المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6237 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05

الليثيوم Lithium
1-3-2017
التجفيف L– drying
27-10-2018
Hilbert Curve
21-9-2021
Charge and Dielectric
7-8-2016
البيئة والأمن الإقليمي - إطار عمل للتحليل
15-8-2022
العناية بالجانب الديني والأخلاقي
11-9-2016


من أدعية الإمام الصادق (عليه السلام) في الحج / دعاؤه الثالث في يوم عرفة.  
  
1363   11:51 صباحاً   التاريخ: 2023-05-28
المؤلف : باقر شريف القرشيّ.
الكتاب أو المصدر : الصحيفة الصادقيّة
الجزء والصفحة : ص 183 ـ 189.
القسم : الاخلاق و الادعية / أدعية وأذكار /

دعاؤه (عليه السلام) الثالث في يوم عرفة:

من أدعية الامام الصادق (عليه‌ السلام)، في يوم عرفة، هذا الدعاء الجليل، وهو ينم عن أهمية هذا اليوم، وعظيم مكانته، عند الامام (عليه ‌السلام) وهذا نصه: اللّهُمَّ، أَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ رَبُّ العَالَمِينَ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ العَزِيِزُ الحَكِيمُ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ العَلِيُ العَظِيمُ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ مَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ، بَدْءُ كُلَّ شَيْءٍ، وَإلَيْكَ يَعُودُ كُلِّ شَيْءٍ لَمْ تَزَلْ وَلا تَزَالُ. المَلِكُ القُدُّوسُ، السَّلَامُ المُؤْمِنُ، المُهَيْمِنُ، العَزِيزُ الجَبَّارُ، المُتَكَبِّرُ، الكِبْرِيَاءُ رِدَاؤُكَ، سَابِغُ النَّعْمَاءِ، جَزِيلُ العَطَاءِ، بِاسِطُ اليَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، نَفَّاحُ الخَيْرَاتِ، كَاشِفُ الكُربَاتِ، مُنْزِلُ الآيَاتِ، مُبَدِّلُ السَيئَاتِ، جَاعِلُ الحَسَنَاتِ دَرَجَاتٍ، دَنَوْتَ في عُلُوِّكَ، وَعَلَوْتَ في دُنُوِّكَ، دَنَوْتَ فَلَا شَيْءٍ دُونَكَ، وَعَلَوْتَ فَلَا شَيْءٍ فَوْقَكَ، تَرَى، وَلَا تُرىَ، وَأَنْتَ بِالمَنْظَرِ الَأعْلَى، خَالِقُ الحَبِّ وَالنَوَى، لَكَ مَا في السَّموَاتِ العُلَى، وَلَكَ الكِبْرِيَاءُ في الآخِرَةِ وَالُأولَى، غَاِفُر الذَّنْبِ، وَقَابِلُ التَّوْب، شَدِيدُ العِقابِ، ذو الطُّولِ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ إلَيْكَ المَأْوَى وَإلَيْكَ المَصِيرُ، وَسِعَتْ رَحْمَتُكَ كُلَّ شَيْءٍ، وَبلَغَتْ حُجَتُكَ، وَلَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِكَ، وَلا يَخِيبُ سَائِلُكَ، كُلَّ شَيْءٍ بِعِلْمِكَ، وَأَحْصَيْتَ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً، وَجَعَلْتَ لِكُلِّ شَيْءٍ أَمَداً، وَقَدَّرْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَقْدِيراً، بَلَوْتَ فَقَهَرْتَ وَنَظَرْتَ فَخَبَرْتَ، وَبَطنْتَ وَعَلِمْتَ فَسَتَرْتَ، وَعَلى كُلِّ شَيْءٍ ظَهَرْتَ، تَعْلَمُ خَائِنَةَ الَأعْيُنِ، وَمَا تُخفي الصُّدورُ، وَلَا تَنْسَى مَنْ ذَكَرَكَ، وَلا تُخِيبُ مَنْ سَأَلَكَ، وَلَا تُضِيعُ مِنْ تَوَكْلَ عَلَيْكَ، أَنْتَ الذي لا يُشْغِلُكَ ما في جَوِّ سماواتك عَمَّا في جَوِّ أَرْضِكَ، تَعَزَّزْتَ في مُلْكِكَ، وَتَقَوَّيْتَ في سُلْطَانِكَ، وَغَلَبَ على كُلِّ شَيْءٍ قَضَاؤُكَ، وَمَلَكَ كُلَّ شَيْءٍ أَمْرُكَ، وَقَهَرَتْ كُلِّ شَيْءٍ قُدْرَتُكَ، لا يُسْتَطَاعُ وَصْفُكَ، وَلَا يُحَاطُ بِعلْمك، وَلا ينتْهِي ما عنْدَكَ، وَلا تَصِفُ العُقُولُ صِفَةَ ذَاتِكَ، عَجِزَتِ الَأوْهَامُ عَنْ كيْفيَّتك، وَلَا تُدْرِكُ الَأبْصَارُ مَوْضِعَ أيْنِيَّتِك، وَلَا تُحَدُّ فَتَكُونَ مَحْدُوداً، ولا تُمَثَّلْ فَتَكُوُنَ مَوْجُوداً، وَلا تَلِدُ فَتَكُونَ مُوْلوُداً، أَنْتَ الذي لا ضِدَّ معك، فيُعانِدُكَ، وَلَا عَدِيلَ لَكَ فَيُكَاثِرُكَ، وَلَا نِدَّ لَكَ فَيُعَارِضُكَ، أَنْتَ ابْتَدعْت واخْترَعْتَ، وَاسْتَحْدَثْتَ، فَمَا أَحْسَنَ ما صَنَعْتَ، سُبْحَانَكَ ما أَجَلَّ ثناءك، وَأسْنى في الَأمَاكِنِ مَكَانَكَ، وَأَصْدَعَ بِالحَقِّ فُرْقَانَكَ، سُبْحَانَكَ منْ لطيف ما أَلْطَفَكَ، وَحَكِيمٍ مَا أَعْرَفَكَ، وَمَلِيكٍ ما أَسْمَحَكَ، بسطت بالخَيْرَاتِ يَدَاكَ، وَعُرِفَتِ الهِدَايَةُ مِنْ عِنْدِكَ، وَخَضَعَ لَكَ كُلُّ شَيْءٍ، وَانْقَاد للْتَّسْلِيمِ لَكَ كُلُّ شَيْءٍ، سَبِيلُكَ جَدَدٌ، وَأَمْرُكَ رَشدٌ، وَأَنْتَ حي صمدٌ، وأَنْتَ المَاجدُ الجَوَادُ، الوَاحِدُ الَأحَدُ، العَليمُ الكرِيمُ، القَدِيمُ، القرِيبُ، المُجِيبُ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ الظَالِمُونَ، عُلُوا كَبيراً، تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ وَجَلَّ ثنَاؤُكَ، فَصَلَّ على مُحَمَّدٍ عَبْدِك، ورَسُولك الذي صَدَعَ بِأَمْرِكَ، وَبَالَغَ في إظْهَارِ دِينكَ وَأَكَّدَ مِيثَاقَكَ، وَنَصَحَ لِعِبَادِكَ، وَبَذَلَ جُهْدَهُ في مَرْضَاتِكَ. اللّهُمَّ شَرِّفْ بُنْيَانَهُ، وَعَظِّمْ بُرْهَانَهُ. اللّهُمَّ، وَصَلّ على وُلَاةِ الَأمْرِ بَعْدَ نَبِيِّكَ تَرَاجِمَةِ وَحْيِكَ، وَخُزَّانِ عِلْمِكَ، وَأُمَنائِكَ في بِلَادِكَ، الذِينَ أَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ، وَفَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ، على بَرِيَّتِكَ. اللّهُمَّ، صَلِّ عَلَيْهِمَ صَلَاةً دَائِمَةً بَاقِيَةً، اللّهُمَّ، وَصَلِّ على السُيَّاحِ وَالعُبَّادُ، وَأَهْلِ الجِدِّ والاجتهاد، وَاجْعَلْني في هذِهِ العَشِيَّةِ، مِمَّنْ نَظَرْتَ إلَيْهِ فَرَحِمْتَهُ، وَسَمِعْتَ دُعَاءَهُ فَأَجَبْتَهُ، وَآمَنَ بِكَ فَهَدَيْتَهُ، وَسَأَلَكَ فَأَعْطَيْتَهُ، وَرَغِبَ إلَيْكَ فَأَرْضَيْتَهُ، وَهَبْ لي، في يَوْمي هَذَا، صَلَاحاً لِقَلْبِي وَدِيني وَدُنْيَايَ، وَمَغْفِرَة ًلِذُنُوبي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَسْأَلُكَ الرَّحْمَةَ يا سَيِّدي وَمَوْلَايَ، وَثِقَتي، يا رَجَائِي، وَمُعْتَمَدِي، وَمَلْجَأِي، وَذُخْرِي، وَظَهْرِي، وَعُدَّتِي، وَأَمَلَي، وَغَايَتي، وَأَسْأَلُكَ، بِنُورِ وَجْهِكَ الذي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّموَاتِ وََالأرْضُ، أَنْ تَغْفِرَ لي ذُنُوبي وَعُيُوبي، وَإسَاءَتي وَظُلْمِي وَجُرْمي، وَإسْرَافِي على نَفْسِي، فَهذَا مَقَامُ الهَارِبِ إلَيْكَ مِنَ النَّارِ.

