المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6237 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



الرضا بما قضى تعالى  
  
1764   05:33 مساءً   التاريخ: 6-2-2021
المؤلف : ألسيد مُحمد صادق مُحمد رضا الخِرسان
الكتاب أو المصدر : أخلاقِ الإمامِ عليٍّ (عليهِ السلام)
الجزء والصفحة : ج1, ص249-252
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-2-2021 3728
التاريخ: 2023-04-17 1355
التاريخ: 29-7-2016 6827
التاريخ: 20-2-2022 1770

قال (عليه السلام) : من أصبح على الدنيا حزينا ، فقد أصبح لقضاء الله ساخطا ، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به ، فقد أصبح يشكو ربه ، ومن أتى غنيا فتواضع لغناه ، ذهب ثلثا دينه ، ومن قرأ القرآن فمات فدخل النار، فهو ممن كان يتخذ آيات الله هزوا ، ومن لهج قلبه بحب الدنيا، التاط قلبه منها بثلاث : هم لا يغبه ، وحرص لا يتركه ، وأمل لا يدركه (1).

أولا : الدعوة إلى الرضا بما قضى تعالى ، أي :

أ- ما علم الله سبحانه وقوعه وحصوله.

ب- أو ما امر العباد به أو نهاهم عنه ، فإن السخط وعدم الرضا بذلك مما يعنى اتهامه تعالى في عدله ، وهو كفر، كونه علام الغيوب والغني عن الخلق، والذي لا تنفعه الطاعة كما لا تضره المعصية ، فإذا كان كذلك وفوق ما نقول ، فلماذا الحزن على ما فات من الدنيا ، بعد أن يكون ذلك بعلمه واطلاعه ، بحيث لم يذهب عن الانسان ما ينفعه ؟!

بل الانسب بالعاقل التسليم وعدم الاعتراض، كونه برعاية سامية هي أشفق عليه من الام الحنون ، وأعرف بما يصلح له من نفسه.

وثانيا : الدعوة إلى التسليم لما جرى به القضاء ، مما علمه تعالى فنزل بالعبد وابتلى به ، فلا يشكوه لأحد ولا يتضجر منه، بل يتلقاه مطمئنا بان الله لا يكلفه ولا يحمله مالا طاقة له به ، واثقا من اجره على ذلك ، وهذا الانقياد والاذعان مرتبة أرقى من الرضا ، حيث لا يرى لنفسه شيئا بعد ما اختار له عالم الغيب والشهادة ، وهو لا يريد إلا ما أراده ، بينما الرضا قبول بما جرى مع الاحتفاظ بحقه في الإرادة المغايرة ، ومن هنا كانت الدعوة الأولى إلى عدم السخط وهو الرضا ثم كانت هذه الدعوة إلى عدم الشكوى وهو أول التسليم ، وبالتالي لا يجتمع ذلك من الاخبار عن المكروه الذي اصابه، حتى احتاج إلى ابداء ضجره وتألمه من ذلك ، بعد ان تكون نفسه مطمئنة بأن (المصائب منح من الله والفقر مخزون عند الله}(2)، فجميع ما يصيبه من الفقر والمرض والخوف ومطلق سوء الحال ، انما يمثل عطاياه تعالى ، حيث يتفضل بالتعويض اخرويا على ذلك ، وذلك نظير التحويل المالي الذي يسعد به الإنسان دنيويا عندما يتسلم صكا من احد او شيكا مصرفيا بحوالة معينة ، لأن عطية ومنحة قد اطمئن إلى حصوله عليها ، مع انه من المحتمل – عقلائيا – نفاذ ما لدى الجهة المحولة او المحول عليها ، لكنه واثق به ومسرور منه، فكيف إذا ادخر مالك الملك الغني الواسع شيئا ليوم اخر هو احوج ما يكون إليه ، فلابد من ذم القلق ، فإنه بعلمه تعالى ، وإلا كان شاكيا ربه وهو تظلم من العادل المطلق، فمن يتوقع ان ينصفه منه ؟!.

وثالثا : الدعوة إلى تأكيد الرضا والتسليم عمليا من خلال التطبيق الفعلي في التعامل المعتدل مع الاخر، فلا يتضع للفني بسبب غناه ، كون ذلك مما ينبئ عن سوء الظن بالله تعالى ، حيث تكفل بالرزق لكنه لم يثق بالوعد وتوهم ان اتصاله بالغني مما يوفر له مبتغاه ، فتعامل معه برفق ولين لا بسبب ما يحمله من قيم وما يتصف به من محاسن ، وانما لمجرد ازدهار الحالة المالية لديه ، متناسيا  ان الرزق {مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران : 37] ، فكان معولا في تأمين احتياجاته على نفسه، {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ } [الأعراف : 188] ، لذلك يذهب ثلثا دينه بعد ان يكون قد اكتفى بترديد الشهادتين لسانا وعدم الاعتقاد القلبي بصفاته تعالى كالقدرة والعدل، فضلا عن العمل والتطبيق، حيث التجأ للمحتاج المطلق، ليكون الباقي له من ركائز الايمان الثلاث (3) مجرد الإقرار باللسان ، وانحسار المعرفة بالقلب ، والعمل بالأركان ، فحقا ذهب ثلثا دينه ، وهو غير مأمون على الثلث الباقي بعد تفريطه بالثلثين.

