أقرأ أيضاً
التاريخ: 14/9/2022
1228
التاريخ: 3-6-2021
2554
التاريخ: 2024-04-01
965
التاريخ: 2-1-2022
2057
|
في الأساس لإيصال الطفل لحالة الرشد وتربيته ومتابعة هذا الأمر، مع الإلتفات إلى دقة هذا العمل، يعاني الوالدين المتاعب، وكما يقال يشيب الوالدان ليصل أبناؤهم لمرحلة الرشد.
مثل المربي في تربيته لأبنائه كمثل البستاني الذي يحفظ نباتاته ويحميها من المخاطر كافة خلال مسيرة نموها. لكن عمل المربي يتفاوت مع البستاني لجهة أن الأخير يتعامل مع ظاهرة (النبتة) ثابتة متطبعة لا إرادة لها وجل مخاطرها هي الفقد المادي لوجودها، أما المربي فإنه يتعامل مع إنسان ذو كرامة وإرادة، ويمتلك التمييز والحركة، غير متطبع وهادئ وعلى المربي أن يلحظ ويتتبع هذه المستويات كافة.
والطفل معرّض لعشرات المخاطر الظاهرة والخفية، وكم هي الخصوصيات السيئة التي تعوق نموه وتهدد حياته، وهذه المخاطر تكون أكبر في حال عدم وجود من يرعى الطفل لذلك فعلى من يتصدى لهذا الأمر أن يكون حذره مضاعفاً.
ـ الأخطار التي تهدد الطفل كثيرة ونحن نؤكد على الأطفال الأيتام وسنتعرض لعدد من المخاطر لتكون موضع الرعاية والإلتفات ولو باختصار.
أ- من قبل الآخرين: عادة ما يراقب الوالدان أولادهم ويسعون حد الإمكان إلى أن يبعدوهم عن تربية السوء والمشاكل، والذي يقع فيه الطفل من هذه المسائل إنما يتأتى من الآخرين، وهذه المخاطر إنما تكون بشكل أكبر عند الأطفال والأيتام الذين ليس لديهم الولي المطلوب، وأنت أيتها الأم العزيزة برعايتك واهتمامك تزيلين هذه المخاطر من أمام طفلك. والمخاطر هي:
1ـ القمع: قد يقع ابنك بين مجموعة من الأطفال الشريرين المعتدين وقد يضربوه ويصدموه. بداية لا بد من التذكير بأن الضرب نفسه والتضارب هو جزء من حياة الطفل ولا داعي للقلق من ذلك، لكن القلق في موضعه حال أدى الأمر إلى:
- أن يكون سبباً لصدمة لأحد الأولاد.
- أن يقع الطفل تحت الظلم ويحس بأنه لا حامي له.
في هذه الموارد من الضروري أن تحمي الطفل وتشعرينه بالطمأنينة والثقة، وبذلك يستطيع أن يعود للاختلاط مع الأطفال الآخرين.
2ـ الترحم والتحقير: يعتقد بعض الناس أنهم بترحمهم على اليتيم سيصل إلى السرور، مع أن الطفل في سن التمييز يشعر أن الترحم والشفقة عليه نوع من التحقير. وحتى إن استمرأ الطفل هذا التصرف فعلينا منعه لأنه يسبب له عادة حب التملق والإرتباط بالآخرين، وبذلك تصبح نفسية الطفل ضعيفة وسيقع في المشاكل مستقبلاً.
3ـ إستفادة السوء: لا بد أن نتذكر أنه في كل مجتمع يوجد عدد من الأفراد الذين يستفيدون بطريقة السوء من علاقاتهم وتصرفاتهم مع الآخرين. فيحسّنون للآخرين عبر إظهار العطف والمحبة والرغبة أموراً قد تضعهم في مواقع الخطر وقد يزيّنون الصورة ليوقعوا الآخرين بالمشاكل.
فعليكِ أن تبعدي ابنكِ عن المعاشرة غير الحسنة لأمثال هؤلاء، وأن توعيه على عدم تقبل من يتقرب إليه بالمودة والمحبة من الغرباء، ازرعي في نفسه الجرأة والقوة ليتمكن من الدفاع عن نفسه وشرفه ويحس بوجوده وشخصيته.