اللّهُمَّ، وَهَذَا يَوْمِ عَرَفَةَ، كَرَّمْتَهُ وَشَرَّفْتَهُ، وَعَظَّمْتَهُ، نَشَرْتَ فِيهِ رَحْمَتَكَ، وَمَنَنْتَ فِيهِ بِعَفْوِكَ، وَأَجْزَلْتَ فِيهِ عَطِيَّتَكَ، وَتَفَضَّلْتَ فِيهِ على عِبَادِكَ، اللّهُمَّ، وَهذِهِ العَشِيَّةُ مِنْ عَشَايَا رَحْمَتِكَ وَمِنَحِكَ، وَإحْدَى أَيَّامِ زُلْفَتِكَ، وَلَيْلَةُ عِيدٍ مِنْ أَعْيَادِكَ، فِيهَا يُفْضي إلَيْكَ، بِالحَوَائِج مَنْ قَصَدَك مِنْ قَصْدِكَ، مُؤْمِلاً رَاجِياً فَضْلَكَ، طَالِباً مَعْرُوفَكَ الذي تَمُنُّ بِهِ على مَنْ تَشَاءُ مِنْ خَلْقِكَ، وَأَنْتَ فِيهَا بِكُلَِّ لِسَانٍ تَدْعى، وَلِكُلِّ خَيْرٍ تُبْتَغَي وَتُرْجَى، وَلَكَ فِيهَا جَوَائِزُ وَمَوَاهِبُ، وَعَطَايا تَمُنُّ بِهَا على مَنْ تَشَاءُ مِنْ عِبَادِكَ، وَتَشْمَلُ بِها أَهْلَ العِنَايَةِ فِيْكَ، وَقَدْ قَصَدْنَاكَ مُؤْمِلينَ رَاجِينَ، وَأَتَيْنَاكَ طَالِبِينَ، نَرْجُو ما لا خُلْفَ لَهُ مِنْ وَعْدِكَ، وَلا مُتْرك لَهُ مِنْ عَظِيمِ أَجْرِكَ، قَدْ أَبْرَزْتَ ذَوُو الآمَالِ إلَيْكَ وَجوهَهَا المَصُونَةَ، وَمَدُّوا إلَيْكَ أَكُفَّهُمْ طَلَباً لِمَا عِنْدَكَ، لِيُدْرِكُوا بِذلِكَ رِضْوَانَكَ، يا غَفَّارُ، يا مُسْتَغَاثُ مِنْ فَضْلِهِ، يا مَلِكُ في عظَمتِهِ، يا جَبَّارُ في قُوَّتِهِ، يا لَطِيفُ في قُدْرَتِهِ، يا مُتَكَفِّلُ يا رَزَّاقَ النَعَّابِ في عُشِّهِ (1) يا أَكْرَمَ مَسْؤولٍ، ويا خَيْرَ مَأْمُولٍ، ويا أَجْوَدَ مَنْ نَزَلَتْ بِفَنَائِهِ الرَكَائِبُ، وَيُطْلَبُ عِنْدَهُ نَيْلُ الرَغَائِبِ، وَأَنَاخَتْ بِهِ الوُفُودُ يا ذَا الجُودِ، يا أَعْظَمَ مِنْ كُلِّ مَقْصُودٍ، أَنَا عَبْدُكَ الذي أَمَرْتَني، فَلَمْ أأتَمِرْ، وَنَهَيْتَني عَنْ مَعْصِيَتِكَ فَلَمْ أَنْزَجِرْ، فَخَالَفْتُ أَمْرَكَ وَنَهْيَكَ، لا مُعَانَدَةً لَكَ، وَلا اسْتِكْبَاراً عَلَيْكَ، بَلْ دَعَانِي هَوَايَ، وَاسْتَزَلَّني عَدُوُّكَ وَعَدُوي، فَأَقْدَمْتُ على مَا فَعَلْتُ، عَارِفَاً بِوَعِيدِكَ، رَاجِيَاً لِعَفْوِكَ، وَاثِقاً بِتَجَاوُزِكَ وَصَفْحِكَ، فَيَا أكْرَمَ مَنْ أُقِرَّ لَهُ بِالذَّنًوبِ، هَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ صَاغِراً ذَلِيلاً خَاِضعاً، خَاشِعاً، خَائِفاً مُعْتَرِفاً، بِعَظِيمِ ذُنُوبي وَخَطَايَايَ، فَمَا أَعْظَمَ ذُنُوبي التي تَحَمَّلْتُهَا وَأَوْزَارِي التي اجْتَرَمْتُها، مُسْتَجِيراً فِيها بِصَفحِكَ، لائِذاً بِرَحْمَتِك، مُوقِناً أَنَّهُ لا يُجيرُني مِنْكَ مُجِيرٌ، وَلا يَمْنَعُني مِنكَ مَانِعٌ، فَعُدْ عَلَيّ بِمَا تَعُودُ بِهِ على مَنْ اقْتَرَفَ عَنْ تَعَمُّدٍ، وجُدْ عَلَيَّ بِمَا تَجُودُ ِبِه على مَنْ ألْقَى بِيَدِهِ إلَيْكَ مَنْ عِبَادِكَ، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِمَا لا يَتَعَاظَمُكَ أنْ تمُنَّ بِهِ على مَنْ أَمَلَكَ مِنْ غفْرَانِكَ لَهُ، يا كَرِيمُ، ارْحَمْ صَوْتَ حَزِينٍ يُخفي ما ستَرْتَ عَنْ خَلْقِكَ مِنْ مَسَاوِئِهِ، يَسْأَلُكَ في هذِهِ العَشِيَّةِ رَحْمَةً تُنْجيه مِنْ كَرَب مَوْقِفِ المَسْأَلَةِ، وَمَكْروُهِ يَوْمِ المُعَايَنَةِ، حِينَ يُفْرِدُهُ عَمَلُهُ، وَيُشْغلُهُ عَنْ أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ، فَارْحَمْ عَبْدَكَ الضَعيفَ عَمَلاً، الجسيم أَمَلاً، خَرَجَتْ مِنْ يَدَيَّ أَسْبَابُ الوَصَلَاتِ إلاَّ مَا وَصَلَتْهُ رَحَمَتُكَ، وَتَقَطَّعَتْ عَنِّي عِصَمُ الآمَالِ إلاَّ مَا مُعْتَصِمٌ بِهِ مِنْ عَفْوِكَ، قَلَّ عِنْدِي مَا أَعْتَدُّ بِهِ مِنْ طَاعَتِكَ، وَكَبُرَ عَلَيَّ ما أَبُوءُ بِهِ مِنْ مَعْصِيَتِكَ، وَلَنْ يَضِيقَ عَفْوُكَ عَنْ عَبْدِكَ، وَإنْ أَسَاءَ فَاعْفُ عَنِّي، فَقَدْ أشَرَفَ على خَفَايَا الَأعْمَارِ عِلْمُكَ، وَانْكَشَفَ كُلُّ مَسْتُورٍ عِنْدَ خُبْرِكَ، وَلا تَنْطوي عَلَيْكَ دِقَاقَ الُأمُورِ، وَلا يَعْرُبُ عَنْكَ غَيْبَاتُ السَّرَائِرٍ، وَقَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيَّ عَدُوُّكَ، الذِي اسْتَنْظَرَ فَأَنْظَرْتَهُ، وَاسْتَمْهَلَكَ إلى يَوْمِ الدِّين، لإِضْلالي فَأَمْهَلْتَهُ وَأَوْقَعَني بِصَغَائِرِ ذُنُوبٍ مُوبِقَةٍ، وَكِبَارِ أَعْمَالٍ مُرْدِيَةٍ، حَتَّى إذَا فَارْقْتُ مَعْصِيَتِكَ، وَاسْتَوْحَشْتُ بِسُوءِ سَعْيي سُخْطَكَ تَوَلَّى عَنْ عُذْرِ غَدْرِهِ، وَتَلَقَّاني بِكَلِمَةٍ كُفْرهِ، وَتَوَلَّى البَرَاءَةَ مِنِّي، وَأَدْبَرَ مُوَلِياٍ عَنِّي، فَأَصْحَرَنِي لِغَضَبِكَ فَرِيداً، وَأَخْرَجَني إلى فِنَاءِ نِعْمَتِكَ طَريداً، لا شَفِيعَ يَشْفَعُ لي إلَيْكَ، وَلا خَفِيرَ يَقِيني مِنْكَ، وَلا حِصْنَ يَحْجُبُني عَنْكَ، وَلا مَلَاذَ ألْجَأُ إلَيْهِ مِنْكَ، فَهَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَمَحَلُّ المُعْتَرِفِ لَكَ، فلا يَضِيقَنَّ عَنِّي فَضَلُكَ، وَلا يَقْصُرَنَّ دُونِي عَفْوُكَ، ولا أَكُونَنَّ أَخْيَبَ عِبَادِكَ التَّائِبِينَ، وَلا أَقْنَطَ وُفُودِكَ الآمِلِينَ.

