أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-06-2015
2091
التاريخ: 10-04-2015
2086
التاريخ: 13-08-2015
1882
التاريخ: 24-3-2016
2621
|
العميدي (1)هو أبو سعد (2) محمّد بن أحمد بن محمّد العميديّ، سكن مصر و ولي فيها ديوان الترتيب ثمّ عزل عنه سنة 413 ه ، في أيام الظاهر الفاطمي. و بعد أمد تولّى ديوان الإنشاء في صفر من سنة 432(خريف 1040 م) . و كانت وفاته يوم الجمعة في خامس جمادى الثانية 433(29/1/1041 م) .
كان أبو سعد العميديّ أديبا فاضلا عالما باللغة و النحو و كان شاعرا كثير الميل الى المحسّنات اللفظية في شعره و في نثره، كما كان كاتبا مترسّلا و لكن لم يصل إلينا شيء من رسائله. ثمّ هو مصنّف له: تنقيح البلاغة (في عشر مجلّدات) -انتزاعات القرآن-الإبانة عن سرقات المتنبّي لفظا و معنى-الإرشاد الى حلّ المنظوم و الهداية الى نظم المنثور (3) -العروض-القوافي.
و كتاب «الإبانة» ، كما جاء في انباه الرواة (3:47) ، كتاب «حسن يدل على اطّلاع كثير» . و الكتاب في ثمان و ثمانين صفحة فيه مقدّمة في النقد و في السبب الذي ألّف من أجله. ثمّ يأتي سرد طويل لأبيات نفر كثيرين من الشعراء أخذ المتنبّي منهم. و قد يعلّق العميديّ على مآخذ المتنبّي من الشعراء و يبيّن ما فيها من الضعف، و ربّما مدح قول المتنبّيّ برغم أنّه أخذ المعنى من غيره. فقد أورد العميديّ بيتين لبشّار بن برد و لأبي نواس هما على التوالي (ص 49) :
و ظنّ، و هو مجدّ في هزيمته... ما لاح قدّامه شخصا يسابقه (4)
فكلّ كفّ رآها ظنّها قدحا... و كلّ شيء رآه ظنه الساقي
ثمّ أورد قول المتنبّي:
و ضاقت الأرض حتّى كان هاربهم... إذا رأى غير شيء ظنّه رجلا
فعلّق عليه بقوله: «و هذا المعنى هو السحر الحلال الذي رزقه (المتنبّي) و حرمه غيره» .
و العميديّ يذهب مذهب ابن سلاّم الجمحيّ و مذهب ابن قتيبة في جيّد الشعر و رديئه (5) (راجع النصّ النثري) .
مختارات من آثاره:
- من مقدّمة كتاب «الابانة» :
و من لم يتميّز من العلوم بمزيّة تقدّم و تخصّص ساق المحسنين (6)بلسان ذم و نقص. . . . و أكثر آفات كتّاب زماننا و شعرائه أنّهم لا يهتدون لتعليل الكلام و تشقيقه (7)، و يتّبعون الهوى فيضلّهم عن منهج الحقّ و طريقه. فإذا سمعوا فصلا من كتاب أو بيتا من شعر ممّن لا يكاد يفهم و لا يجيل في الأدب قدحا (8)، و لا يعرف هجاء و لا مدحا، فهو يحكم على قائله بالسبق و التفخيم و الإجلال و التعظيم. . . (فقد) اعتمد (هؤلاء في ذلك) الاعتقاد دون الانتقاد و قبلوه بالتقليد و الاختيار و قابلوه بالامتثال دون الاعتبار. . . . و ليست هذه الخصلة من خصال الأدباء الذين هذّبتهم الآداب فصاروا قدوة و أعلاما، و درّبتهم العلوم فأصبحوا بين الناس قضاة و حكّاما. إنّما يذهب في مدح الشعراء و الكتّاب مذهب التقليد من يكون في علومه خفيف البضاعة قليل الصناعة. . . . . فأمّا من رزق من المعرفة ما يميّز (به) بين غثّ الكلام و سمينه و يفرّق بين سخيفه و متينه، (ثمّ) أوتي من العقل ما يحسن أن يعدل به في القضيّة غير عادل (9) عن الإنصاف و يحكم بالسويّة غير مائل الى الإسراف و الإجحاف (10)، فالأولى به ألاّ ينظر إلى أحد إلاّ بعين الاستحقاق و الاستيجاب (11)؛ و لا يجلّ أحدا الاّ بقدر محلّه من الآداب فلا يعظّم الجاهليّين (12) إذا أخّرتهم معايب أشعارهم، و لا يستحقر المحدثين لتأخّرهم (في الزمن) إذا قدّمتهم محاسن آثارهم. . . . .
