أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-08-2015
3675
التاريخ: 2-08-2015
3517
التاريخ: 4-08-2015
3505
التاريخ: 2-08-2015
3538
|
ورد في الأحاديث الشريفة عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأهل بيته عليهم السّلام ما يشير إلى أن للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف أسماء وألقاب متعددة شأنه في ذلك شأن كل عظماء أهل البيت عليه السّلام .
فها نحن نجد تعدد أسماء النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والإمام علي عليه السّلام وسائر الأئمة الأطهار عليهم السّلام .
أما اسمه الحقيقي فهو محمد بن الحسن العسكري عليهما السّلام وهو الاسم الذي سمّاه إياه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ففي الحديث عنه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقول :
« يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه كاسمي ، وكنيته ككنيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا فذلك هو المهدي »[1].
وفي رواية أخرى عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال :
« اسم المهدي اسمي »[2].
أما سائر الأسماء والألقاب فقد وردت وجاء معها بيان السبب في إطلاقها عليه ونحن نشير إلى جملة منها :
1 - المهدي :
فعن أبي سعيد الخراساني ، قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام : المهدي والقائم واحد ؟ فقال : نعم ، فقلت : لأي شيء سمّي ، قال عليه السّلام :
« لأنه يهدي إلى كل أمر خفيّ وسميّ القائم لأنه يقوم بعدما يموت ، إنه يقوم بأمر عظيم »[3].
وفي حديث آخر عنه عليه السّلام :
« وإنما سميّ القائم مهديّا لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه »[4].
وعن الإمام الباقر عليه السّلام في حديث طويل جاء فيه :
« فمن أطاعه فقد أطاع اللّه ومن عصاه فقد عصى اللّه فإنما سميّ المهدي لأنه يهدي لأمر خفي يستخرج التوراة وسائر كتب اللّه من غار بأنطاكية فيحكم بين أهل التوراة بالتوراة ، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل ، وبين أهل الزبور بالزبور ، وبين أهل الفرقان بالفرقان »[5].
وقد أضفي هذا اللقب الكريم على النبيّ محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقول حسان بن ثابت في رثائه له :
ما بال عيني لا تنام كأنما * كحلت مآقيها بكحل الأرمد
جزعا على المهدي أصبح ثاويا * يا خير من وطأ الحصى لا تبعد[6]
وكان من دعاء النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم :
« الله زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهديين »[7].
وقد اختص هذا اللقب الكريم بالإمام المنتظر عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، فإذا أطلق لا ينصرف على غيره كما ذكر ابن منظور[8] والزبيدي[9].
2 - القائم :
فهو الذي يقوم بأعظم ثورة في التاريخ البشري ، فيدحض الباطل ويهدم عروش الظالمين ، وثورته ثورة حق .
فعن الإمام الصادق عليه السّلام قال :
« سمي ( القائم ) لقيامه بالحق »[10].
وعن أبي حمزة الثمالي قال : سألت الإمام الباقر عليه السّلام : يا بن رسول اللّه ألستم كلكم قائمين بالحق ؟
قال : بلى .
قلت : فلما سمي القائم قائما ؟
قال عليه السّلام :
« لما قتل جدي الحسين عليه السّلام ضجت الملائكة إلى اللّه عز وجل بالبكاء والنحيب ، وقالوا : إلهنا وسيدنا أتغفل عمن قتل صفوتك وابن صفوتك ، وخيرتك من خلقك ، فأوحى اللّه عز وجل إليهم قرّوا ملائكتي فوعزتي وجلالي لأنتقمن منهم ولو بعد حين ثم كشف اللّه عز وجل عن الأئمة من ولد الحسين عليه السّلام للملائكة فسرت الملائكة بذلك فإذا أحدهم قائم يصلي ، فقال اللّه عز وجل : بذلك القائم أنتقم منهم[11] - أي من قتلة الحسين عليه السّلام - » .
3 - المنتظر :
فالمؤمنون المخلصون في حالة ترقب وانتظار لظهوره وخروجه من غيبته ليملأ الأرض قسطا وعدلا .
فقد سئل الإمام محمد الجواد عليه السّلام : يا بن رسول اللّه ولم سمي القائم ؟
قال :
« لأنه يقوم بعد موت ذكره ، وارتداد أكثر القائلين بإمامته » .
فقيل له ولم سمي المنتظر ؟
قال عليه السّلام :
« لأن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون ، وينكره المرتابون ويستهزى بذكره الجاحدون ويكثر فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلّمون »[12].