اللّهُمَّ، اغْفِرْ لي، إنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَطَالَمَا أغْفَلْتَ مِنْ وَظَائِفِ فُرُوضِكَ، وَتَعَدَّيْتُ عَنْ مَقَامِ حُدُودِكَ، فَهَذَا مَقَامُ مَنِ اسْتَحيْا لِنَفْسِهِ مِنْكَ وَسَخِطَ عَلَيْهَا، وَرَضِيَ عَنْكَ، فَتَلَقَّاكَ بِنَفْسٍ خَاشِعَةٍ، وَرَقَبَةٍ خَاضِعَةٍ، وَظَهْرٍ مُثْقَلٍ مِنَ الذُّنُوبِ، وَاقِفاً بَيْنَ الرَّغْبَةِ إلَيْكَ، وَالرَّهْبَةِ مِنْكَ، فَأَنْتَ أَوْلَى مَنْ وَثِقَ بِهِ مِمَّنْ رَجَاهُ، وَأَمِنَ مِنْ خِشْيَتِهِ وَاتَّقَاهُ، اللّهُمَّ، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَعْطِنِي مَا رَجَوْتُ وَآمِنِّي مِمَّا حَذِرْتَ، وَعُدْ عَلَيَّ بِعَائِدَةٍ مِنْ رَحْمَتِكَ. اللّهُمَّ، وَإذْ سَتَرْتَنِي بِفَضْلِكَ، وَتَغَمَّدتَنِي بِعَفْوِكَ، في دَارِ الحَيَاةِ، وَالفَنَاءِ، بِحَضْرَةِ الأكْفَاءِ، فَأَجِرْني مِنْ فَضِيحَاتِ دَارِ البَقَاءِ، عِنْدَ مَوَاقِفِ الإشْهِاَد ِ، مِنَ المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ، وَالرُسُلِ المُكْرَمِينَ، وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ، فَحَقَّقْ رَجَائِي يا أَصْدقَ القَائِلِينَ: {يا عِبَادِي الذِينَ أَسْرَفُوا على أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ}.

