132.)، ومدير المالية «معي» في عهد «حور محب» (راجع Davies Tomb of Thouthmes IV, p. 2374).

34- راجع: Borchardt “Statuen und Stattuetten” , II. 583, Rs. 8.

35- راجع:  Davies, “El Amarna”, VI, p. 15; Davies, “El Amarna” I, p. 22, Pl. VI، حيث نجد الكاهن الأكبر «مري رع» في تل العمارنة يذكر أنه كان يأكل من نصيب الفرعون.

36- راجع:  Newberry, P. S. B. A., (1902) p. 247، وتدل النقوش التي على صندوق في المتحف البريطاني أنه تزوَّجها Archeological Journal, “VIII, p. 396 (5899A)” وهاك النص: «الإله الطيب رب الأرضين صاحب القرابين، ملك الوجه القبلي والوجه البحري «نب ماعت رع» ابن الشمس «أمنحتب» والابنة الملكية، والزوجة الملكية «سات آمون» التي وضعتها الزوجة الملكية العظيمة «تي» معطاة الحياة والصحة مثلي «رع» أبديًّا.» ومن هذا المتن نفهم أنها كانت ابنته وزوجه في آن واحد. اقرن ذلك بما ذكر رعمسيس الثاني وزواجه من بناته، راجع: Maspero, “Histoire Ancienne des Peuples de l’Orient”, I, p. 50 (Inceste Ramses II)، أما يُقال عن ارتكاب «سنفرو» لمثل هذا العمل (Sethe, A. Z., 50, 57; 45, 54.) فلا يعترف به «ريزنر« (A. Z. LXIV, p. 97).

37- راجع: Dawson, “Aegyptus”, VII, p. 124.

38- راجع:  L. D. III, Pl. 2d

39- راجع: Benson and Gourlay, “The Temple of Mut in Asher”, p  331.

40- هذا اللقب كان يحمله «ثنني» في عهد «تحتمس الثالث» (1007–1000 .p ,IV .Urk  ) وحور- محب

41- راجع: Cairo: 627.

42- فهذه التماثيل كانت تُوضع في الردهة حيث كان يأتي المتعبدون لاستعطافها.

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).