أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014
4567
التاريخ: 4-1-2016
1719
التاريخ: 30-04-2015
1472
التاريخ: 10-10-2014
1457
|
في القراءات المضبوطة عن أئمَّة السبعة وغيرهم كثير من مناقضات ومباينات ، بحيث لا تجتمع على معنى واحد ، الأمر الَّذي يتنافى ونصَّ الوحي الَّذي لا يحتمل اختلافاً أصلاً : ( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً )[ النساء : 82] ، هذا هو المقياس لمعرفة وحي السماء ، ومن ثمَّ لا يصحّ إسناد هذا الاختلاف إلى النبي ( صلّى الله عليه وآله ) .
ومن ثمَّ استغرب الإمام بدر الدين الزركشي توجيه هكذا قراءات بجعْل القراءتين بمنزلة آيتين ، إذ فَرضُ آيتين متناقضتين في القرآن مستحيل إطلاقاً (1) .
من ذلك اختلافهم في قراءة : {أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء} [ النساء : 43] ، قرأ حمزة والكسائي :
( أو لمستم ) ، والباقون : ( أو لامستم ) ، وقد بنى الفقهاء نقْض وضوء اللامِس وعدمه على هذا الاختلاف (2) .
وكذلك اختلافهم في جواز وطْء الحائض عند انقطاع الدم وعدمه قبل الاغتسال ، ينظر إلى اختلاف قراءة : {حَتَّىَ يَطْهُرْنَ} [ البقرة : 222] بالتشديد ـ هي قراءة حمزة والكسائي ـ ، أو بالتخفيف ـ هي قراءة الباقين ـ (3) .
ومن ذلك قراءة الكسائي وأبي جعفر : {أَلاّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ} [ النمل : 25] بتخفيف ( ألا ) ـ استفتاحية ـ فتدلّ على وجوب السجدة ، وقرأ الباقون بالتشديد ، قال الفرّاء : فلا تدلّ على الوجوب (4) .
ومن ذلك قراءة نافع ، وابن عامر ، وحفص ، والكسائي : {وَأَرْجُلَكُمْ} [ المائدة : 6] منصوباً ، عطفاً على ( أيديكم ) دليلاً على وجوب الغَسل ، وقرأ الباقون بالخفْض عطفاً على ( رؤوسكم ) دليلاً على وجوب المسْح (5) .
ومن ذلك : {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} [ يوسف : 45] أي بعد حين ، أو ( بعد أمه ) أي بعد نسيان .
وكذلك : {رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} [ سبأ : 19] فعلاً ماضياً ؛ ليكون إخباراً عن ماضٍ سبَق ، أو فعلِ أمرٍ ؛ ليكون طلباً لحصوله بعد ذلك (6) .
وقوله : {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ} [ النور : 15] بتشديد القاف المفتوحة ، بمعنى تقبلونه ، أو ( تلقونه ) بكسر اللام وضمّ القاف مخفَّفة ، من ( وَلق ) إذا كذَب (7) .
وقرأ نافع وابن عامر : {وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [ البقرة : 125] بفتح الخاء ماضياً إخباراً عمّا سبق ، وقرأ الباقون بصيغة الأمر ، إيجاباً على هذه الأمّة (8) .
وقرأ الكسائي : {هل تستطيع ربّك} [ المائدة : 112] (9) بتاء الخطاب ونصب ( ربّك ) بحذف مضاف أي سؤال ربّك ، وقرأ الباقون بالياء ورفع ( ربّك ) فاعلاً (10) ، والقراءتان بظاهرهما متنافيتان .
وقرأ ابن كثير : {كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء} [ الأنعام : 125] بتخفيف الصاد والعين ، وقرأ الباقون بالتشديد فيهما ، وفي الأُولى محاولة الصعود بلا تكلّف ، وفي الثانية تكلّف في الصعود ، كأنَّه تكلّف ما لا يطيق شيئاً بعد شيء ، وهما متنافيان (11) .
وقرأ ابن عامر : {زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ} ( زيِّنَ ) مبنيّاً للمفعول ، و( قتل ) مرفوعاً نائب فاعل ، و( أولادهم ) منصوباً مفعول المصدر المضاف ( قتل ) ، و( شركاؤهم ) بالخفْض مضافاً إليه للمصدر ، وهي قراءة ضعيفة ، للفصل بين المضافين ، وهي لُغة رديئة .
وقرأ الباقون : ( زيَّن ) مبنيّاً للفاعل ، و( قتل ) منصوباً مفعولاً به مضافاً إلى ( أولادهم ) و( شركاؤهم ) مرفوعاً فاعل ( زيَّن ) (12) .
ففي القراءة الأُولى يكون ( شركاؤهم ) فاعلاً للقتل ، وفي الثانية فاعلاً للتزيين ، ويكون المشركون هم القاتلين ، فكم بينهما من فرق ؟ .
وقرأ الكوفيّون : {قَدْ كُذِبُواْ} [ يوسف : 110] بالتخفيف ، أي أنَّ المرسَل إليهم ظنُّوا أنَّهم قد كُذبوا فيما أتتهم به الرسُل ، وقرأ الباقون بالتشديد ، أي ظنَّ الرسُل أنَّ قومهم قد كذَّبوهم ، ولا يجتمع المعنَيان (13) .
______________________
(1) راجع البرهان : ج1 ، ص326 .
(2) البرهان : ج1 ، ص326 . القرطبي : ج5 ، ص223 . الكشف : ج1 ، 391 .
(3) القرطبي : ج3 ، ص88 . الكشف : ج1 ، ص293 .
(4) البرهان : ج1 ، ص326 .
(5) الإتحاف : ص198 . الكشف : ج1 ، ص406 .
(6) الإتحاف : ص359 .
(7) راجع المرشد الوجيز : ص180 .
(8) الكشف : ج1 ، ص263 .
(9) ، وفي الكتاب العزيز ( يستطيع ) .
(10) الكشف : ج1 ، ص422 .
(11) الكشف : ج1 ، ص451 .
(12) الكشف : ج2 ، ص453 .
(13) الكشف : ج2 ، ص15 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|