النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
أحاديث البشارة النبوية بالمهدي من عترته عليهم السلام
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص135-154
2025-05-27
185
المهدي من عترتي ، اسمه اسمي وكنيته كنيتي
روى أحمد : 3 / 36 ، عن أبي سعيد الخدري : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : « لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلماً وعدواناً ، قال ثم يخرج رجل من عترتي أو من أهل بيتي ، يملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وعدواناً » . ومثله أبو يعلى : 2 / 274 ، وابن حبان : 8 / 290 ، والحاكم : 4 / 557 ، عن أبي سعيد الخدري ، وصححه على شرط الشيخين . ومن مصادرنا : دلائل الإمامة / 249 ، بنحوه .
وقال الحافظ المغربي / 515 : « أخرجه الحاكم ، عن عوف بن أبي جميلة المذكور من طريقين : الطريق الأول : عن أبي بكر بن إسحاق وعلي بن حماد العدل وأبي بكر محمد بن أحمد بن بالويه كلهم عن بشر بن موسى الأسدي ، عن هارون بن خليفة ، عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي به . الطريق الثاني : عن الحسين بن علي الدارمي ، عن محمد بن إسحاق الإمام ، عن محمد بن يسار ، عن ابن أبي عدي ، عن عوف الأعرابي به . وأخرجه الإمام أحمد عن محمد بن جعفر ، حدثنا عوف الأعرابي به . وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، وأقره الحافظ الذهبي في المستدرك ، وفي هذا كفاية للمنصف » .
وفي الجامع الصحيح : 1 / 147 ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : « لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلماً وعدواناً قال : ثم يخرج رجل من عترتي أو من أهل بيتي يملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً » . ومثله / 164 و / 382
وفي المقصد العلي : 4 / 406 ، عن أبي سعيد الخدري قال النبي صلى الله عليه وآله : « لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلماً وعدواناً ، ثم يخرج رجل من أهل بيتي ، أو قال من عترتي ، فيملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً وعدواناً » .
وفي جامع الأحاديث : 8 / 81 ، عن ابن مسعود : « يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي وخلقه خلقي فيملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً » .
أحمد : 1 / 376 ، عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله : « لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي » .
ورواه الترمذي : 4 / 505 ، عن عبد الله ، وأبي هريرة قال : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يلي . . وحسنه وصححه ، والبدء والتاريخ : 2 / 180 ، وقال : وأحسن ما جاء في هذا الباب خبر أبي بكر بن عياش ، عن عاصم بن ذر ، عن عبد الله بن مسعود .
وفي ملاحم ابن المنادي / 41 ، عن ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وآله : « لا تقوم الساعة حتى يملك الأرض أحد من أهل بيتي اسمه كاسمي » . وفي رواية : اسمه اسمي .
وفي أحمد : 3 / 28 و : 3 / 70 ، عن أبي سعيد ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : « تملأ الأرض ظلماً وجوراً ، ثم يخرج رجل من عترتي ، يملك سبعاً أو تسعاً ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً » .
ورواه الحاكم : 4 / 558 ، كأحمد ، بتفاوت يسير ، عن أبي سعيد ، وصححه على شرط مسلم واستدراك الذهبي : 7 / 3461 . ونحوه حلية الأولياء : 3 / 101 ، وليس فيه مدته .
وفي تذكرة الخواص / 363 ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : « يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي ، اسمه كاسمي وكنيته ككنيتي ، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً . وقال : فذلك هو المهدي ، وهذا حديث مشهور » .
المهدي عليه السلام حتمي ودولته العالمية حتمية
ابن أبي شيبة : 8 / 679 ، عن علي عن النبي صلى الله عليه وآله قال : « لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً » .
ومثله مسند البزار : 2 / 134 ، وأحمد : 1 / 99 ، بتفاوت يسير . والبدء والتاريخ : 2 / 181 ، والجامع الصغير : 2 / 438 ، أحمد ، وأبي داود . والدر المنثور : 6 / 58 ، وقال : وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ، وأبو داود .
ومسند الشاشي : 2 / 109 ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : « لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله تعالى فيه رجلاً من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ، يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً » . وفي جامع المسانيد : 20 / 300 : « لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي ، يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً » .
وفي مسند أحمد : 1 / 376 و 377 : « لا تنقضي الأيام ولا يذهب الدهر حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي ، اسمه يواطئ اسمي » .
ومثله أبو داود : 4 / 107 ، والترمذي : 4 / 505 ، وصححه . والطبراني الكبير : 10 / 164 و 166 ، والبزار : 5 / 204 ، عن عبد الله ، ومثله الأوسط : 7 / 425 ، عن عبد الله بن مسعود .
وفي الطبراني الكبير : 10 / 168 ، عن ابن عمر : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : « لا تذهب الأيام والليالي ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم حتى يبعث الله رجلاً من أمتي ، يواطئ اسمه اسمي » . ومثله تحفة الأشراف : 7 / 23 ، أوله ، والفصول المهمة / 291 ، عن إرشاد المفيد . وفي / 294 ، عن أبي داود ، والترمذي . .
وفي ابن حبان : 7 / 576 ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : « لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لملك فيها رجل من أهل بيت النبي » .
ومثله ابن حبان : 7 / 576 ، عن ابن مسعود وفيه : يواطئ اسمه اسمي . وملاحم ابن المنادي / 41 ، عن ابن مسعود ، كرواية ابن حبان الثانية . والطبراني الكبير : 10 / 161 ، عن ابن مسعود ، وفيه : « رجل من أهل بيتي يوافق اسمه اسمي » . ورواه من مصادرنا : دلائل الإمامة / 255 ، كما في رواية الطبراني الثانية ، بسند آخر ، وفيه : « رجل من ولدي يوافق اسمه اسمي » وبشارة المصطفى / 258 ، كالطبراني الثالثة .
وفي سنن الداني / 100 ، عن أبي سعيد : « يخرج رجل من أمتي يعمل بسنتي ، ينزل الله له البركة من السماء ، وتخرج له الأرض بركتها ، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً يعمل سبع سنين على هذه الأمة ، وينزل بيت المقدس » .
