أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-2-2021
1794
التاريخ: 26-1-2022
2128
التاريخ: 1-4-2022
2120
التاريخ: 2023-04-17
1410
|
جاء في تفسير قوله تعالى: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97] قال: يعطيه القناعة (1).
وجاء في تفسير قوله تعالى حكاية عن سليمان: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [ص: 35] قال: القناعة في بعض الوجوه؛ لأنّه كان يجلس مع المساكين ويقول: مسكيناً مع المساكين.
وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: القناعة كنز لا يُفنى (2).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لبعض أصحابه: "كن ورعاً تكن أعبد الناس، وكن قنعاً تكن أشكر الناس، وحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً،
وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلماً، وأقلل من الضحك فإنّ كثرة الضحك تميت القلب" (3).
والناس أموات إلاّ من أحياه الله بالقناعة، وما سكنت القناعة إلاّ قلب من استراح، والقناعة ملك لا يسكن إلاّ قلب مؤمن، والرضى بالقناعة رأس الزهد، ومعناها السكون عند عدم المشتهيات، والرضى بقليل الأقوات، وترك التأسّف على ما فات.
وجاء في تأويل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [الحج: 58] قال: القناعة؛ لأنّ القناعة رضى النفس بما حضر من الرزق وان كان قليلاً، وقال بعضهم: إنّ الغنى والعزّ خرجا يجولان فوجدا القناعة فاستقرّا.
وروي أنّ عليّاً (عليه السلام) اجتاز بقصّاب ومعه لحم سمين، فقال: يا أمير المؤمنين هذا اللحم سمين اشتر منه، فقال: ليس الثمن حاضراً، فقال: أنا أصبر يا أمير المؤمنين، فقال له: أنا أصبر عن اللحم.
وإنّ الله سبحانه وضع خمسة في خمسة:
العزّ في الطاعة، والذلّ في المعصية، والحكمة في خلوّ البطن، والهيبة في صلاة الليل، والغنى في القناعة.
وفي الزبور: القانع غني ولو جاع وعرى، ومن قنع استراح من أهل زمانه، واستطال على أقرانه.
وجاء في قوله تعالى: {فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} [البلد: 13، 14] قال: فكّها من الحرص والطمع، ومن قنع فقد اختار العز على الذل، والراحة على التعب.
[حكاية داود مع متى] (4).
قيل: انّ داود (عليه السلام) قال: رب أخبرني بقريني في الجنة في قصري، فأوحى الله إليه انّ ذلك متّى أبو يونس، فاستأذن الله تعالى في زيارته فأذن له، فأخذ بيد ولده سليمان عليهما السلام حتّى أتيا موضعه، فإذا هما ببيت من سعف، فسألا عنه فقيل: انّه في الحطّابين يقطع (5) الحطب ويبيعه.
فجلسا ينتظرانه إذ أقبل وعلى رأسه حزمة حطب، فألقاها عنه ثم حمد الله وقال: من يشتري منّي طيّباً بطيّب، فساومه واحد واشتراه آخر، فدنيا منه وسلّما عليه، فقال: انطلقا بنا إلى المنزل، وابتاع بما كان معه طعاماً، ثم وضعه بين حجرين قد أعدهما لذلك، وطحنه ثم عجنه في نقير له، ثم أجّج ناراً وأوقدها بالحطب، ثم وضع العجين عليها، ثم جلس يحدّث (6) معهم هنيئة. ثم نهض وقد نضجت خبزته، فوضعها في النقير وفلقها، ووضع عليها ملحاً ووضع إلى جانبه مطهرة فيها ماء، وجلس على ركبتيه وأخذ لقمة وكسرها ووضعها في فيه وقال: بسم الله الرحمن الرحيم.. ثمّ قال: الحمد لله ربّ العالمين.
ثم فعل ذلك بأخرى واُخرى، ثم أخذ الماء فشرب منه وحمد الله تعالى وقال: لك الحمد يا رب، من ذا الذي أنعمت عليه وأوليته مثل ما أوليتني، إذ أصححت بدني وسمعي وبصري وجوارحي، وقوّيتني حتّى ذهبت إلى شجر لم أغرسه بيدي، ولا زرعته بقوّتي، ولم أهتمّ بحفظه، فجعلته لي رزقاً، وأعنتني على قطعه وحمله، وسقت لي من اشتراه منّي، واشتريت بثمنه طعاماً لم أزرعه ولم أتعنّى (7) فيه، وسخّرت لي حجراً طحنته وناراً نضّجته، وجعلت لي شهوة قابلة لذلك فصرت آكله بشهوة وأقوى بذلك على طاعتك، فلك الحمد حتّى ترضى وبعد الرضى.
ثم بكا بكاءً عالياً، فقال داود (عليه السلام) لابنه سليمان: يا بني يحق لمثل هذا العبد الشاكر أن يكون صاحب المنزلة الكبرى في الجنّة، فلم أرَ عبداً أشكر من هذا (8).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المَجمَع العلميّ يطلق سلسلة محافل قرآنية لطلبة العلوم الدينية في النجف الأشرف
|
|
|