4 - المؤمل :
فقد زعم الظالمون لآل بيت محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنهم سيقدرون على قطع ذريتهم حتى لا يولد الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، والمؤمنون يتأملون ويترقبون الوعد الإلهي بتحقيق حلم المستضعفين في الأرض . قال الإمام العسكري عليه السّلام حين ولد الحجة عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف :
« زعم الظلمة أنهم يقتلونني ليقطعوا هذا النسل فكيف رأوا قدرة اللّه ، وسماه المؤمل »[13].
5 - صاحب الأمر :
تسميته بصاحب الأمر تأتي في السياق العام لألقاب أئمة أهل البيت عليهم السّلام فكل إمام معصوم في عصر ولايته وزمان إمساكه بزمام الأمور يكون هو صاحب الأمر لأنه يكون الإمام الحق الذي فرض اللّه تعالى طاعته على العباد في قوله تعالى : أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ[14] وأولي الأمر كما جاء في الأحاديث الشريفة هم أئمة أهل البيت عليهم السّلام ولكن هذا اللقب اشتهر به الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف أكثر من غيره من الأئمة عليهم السّلام .
6 - الحجة :
ويسمى الحجة لأنه حجة اللّه على العالمين وبه يحتج اللّه تعالى على خلقه .
7 - بقية اللّه :
روي في غيبة ( الفضل بن شاذان ) عن الإمام الصادق عليه السّلام في ضمن أخبار القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف أنه قال :
« فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة واجتمع ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا وأول ما ينطق به هذه الآية : بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[15] ثم يقول : أنا بقية اللّه ، وحجته ، وخليفته عليكم فلا يسلم عليه مسلم إلا قال : ( السلام عليك يا بقية اللّه في أرضه ) » .
وروى فرات بن إبراهيم في تفسيره عن عمر بن ذاهب قال : قال رجل لجعفر بن محمد عليه السّلام : نسلم على القائم بأمرة المؤمنين ؟ قال عليه السّلام : « لا ، ذلك اسم سمي به أمير المؤمنين عليه السّلام لا يسمى به أحد قبله ولا بعده إلا كافر » .
قال : فكيف نسلم عليه ؟
قال : « السلام عليك يا بقية اللّه » .
قال : ثم قرأ جعفر عليه السّلام : بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [16].
8 - صاحب الزمان :
وهو من ألقابه المشهورة والمعروفة ، ويعني آمر وحاكم الزمان من قبل اللّه عزّ وجل .
وروى الحسين بن حمدان عن الريان بن الصلت أنه قال : سمعت الرضا علي بن موسى عليهما السّلام يقول :
« القائم المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ابن ابني الحسن لا يرى جسمه ، ولا يسمى باسمه بعد غيبته أحد حتى يراه ويعلن باسمه فيسمعه كل الخلق .
فقلنا له : يا سيدنا فان قلنا صاحب الغيبة ، وصاحب الزمان والمهدي ؟ قال : هو كله جائز مطلقا ، وإنما نهيتكم عن التصريح باسمه الخفي عن أعدائنا فلا يعرفوه »[17].
وقد ذكر الشيخ علي اليزدي الحائري في كتابه إلزام الناصب مائة وستة وثمانين اسما ولقبا وكنية للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف فراجع[18].
وكذلك ذكر المحدّث الشيخ حسين الطبرسي النوري ( قدس سره ) في كتابه النجم الثاقب ثمان وثلاثين اسما للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف . فيمكن للقاري مراجعتها والاطلاع عليها .
لماذا النهي عن التسمية باسمه :
ورد في كتب الأحاديث ما يشير منها بصراحة إلى النهي والحظر عن التسمية باسم المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، حتى أن بعضها الوارد عن صاحب الزمان عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يلعن فيه من يسميه في محفل من الناس .
وقد ذكرت هذه الروايات العلل التي من أجلها ورد هذا النهي . ونحن بعد عرضنا لطائفة من هذه الروايات سنرى أنها قد اختصت بزمان غير زماننا ، وأنه متى انتفت هذه العلل التي تمنع من التسمية باسمه عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ارتفع النهي .
فعن أبي أحمد محمد بن زياد الأزدي قال : سألت سيدي موسى بن جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عز وجل : وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً[19] ؟
فقال عليه السّلام :
« النعمة الظاهرة الإمام الظاهر ، والباطنة الإمام الغائب » .
فقلت له : ويكون في الأئمة من يغيب ؟
قال عليه السّلام :
« نعم يغيب عن أبصار الناس شخصه ، ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره ، وهو الثاني عشر منا ، يسهّل اللّه له كل عسير ، ويذلل له كل صعب ، ويظهر له كنوز الأرض ، ويقرّب له كل بعيد ، ويبيد به كل جبار عنيد ، ويهلك على يده كل شيطان مريد ، ذلك ابن سيدة الإماء الذي تخفى على الناس ولادته ، ولا يحل لهم تسميته حتى يظهره اللّه عزل وجل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما »[20].
