المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

Properties of Transition Metals
20-5-2020
البيئة الجغرافية لعصور ما قبل التاريخ
23-10-2017
الليفان Levan
18-5-2016
البعد المعنوي
10-4-2018
تأثير تبلور البوليمرات على طيف الامتصاص للاشعة تحت الحمراء
6-12-2017
إبن الأعرابي
25-12-2015


علمه(عليه السلام) بما كان وبما هو كائن واخلاقه  
  
3367   03:46 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص117-120.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / مناقب الإمام الباقر (عليه السلام) /

لا يخفى على كلّ متأمل منصف كثرة ما روي عنه (عليه السلام) من الأخبار و الآثار و العلوم و التفسير و الفنون و الآداب و الاحكام بحيث يصعب على العقل احصاؤها، و قد اقتبس الصحابة و الوجوه و الاعيان و الرؤساء و الفقهاء من علمه، و كانوا يضربون المثل بكثرة علمه:

يا باقر العلم لأهل التقى‏           و خير من لبّى على الأجبل‏

روى الشيخ المفيد مسندا عن عبد اللّه بن عطاء المكي انّه قال : ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن عليّ بن الحسين (عليهم السّلام) و لقد رأيت الحكم بن عتيبة مع جلالته في القوم بين يديه كأنّه صبيّ بين يدي معلمه، و كان جابر بن يزيد الجعفي إذا روى عن محمد بن عليّ (عليهما السّلام) شيئا قال: حدّثني وصيّ الأوصياء و وراث علوم الأنبياء محمد بن عليّ بن الحسين (عليهم السّلام)‏ .

 و روى الشيخ الكشي عن محمد بن مسلم انّه قال: ما شجر في رأيي شي‏ء قط الّا سألت عنه أبا جعفر (عليه السلام) حتى سألته عن ثلاثين ألف حديث، و سألت أبا عبد اللّه عن ستة عشر ألف حديث‏ .

 و روي عن حبابة الوالبيّة انّها قالت: رأيت رجلا بمكة أصيلا (وقت العصر) بالملتزم أو بين الباب و الحجر على صعدة من الأرض و قد حزم وسطه على المئزر بعمامة خز و الغزالة  تخال على ذلك الجبل كالعمائم على قمم الرجال و قد صاعد كفه و طرفه نحو السماء و يدعو، فلمّا انثال الناس عليه يستفتونه عن المعضلات و يستفتحون أبواب المشكلات فلم يرم حتى أفتاهم في ألف مسألة.

ثم نهض يريد رحله و مناد ينادي بصوت صهل : الا انّ هذا النور الأبلج المسرّج و النسيم الأرج و الحق المرج‏  أي الحق المضيع الذي لا يعرف الناس قدره جهلا أو خوفا من الاعداء و آخرون يقولون: من هذا؟ فقيل: محمد بن عليّ الباقر، علم العلم، الناطق عن الفهم، محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السّلام)‏ .

قال ابن شهرآشوب: لم يظهر عن أحد من ولد الحسن و الحسين (عليهما السّلام) من العلوم ما ظهر منه في التفسير و الكلام و الفتيا و الاحكام و الحلال و الحرام و حديث جابر (رضى اللّه عنه) في حقه (عليه السلام) مشهور و معروف و ذكره فقهاء المدينة و العراق بأجمعهم.

و قد أخبرني جدّي شهرآشوب و المنتهى ابن كيابكي الحسيني بطرق كثيرة عن سعيد بن المسيّب و سليمان الأعمش، و أبان بن تغلب، و محمد بن مسلم، و زرارة بن أعين، و أبي خالد الكابلي: انّ جابر بن عبد اللّه الانصاري كان يقعد في مسجد رسول اللّه (صلى الله عليه واله)ينادي: يا باقر، يا باقر العلم، فكان أهل المدينة يقولون: جابر يهجر.

و كان يقول: و اللّه ما أهجر و لكنّي سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه واله)يقول: انّك ستدرك رجلا من أهل بيتي اسمه اسمي و شمائله شمائلي يبقر العلم بقرا فذاك الذي دعاني الى ما أقول.

و روي أيضا عن أبي السعادات في فضائل الصحابة انّ جابر الانصاري بلّغ سلام رسول اللّه (صلى الله عليه واله)الى محمد الباقر، فقال له محمد بن عليّ : أثبت وصيتك فانّك راحل الى ربك، فبكى جابر فقال له: يا سيدي و ما علمك بذلك فهذا عهد عهده إليّ رسول اللّه، فقال له: و اللّه يا جابر لقد أعطاني اللّه علم ما كان و ما هو كائن الى يوم القيامة، و أوصى جابر وصاياه و ادركته الوفاة .

و روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) انّه قال: إذا فارق الحسين الدنيا، فالقائم بالامر بعده عليّ ابنه و هو الحجة و الامام و سيخرج اللّه من صلب علي ابنا اسمه اسمي و علمه علمي و حكمه حكمي، و هو اشبه الناس الي و هو الامام و الحجة بعد أبيه‏ .

روى صاحب كشف الغمة عن أفلح مولى أبي جعفر (عليه السلام) انّه قال: خرجت مع محمد بن عليّ (عليهما السّلام) حاجا فلمّا دخل المسجد نظر الى البيت فبكى حتى علا صوته، فقلت: بأبي أنت و أمّي انّ الناس ينظرون إليك فلو رفقت بصوتك قليلا، قال: ويحك يا أفلح و لم لا أبكي لعلّ اللّه تعالى أن ينظر إليّ منه برحمة فأفوز بها عنده غدا.

قال: ثم طاف بالبيت ثم جاء حتى ركع عند المقام فرفع رأسه من سجوده فاذا موضع سجوده مبتل من دموع عينيه‏ .

و كان إذا ضحك قال: اللهم لا تمقتني، و روي عن ولده جعفر (عليه السلام) قال: كان أبي يقول في جوف الليل في تضرّعه: أمرتني فلم آتمر و نهيتني فلم أنزجر، فها أنا ذا عبدك بين يديك و لا أعتذر ، و كان (عليه السلام) يتصدق في كلّ جمعة بدينار و يقول ان الصدقة يوم الجمعة تتضاعف.

روى الشيخ الكليني عن الامام الصادق (عليه السلام) انّه قال: كان أبي إذا أحزنه أمر جمع النساء و الصبيان ثم دعا و أمّنوا .

و روى أيضا عنه (عليه السلام) انّه قال: كان أبي (عليه السلام) كثير الذكر، لقد كنت أمشي معه و انّه ليذكر اللّه، و آكل معه و انّه ليذكر اللّه و لقد كان يحدّث القوم و ما يشغله ذلك عن ذكر اللّه و كنت أرى لسانه لازقا بحنكه يقول: لا إله إلّا اللّه، و كان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتّى تطلع الشمس و يأمر بالقراءة من كان يقرأ منّا و من كان لا يقرأ منّا أمره بالذكر .

 «و كان (عليه السلام) ظاهر الجود في الخاصة و العامة مشهود الكرم في الكافة معروفا بالتفضل و الاحسان مع كثرة عياله و توسط حاله» .

و روي عن سلمى مولاة أبي جعفر قالت: كان يدخل عليه إخوانه فلا يخرجون من عنده حتى يطعمهم الطعام الطيب و يلبسهم الثياب الحسنة و يهب لهم الدراهم‏ .

 و حكي أنّ الكميت كان عند أبي جعفر (عليه السلام) فسمعه يقول:

ذهب الذين يعاش في اكنافهم‏              لم يبق الّا شامت أو حاسد

فقال الكميت بالبداهة:

و بقى على ظهر البسيطة واحد           فهو المراد و أنت ذاك الواحد

و كان احسانه خمسمائة درهم الى ستمائة الف درهم، و لا يملّ من صلة اخوانه، و الاحسان الى الذين جاءوا إليه رجاء احسانه‏ ، و نقل انّه كان لا يسمع من داره يا سائل بورك فيك و لا يا سائل خذ هذا، و كان يقول (عليه السلام) : سموهم بأحسن أسمائهم‏ .

و في جنّات الخلود عند ذكر اخلاقه الحميدة: انّه كان كثير البكاء في اكثر الأوقات خوفا من اللّه و يعلو صوته بالبكاء، و كان اكثر الناس تواضعا، و له مزارع و املاك و مواشي و مراع و عبيد كثيرون، و كان يذهب الى المزرعة و يعمل فيها حتى في اليوم القائظ فيجيء إليها متكئا على موليين من مواليه، و إذا حصل على شي‏ء من ذلك انفقه في سبيل اللّه فكان اسخى الناس،
و إذا قيس علم كل عالم الى علمه كان كالقطرة بالنسبة الى البحر فكانت ينابيع الحكم تسيل عنه و قد صغر كل جليل امام جلالته‏ .

قال ابن حجر السنّي المتعصب في الصواعق: هو باقر العلم و جامعه و شاهر علمه و رافعه، صفا قلبه، و زكى علمه و عمله، و طهرت نفسه، و شرفت خلقه، و عمرت أوقاته بطاعة اللّه، و له من الرسوم في مقامات العارفين ما تكلّ عنه ألسنة الواصفين و له كلمات كثيرة في السلوك و المعارف لا تحتملها هذه العجالة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.