وفي عقد الدرر / 20 ، عن الداني وأبي نعيم ، وفيه : من أهل بيتي ، وتملأ به عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً . ومجمع الزوائد : 7 / 317 ، كالداني بتفاوت يسير ، وقال : رواه الترمذي ، وابن ماجة باختصار ، رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه : ينزل الله عز وجل له القطر من السماء وينبت الله له الأرض من بركتها . والمعجم الأوسط : 2 / 47 .
ومن مصادرنا : غيبة الطوسي / 111 ، عن أبي سعيد الخدري قال : « سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول على المنبر : إن المهدي من عترتي ، من أهل بيتي ، يخرج في آخر الزمان ينزل الله له من السماء قطرها ، ويخرج له من الأرض بذرها ، فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً ، كما ملأها القوم ظلماً وجوراً » .
وفي / 113 ، عن ابن مسعود : « لا تذهب الدنيا حتى يلي أمتي رجل من أهل بيتي يقال له المهدي » .
المهدي حق وهو من ولد فاطمة عليها السلام
روى ابن ماجة : 2 / 1368 ، عن سعيد بن المسيب قال : « كنا عند أم سلمة فتذاكرنا المهدي فقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : المهدي حق وهو من ولد فاطمة عليها السلام » .
ومثله تاريخ بخاري : 3 / 346 ، عن ابن المسيب ، عن أم سلمة . وأبو داود : 4 / 107 ، والطبراني الكبير : 23 / 267 ، والحاكم : 4 / 577 ، بروايتين : نعم هو حق وهو من بني فاطمة . ومشكاة المصابيح : 3 / 24 ، عن أبي داود وفيه : من أولاد فاطمة ، وفي هامشه : وإسناده جيد . ومثله تذكرة الحفاظ : 2 / 463 ، عن أم سلمة . وفي الدر المنثور : 6 / 58 : وأخرج أبو داود ، وابن ماجة ، والطبراني ، والحاكم ، عن أم سلمة . وصواعق ابن حجر / 163 ، كأبي داود ، وقال : ومن ذلك ما أخرجه مسلم ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجة ، والبيهقي ، وآخرون . ومن مصادرنا : غيبة الطوسي / 114 ، كأبي داود عن أم سلمة . والطرائف : 1 / 175 ، كأبي داود ، عن الجمع بين الصحاح ، والفردوس ، ومصابيح الفراء .
وفي عقيدة أهل السنة والأثر للوهابي العباد / 18 ، عن أبي داود ، وابن ماجة ، وقال : « وقد أورد هذا الحديث في الجامع الصغير ، ورمز لصحته ، وأورده في مصابيح السنن في فصل الحسان ، وقال الألباني في تخريج أحاديث المشكاة : وإسناده جيد ، وقال : رواه الترمذي وأبو داود . وقال : أخرج أبو داود ، وابن ماجة ، والطبراني ، والحاكم عن أم سلمة » .
وفي الفتن لابن حماد : 1 / 368 ، عن قتادة قال : « قلت لسعيد بن المسيب : المهدي حق هو ؟ قال : حق ، قال قلت : ممن هو ؟ قال من قريش ، قلت : من أي قريش ؟ قال : من بني هاشم ، قلت : من أي بني هاشم ؟ قال : من بني عبد المطلب ، قلت : من أي عبد المطلب ؟ قال : من ولد فاطمة » .
وفي مناقب ابن المنادي / 41 : « أخبرنا عبد الرزاق بن همام قال : قلت لسعيد بن المسيب أحق المهدي ؟ فقال . . . كابن حماد ، وفيه : قال : حسبك الآن . وفيها ، عن سعيد بن المسيب يحدث عن أم سلمة قالت : ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وآله المهدي فقال : نعم هو حق ، وهو من ولد فاطمة ، أو قال : من بني فاطمة .
وملاحم ابن طاووس / 164 ، عن فتن زكريا ، عن ابن المسيب ، عن ابن عباس ، قال : وفيه : المهدي من قريش ، قالوا : من أي قريش ؟ قال من بني هاشم ، من ولد فاطمة عليها السلام . وفي فرائد الفكر / 65 ، عن قتادة ، قال : قلت لسعيد بن المسيب : أحق المهدي ؟ فقال : نعم هو حق . قلت : ممن هو . . . قال : من ولد فاطمة . قلت : من أي ولد فاطمة ؟ قال : حسبك الآن ! ونحوه تيسير المطالب / 88 ، عن أم سلمة ، وزين الفتى : 1 / 402 ، عن قتادة . ونحوه ابن حماد : 1 / 375 ، بعدة أحاديث / 345 ، و 350 ، و 369 ، و 373 ، و 375 ، والحاوي : 2 / 78 وجمع الجوامع : 2 / 104 ، ومقتضب الأثر / 166 .
وفي غيبة الطوسي / 114 ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : « المهدي رجل من ولد فاطمة عليها السلام ، وهو رجل آدم » .
بشر النبي صلى الله عليه وآله فاطمة الزهراء بالمهدي عليه السلام
من عجائب ما رواه أتباع الخلافة حديث النبي صلى الله عليه وآله مع فاطمة عليها السلام ، الذي فيه ذكر المهدي ، وذكر فضل عترة النبي صلى الله عليه وآله على جميع الصحابة ونص على وصية علي عليه السلام ! فهو إحدى الحجج النبوية التي أفلتت من رقابة الخلافة !
وقد أغاض ذلك الذهبي ، فحاول أن يضعفه بالهيثم بن حبيب ، لكن وثقه كبار أئمة الجرح والتعديل كأحمد بن حنبل ، وأبي عوانة ، وشعبة ، وإسحاق بن منصور ، وأبي زرعة ، وأبي حاتم ، وابن حبان ! « تهذيب التهذيب : 11 / 81 » .
ورووه بصيغ متشابهة ، عن أبي أيوب الأنصاري ، وأبي سعيد الخدري ، وسلمان ، وعلي الهلالي ، وابن عباس ، وغيرهم . وتبلغ طرقه وأسانيده أكثر من مئة صفحة .