ب- من قبلك: أحياناً قد تكون المخاطر التي تهدد الطفل من قبلك، ونعترف بأنه لا سوء نية لديك في هذا الأمر ولكن عدم الوعي لطرق التربية والنظرة المستقبلية، والمحبة المفرطة قد تؤدي إلى المخاطر وعلى سبيل المثال نذكر:
1ـ تربية الدلال: نحن أيضاً نحب أن تدللي ابناءك وتحبينهم وكذلك الأمر فأطفالك يتوقعون منك المحبة والدلال كما ذكرنا من قبل وذلك لما فيه رشدهم واطمئنانهم.
فالطفل الذي فقد والده فقد عنوان الملاذ وهو بحاجة للمحبة لإرضاء عواطفه على أن لا يكون هذا الأمر سبباً لتربية الدلال. فالمدلل والمتطلب سيصبح كثير التوقع والطلبات. الأمر الذي يجعل طفلك معرضاً لمواجهة الصعوبات في المستقبل القريب.
2ـ التحلل من كل شيء: محبة الأم قد تعطي للطفل حرية زائدة عن الحد. ويصبح الطفل بالتالي عنيداً لا مبالياً وقد يقحم نفسه في بعض الأحيان بالمفاسد التي توصم العائلة بوصمة العار.
الحرية التي يجب أن تعطى للطفل هي الحرية المدروسة والتي يستطيع من خلالها أن يزن الأمور، وآثارها. أو أن لا يفقد ماء وجهه بالسؤال أو أن لا يندفع وراء رغباته الخاطئة. يجب حفظ الشروط والحدود لحريته حتى ولو أدى إلى منعه من أمور يرغبها.
3ـ زيادة الاضطراب: طفلكِ بعد فقد أبيه يعتريه بعض الإضطراب. وليس من المناسب منك أن تزيدي من اضطرابه عبر التهديد واللامبالاة به.
يمكن في بعض الأحيان بسبب قيامه بعمل غير صحيح أن تنبهيه لذلك مع الحفاظ على حفظ نفسيته إذا رأيت أن الأمر مناسب. ولا تمضِ هذا الأمر وكأنه عقاب وتوعد لكي لا ينام الطفل مشحونا بالاضطراب ويراها في أحلامه.
ج- من قبل الطفل: سنتحدث في هذا القسم عن العوارض التي تصيب الطفل نتيجة لتأثير أعمال الآخرين المخطئة وكذلك أنت، وهذه العوارض تؤدي بالطفل إلى الضعف النفسي، عدم القدرة على التحليل، ضعف مقاومته، التخيل غير المحدود، أما العوارض فهي:
1ـ الخجل: قد يتصور بعض الأطفال الأيتام أنهم في مقابل الأطفال الآخرين خامدين ولا وجود لهم. أو على أساس التفكير الخاطئ في المجتمع تجاه اليتم بإبراز الشفقة والعناية الذي يؤدي إلى الخجل وإلى تفاقمه.
القمع دون حدود، وإبعاد الطفل عن المجتمع، الترحم الزائد عن الحد، ووضع الطفل بحالة غير عادية، وإلزامه بالتصرف الذي نريده. يجعل الطفل يحس بالحقارة وإبعاده عن العلاقات الإجتماعية ومواجهة المواقف والمشاكل كل هذه الأمور والأمور السابقة الذكر تقف في طريق نمو الطفل ورشده وتصعب من موقفه.
2ـ العقد: الحرمان يرتبط ارتباطاً شديدا بالقلق، فالإحساس بالنقص والإحباط يوجدان للطفل العقد. ونعني بالعقد الأفكار المرتبطة بالموضوع الذي يؤدي إلى تعقده سواء من جهة وعيه أو من جهة وقوعه في حالة الاضطراب.
