المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24



سعد بن مالك البكري  
  
17041   10:08 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص106-107
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-09-2015 8098
التاريخ: 23-3-2016 2527
التاريخ: 24-06-2015 2447
التاريخ: 24-7-2016 2243

- هو سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة البكري، جدّ طرفة ابن العبد، كان أحد سادات بكر بن وائل وفرسانها. لما قتل جسّاس بن مرة كليب بن ربيعة أراد مرة بن ذهل (والد جساس) أن يدفع ابنه ليقتل بكليب، تجنّبا للحرب. فقال سعد بن مالك لمرّة: لا، واللّه، ما نعطي تغلب جسّاسا، ولنقاتلنّ دونه! ثم نشبت حرب البسوس، وكان لسعد بن مالك قدم ثابتة فيها. وقد قتل سعد في يوم قضة، من حرب البسوس، نحو عام 92 ق. ه‍. (530 م).
- سعد بن مالك شاعر مقلّ مجيد له أشعار في الحماسة مأثورة.
- المختار من شعره:
لمّا نشبت حرب البسوس اعتزلها الحارث بن عبّاد البكري (1) وقال: هذا أمر لا ناقة لي فيه ولا جمل -وكان الحارث بن عبّاد من أنجاد العرب (شجعانهم) -فقال سعد بن مالك يعيّره قعوده عن الحرب:
يا بؤس للحرب التي... وضعت أراهط فاستراحوا (2)
والحرب لا يبقى لجا... حمها التخيّل والمراح (3)
الا الفتى الصبّار في النّ جدات والفرس الوقاح (4)
والنثرة الحصداء وال‍...ـبيض المكلّل والرماح (5)
كشفت (6) لهم عن ساقها... وبدا من الشر الصراح.
فالهمّ بيضات الخدو... ر هناك لا النعم المراح (7)
بئس الخلائف بعدنا... أولاد يشكر واللّقاح (8)
من صدّ عن نيرانها... فأنا ابن قيس لا براح (9)
صبرا، بني قيس، لها... حتى تريحوا أو تراحوا.
إن الموائل، خوفها... يعتاقه الاجل المتاح (10)
هيهات، حال الموت دو... ن الفوت وانتضي السلاح (11)
كيف الحياة إذا خلت... منّا الظواهر والبطاح (12)
أين الاعزّة والأسنّة... عند ذلك، والسّماح
_________________
1) راجع تاريخ الجاهلية للمؤلف، ص 101-102.
2) ما أسوأ نتيجة الحرب التي تركها أراهط (جماعة من القادرين عليها) ليستريحوا من عنائها.
3) الجاحم: الملتهب. التخيل: الخيلاء والزهو. المراح: النشاط والبطر. -لا تقاد الحرب بالخيلاء والبطر.
4) لا يقوى عليها الا الفتى (التام الرجولة). النجدات: الشدائد. الوقاح: الصلب الحافر (الذي تمّت قوته).
5) النثرة: الدرع الواسعة. الحصداء: المحكمة النسج. البيص المكلل: الخوذات المثبتة قطعها بالمسامير.
6) كشفت الحرب عن ساقها: اشتدت.
7) غايتنا في الحرب سبي النساء لا الإبل التي نسوقها إلى مراحها (حظائرها).
8) الخلائف جمع خليفة: (هنا) الذي تتركه خلفك ليحرس بيتك وأهلك (الذي تخلف عن الحرب). اللقاح (بفتح اللام): بنو حنيفة.
9) لا براح: لن أترك منزلي في هذه الحرب.
10) الموائل: الذي يطلب الملجأ ليحتمي به. خوفها: من خوف الحرب. يعتاقه: يمنعه (من الاحتماء والنجاة) القدر المتاح (عمره المقدر المكتوب).
11) لم يبق مفر من الحرب.
12) الظواهر: رؤوس الجبال.
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.