فمن صيغه في الطبراني الصغير : 1 / 37 ، عن أبي أيوب الأنصاري قال : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة : نبينا خير الأنبياء وهو أبوك ، وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك حمزة ، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء ، وهو ابن عم أبيك جعفر ، ومنَّا سبطا هذه الأمة الحسن والحسين ، وهما ابناك ، ومنا المهدي » .
وفي الطبراني الأوسط : 7 / 276 ، والكبير : 3 / 52 ، بروايتين عن علي المكي الهلالي ، قال : « دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله في شكاته التي قبض فيها ، فإذا فاطمة رضي الله عنها عند رأسه ، قال فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله طرفه إليها فقال : حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك ؟ فقالت : أخشى الضيعة من بعدك ! فقال : يا حبيبتي أما علمت أن الله عز وجل أطلع إلى الأرض إطلاعة فاختار منها أباك ، فبعثه برسالته ، ثم أطلع إطلاعة فاختار منها بعلك ، وأوحى إلي أن أنكحك إياه . يا فاطمة : ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم يعط أحد قبلنا ، ولايعطى أحد بعدنا : أنا خاتم النبيين وأكرم النبيين على الله وأحب المخلوقين إلى الله عز وجل وأنا أبوك . ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله وهو بعلك . وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى الله وهو عمك حمزة بن عبد المطلب وهو عم أبيك وعم بعلك .
ومنا من له جناحان أخضران يطير في الجنة مع الملائكة حيث يشاء وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك . ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين ، وهما سيدا شباب أهل الجنة . وأبوهما والذي بعثني بالحق خير منهما .
يا فاطمة : والذي بعثني بالحق إن منهما مهدي هذه الأمة ، إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً ، وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل ، وأغار بعضهم على بعض ، فلا كبير يرحم صغيراً ولا صغير يوقر كبيراً ، فيبعث الله عز وجل عند ذلك منهما من يفتتح حصون الضلالة وقلوباً غلفاً ، يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان ويملأ الدنيا عدلاً كما ملئت جوراً .
يا فاطمة : لا تحزني ولا تبكي فإن الله عز وجل أرحم بك ، وأرأف عليك مني ، وذلك لمكانك مني وموضعك من قلبي ، زوجك الله زوجك وهو أشرف أهل بيتك حسباً وأكرمهم منصباً ، وأرحمهم بالرعية ، وأعدلهم بالسوية ، وأبصرهم بالقضية ، وقد سألت ربي عز وجل أن تكوني أول من يلحقني من أهل بيتي . قال علي « بن هلال » : فلما قبض النبي صلى الله عليه وآله لم تبق فاطمة رضي الله عنها بعده إلا خمسة وسبعين يوماً حتى ألحقها الله به » .
ومعنى أخشى الضيعة من بعدك : أي ظلم الأمة . الهرج والمرج : القتل والفوضى . تظاهرت الفتن : توالت وتعاونت في تأثيرها . تقطعت السبل : أي فُقد الأمن . حصون الضلالة : مراكزها . قلوباً غلفاً : عليها غلافٌ وغشاء عن سماع الحق واتباعه .
وفي مناقب ابن المغازلي / 101 ، عن أبي أيوب قال : « يا فاطمة : إنا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين ولا الآخرين قبلنا أو قال : ولا يدركها أحد من الآخرين غيرنا : نبينا أفضل الأنبياء وهو أبوك ، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك ، وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك ، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء ، وهو جعفر ابن عمك ، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك ، ومنا والذي نفسي بيده مهدي هذه الأمة » .
وفي مسند فاطمة للسيوطي / 47 و 93 : « أبشري يا فاطمة ، فإن المهدي منك » وفي ينابيع المودة / 81 ، عن مناقب الخوارزمي : ومنا سبطان وسيدا شبان أهل الجنة ، ابناك ، والذي نفسي بيده إن مهدي هذه الأمة يصلي عيسى بن مريم خلفه ، فهو من ولدك .
وفي البيان للشافعي / 501 ، عن أبي هارون العبدي قال : « أتيت أبا سعيد الخدري فقلت له : هل شهدت بدراً ؟ فقال : نعم ، قلت ألا تحدثني بشئ مما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله في علي وفضله ؟ فقال : بلى أخبرك أن رسول الله صلى الله عليه وآله مرض مرضة نقه منها ، فدخلت عليه فاطمة تعوده وأنا جالس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وآله . . . ومنا مهدي الأمة الذي يصلي عيسى خلفه .
ثم ضرب على منكب الحسين فقال : من هذا مهدي الأمة . هكذا أخرجه الدارقطني صاحب الجرح والتعديل » .
ورواه عدد من مصادرنا كأمالي الطوسي : 1 / 154 ، عن أبي أيوب الأنصاري .
وفي عوالم العلوم / 487 ، عن سلمان : « كنت جالساً بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضه الذي قبض فيه ، فدخلت فاطمة عليها السلام . . . وأول الأوصياء بعدي أخي علي ، ثم حسن ، ثم حسين ، ثم تسعة من ولد الحسين في درجتي . . . يا بنية : إنا آل بيت أعطانا الله عز وجل ست خصال لم يعطها أحداً من الأولين كان قبلكم ولم يعطها أحداً من الآخرين غيرنا . . » .
وفي مقاتل الطالبيين : 1 / 97 ، عن الوليد بن المروزي قال : « كنت مع الزهري بالرصافة « لعلها رصافة الكوفة » فسمع أصوات لعابين فقال لي : يا وليد انظر ما هذا ؟ فأشرفت من كوة في بيته ، فقلت : هذا رأس زيد بن علي ، فاستوى جالساً ثم قال : أهلكَ أهل هذا البيت العجلة ، فقلت : أوَيملكون ؟ قال : حدثني علي بن الحسين عن أبيه عن فاطمة ، أن رسولالله صلى الله عليه وآله قال لها : المهدي من ولدك » . ومثله تهذيب ابن عساكر : 6 / 26 .