نعم التواضع حسن لكن مع الفقير ايضا ، فلا يقتصر على الغني ولأمر طارئ متغير، فإنه تذويب لطاقاته الانسانية ، وتكريس لغناه ، فلم يكن لشخصه بل لماله.

ورابعا : الدعوة إلى الاعتزاز بالقرآن ، وعدم التضييع له من خلال التهاون في تطبيقه ، وعدم الحرص على قراءته ، مع كونه : (الناصح الذي لا يغش ، والهادي الذي لا يضل ، والمحدث الذي لا يكذب ، وما جالس هذا القرآن احد إلا قام عنه بزيادة او نقصان :

زيادة في هدى، او نقصان في عمى ، و .....ليس على احد بعد القرآن من فاقه ، ولا لأحد قبل القرآن من غنى و .... انه شافع مشفع ، وقائل مصدق) كما وصفه الخبير به (عليه السلام) (4)، فهو داع إلى العمل والتطبيق الذي يمثل ضمانة للنجاة وعدم دخول النار، فلو دخل احد النار يوم القيامة ، فيدل ذلك على انه لم يعمل بما فيه وتجاوز الحد المسموح به ، فكان عاصيا يستحق النار، وهذا ما ينطبق على المخالفات كافة ، حيث تقرأ اخرويا على انها استهزاء القران ، وهو مالا يختاره عاقل بعد ان قال تعالى : {وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ * ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} [الجاثية : 34، 35] ، مما يعني لزوم الاعتناء بالقرآن في مختلف المستويات.

وخامسا : الدعوة الحذر التام من التعلق القلبي بالدنيا، والأمن لآمالها ووعودها، كونها تحيط المحب لها بالهم فيها، والحرص عليها، والامل الموهوم بها ، وهذه الثلاثية كافية في تشتيت الذهن وتبديد الطاقة ، الامر الذي يوجب الانشغال التام عن الاهم ، كما يستلزم التقصير في قضايا اخرى ، وهو خيار لا يختاره العاقل، مما يؤسس لطريقة من التعامل الخاص معها ، من حيث الموازنة بين انها أم ، فقد قال (عليه السلام) : (الناس أبناء الدنيا ، ولا يلام الرجل على حب أمه(5)، وبين طبيعتها الشاغلة من غيرها والمتفردة بالمغرور بها، لتكون الموازنة على أساس استيعاب حقيقة زوالها وتقلبها ، وعندئذ فلا يتعلق القلب بها، وانما يعيش فيها وهو واع لمغادرته لها ولو لم يحدد له الموعد، فلو حان وقت الرحيل، فينتقل عنها وهو مؤمل في استبدالها بالأفضل ، وذلك بعد ما عاناه فيها من الخوف والمرض والفقر وسائر حالات الضعف والمشاق ، بينما هو قادم على استيفاء ما قدمه ، فإن كان مسيئا فلنفسه أساء وعليها اقترف ولا يلومن إلا نفسه.

واننا بحاجة إلى استذكار هذه الدعوات الخمس ، عسى ان بارينا وخالقنا سبحانه ، بعد ان أبعدنا الأنس بالدنيا وكأنها دائمة ، فكانت استباحة النفوس والاعراض والاموال، حتى لا يؤمن الإنسان على نفسه من نفسه ، حيث يتوهم انه مصيب وهو لا يدري انه مخطئ فيدخل النار بنفسه وعن إصراره المسبق.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) لهج قلبه : ولع قلبه وتعلق، التاط : لزم وتعلق، لا يغبه : لا يتركه فترة ولا يمهله وقتا وهو كناية عن الملازمة ، الحرص: فرط الشره وفرط الإرادة.

(2) ينظر: الكافي 2/260 / ح2.

(3) ينظر: الحكمة 22 ، كما روي عن النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) انه قال : الايمان معرفة بالقلب ، وقول باللسان ، وعمل بالأركان ، ينظر الجامع الصغير 1/478 ، وايضا ،: ليس الايمان بالتحلي ولا بالتمني ، ولكن الايمان ما خلص في القلب وصدقه الاعمال، ينظر : معاني الاخبار 178/ح3.

(4) ينظر: نهج البلاغة 2/91-92.

(5) نهج البلاغة / 4/73.

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.