وعن الإمام موسى بن جعفر عليه السّلام أنه قال :
« عند ذكر القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يخفى على الناس ولادته ولا يحل لهم تسميته »[21].
وعن أبي الحسن الثالث عليه السّلام أنه قال في القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف :
« لا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا »[22].
وعن علي بن عاصم الكوفي قال : خرج في توقيعات صاحب الزمان :
« ملعون ملعون من سماني في محفل من الناس »[23].
وعن محمد بن عثمان العمري ( أحد السفراء ) قال : خرج توقيع بخط أعرفه :
« من سماني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة اللّه »[24].
فالمتأمل في مجموع الروايات الواردة في هذا الشأن يظهر له منها أن المراد من النهي عن التسمية هو فيما إذا ترتب عليه مفسدة من جهة التقية كما كان كذلك قبل غيبته الكبرى ، وأما في زماننا هذا فلا يترتب عليه مفسدة أو ضرر لأن الضرر المتصور إما خوفا على الإمام وهو مفقود في هذا العصر إذ لا يقدر أحد أن يظفر به عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وإما خوفا على القائل الذاكر اسمه وهو أيضا مفقود ويؤيد ذلك ما عن علي بن محمد عن أبي عبد اللّه الصالحي قال : سألني أصحابنا بعد مضي أبي محمد عليه السّلام ( أي الإمام العسكري عليه السّلام ) أن أسأل عن الاسم والمكان فخرج الجواب : إن دللتم على الاسم أذاعوه وإن عرفوا المكان دلوا عليه[25] .
وفي رواية عن محمد بن عثمان العمري ( في حديث ) أنه قيل له : أنت رأيت الخلف ؟ قال : أي واللّه . . . فقيل له : فالاسم ؟ قال : محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك ولا أقول هذا من عندي ، فليس لي أن أحلّل ولا أحرّم ولكن عنه عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف فإن الأمر عند السلطان : إن أبا محمد مضى ولم يخلّف ولدا . . . وإذا وقع الاسم وقع الطلب فاتقوا اللّه وامسكوا عن ذلك[26].
فيستفاد من أمثال ذلك اختصاص النهي عن التسمية بما إذا كان مظنّة التقيّة والمفسدة بحيث لو عرفوا الاسم لدلّوا على مكانه ووقع الطلب وخاصة إذا كان في محفل من الناس ، وهذا الضرر لا يتصوّر في زماننا هذا . فلم لا يجوز للمؤمنين أن يسمّوه ويتبرّكوا باسمه ويتشرّفوا بذكر اسمه ؟ !
[1] منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر ، الصافي الكليايكاني : ص 187 .
[2] المصدر نفسه ، ص 188 .
[3] البحار : ج 51 ، ص 30 ، ح 6 ، والغيبة ، للطوسي : ص 471 ، والارشاد ، للمفيد : ص 383 .
[4] المصدر نفسه : ج 51 ، ص 30 ، ح 7 .
[5] المصدر نفسه : ص 29 ، ح 2 .
[6] ديوان حسان بن ثابت ( ص 97 ) .
[7] مسند الإمام أحمد ، ج 4 ، ص 264 .
[8] تاج العروس ، ج 1 ، ص 409 .
[9] لسان العرب ، ج 3 ، ص 787 .
[10] البحار : ج 51 ، ص 30 ، ح 7 .
[11] المصدر نفسه ، ج 51 ، ص 28 ، ح 1 .
[12] المصدر السابق ، ص 30 ، ح 4 .
[13] المصدر نفسه ، ص 30 ، ح 5 .
[14] سورة النساء ، الآية : 59 .
[15] سورة هود ، الآية : 86 .
[16] النجم الثاقب في أحوال الحجة الغائب ، النوري ، ج 1 ، ص 173 .
[17] المصدر السابق ، ص 197 .
[18] الزام الناصب في إثبات الحجة الغائب ، اليزدي الحائري ، ح 1 ، ص 481 .
[19] سورة لقمان ، الآية 20 .
[20] كمال الدين وتمام النعمة ، الصدوق ، ج 2 ، ص 368 ، ح 6 .
[21] بحار الأنوار ، المجلسي ، ج 51 ، ص 22 ، ح 5 .
[22] المصدر نفسه ، ص 33 ، ح 3 .
[23] المصدر نفسه ، ص 33 ، ح 9 .
[24] المصدر نفسه ، ص 33 ، ح 10 .
[25] بحار الأنوار ، المجلسي ، ج 51 ، ص 33 ، ح 8 .
[26] الوسائل ، الحر العاملي ، ج 11 ، باب تحريم تسمية المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وسائر الأئمة عليهم السّلام .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|