وفي دلائل الإمامة / 234 ، عن الوليد بن محمد المروزي ، قال : كنت واقفاً بالرصافة نصف النهارعلى باب الزهري ، فمر اللعابون يطوفون برأس زيد بن محمد ، فبكى ثم قال : يملك أهل هذا البيت ولكن العجلة ، قلت يا أبا بكرأو يملكون ؟ قال : حدثني علي بن الحسين ، عن أبيه ، أن النبي صلى الله عليه وآله قال لفاطمة : المهدي من ولدك » .
وفي كفاية الأثر / 62 ، عن جابر بن عبد الله قال : « كان رسول الله صلى الله عليه وآله في الشكاة التي قبض فيها ، إذا فاطمة عند رأسه قال فبكت حتى ارتفع صوتها ، فرفع رسول الله طرفه إليها فقال : حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك ؟ قالت : أخشى الضيعة من بعدك ! قال : يا حبيبتي لا تبكين فنحن أهل بيت أعطانا الله سبع خصال لم يعطها قبلنا ولا يعطيها أحداً بعدنا : أنا خاتم النبيين وأحب الخلق إلى الله عز وجل وهو أنا أبوك ، ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله وهو بعلك ، وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى الله وهو عمك ، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وسوف يخرج الله من صلب الحسين تسعة من الأئمة أمناء معصومين ، ومنا مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً وتظاهرت الفتن ، وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيراً ولا صغير يوقر كبيراً ، فيبعث الله عند ذلك مهدينا التاسع من صلب الحسين ، يفتح حصون الضلالة وقلوباً غلفاً يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان ، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً » . انتهى .
وكتاب سُليم بن قيس / 69 . ونحوه تفسير فرات الكوفي / 179 ، عن عبد الله بن عباس عن سلمان ، وأمالي الطوسي : 2 / 219 ، عن أبي الطفيل ، عن سلمان ، وفي آخره : والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، ومن ذريتكما المهدي يملأ الله عز وجل به الأرض عدلاً كما ملئت قبله جوراً .
النبي صلى الله عليه وآله بشر علياً بالمهدي عليه السلام
في دلائل الإمامة / 250 ، عن أنس بن مالك قال : « خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم فرأى علياً فوضع يده بين كتفيه ، ثم قال : يا علي ، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من عترتك ، يقال له المهدي ، يهدي إلى الله عز وجل ويهتدي به العرب كما هديت أنت الكفار والمشركين من الضلالة . ثم قال : ومكتوب على راحتيه : بايعوه ، فإن البيعة لله عز وجل » .
النعماني / 92 ، عن عبد خير قال : « سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يقول : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي الأئمة الراشدون المهتدون المعصومون من ولدك أحد عشر إماماً . أنت أولهم ، وآخرهم اسمه اسمي ، يخرج فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، يأتيه الرجل والمال كدس فيقول يا مهدي أعطني فيقول : خذ » .
وفي غيبة النعماني / 57 ، عن الحسن بن أبي الحسن البصري ، يرفعه : « أتى جبرئيل النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا محمد إن الله عز وجل يأمرك أن تزوج فاطمة من علي أخيك ، فأرسل رسول الله إلى علي عليه السلام فقال له : يا علي إني مزوجك فاطمة ابنتي سيدة نساء العالمين ، وأحبهن إليَّ بعدك ، وكائنٌ منكما سيدا شباب أهل الجنة ، والشهداء المضرجون المقهورون في الأرض من بعدي ، والنجباء الزهر ، الذين يطفئ الله بهم الظلم ويحيي بهم الحق ويميت بهم الباطل ، عدتهم عدة أشهر السنة ، آخرهم يصلي عيسى بن مريم خلفه » .
النبي صلى الله عليه وآله بشر الحسين بالمهدي عليه السلام
روى السلمي في عقد الدرر / 24 ، عن أبي نعيم في صفة المهدي ، قال : « عن حذيفة رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله فذكرنا بما هو كائن ، ثم قال : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد ، لطول الله عز وجل ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من ولدي اسمه اسمي ، فقام سلمان الفارسي رضي الله عنه ، فقال يا رسول الله من أي ولدك ؟ قال : من ولدي هذا ، وضرب بيده على الحسين » .
ورواه في ذخائر العقبى / 136 ، وفرائد السمطين : 2 / 325 ، عن حذيفة ، قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله فذكر ما هو كائن ، وفيه : فضرب بيده على ظهر الحسين . .
وفي المنار المنيف / 148 ، عن الطبراني ، والقول المختصر / 7 ، عن أبي نعيم ، وفيه : « حتى يملك رجل من أهل بيتي ، تجري الملاحم على يديه ، ويُظهر الإسلام ، لا يخلف الله وعده وهو سريع الحساب » . ونحوه كفاية الطالب / 510 ، عن حذيفة وفيه : « اسمه اسمي وخلقه خلقي ، يكنى أبا عبد الله ، يبايع له الناس بين الركن والمقام ، يردُّ الله به الدين ويفتح له فتوحاً ، فلا يبقى على ظهر الأرض إلا من يقول لا إله إلا الله . . قال : من ولد ابني هذا ، وضرب بيده على الحسين عليه السلام » .
أقول : تفردت هذه الرواية بذكر أن كنيته أبو عبد الله ، والصحيح المتواتر عند الجميع أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : وكنيته كنيتي ، أي أبا القاسم .
وفي دلائل الإمامة / 234 ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله : والذي نفسي بيده إن مهدي هذه الأمة الذي يصلي خلفه عيسى منا ، ثم ضرب يده على منكب الحسين وقال : من هذا ، من هذا » .
وفي النجاة في القيامة / 167 ، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال للحسين عليه السلام : « ابني هذا إمام ، ابن إمام ، أخو إمام ، أبو أئمة تسعة ، تاسعهم قائمهم . حجة ابن حجة ، أخو حجة أبو حجج تسع » .
وفي البرهان / 46 ، والدر النظيم / 791 ، عن سلمان الفارسي قال : « دخلت على رسولالله صلى الله عليه وآله فإذا الحسين على فخذه وهو يقبل خديه ويلثم فاه ويقول : أنت سيد ، ابن سيد ، أخو سيد ، وأنت إمام ، ابن إمام ، أخو إمام ، وأنت حجة ، أخو حجة ، أبو حجج تسعة ، تاسعهم قائمهم المهدي » .