و قد جرى يوما حديث المتنبّي في بعض مجالس أحد الرؤساء فقال أحد حاملي عرشه: «سبحان من ختم بهذا الفاضل الفحول من الشعراء و أكرمه و جعل له من المحاسن ما يعثره (13) فيه كلّ من تقدّمه. و لو أنصف لعلّق شعره كالسبع المعلّقات (على) الكعبة، و لقدّم على شعراء الجاهلية في الرتبة. . . . (و لم يقل) شاعر إسلاميّ و لا جاهليّ مثل قوله في صفة الفرس:
رجلاه في الركض رجل و اليدان يد... و فعله ما يريك الكفّ و القدم
لقد أبدع المتنبّي ما شاء و أغرب و أفصح عن الغرض و أعرب» .
فقلت: للأقيشر ما يقارب هذا المعنى في نعت فرسه، و هو قوله: . . . . .
رجلاه رجل و اليدان يد... إذا أحضرته، و المتن أذلق سالم (14)
فصاح و قال: «يا قوم، أ هذا شعر إنسان له مسكة من عقله بها (15) من فضّله؟ و اللّه، إنّ للمتنبّي غلمانا و أتباعا أجلّ من هذا البليد المجهول. من أيّ قبيلة هذا الساحر (16) الذي تكلّم بمثل هذا الفضول؟»
فقلت: عافاك اللّه! حديثنا في الإبداع لا في الأتباع (17)، و في الآداب لا في الأنساب. ليس تغني المتنبّي جلالة نسبه مع ضعف أدبه، و لا يضرّه خلاف دهره مع اشتهار ذكره.
و لقد تأمّلت أشعاره كلّها فوجدت الأبيات التي يفتخر بها أصحابه و تعتبر بها آدابه من أشعار المتقدّمين منسوخة و من معانيهم المخترعة مسلوخة. و إنّي لأعجب، و اللّه، من جماعة يغلون (18) في ذكر المتنبّي و أمره و يدّعون الإعجاز في شعره و يزعمون أن الأبيات المعروفة له هو مبتدعها و مخترعها و محدثها و مقترعها (19)، لم يسبق الى معناها شاعر و لم ينطق بأمثالها باد و لا حاضر (20). . . . .
و لست-يعلم اللّه-أجحد فضل المتنبّي و جودة شعره و صفاء طبعه و حلاوة كلامه و عذوبة ألفاظه و رشاقة نظمه، و لا أنكر اهتداءه لاستكمال شروط الأخذ إذا لحظ المعنى البديع لحظا و (لا) استيفاءه حدود الحذف إذا سلخ (المعنى) فكساه من عنده لفظا. و لا أشكّ في حسن معرفته بحفظ التقسيم (21) الذي يعلق بالقلب موقعه، و إيراد التجنيس الذي يملك النفس مسمعه. . . و غوصه في الفهم على ما يستصفى ماؤه و رونقه، و سلامة كثير من أشعاره من الخطأ و الخلل و الزلل و الدخل (22). . . . و أشهد أنّه عن درجته غير نازل و لا واقع، و أعرف أنه مليح الشعر غير مدافع. غير أنّي-مع هذه الأوصاف الجميلة-لا أبرّئه من سرقة، و لا أرى أن أجعله و أبا تمّام الذي كان ربّ المعاني في طبقة (23)، و لا ألحقه في سهولة الألفاظ و عذوبتها و رشاقة المعرض (24) و مجانبة التصنّع و التكلّف بالبحتريّ، و لا أقيسه في امتداد النفس و علم اللغة و الاقتدار على ضروب الكلام و تصوّر المعاني العجيبة و التشبيهات الغريبة و الحكم البارعة و الآداب الواسعة بابن الروميّ (25)، و لا أتهالك في مدحه تهالك من يتعصّب له تقليدا و يغلو فلا يجعل له بين هؤلاء و بينه من الفضلاء أمدا بعيدا. و لا أطعن في دينه و لا نسبه، و لا أذمّه لاعتقاده و مذهبه. . . . .