اللّهُمَّ، إنِّي سَائِلُكَ القَاصِدُ وَمِسْكينُكَ المُسْتَجِيرُ الوَافِدٌ، وَضَعِيفُكَ الفَقِيرُ، نَاصِيَتي بِيَدِكَ، وَأَجَلي بِعِلْمِكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُوَفِقَني، لِمَا يُرْضيكَ عَنِّي، وَأَنْ تُبَارِكَ لي في يَوْمي هذا، الذي فَزِعَتْ فِيهِ إلَيْكَ الَأصْوَاتُ، وَتَقَرَّبَ إلَيْكَ عِبَادُكَ بِالقُرُبَاتِ، أَسْأَلُكَ بِعَظِيمِ مَا سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ مِنْ كَرِيمِ أَسْمائِكَ، وَجَمِيلِ ثَنَائِكَ، وَخَاصَةِ دُعَائِكَ بِآلآئِكَ، أَنْ تُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَنْ تَجْعَلَ يَوْمي هَذَا، أَعْظَمَ يَوْمَ مَرَّ عَلَيَّ مُنْذُ أَنْزَلْتَنِي إلى الدُّنْيَا، بَرَكَةً في عِصْمَة دِيِني، وَخَاصَّةِ نَفْسِي، وَقَضَاءِ حَاجَتي، وَتَشْفِيِعي في مَسْأَلَتِي، وَإتمَامِ النِّعْمَةِ عَلَيَّ، وَصَرْفِ السُّوءِ عَنِّي. يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، افْتَحْ عَلَيَّ أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَأَرْضِنِي بِعَادِلِ قَسْمِكَ، وَاسْتَعْمِلْني بِخَالِصِ طَاعَتِكَ، يا أَمَلي وَيَا رَجَائِي، حَاجَتي التي إنْ أَعْطَيْتَنِيهَا لَمْ يَضُرَّني ما مَنَعْتَني، وَإنْ مَنَعْتَهَا لَمْ يَنْفَعْني ما أَعْطَيْتَني فِكَاكُ رَقْبَتي مِنَ النَّارِ.