وفي عوالم النصوص على الأئمة / 146 ، عن أبي سعيد ، وفيه : « فقيل يا رسول الله كم الأئمة بعدك ؟ قال : إثنا عشر تسعة من صلب الحسين » .
وبشَّر عليٌّ ولده الحسين عليه السلام
كمال الدين : 1 / 304 ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال : « التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق ، المظهر للدين والباسط للعدل . قال الحسين : فقلت له : يا أمير المؤمنين وإن ذلك لكائن ؟ فقال عليه السلام : إي والذي بعث محمداً صلى الله عليه وآله بالنبوة واصطفاه على جميع البرية ، ولكن بعد غيبة وحيرة ، فلا يثبت فيها على دينه إلا المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين أخذ الله عز وجل ميثاقهم بولايتنا ، وكتب في قلوبهم الإيمان ، وأيدهم بروح منه » .
إبتكار النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام أساليب جديدة في التحديد
ينحني الإنسان إجلالاً لطريقة النبي صلى الله عليه وآله في التحديد ، عندما يقرأ أحاديثه في تفسير آية التطهير وتحديده لآله وأهل بيته صلى الله عليه وآله ، فقد أحضر علياً وفاطمة والحسنين عليهم السلام وأدار عليهم كساءً ، ثم قرأ الآية وقال : هؤلاء أهل بيتي ، ودعا لهم . وقد أرادت أم سلمة أن تدخل معهم فجذب منها الكساء ، كما روى أحمد ! ثم كرر ذهابه بعد نزول الآية إلى باب علي وفاطمة ستة أشهر ، كما روى أحمد وغيره ، ينبههم لصلاة الفجر ، ويقرأ آية التطهير !
ومضافاً إلى هذا التحديد الحسي ، تضمن كلامه صلى الله عليه وآله بلاغات رووا بعضها ورويناها كاملة ، منها أنه قال : « علي وفاطمة والحسن والحسين ، وتسعة من ذرية الحسين ، تاسعهم مهديهم يملأ الأرض قسطاً وعدلاً » . « الكافي : 1 / 529 وكفاية الأثر / 66 » .
ومن أفعاله المبتكرة صلى الله عليه وآله ، أنه أصعد علياً عليه السلام في حجة الوداع المنبر معه ورفع بيده وبلغ رسالة ربه فيه ، ثم طلب من المسلمين أن يهنؤوه ويبايعوه بالولاية بعده !
ومن ابتكارته قوله صلى الله عليه وآله : « الأئمة بعدي اثنا عشر غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلح على سواهم ولا تصلح الولاة من غيرهم » . « نهج البلاغة : 2 / 27 » .
وقوله صلى الله عليه وآله : « الأئمة بعدي اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل ، تسعة من صلب الحسين والتاسع قائمهم ، يخرج في آخر الزمان فيملؤها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً » « كفاية الأثر / 250 » .
وقوله صلى الله عليه وآله : « إذا توالت ثلاثة أسماء من الأئمة من ولدي محمد وعلي والحسن ، فرابعها هو القائم المأمول المنتظر » . « دلائل الإمامة / 236 » .
وكذلك تعابيره البليغة عن المهدي ، مثل قوله : المهدي من عترتي . . من أولاد فاطمة . . التاسع من صلب الحسين . . ابن خيرة الإماء . . بنا فتح الله وبنا يختم . . لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوله الله ذلك اليوم حتى يبعثه . . يملأ الأرض قسطاً وعدلاً . . نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة . . الخ . وكلها من جوامع الكلم .
الإمام الكاظم عليه السلام يحدد الخامس من ولده
روى في الكافي : 1 / 336 ، بسند صحيح أن الإمام الكاظم عليه السلام قال لخاصته : « إذا فُقد الخامس من ولد السابع ، فالله الله في أديانكم لا يزيلكم عنها أحد . يابنيَّ إنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به ! إنما هي محنة من الله عز وجل امتحن بها خلقه . لو علم آباؤكم وأجدادكم ديناً أصحَّ من هذا لاتبعوه . قال فقلت : يا سيدي مَن الخامس من ولد السابع ؟ فقال : يا بني عقولكم تصغرعن هذا وأحلامكم تضيق عن حمله ، ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه » .
ومثله النعماني / 154 ، والهداية الكبرى / 361 ، وفيه : أنا السابع وابني علي الرضا الثامن ، وابنه محمد التاسع ، وابنه علي العاشر ، وابنه الحسن حادي عشر ، وابنه محمد سمي جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وكنيه المهدي الخامس بعد السابع ، قلت : فرج الله عنك يا سيدي كما فرجت عني » . وإثبات الوصية / 224 ، وكمال الدين : 2 / 359 وعلل الشرائع : 1 / 244 ، وكفاية الأثر / 264 ، ودلائل الإمامة / 292 ، وغيبة الطوسي / 104 ، و 204 ، وإعلام الورى / 406 .
أمير المؤمنين عليه السلام : يبشر بالمهدي الحادي عشر من ولده
الكافي : 1 / 338 : « عن الأصبغ بن نباتة قال : أتيت أمير المؤمنين عليه السلام فوجدته متفكراً ينكت في الأرض ، فقلت : يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكراً تنكت في الأرض ، أرغبةً منك فيها ؟ فقال : لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوماً قط ، ولكني فكرت في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي ، هو المهدي الذي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً ، تكون له غيبة وحيرة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون . فقلت : يا أمير المؤمنين وكم تكون الحيرة والغيبة ؟ قال « سبتٌ من الدهر » . فقلت : وإن هذا لكائن ؟ فقال : نعم كما أنك مخلوق . وأنى لك بهذا الأمر يا أصبغ ، أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة . فقلت : ثم ما يكون بعد ذلك ؟ فقال : ثم يفعل الله ما يشاء ، فإن له بداءات ، وإرادات ، وغايات ، ونهايات » .
