المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06

Isolation of Iron
16-6-2019
ظاهرة الإعراب
19-7-2016
Kolmogorov,s Axioms
21-2-2022
Constraints on the onset: /j/ and /w/
2024-04-06
تعريف الإعلام الجديد
19-1-2022
The Life Cycles of Stars
22-12-2015


الشاب وتغير الشخصية  
  
1195   07:37 صباحاً   التاريخ: 2023-07-22
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص132ــ133
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

قال الله تعالى في محكم كتابه: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 9، 10]

الصفات القابلة للتغيير:

ثمة مسألة أساسية ينبغي الالتفات إليها وبدقة خلال البحوث المتعلقة بالشخصية ، كما أن معرفتها من قبل جيل الشباب لا تخلو من الأهمية ، وهي أن الصفات الأخلاقية والعادات المكتسبة التي تعتبر القاعدة الأساس لشخصية الإنسان ، تكون خلال مرحلة الشباب قابلة للتغير والتحول.

وبعبارة أخرى نقول : إن التربية سواء كانت حسنة أو سيئة وكذلك العادات المقبولة أو المرفوضة التي يتطبّع عليها الشباب خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة ويكتسبونها من محيط الأسرة أو المجتمع ، ليست أمراً واقعاً لا يمكن التخلف عنه أو تجنبه ، إذ يمكن أن تتغير كل هذه الصفات والعادات في ظل ظروف معينة ومناسبة لتحل محلها صفات جديدة .

الصفات الوراثية والمكتسبة:

«عندما تدقق النظر في جسمك من اعلى الرأس وحتى اخمص القدمين تلاحظ أن كل جزء من تركيبتك الجسمانية كأنك ورثته عن أبويك أو أجدادك لتقارب الشبه بينهما ، وعلى سبيل المثال قد تكون ورثت شعرك الأسود الداكن المتجعد عن أمك ، ووجهك المستدير عن جدتك ، ولون بشرتك عن أبيك، وطول قامتك عن جدك ، على أية حال تعتبر تركيبتنا الجسمانية وقوانا وراثية دون أدنى شك ويمكن تحديد مصدرها ، ولكن لا يمكن تحديد مصدر الطباع كالحزن والكآبة والهزل والمزاح وغيرها، ولكن من المسلم به أن العادات والصفات وبشكل عام طريقة التفكير والسلوك لها علاقة بالشؤون والمواقف الحياتية ، أي أنها من تكوين البيئة» .

«نتيجة لشؤون الحياة ومواقفها تأخذ شخصيتنا قالباً معيناً دون أن نشعر، ولكن من حسن حظنا أن باستطاعتنا أن نخرج من هذا القالب متى ما شئنا ، بمعنى أنا نستطيع بقوة إرادتنا اقتلاع أي عادة أو خصلة فينا نشعر أنها باتت بالية وغير نافعة، وإحلال صفة أو خصلة نافعة محلها. أجل، يمكن تغيير الشخصية من خلال تغيير جزء من الصفات والخصال أو بأكملها»(1).

____________________________

(1) نمو الشخصية، ص36. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.