المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الإسلام والحرية  
  
1174   03:08 مساءً   التاريخ: 2023-04-20
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية أولاد الشهيد
الجزء والصفحة : ص11 ــ 13
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

كنا أناساً محرومين ومستضعفين، قرون مضت تحت نير الظلم والمتسلطين والمعتدين، أبقونا على الجهل والنسيان ولم يسمحوا لنا أن نعي ونتحرك لمصيرنا ومصير أبنائنا وأن نأخذ القرار، استولى على تعبنا ومحصولاتنا الكاذبون والجشعون ولم نكن لندرك مسائل أسرار ذواتنا ولا آستطاع المتبصّرون أن يعلنوا لنا عن ذلك.

مر زمن عشنا الظلم والظلام، حياتنا كانت حيوانية، خضعنا أمام الشاهات ومدعي الشرف خضوع العبد لخالقه، تحملنا هذه المذلة أحياناً لأجل لقمة تسد جوع البطن أو للبس البسيط أو للسكن بما يشبه حظيرة الحيوانات هذا التحمل لم يكن ليثمّن من أولئك المقتدرين.

عبيدا كنا بظاهر الأحرار، جوعى كنا بظاهر الشبعين، موتى كنا ولكن نتحرك أثر طغيان الأحداث، هذه الحركة تجعلنا نشعر خطأً أننا أحياء ونعيش، ولكن أي حياة؟ وأي عيش؟.

ـ نعم جاء الإسلام، الإسلام ملجأ الضعفاء وحامي المستضعفين حاملاً تعاليم الحرية، وبرنامجاً للبناء وإيجاد الرشد في الناس. كان سرورنا عظيماً لمجيئه بعد سنوات العذاب بنار الحرمان، واحسسنا بظهور نور إلهي عظيم عند ظهور الرسول (صلى الله عليه واله).

وكنا نعد الأيام ليصل موكب الإسلام إلى وطننا ومجتمعنا. ولكن لم يكتب لنا التوفيق بذلك ثم توفي الرسول الأكرم. بقيت حسرة عدم لقياه في قلوبنا لكن بقيت أمنية في القلوب أن يصل الإسلام إلينا يوماً ما.

لقد تحققت هذه الأمنية، وسارعنا لاستقبال جند الإسلام، ولدوام خط الإسلام، أقبلنا على خط علي (عليه السلام) وأبنائه (عليهم السلام) وحتى في كربلاء الحسين الدامية كنا مع المستشهدين.

ديننا دين يهب الحياة ويخلق الروح، يوقظ الناس ويحركهم ضد الكفر والنفاق والاستكبار العالمي، ومن الطبيعي أن الأعداء بكامل قواهم واجهوا هذا الدين والعجب من أولئك الحاكمين بأسم الإسلام كيف مضوا بطريق مساعدة الكفر والنفاق وفي هذا الطريق لم يألوا جهدا ما استطاعوا للضرب والتعذيب والقتل والدفن تحت الجدران. ووصل بنا الزمان إلى ظلم مضاعف، وتمنينا من جديد أن يأتي يوم تحيا فيه تعاليم الإسلام ونعيش الحياة الإسلامية من جديد.

ـ صحوة الشعب:

ازدادت الضغوطات والصعوبات بشكل لم يعد من الميسور حتى على الذين مرّنوا أنفسهم على الصبر والتحمل لسنوات، أن يتحملوا.

ووصل الأمر إلى أن القتل والظلم والجرأة والإعتداء قد غطت مساحة كبيرة لدرجة أن أي ناظر يستطيع أن يدرك خلال بضعة دقائق من التفكر أنه لا يملك حريته الشخصية فقط بل إنه لا يستطيع أن يضمن نفسه أو عرضه أو ماله كذلك.

ولجأ الشعب إلى كنف هداية وإرشادات العلماء الإلهيين، ثم أدركوا أنهم بهذا اللحاف لن يستطيعوا إتقاء برد الشتاء، وتخطت أخطاء رؤوس الطاغوت وظلم المتسلطين الحدود خصوصاً في النصف الأخير من هذا القرن ودفعت الحالة هذه الناس إلى مأزق من الصعب جدا بيانه.

صممنا هذه المرة أن نقوم بواجبنا دفعة واحدة لقلع جذور الطاغوت والطغيان فاجتمعنا تحت قيادة بقية الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وابن علي (عليه السلام) وفاطمة (عليها السلام) وآل الحسين (عليهم السلام) ورفعنا الراية ونهضنا، كثيرون منا جعلوا صدورهم دروعاً أمام زخات الرشاشات وجلبوا بذلك للشعب الافتخار وليس من شك أن الكثير من الشباب قد ضحوا بأنفسهم في هذا السبيل، وفاضت العاطفة الجياشة للأمهات المكلومات، وذرف الدموع الحزينة الآباء الهرمين ذوي اللحى البيضاء إلى جانب الأجساد الدامية للشهداء وحُرم الأطفال والأجنة في أرحام الأمهات من فيض رؤية الآباء.

ـ إنتصار الثورة:

بشعار (الله أكبر) بدأت ثورة الشعب، ومضت المسيرات الدامية بالبطولة والفخر، وانتصرت بالتكبير والتهليل، وكانت رغبة أكثرية الشعب وجهوده منصبّة على نصرة الإسلام، هذا المحرك في مذهب التشيع كان قوياً لدرجة لم تمنع أولئك الأشخاص من فداء الإسلام بأرواحهم وأجسادهم مهما كانت الموانع.

كانت قيمة الإنتصار أنه حقق رغبة الأنبياء الإلهيين وشهداء التاريخ وكل الصديقين والصالحين، وأنه منذ آدم حتى الخاتم (صلى الله عليه وآله) ومن محراب الكوفة إلى كربلاء الدامية ومنذ عصر بني أمية إلى عصرنا الحاضر جسد ثمرة دماء كل الشهداء على مدى التاريخ.

بعد الانتصار انصرف التفكير إلى إصلاح ما تهدم، واجتثاث الشوائب، وجرى السعي والتحرك لتحديد مصير الشعب لما فيه خيره وعزّته.

وظهرت بعد الإنتصار صورة الإسلام الحقيقي التي كنا نطلبها وأدركنا رشدها وصفاءها وحصلنا على الحرية الإسلامية واللذة والسرور الناشئين عما نلناه وأضحت الحياة بعد الآلام الشديدة الناتجة عن مخاض الثورة مليئة بالبهجة لتوأمة الأمان والحرية فيه.

وبدأ شعبنا السعي والجهاد وعلى مختلف الجوانب لتغيير صورة حياته والرجوع إلى الإسلام وبمدّة جدّ وجيزة استطاع إعمار ما تهدم بشكل ملحوظ الأمر الذي أدى إلى زيادة الغضب والحسد العارم لدى أعدائنا.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.