ورواه في إثبات الوصية / 225 ، كالكافي ، بتفاوت ، و / 229 ، وفيه : وذلك إذا فقد الباب بينه وبين شيعتنا ، تكون الحيرة . ورواه في غيبة النعماني / 60 ، وفيه : سبت من الدهر . . وكمال الدين : 1 / 288 ، . وكفاية الأثر / 219 ، ودلائل الإمامة / 289 ، والاختصاص / 209 ، وغيبة الطوسي / 103 ، كالكافي ، بسندين عن الأصبغ . . الخ . ورسائل المفيد / 400 وقال : هذا الخبر الذي روته العامة والخاصة وهو خبر كميل بن زياد . وفيه : ما رغبت فيها ساعة قط . . التاسع من ولد الحسين عليه السلام . . يكون له غيبة يرتاب فيها المبطلون . . لابد له من حجة ، إما ظاهر مشهور شخصه وإما باطن مغمور ، لكيلا تبطل حجج الله » . . الخ .
وفي معاني الأخبار / 58 ، عن أبي جعفر محمد بن علي قال : « خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بالكوفة بعد منصرفه من النهروان ، وبلغه أن معاوية يسبه ويلعنه ويقتل أصحابه ، فقام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله صلى الله عليه وآله ، وذكر ما أنعم الله على نبيه وعليه ، ثم قال في حديث طويل : ومن ولدي مهدي هذه الأمة » .
الإمام الحسن عليه السلام يبشر بالمهدي
كمال الدين : 1 / 316 ، عن أبي سعيد عقيصا في حديث طويل عن الإمام الحسن بن علي صلى الله عليه وآله قال : « أما علمتم أنه ما منا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، إلا القائم الذي يصلي روح الله عيسى بن مريم عليه السلام خلفه ، فإن الله عز وجل يخفي ولادته ويُغَيِّبُ شخصه لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج ، ذلك التاسع من ولد أخي الحسين ، ابن سيدة الإماء ، يطيل الله عمره في غيبته ، ثم يظهره بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة ، ذلك ليعلم أن الله على كل شئ قدير » .
الإمام الحسين عليه السلام يبشر بالمهدي التاسع من ولده !
في كمال الدين : 1 / 317 ، عن الحسين بن علي عليه السلام قال : « قائم هذه الأمة هو التاسع من ولدي ، وهو صاحب الغيبة ، وهو الذي يقسم ميراثه وهو حي » .
وفي كفاية الأثر / 232 ، عن يحيى بن نعمان قال : « كنت عند الحسين عليه السلام إذ دخل عليه رجل من العرب متلثماً أسمر شديد السمرة ، فسلم ورد الحسين عليه السلام فقال : يا ابن رسول الله مسألة ؟ قال : هات . قال : كم بين الإيمان واليقين ؟ قال : أربع أصابع . قال : كيف ؟ قال : الإيمان ما سمعناه ، واليقين ما رأيناه ، وبين السمع والبصر أربع أصابع . قال : فكم بين السماء والأرض ؟ قال : دعوة مستجابة . قال : فكم بين المشرق والمغرب ؟ قال : مسيرة يوم للشمس . قال : فما عز المرء ؟ قال : استغناؤه عن الناس . قال : فما أقبح شئ ؟ قال : الفسق في الشيخ قبيح ، والحدة في السلطان قبيحة ، والكذب في ذي الحسب قبيح ، والبخل في ذي الغنا ، والحرص في العالم .
قال : صدقت يا ابن رسول الله ، فأخبرني عن عدد الأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله قال : اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل . قال : فسمهم لي قال : فأطرق الحسين عليه السلام ملياً ثم رفع رأسه فقال : نعم أخبرك يا أخا العرب ، إن الإمام والخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين علي عليه السلام والحسن ، وأنا وتسعة من ولدي ، منهم علي ابني وبعده محمد ابنه ، وبعده جعفر ابنه ، وبعده موسى ابنه ، وبعده علي ابنه ، وبعده محمد ابنه ، وبعده علي ابنه ، وبعده الحسن ابنه ، وبعده الخلف المهدي هو التاسع من ولدي ، يقوم بالدين في آخر الزمان . قال : فقام الأعرابي وهو يقول :
مَسَحَ النبيُّ جَبينهُ فلهُ بريقٌ في الخدود
أبواهُ من عليا قريشِ وجدُّهُ خيرُ الجُدود » .
وفي كمال الدين : 1 / 317 ، عن الحسين بن علي عليه السلام قال : « في التاسع من ولدي سنة من يوسف وسنة من موسى بن عمران . وهو قائمنا أهل البيت ، يُصلح الله تبارك وتعالى أمره في ليلة واحدة . . منا إثنا عشر مهدياً ، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وآخرهم التاسع من ولدي ، وهو القائم بالحق ، يحيي الله به الأرض بعد موتها ، ويظهر به دين الحق على الدين كله ، ولو كره المشركون . له غيبة يرتد فيها أقوام ويثبت فيها على الدين آخرون ، فيؤذون ويقال لهم : متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ! أما إن الصابر في غيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله » .
وروى في إثبات الهداة : 3 / 569 ، عن إثبات الرجعة للفضل بن شاذان ، عن أبي جعفر ، عن جده الحسين عليه السلام قال : « يظهر الله قائمنا فينتقم من الظالمين ، فقيل له : يا ابن رسول الله من قائمكم ؟ قال : السابع من ولد ابني محمد بن علي ، وهو الحجة بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابني ، وهو الذي يغيب مدة طويلة ثم يظهر ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كماً ملئت جوراً وظلماً » .
الإمام زين العابدين عليه السلام : كأني بصاحبكم قد علا فوق نجفكم
في أمالي المفيد / 45 عن أبي خالد الكابلي قال : « قال لي علي بن الحسين عليه السلام : يا أبا خالد ، لتأتين فتنٌ كقطع الليل المظلم ، لا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه . أولئك مصابيح الهدى ، وينابيع العلم ، ينجيهم الله من كل فتنة مظلمة . كأني بصاحبكم قد علا فوق نجفكم بظهر كوفان ، في ثلاث مائة وبضعة عشر رجلاً ، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله وإسرافيل أمامه ، معه راية رسول الله صلى الله عليه وآله قد نشرها ، لا يهوي بها إلى قوم إلا أهلكهم الله عز وجل » .
