أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-7-2019
2103
التاريخ: 2023-04-16
1027
التاريخ: 19-6-2021
2508
التاريخ: 2024-05-13
819
|
قال الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز : {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} [نوح: 14].
إن أعظم ثروة وهبها الله سبحانه وتعالى للإنسان هو جوهرة العقل، وأفضل امتياز خصصه الباري تعالى للإنسان وجعله سيد الكرة الأرضية على سائر المخلوقات الأخرى هو العقل ، وأشرف ما خلقه رب العزة والجلالة بين سائر مخلوقات الكون هو العقل .
عن ابي جعفر (عليه السلام) : ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحب إلي منك(1).
ميزان الجودة واللياقة:
يؤكد أولياء الإسلام أن ميزان الجودة واللياقة لدى الإنسان ليس في عمله السليم والصحيح فحسب بل يجب الأخذ بنظر الاعتبار حسن عقله وطريقة تفكيره لتحديد حسن اخلاقه وأعماله. فالإنسان السليم هو من يتمتع بعقل سليم وتفكير واسع يساعدانه على اختيار الصالح من الأعمال والابتعاد عن الطالح منها .
حسن الخلق والتدبير:
قال رسول (صلى الله عليه وآله): إذا بلغكم عن رجل حسن حال، فانظروا في حسن عقله فإنما يجازى بعقله(2) .
وعن أبي جعفر (عليه السلام) : إن الله تبارك وتعالى يحاسب الناس على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا(3).
إن لكل إنسان تلده أمه هيكلية خاصة وتركيبة عضوية تميزه عن غيره، كلون الوجه وتقاسيمه وتركيبته ولون العينين والشعر ونبرة الصوت وحتى بصمات أصابعه فإنها تختلف في كل إصبع عن سائر أصابع اليد. وهذا الاختلاف الطبيعي أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} .
وكما أن تركيبة الجسم والشكل تختلف لدى كل إنسان عن سائر بني البشر ، فإن قوة العقل وقدرة الاستيعاب لدى كل إنسان تختلفان عن غيره ، وهكذا فالعقل خلق لدى الإنسان ضمن اطر معينة وخاصة به.
وهناك من خلقت لهم عقول خارقة ووهبوا ذكاء خارقاً وباتوا يتمتعون بنبوغ ذاتي ، ومثل هؤلاء برزوا على مر العصور والأزمنة، ولكن عدد النوابغ كان دائماً قليلاً لا يتجاوز عدد أصابع اليد .
وهناك من خلقت لهم عقول عادية ووهبوا قوة استيعاب عادية ، وهؤلاء يشكلون شعوب العالم العادية والتي تتزايد يوماً بعد آخر .
وهناك من خلقت لهم عقول ضعيفة وقوة استيعاب معدومة ، ويشكل هؤلاء طبقة دون الطبقة العادية ، وهم المتخلفون عقلياً ، وللأسف فإن عدد مثل هؤلاء كبير إلى حد ما في جميع بلدان العالم.
وهناك كلمات تطلق على مثل هؤلاء المساكين مثل الأحمق والأبله والسفيه والبليد وغيرها من الكلمات. هؤلاء يعيشون وسط المجتمعات كغيرهم من الأفراد، لا يدركون نقص عقولهم ، لكنهم يتعذبون بسبب تصرفاتهم وأقوالهم الناقصة كما يتعذب الآخرون لأجلهم.
«إن العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى صبينة الأشخاص البالغين لا تعد ولا تحصى. وهذه الصبينة ليست محصورة بالمساكين الذين يحتفظ بهم كمجانين داخل أسوار وقلاع محكمة فحسب، بل إن هناك الآلاف من النساء والرجال ممن يعتبرهم الآخرون بالغين وكاملين يتطبعون بها» .
«ومن المؤسف أن ميزان الصبينة وعدم النضوج لدى مثل هؤلاء لأشخاص الذين يعتبرون كباراً جسمياً لكنهم في الحقيقة صغار عقلياً، لا يدركه الآخرون، خاصة من هم يشاركونهم الحياة ، لأنهم في الغالب يكونون ممن لم يكتملوا عقلياً بعد . وبما أن المجتمعات لم تحدد بعد مقياساً لتحديد النضوج وعدم النضوج لدى الأشخاص ، فإن مثل هؤلاء يعيشون في أمان وسط المجتمعات» .
«ويمكن القول: إن مثل هذه الحالة ربما كانت وراء مقاطع مظلمة من التاريخ لم نجد لها مفهوماً ولا دليلاً . وهذه الحالة لم تكن فقط سبباً في وقوع أحداث مؤسفة على مر التاريخ . بل إن الكثير من الأحداث المؤسفة التي نواجهها في حياتنا اليومية ناجمة عن نقص العقل وعدم نضوجه»(4) .
______________________________
(1) الكافي ج1 ص10.
(2) الكافي ج1 ص12.
(3) بحار الأنوار ج1، ص36.
(4) العقل الكامل، ص13.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|