أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-09-2014
5930
التاريخ: 13-7-2022
1662
التاريخ: 6-12-2015
4791
التاريخ: 5-10-2014
5152
|
شهود الملكوت بنور الهداية
إن بعض مراتب الهداية التكوينية التي نطلبها في سورة الحمد هي شهود ورؤية الأسرار والحقائق التي حظي بها الواصلون إلى مقام رؤية الملكوت الشامخ، فحصنوا أنفسهم في مقابل الذنوب، والقرآن الكريم وروايات أهل البيت عليهم السلام كشفت القناع عن شيء يسير من هذه الحقائق للناس كي يتعرفوا عليها، مثلا يقول القرآن الكريم حول طعام أهل جهنم: {فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ} [الحاقة: 35 - 37]. ويقول لأولئك الذين لا طعام لهم إلا من القيح القذر (غسلين) إن هذا الطعام ظهور لفسادكم وإجرامكم {هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النمل: 90](1).
وأولياء الله يرون في الدنيا حقيقة الذنب بهذا الشكل، ولذلك يشمئزون منه، ولا يدنسون أيديهم به كما فعل أمير المؤمنين (عليه السلام) مع من جاءه في أيام حكومته بحلوى كرشوة يتقرب بها إليه، فزجره بشدة ووصفها بأنها كالمعجونة بسم الأفاعي وفي ذلك يقول: "وأعجب من ذلك (قصة عقيل) طارق طرقنا بملفوفة في وعائها ومعجونة شنتها كأنما عجنت بريق حية أو قيئها. فقلت: أصل أم زكاة أم صدقة فذلك محرم علينا أهل البيت. فقال: لا ذا ولا ذاك ولكنها هدية، فقلت قبلتك الهبول أعن دين الله أتيتني لتخدعني، أمختبط أنت أم ذو جنة أم تهجر ...."(2).
هذا الكلام ليس تشبيها شعريا ولا هو حديث صادر من الغلو والمبالغة، بل هو بيان الحقيقة يراها اليوم أولياء الله وغدا سوف يراها الجميع.
وحديث المعراج الشريف يبين أيضا قسم آخر من هذه الحقائق. فالرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) رأى جماعة في المعراج مع ما كان لديهم من طعام طيب كانوا يأكلون لحم الميتة، فسأل عنهم، فقيل له: إن هؤلاء الذين كانوا في الدنيا يأكلون الحرام وهم قادرون على الظفر بالحلال(3).
والقرآن الكريم يكشف الستار عن هذه الأسرار في آيات كثيرة من جملتها آيات سورة الواقعة، وإذا لم يحالفنا الحظ والتوفيق أن نبلغ مرتبة رؤية الحقائق الرفيعة، فلا ينبغي أن نكون من الغافلين عن أصل معارف القرآن في هذا المجال على أقل تقدير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. سورة النمل، الآية 90. حيث ان تعبير الآية الكريمة {ما كنتم تعملون}، لا {بما كنتم تعملون} فلا يكون المعنى هو ان هذا الجزاء في مقابل تلك الأعمال، بل ان الجزاء هو نفس الأعمال.
2. نهج البلاغة، الخطبة 224، المقطع 8
3. البحار، ج6، ص239.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|