الإمام الباقر عليه السلام : قائمنا السابع من ولدي
كفاية الأثر / 297 ، عن زيد بن علي ، قال : « كنت عند أبي علي بن الحسين ، إذ دخل عليه جابر بن عبد الله الأنصاري ، فبينما هو يحدثه إذ خرج أخي محمد من بعض الحجر ، فأشخص جابر ببصره نحوه ثم قام إليه فقال : يا غلام أقبل فأقبل ، ثم قال : أدبر فأدبر ، فقال : شمائل كشمائل رسول الله صلى الله عليه وآله ما اسمك يا غلام ؟ قال : محمد . قال : ابن من ؟ قال : ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، قال : أنت إذاً الباقر ، قال : فانكبَّ عليه وقبل رأسه ويديه ، ثم قال : يا محمد إن رسول الله صلى الله عليه وآله يقرؤك السلام ، قال : على رسول الله أفضل السلام وعليك يا جابر ، بما أبلغت السلام ، ثم عاد إلى مصلاه ، فأقبل يحدث أبي ويقول : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لي يوماً : يا جابر إذا أدركت ولدي الباقر فاقرأه مني السلام ، فإنه سميي وأشبه الناس بي ، علمه علمي وحكمه حكمي ، سبعة من ولده أمناء معصومون أئمة أبرار ، والسابع مهديهم الذي يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله : وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ » .
كفاية الأثر / 250 ، عن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم ، قال : « دخلت على مولاي الباقر عليه السلام وعنده أناس من أصحابه فجرى ذكر الإسلام فقلت : يا سيدي فأي الإسلام أفضل ؟ قال : من سلم المؤمنون من لسانه ويده . قلت : فما أفضل الأخلاق ؟ قال : الصبر والسماحة . قلت : فأي المؤمنين أكمل إيماناً ؟ قال : أحسنهم خلقاًٍ . قلت : فأي الجهاد أفضل ؟ قال : من عقر جواده وأهريق دمه . قلت : فأي الصلاة أفضل ؟ قال : طول القنوت . قلت : فأي الصدقة أفضل ؟ قال : أن تهجر ما حرم الله عز وجل عليك . قلت : يا سيدي فما تقول في الدخول على السلطان ؟ قال : لا أرى لك ذلك . قلت : فإني ربما سافرت إلى الشام فأدخل على إبراهيم بن الوليد . قال يا عبد الغفار إن دخولك على السلطان يدعو إلى ثلاثة أشياء : محبة الدنيا ، ونسيان الموت ، وقلة الرضا بما قسم الله . قلت : يا ابن رسول الله فإني ذو عَيلة وأتَّجر إلى ذلك المكان لجر المنفعة فما ترى في ذلك ؟ قال : يا عبد الله إني لست آمرك بترك الدنيا بل آمرك بترك الذنوب . فترك الدنيا فضيلة وترك الذنوب فريضة ، وأنت إلى إقامة الفريضة أحوج منك إلى اكتساب الفضيلة . قال : فقبلت يده ورجله وقلت : بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله فما نجد العلم الصحيح إلا عندكم ، وإني قد كبرت سني ودق عظمي ، ولا أرى فيكم ما أسره أراكم مقتلين مشردين خائفين ، وإني أقمت على قائمكم منذ حين أقول : يخرج اليوم أو غداً .
قال : يا عبد الغفار إن قائمنا هو السابع من ولدي ، وليس هو أوان ظهوره ، ولقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الأئمة بعدي اثنا عشر ، عدد نقباء بني إسرائيل ، تسعة من صلب الحسين والتاسع قائمهم ، يخرج في آخر الزمان فيملؤها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً . قلت : فإن كان هذا كائن يا ابن رسول الله فإلى من بعدك ؟ قال : إلى جعفر وهو سيد أولادي وأبو الأئمة ، صادق في قوله وفعله ، ولقد سألت عظيماً يا عبد الغفار وإنك لأهل الإجابة ، ثم قال : ألا إن مفاتيح العلم السؤال ، وأنشأ يقول :
شفاءُ العَمَى طولُ السؤال وإنماُ تمامُ العمى طولُ السكوت على الجهلِ » .
الإمام الصادق عليه السلام يبشر بالسادس من ولده
كمال الدين : 1 / 33 ، عن السيد بن محمد الحميري قال : « كنت أقول بالغلو وأعتقد غيبة محمد بن علي بن الحنفية ، قد ضللت في ذلك زماناً ، فمنَّ الله عليَّ بالصادق جعفر بن محمد ، وأنقذني به من النار ، وهداني إلى سواء الصراط ، فسألته بعد ما صح عندي بالدلائل التي شاهدتها منه أنه حجة الله عليَّ وعلى جميع أهل زمانه ، وأنه الإمام الذي فرض الله طاعته وأوجب الاقتداء به ، فقلت له : يا ابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائك عليهم السلام في الغيبة وصحة كونها ، فأخبرني بمن تقع ؟ فقال : إن الغيبة ستقع بالسادس من ولدي ، وهو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله ، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وآخرهم القائم بالحق بقية الله في الأرض وصاحب الزمان عليه السلام ، والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه ، لم يخرج من الدنيا حتى يظهر ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً .
