المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



حول ميزان عمر الشاب وعقله  
  
1216   02:06 صباحاً   التاريخ: 2023-05-17
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص129 ــ 132
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-7-2019 2103
التاريخ: 2023-04-16 1027
التاريخ: 19-6-2021 2508
التاريخ: 2024-05-13 819

قال الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز : {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} [نوح: 14].

الانسان وأفضل الامتيازات:

إن أعظم ثروة وهبها الله سبحانه وتعالى للإنسان هو جوهرة العقل، وأفضل امتياز خصصه الباري تعالى للإنسان وجعله سيد الكرة الأرضية على سائر المخلوقات الأخرى هو العقل ، وأشرف ما خلقه رب العزة والجلالة بين سائر مخلوقات الكون هو العقل .

عن ابي جعفر (عليه السلام) : ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحب إلي منك(1). 

ميزان الجودة واللياقة:

يؤكد أولياء الإسلام أن ميزان الجودة واللياقة لدى الإنسان ليس في عمله السليم والصحيح فحسب بل يجب الأخذ بنظر الاعتبار حسن عقله وطريقة تفكيره لتحديد حسن اخلاقه وأعماله. فالإنسان السليم هو من يتمتع بعقل سليم وتفكير واسع يساعدانه على اختيار الصالح من الأعمال والابتعاد عن الطالح منها .

حسن الخلق والتدبير:

قال رسول (صلى الله عليه وآله): إذا بلغكم عن رجل حسن حال، فانظروا في حسن عقله فإنما يجازى بعقله(2) .

وعن أبي جعفر (عليه السلام) : إن الله تبارك وتعالى يحاسب الناس على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا(3).

إن لكل إنسان تلده أمه هيكلية خاصة وتركيبة عضوية تميزه عن غيره، كلون الوجه وتقاسيمه وتركيبته ولون العينين والشعر ونبرة الصوت وحتى بصمات أصابعه فإنها تختلف في كل إصبع عن سائر أصابع اليد. وهذا الاختلاف الطبيعي أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} .

وكما أن تركيبة الجسم والشكل تختلف لدى كل إنسان عن سائر بني البشر ، فإن قوة العقل وقدرة الاستيعاب لدى كل إنسان تختلفان عن غيره ، وهكذا فالعقل خلق لدى الإنسان ضمن اطر معينة وخاصة به.

وهناك من خلقت لهم عقول خارقة ووهبوا ذكاء خارقاً وباتوا يتمتعون بنبوغ ذاتي ، ومثل هؤلاء برزوا على مر العصور والأزمنة، ولكن عدد النوابغ كان دائماً قليلاً لا يتجاوز عدد أصابع اليد .

الانسان ودرجات العقل:

وهناك من خلقت لهم عقول عادية ووهبوا قوة استيعاب عادية ، وهؤلاء يشكلون شعوب العالم العادية والتي تتزايد يوماً بعد آخر .

وهناك من خلقت لهم عقول ضعيفة وقوة استيعاب معدومة ، ويشكل هؤلاء طبقة دون الطبقة العادية ، وهم المتخلفون عقلياً ، وللأسف فإن عدد مثل هؤلاء كبير إلى حد ما في جميع بلدان العالم.

وهناك كلمات تطلق على مثل هؤلاء المساكين مثل الأحمق والأبله والسفيه والبليد وغيرها من الكلمات. هؤلاء يعيشون وسط المجتمعات كغيرهم من الأفراد، لا يدركون نقص عقولهم ، لكنهم يتعذبون بسبب تصرفاتهم وأقوالهم الناقصة كما يتعذب الآخرون لأجلهم.

بالغون ولكن صغار العقول :

«إن العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى صبينة الأشخاص البالغين لا تعد ولا تحصى. وهذه الصبينة ليست محصورة بالمساكين الذين يحتفظ بهم كمجانين داخل أسوار وقلاع محكمة فحسب، بل إن هناك الآلاف من النساء والرجال ممن يعتبرهم الآخرون بالغين وكاملين يتطبعون بها» .

«ومن المؤسف أن ميزان الصبينة وعدم النضوج لدى مثل هؤلاء لأشخاص الذين يعتبرون كباراً جسمياً لكنهم في الحقيقة صغار عقلياً، لا يدركه الآخرون، خاصة من هم يشاركونهم الحياة ، لأنهم في الغالب يكونون ممن لم يكتملوا عقلياً بعد . وبما أن المجتمعات لم تحدد بعد مقياساً لتحديد النضوج وعدم النضوج لدى الأشخاص ، فإن مثل هؤلاء يعيشون في أمان وسط المجتمعات» .

«ويمكن القول: إن مثل هذه الحالة ربما كانت وراء مقاطع مظلمة من التاريخ لم نجد لها مفهوماً ولا دليلاً . وهذه الحالة لم تكن فقط سبباً في وقوع أحداث مؤسفة على مر التاريخ . بل إن الكثير من الأحداث المؤسفة التي نواجهها في حياتنا اليومية ناجمة عن نقص العقل وعدم نضوجه»(4) .

______________________________

(1) الكافي ج1 ص10.

(2) الكافي ج1 ص12.

(3) بحار الأنوار ج1، ص36.

(4) العقل الكامل، ص13. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.