أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-12-2020
1941
التاريخ: 2-7-2017
2547
التاريخ: 26-5-2016
2132
التاريخ: 5-2-2018
7178
|
أهمية علم الجغرافيا:
إن علم الجغرافيا مثل الماء والهواء في الأهمية لكل إنسان والإنسان جغرافي بالفطرة منذ أن وجد أبونا آدم إلى الآن، بحيث تطور من حياة الجمع والالتقاط والصيد والقنص ثم الاستقرار والزراعة ثم الصناعة، وتطور سكنه من كوخ بسيط يتكون من جذوع الأشجار، ثم كوخ من الخشب أو الجلد يقيه حر الصيف وبرد الشتاء، ثم منزل من الطوب اللبن، ثم منزل خرساني وقرية صغيرة ثم بلدة ثم مدينة كبيرة وهذا التطور الذي حدث للإنسان نتيجة لتطور معرفته الجغرافية للبيئة التي يعيش فيها بحيث يؤثر فيها وتؤثر فيه جغرافيا، ونتيجة لمعرفة الفصول وتغيير المناخ بها استطاع أن يغير ملبسه ومأكله، وهذا ما يقال عليه في الجغرافيا بالحتم البيئي، وهذا باختصار يبين أن الجغرافيا في دم الإنسان والإنسان جغرافي بالفطرة.
وعلى ذلك تعتبر الجغرافيا على جانب كبير من الأهمية، فالجغرافية لم تعد ترفـاً يمكن الاستغناء عنها، بل هي أساسية في إعداد المواطن ليشارك بفاعلية في بيئته، ويمكن للجغرافية أن تحقق ذلك من خلال ما تحققه للفرد من أهداف عدة، حيث تقدم للفرد المعارف والمهارات اللازمة لاستغلال البيئة وحل مشكلاتها، وكذلك ما تكسبه للفرد من عادات ذهنية تساعده على التفكير بطريقة علمية في مواجهة ما يعترضه في بيئته ومجتمعه مع عدم إغفال الجوانب الوجدانية للفرد، لما لهذا الجانب من أهمية في بناء الشخصية السوية.
ولم تعد الجغرافيا أوصافاً جافة لسطح الأرض وتقديرات مجردة عـن عـدد السكان وأرقام إحصائية عن الإنتاج، بل أصبحت اليوم موضوعاً يقوم على التحليل والتعليل ويرمي إلى اتخاذ دور إيجابي في خدمة الفرد والمجتمع والإنسانية جمعاء، كما أن الجغرافيا لم تعد مادة للتسلية أو الوقوف على أخبار الشعوب وغرائب الحياة في العالم، وهي ليست مجرد ثقافة أكاديمية أو تدريبات عقلية، وإنما أصبحت دراستها ضرورة من ضرورات الحياة وعنصراً أساسياً من عناصر التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وتتمثل أهمية الجغرافيا في مجالين كبيرين هما:
1- دراسة وتفسير الظاهرات المختلفة التي تحيط بالإنسان، وقد كانت الجغرافيا فيما مضى علماً وصفياً يهتم بتشخيص ووصف الظاهرات الجغرافيا، ولكنها الآن تعدت مرحلة الوصف التي تتسم بها العلوم في بدايتها إلى مرحلة استجلاء العلاقات التبادلية بين مختلف الظاهرات الطبيعية والبشرية للخروج بمبادئ وقوانين تحكم هذه العلاقات وتوجهها، حيث إن الدراسات الجغرافية تتميز بالشمولية والتوزيع، والتحليل، والتفسير بحيث عندما نتناول ظاهرة جغرافية، مثل المطر أو الزلازل أو السيول، فنذكر أسباب حدوث هذه الظاهرة، ثم نقوم بتحديد موقعها على الخريطة وتحليل أسباب هذا التوزيع، ثم ننتهي بالنتائج لهذا التوزيع ونربط هذه الظاهرة بالظاهرات الطبيعية الأخرى المرتبطة بها، والمسببة لها ثم ندرس تأثير هذه الظاهرة على الإنسان أو الظاهرات البشرية بصورة عامة، ثم نتناول إمكانية الحد أو التقليل من مخاطرها، أما عالم المناخ أو الجيولوجيا يتناول هذه الظاهرات لذاتها، سواء لها علاقة بسطح الأرض أو ليست لها علاقة، حيث يركز على العوامل الديناميكية فقط التي تسبب حدوث هذه الظاهرة، ولا يتعرض للتوزيع، ولا الربط والتعليل والتفسير.
2- استخدام نتائج الدراسات النظرية السابقة في حل مشكلات علاقة الإنسان ببيئته، وبهذا تتفاوت مجالات الدراسة التطبيقية في الجغرافيا من دراسة العالم كله إلى دراسة المدينة أو القرية إلى دراسة مشروع صناعي أو تخطيط حي جديد في المدينة ولكن التخطيط الإقليمي يعتبر من أهم ميادين التطبيق التي تسهم فيه جميع فروع الجغرافيا الطبيعية والبشرية في الوقت الحاضر. ومعنى ذلك أن الجغرافيا ذات قيمة نظرية وتطبيقية، ولم تعد الجغرافيا تقصر اهتمامها على الناحية النظرية، بل إلى تطبيق هذه المعرفة النظرية في خدمة البيئة والمجتمع والإسهام في حل مشكلاته.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|