قال السيد : فلما سمعت ذلك من مولاي الصادق جعفر بن محمد صلى الله عليه وآله تبت إلى الله تعالى ذكره على يديه ، وقلت قصيدتي التي أولها :
أيا راكباً نحو المدينة جَسْرة
عذافرةً يطوى بها كل سبسب
إذا ما هداك الله عاينت جعفراً
فقل لولي الله وابن المهذب
ألا يا أمين الله وابن أمينه
أتوبُ إلى الرحمن ثم تأوبي
إليك من الأمر الذي كنت مطنباً
أحارب فيه جاهداً كل معرب
وما كان قولي في ابن خولةَ مطنباً
معاندةً مني لنسل المطيب
ولكن روينا عن وصي محمد
وما كان فيما قال بالمتكذب
بأن وليَّ الأمر يفقد لا يرى
ستيراً كفعل الخائف المترقب
فتقسم أموال الفقيد كأنما
تغيبه بين الصفيح المنصب
فيمكث حيناً ثم ينبع نبعةً
كنبعة جديٍ من الأفق كوكب
يسير بنصر الله من بيت ربه
على سؤدد منه وأمر مسبب
يسير إلى أعدائه بلوائه
فيقتلهم قتلاً كحرَّانَ مغضب
فلما روي أن ابن خولةَ غائبٌ
صرفنا إليه قولنا لم نكذب
وقلنا هو المهديُّ والقائم الذي
يعيش به من عدله كل مجدب
فإن قلت لا فالحق قولك والذي
أمرت فحتمٌ غير ما متعصب
وأشهد ربي أن قولك حجة
على الناس طراً من مطيع ومذنب
بأن ولي الأمر والقائم الذي
تطلُّع نفسي نحوه بتطرب
له غيبةٌ لابد من أن يغيبها
فصلى عليه الله من متغيب
فيمكث حيناً ثم يظهر حينه
فيملك من في شرقها والمغرّب
بذاكَ أدين الله سراً وجهرةً
ولست وإن عوتبت فيه بمعتب » .
الإمام الكاظم عليه السلام : القائم هو الخامس من ولدي
روى الصدوق في كمال الدين : 2 / 361 ، عن يونس بن عبد الرحمن قال : « دخلت على موسى بن جعفر عليه السلام فقلت له : يا ابن رسول الله ، أنت القائم بالحق ؟ فقال : أنا القائم بالحق ، ولكن القائم الذي يطهر الأرض من أعداء الله عز وجل ويملؤها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، هو الخامس من ولدي ، له غيبة يطول أمدها خوفاً على نفسه ، يرتدّ فيها أقوام ويثبت فيها آخرون . ثم قال عليه السلام : طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا ، الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا ، أولئك منا ونحن منهم ، قد رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة ، فطوبى لهم ثم طوبى لهم ، وهم والله معنا في درجتنا يوم القيامة » .
وكفاية الأثر / 265 ، وإعلام الورى / 407 . . الخ .
الإمام الرضا عليه السلام يبشر بالمهدي الرابع من ولده
كمال الدين : 2 / 376 ، عن الريان بن الصلت ، قال : « قلت للرضا : أنت صاحب هذا الأمر ؟ فقال : أنا صاحب هذا الأمر ، ولكني لست بالذي أملؤها عدلاً كما ملئت جوراً ، وكيف أكون ذلك على ما ترى من ضعف بدني ، وإن القائم هو الذي إذا خرج كان في سن الشيوخ ومنظر الشبان ، قوياً في بدنه حتى لو مدَّ يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها ، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها ، يكون معه عصا موسى وخاتم سليمان ، ذاك الرابع من ولدي ، يغيبه الله في ستره ما شاء ، ثم يظهره فيملأ به الأرض قسطاً وعدلاً ، كما ملئت جوراً وظلماً » .
وفي كمال الدين : 1 / 371 ، عن الحسين بن خالد قال : « قال علي بن موسى الرضا عليه السلام : لا دينَ لمن لا ورع له ، ولا إيمان لمن لا تقية له ، إن أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية ، فقيل له : يا ابن رسول الله إلى متى ؟ قال : إلى يوم الوقت المعلوم ، وهو يوم خروج قائمنا أهل البيت ، فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا ! فقيل له : يا ابن رسول الله ومَن القائم منكم أهل البيت ؟ قال الرابع من ولدي ، ابن سيدة الإماء ، يُطهر الله به الأرض من كل جور ، ويقدسها من كل ظلم . وهو الذي يشك الناس في ولادته ، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه ، فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره ، ووضع ميزان العدل بين الناس فلا يظلم أحد أحداً . وهو الذي تطوى له الأرض ولا يكون له ظل . وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه يقول : ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه فإن الحق معه وفيه ، وهو قول الله عز وجل : إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ . إن دولة أهل البيت هي الآية في الآية » .
وفي إثبات الوصية / 227 ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : « لا بدَّ من فتنة صماء صيْلم تظهر فيها كل بطانة ووليجة ، وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي ، يبكي عليه أهل السماء وأهل الأرض !
ثم قال من بعد كلام طويل : كأني بهم شرَّما كانوا ، وقد نودوا ثلاثة أصوات : الصوت الأول أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين . والصوت الثاني : ألا لعنة الله على الظالمين . والثالث : بدن يظهر فيرى في قرن الشمس يقول : إن الله بعث فلاناً فاسمعوا وأطيعوا » .
وروى نحوه النعماني / 180 ، وفيه : « قال لي الرضا عليه السلام : إنه يا حسن سيكون فتنة صماء صيلم ، يذهب فيها كل وليجة وبطانة ، وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي ، يحزن لفقده أهل الأرض والسماء . كم من مؤمن ومؤمنة متأسف متلهف حيران حزين لفقده . ثم أطرق ، ثم رفع رأسه وقال : بأبي وأمي سميُّ جدي وشبيهي ، وشبيه موسى بن عمران ، عليه جيوب النور تتوقد من شعاع ضياء القدس ، كأني بهم آيس ما كانوا قد نودوا نداء يسمعه من بالبعد كما يسمعه من بالقرب ، يكون رحمةً على المؤمنين وعذاباً على الكافرين . فقلت : بأبي وأمي أنت وما ذلك النداء ؟ قال ثلاثة أصوات في رجب ، أولها : ألا لعنة الله على الظالمين ، والثاني : أزفت الأزفة يا معشر المؤمنين ، والثالث : يرون بدناً بارزاً مع قرن الشمس ينادي ألا إن الله قد بعث فلاناً على هلاك الظالمين ، فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج ويشفي الله صدورهم ، ويذهب غيظ قلوبهم » .
أقول : معنى قول الإمام الرضا عليه السلام فقدان الشيعة الثالث من ولدي ، أي عند فقدانهم الإمام الحسن العسكري عليه السلام ، لأنه يتزامن مع غيبة خليفته الإمام المهدي عليه السلام . وستأتي بشارة الإمام الجواد والهادي والعسكري بالمهدي عليهم السلام . .