- قال أبو سعد العميديّ في الزهد على التجنيس:
إذا ما ضاق صدري لم أجد لي... مقرّ عبادة إلاّ القرافه
إذا لم يرحم المولى اجتهادي... و قلّة ناصري لم ألق رافه (26)
__________________
1) ذكر بروكلمان اثنين بلقب العميدي: ركن الدين أبا حامد محمد بن محمد السمرقندي العميدي (ت 615 ه-1218 م) ، و كان صوفيا (1:568، الملحق 1:785) ثم سيف الدين أبا الحسن علي بن أبي علي بن محمد الثعالبي العميدي (ت 631 ه-1233 م) و كان فقيها (1:494، الملحق 1:678) . .
2) في انباء الرواة (3:46) : أبو سعيد.
3) في انباه الرواة (3:46) يرد هذا العنوان مقسوما عنوانين كأنه اسم كتابين.
4) و ظن. . . أن ما (الذي، كل شيء) قدامه شخص (عدو له) يسابقه (ليقطع عليه الطريق) .
5) راجع الجزء الثاني، ص 244 و 329.
6) ذم المحسنين في النثر و النظم (جهلا منه بقواعد النقد) .
7) تشقيق الكلام: اخراجه أحسن مخرج (القاموس 3:251) ، اي تطلب أحسن ما يمكن أن ينطوي عليه من المعاني.
8) القدح (بالكسر) السهم، أو السهم قبل أن يلصق بآخره ريش (و يستخدم حينئذ في الميسر-لعب القمار) : لا يجيل في الادب قدحا: ليس له خبرة برواية الادب.
9) عادل: مائل (جائر، ظالم) .
10) الاسراف: التبذير (الانفاق في غير طاعة) : الحكم في الادب بالمبالغة من غير معرفة. أجحف به: ذهب به (نقصه شيئا من حقه) .
11) الاستيجاب (؟) : الاستجابة (القبول لما يقضي به الحق) .
12) في الاصل: الجاهلية (بالهاء) .
13) كذا في الأصل. اقرأ: يعثر (؟) كل من تقدمه (يخطئ فيه أولئك الذين جاءوا قبل المتنبي) .
14) أحضرته: جعلته يسابق (الخيل) . المتن: الظهر. أذلق: له حد، ظهره مستو (غير كثير الانخفاض) . و ذلق (بتشديد اللام) الفرس: ضمره.
15) المسكة (بالضم) : العقل الوافر. مسكة من عقل: قليل من عقل. -من عقله به من فضله (كذا في الأصل) يبدو أنه ينقص كلمة أو أكثر من كلمة قبل «بها» : «يتعلق بها» .
16) الساحر (كذا) . الشاعر (؟) .
17) الابداع (بكسر الهمزة) : الاحسان. الاتباع (بفتح الهمزة جمع تابع: خادم مقلد) .
18) غلا الرجل يغلو في أمر: بالغ، جاوز الحد.
19) مقترعها: مختارها، المختار لها، الذي اختارها.
20) البادي: البدوي. الحاضر: الساكن في الحضر (المدن) . البادي و الحاضر: جميع الناس.
21) التقسيم من وجوه البلاغة: التسهيم، نحو: «بيض صنائعنا خضر مرابعنا. . .» حفظ التقسيم (؟) .
22) الخطأ (الغلط، مجانبة الصواب) و الخلل (النقص، للجهل بالموضوع) و الزلل (الخطأ لقلة العلم) الدخل (الفساد في العقل أو الجسم) .
23) في طبقة-في طبقة واحدة (على مستوى واحد مع أبي تمام) .
24) رشاقة المعرض (؟) -العرض: التعبير (جمال التعبير) .
25) يرى العميدي أن «المتنبي» أدنى مرتبة من أبي تمام و البحتري و ابن الرومي كثيرا (أمدا بعيدا: مسافة طويلة) .
26) القرافة: مقبرة في مصر القديمة (بظاهر القاهرة) . رافه-رأفة.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|