والطفل المبتلى بالعقد يظهرها سواء بالنزاع الدائم أو الخصومة وبالتنازع النفسي الذي يحمله معه لمرحلة المراهنة وقد يصل الأمر به أن يبتلى بها في مراحل حياته كلها. والوجه الآخر للعقد أن يبتلى الطفل بالتكبر والأنانية التي بحد ذاتها تعتبر من موارد الضعف والضرر له ولمستقبله.
3ـ الغضب والحسد: من الأخطار التي قد يعاني منها الطفل الغضب والحسد والناشئة من المنع الجائر والإحساس بالسدود والموانع في طريقة حياته.
فالكثيرون يتألمون في معرض حياتهم ولكنهم يسعون إلى إخفاء آلامهم. ولكن عند لحظة فقدهم المقاومة حيال هذا الأمر وعند معاودة الآلام نجد أن الأطفال يتخذون موقع الهجوم، ويسعون لأن يظهروا تصرفاتهم العصيبة ويفرغون غضبهم.
4- الكذب والاحتيال: الأطفال سواء أكانوا موضع عدم اهتمام أوليائهم أو كانوا موضع محبتهم ورعايتهم، يسعون لجلب الإنتباه إليهم، يسعون إلى ذلك عبر الكذب والاحتيال. قد يكون الكذب والاحتيال للتغلب على إحساس الضعف والحقارة لدى الطفل. وفي كل الأحوال فإن إعتياده على هذا الأمر ليس لمصلحته وخاصة في حياته القادمة.
5- إحساس القلق: يقع الطفل في سِني الرشد، إثر فقد أبيه، بعدم الأمان، يمص اصبعه، يغرق في التفكير، إضافة للصراعات النفسية التي تعبر عن قلقه.
فحرمان الطفل من محبة أبيه نوع من الإحباط يجب السعي أن لا يتداخل مع الإحباطات الأخرى فيصبح قلقه حاداً بدرجة أكبر. والأطفال القلقين قد تصبح تصرفاتهم عصبية، ولا يستطيعون التوافق مع المحيط، يتلمسون الأعذار، يضطربون ويخافون إلى درجة أنهم لا يتقبلون المحبة والعاطفة الصادقة.
6- الجرائم والشرور: الحرمان والإحباط والإحساس بالنقص كلها أمور قد تؤدي أحيانا بالطفل إلى الجرائم والشرور خاصة إذا كان الطفل محروما من الموجّه والراعي له.
كم من الجرائم وعدم التوازن نشأت لعدم القدرة على إيجاد العلاقة السليمة بين الطفل ووليه. فالأوامر الصعبة والتعاليم والضوابط غير القابلة للفهم والتحمل قد توجد هذه الحالات وتجر الطفل إلى الجرائم والانحراف.
لكن من الطبيعي أن الطفل بطبعه يمتلك روح (الشيطنة) ولكن يجب تأطيرها ضمن الحدود الطبيعية لرشد الطفل، ويجب منعها في حال أدت إلى اصطدامه بالآخرين وانحرافه عن طريق الحق والصواب.
ـ موقفكِ:
أنتِ أم والطفل يختارك كأول شخص لصداقته. يجب أن تكون محبتك وعشقك كله له، أنت في مواضع عديدة تعلمين سبب تصرفات ابنك العجيبة الغريبة وتعرفين كيف تداوينها.
تستطيعين مراقبته وإرشاده، تستطيعين منحه الأمان والطمأنينة. وعلى طريق تربيته وإرشاده كوني صادقة، إمنحيه البيئة الآمنة، لا تشغليه بمشاكلك، كوني مستودع أسراره، أعطيه المحبة كما يجب، أعينيه على الوعي بإحكامه، وفي الموارد الواجب فيها تنبيهه نبهيه.
تستطيعين ان تجعليه هادئاً، في المواقع الصحيحة، بالحكمة والموعظة، ومع الإلتفات إلى أنه في المواقع التي لا تستطيعين فيها القيام بهكذا عمل فإنك تستطيعين أن تدليه على الطريق.
ثقي بنفسك في كل الأحوال، وشاوري الأشخاص المطّلعين لكي تخرجي ابنك من تفاقم وضعه وتخففي من مشكلاته وبالتالي تجعلينه إنساناً صالحاً.
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|