أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-04-2015
2787
التاريخ: 19-06-2015
4310
التاريخ: 23-7-2016
4079
التاريخ: 26-06-2015
2443
|
هو أبو محمّد (أبو عمر) سهل بن هارون بن راهبون (راهيون) (1) الأهوازي أو الخوزي.
ولد سهل بن هارون في ميسان، بين واسط و البصرة، أو في دستميسان سنة 140 هـ(758 م) أو بعد ذلك بقليل. ثمّ انّه انتقل مع أهله إلى البصرة فنشأ فيها و درس على علمائها، و لكنّنا لا نعرف أحدا من الذين درس عليهم على وجه الحصر.
و جاء سهل بن هارون بعد ذلك إلى بغداد و اتّصل بهارون الرشيد و أدرك نكبة البرامكة (187 ه-803 م) . و لمّا نكب الرشيد يحيى بن خالد و حبسه جعل سهل بن هارون صاحب ديوانه. و اعتزل سهل بن هارون الفتنة بين الأمين و المأمون (195-198 ه) ، فلمّا دخل المأمون إلى بغداد (204 ه) جعله خازن بيت الحكمة (2).
و يبدو أن وفاة سهل بن هارون كانت سنة 215 ه(830 م) .
كان سهل بن هارون شيعيّا معتدلا و معتزليّا. و كذلك كان شعوبيا. ثم انه كان عالما حكيما حليما حسن العشرة، كما كان بخيلا مشهورا بالبخل.
و كان سهل بن هارون مترسّلا بليغا و خطيبا فصيحا و مصنّفا للكتب، تروج كتبه عند الناس لحسن أسلوبها و طلاوتها و لأنها كانت تدور في الأكثر على القصص و الخرافات و الأسمار على لسان الناس و البهائم و الطّير. و قد كان الجاحظ في أول أمره يكتب الكتب ثم ينسبها إلى سهل بن هارون حتّى تلقى عند الناس قبولا و رواجا.
و الجانب المعنوي في آثار سهل بن هارون أحسن من الجانب اللفظي، و مع ذلك فقد كان عذب الألفاظ واضح التعبير بعيدا عن التكلّف ليس في كتابته من السّجع إلاّ ما يجيء عفوا. و كان له شيء من الشعر الوجداني في عدد من الاغراض الاجتماعية. و قد كان له اهتمام بالغ بالحكمة.
و لسهل بن هارون من الكتب: كتاب ثعلة و عفرة، كتاب النمر و الثعلب (و كلاهما على مثال كتاب كليلة و دمنة) ، كتاب الاخوان، كتاب المخزومي و الهذلية، كتاب الوامق (المحبّ) و العذراء، كتاب المسائل، كتاب تدبير الملك و السياسة، كتاب إلى عيسى بن أبان في القضاء. و له الرسالة المشهورة في البخل و تبرير مسلك البخلاء الخ.
المختار من شعره و نثره:
قال سهل بن هارون يهجو رجلا:
من كان يعمر ما شادت أوائله... فأنت تهدم ما شادوا و ما سمكوا (3)
ما كان في الحقّ أن تأبى فعالهم... و أنت تحوي من الميراث ما تركوا
- و قال سهل بن هارون يصف يحيى بن جعفر البرمكي:
عدوّ تلاد المال في ما ينوبه... منوع إذا ما منعه كان أحزما
مذلّل نفس قد أبت غير أن ترى... مكاره ما تأتي من العيش مغنما
- و من الأقوال المأثورة لسهل بن هارون:
*اللسان البليغ و الشعر الجيّد لا يكادان يجتمعان في واحد، و أعسر من ذلك أن تجتمع بلاغة الشعر و بلاغة القلم (النثر) .
*إذا كان الحبّ يعمي عن المساوئ فالبغض أيضا يعمي عن المحاسن. و ليس يعرف حقائق مقادير المعاني و محصول حدود لطائف الأمور إلاّ عالم حكيم و معتدل الأخلاط عليم، و إلاّ قويّ المنّة الوثيق العقدة (4) و الذي لا يميل مع ما يستميل الجمهور الأعظم و السواد الأكثر.
-و قال في رسالته التي ألّفها في الدفاع عن البخل:
. . . . و عبتموني حين زعمت أني أقدّم المال على العلم لأنّ المال به يغاث العالم و به تقوّم النفوس قبل أن تعرف فضيلة العلم، و إنّ الأصل أحقّ بالتفضيل من الفرع. و إنّي قلت: و إن كنّا نستبين الأمور بالنفوس، فإنّا بالكفاية نستبين و بالخلّة نعمى (5).
و قلتم: كيف تقول هذا، و قد قيل لرئيس الحكماء و مقدّم الأدباء: العلماء أفضل أم الأغنياء؟ قال: بل العلماء. قيل (له) : فما بال العلماء يأتون أبواب الأغنياء أكثر ممّا يأتي الأغنياء أبواب العلماء؟ قال (المسئول) لمعرفة العلماء بفضل الغنى و لجهل الأغنياء بفضل العلم. فقلت حالهما هي القاضية بينهما: و كيف يستوي شيء ترى حاجة الجميع اليه و شيء يغني فيه بعضهم عن بعض!
___________________
1) أو راهويه، رامويه.
2) بيت الحكمة أو دار الحكمة: دار جمع فيها المأمون نفرا من العلماء و الفلاسفة لنقل الكتب من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية، كما جمع فيها ما وصلت اليه يده من الكتب.
3) سمك البنيان: علاه، جعله عاليا.
4) معتدل الاخلاط: معتدل المزاج، صحيح الجسم. قوي المنة: شديد القوة. وثيق العقدة (الثابت الأمر و الولاية، المالك للمال أو للأرض) .
5) الكفاية: الغنى. الخلة (بفتح الخاء) : الفقر. -الغني تتضح له الأمور و الفقير يعمى عن التصرف الصحيح في أموره.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|