أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-20
1036
التاريخ: 2023-07-12
1079
التاريخ: 2023-07-09
800
التاريخ: 2023-07-10
774
|
يُحدثنا شمس الدين أبو عبد الله محمد الدمشقي (توفي 727 هـ / 1327م) عن المد والجزر الذي يحدث عند الأنهار التي تتفرع عن شط العرب، مُلتقى الفرات ودجلة، وهو من النوع نصف النهاري. حيث قال: «وكل هذه الأنهار تمدُّ وتجزر في كل يوم وليلة مرتين، فإذا مد البحر جرى الماء في شط العرب شمالاً، وازداد وارتفع فامتلأت جميع الأنهار والسواقي، ومن أراد أن يسقي أرضه وبستانه فتح وأسقى ثم سد، ولا يزال كذلك إلى مضي ست ساعاتٍ ثم يقف الماء قليلًا ويجزر، فيعود جريانه جنوبًا كما كان أولًا، وينقص وتغيض الأنهار وتخلو السواقي ولا يزال كذلك إلى أكثر من ست ساعات، فإن زمان الجزر أكثر من زمان المد، ثم يقف ويعود إلى المد هكذا أبدًا. ويدور المد والجزر في الأيام والليالي مثلا ما يكون أول يوم أول ساعة، وثاني يوم في ثاني ساعة أو دونها، وكذلك تجزر.» 109
وما وصفه لنا شيخ الربوة هو ما يُسمَّى بالدورة المدية، وفترة السكون التي تكون بعد المد، وكيف أن وقت المد يتأخر في كل يوم عن سابقه بالمدة نفسها التي يتأخر فيها ظهور القمر في المكان نفسه كل يوم.
وتابع قائلا: «وسائر البحار تمدُّ وتجزر إلا بحر الخزر، وقد تقدم الكلام على سبب المد والجزر والذي هو أقرب إلى الصحيح أن طبيعة المحيط اقتضت ذلك على ما هو عليه من المد والجزر، كما يربو جوف الإنسان بالنفسِ ويضمر عودًا إلى حاله الأول أبدًا ما دام حيا، وكما يمد سواد عين القط ويجزر، فيبتدئ من وسط النهار في الاتساع في أقطاره إلى نصف الليل، ثم يوجد في الانضمام من نصف الليل إلى نصف النهار، وكما يكون عند الخوف والانزعاج فإنه ينقلب جميع عينيه إلى السواد، وإذا سكن روعه واطمأن نقص السواد حتى يكون بقدر الشعيرة.» 110
__________________________________
هوامش
(109) الدمشقي، شمس الدين أبو عبد الله، نخبة الدهر في عجائب البر والبحر، ص98-97.
(110) المرجع السابق نفسه، ص 147-148.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|