إلهي لا تَقْطَعْ رَجَائِي، وَلا تُخَيِّبْ دَعَائِي، يا مَنَّانُ، مُنَّ عَلَيَّ بِالجَنَّةِ، يا عَفُوُّ، أَعْفُ عَنِّي، يا تَوَّابُ، تُبْ عَلَيَّ، وَتَجَاوَزْ عَنِّي، وَاصْفَحْ عَنْ ذُنُوبي، يا مَنْ رَضِيَ لِنَفْسِهِ العَفْوِ، يا مَنْ أمَرَ َبِالعَفْوِ، يا مِنْ يَجْزِي على العَفْوِ، يا مَنْ اسْتَحْسَنَ العَفْوُ، أَسْأَلُكَ اليَوْمَ «العَفْوَ العَفْوَ» وَكَانَ يَقُوُلُ ذلِكَ: عَشَرَ مَرَّاتٍ.

أَنْتَ، أَنْتَ، لا ينقطعُ الرَّجَاءُ إلاَّ مِنْكَ، وَلا تَخيبُ الآمَالُ إلاَّ فِيْكَ، فلا تَقْطَعْ رَجائِي يا مَوْلايَ، إنَّ لَكَ في هذِهِ اللًّيْلَةِ أضْيَافاً فَاجْعلني مِنْ أَضْيَافِكَ، فَقَدْ نَزَلْتُ بِفنائك، راجياً معْروفك، يا ذَا المَعْرُفِ الدَّائِمِ الذي لا يَنْقَضي دَائِماً، يا ذَا النَّعماء التي لا تُحْصَى عَدَداً.

اللّهُمَّ، إنَّ لَكَ حُقُوقاً فَتَصَدَّقْ بِهَا عَلَيَّ، وَلِلْنَّاسِ قِبَلِي تَبِعاتٍ، فَتَحَمَّلْهَا عَنِي، وَقَدْ أَوْجَبْت، يا ربُّ، لِكُلِّ ضَيْفٍ قِرىً، وَأَنَا ضَيْفُكَ فَاجْعَلْ قِرَايَ الجَنَّةَ، يا وَهَّابَ الجَنَّةِ، يا وَهَّابَ المَغْفِرَةِ اقْبَلْني مُفْلِحاً، مُنْجحاً، مُسْتَجَابَاً لي، مَرْحُوماً صَوتِي، مَغْفُوراً ذَنْبِي، بِأَفْضَلِ ما يَنْقَلِبُ بِهِ اليَوْمَ أَحَدٌ مِنْ وَفْدك، وَزُوَّارِكَ.." (2).

وانتهى هذا الدعاء الشريف، وهو يمثّل روعة الايمان، وحقيقة التمسّك بالله تعالى، وكان ذلك هو السمت البارز، في سيرة الامام (عليه‌ السلام)، الذي آمن بالله بعواطفه ومشاعره.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) النعاب: الغراب.

(2) الإقبال: ص 392 ـ 397.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.