المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



المثقِّب العبدي  
  
27075   08:49 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص160-162
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-12-2015 2211
التاريخ: 30-12-2015 5756
التاريخ: 26-06-2015 2021
التاريخ: 29-06-2015 1787

هو أبو عمرو عائذ بن محصن بن ثعلبة من بني نكرة بن عبد القيس من بني أسد بن ربيعة بن نزار. وكانت مساكن قومه في البحرين.
كان المثقّب سيّدا في قومه مصلحا لأنه ممن قالوا بالصلح بين بني بكر وبني تغلب بعد حرب البسوس. وعاصر المثقّب عمرو بن هند ثم شهد بضع سنوات من ملك أبي قابوس (580-602 م). وكانت وفاته نحو عام 35 ق. ه‍ (587 م). وهو أقدم من النابغة.
المثقّب العبدي شاعر مجيد غريب الألفاظ متين التركيب جدا، ولكن شعره يضح أحيانا ويسهل. أما أغراض شعره فتدور على المدح والفخر والحكمة. ويبرز في شعره الطرد، ووصف الراحلة والثور خاصة.
- المختار من شعره:
للمثقّب قصيدة بارعة مدحها ابن سلام (1)، وقال فيها ابن قتيبة (2): «كان أبو عمرو بن العلاء يستجيد هذه القصيدة ويقول: لو كان الشعر مثلها لوجب على الناس أن يتعلّموه. وقد اختارها المفضّل الضبّيّ في «المفضّليات». (رقم 76) والقصيدة طويلة منها:
أ فاطم، قبل بينك، متّعيني... ومنعك ما سألت كأن تبيني (3)
فلا تعدي مواعد كاذبات... تمرّ بها رياح الصيف دوني
فإنّي لو تخالفني شمالي...خلافك، ما وصلت بها يميني (4)
اذن لقطعتها ولقلت: بيني... كذلك أجتوي من يجتويني (5)
لمن ظعن تطالع من صبيب ... فما خرجت من الوادي لحين (6)
ظهرن بكلّة وسدلن أخرى... وثقّبن الوصاوص للعيون (7)
فقلت لبعضهنّ، وشدّ رحلي ... لهاجرة نصبت لها جبيني
لعلّك ان صرمت الحبل منّي... كذاك أكون مصحبتي قروني (8)
فسلّ الهمّ عنك بذات لوث... عذافرة كمطرقة القيون (9)
وهنا يأتي أربعة عشر بيتا في وصف الراحلة، ثم يقول الشاعر عن راحلته:
إذا ما قمت أرحلها بليل      تأوّه (10) آهة الرجل الحزين
تقول إذا درأت لها وضيني... أ هذا دينه أبدا وديني (11)
أ كلّ الدهر حلّ وارتحال... أ ما يبقي عليّ وما يقيني (12)
فأبقى باطلي والجدّ منها... كدكّان الدرابنة المطين (13)
وهنا يلتفت المثقّب إلى عتاب الملك عمرو بن هند مع شيء من الصراحة
والخشونة المألوفتين في البدو:
إلى عمرو، ومن عمرو أتتني... أخي النجدات والحلم الرصين
فإمّا أن تكون أخي بحقّ... فأعرف منك غثّي من سميني
وإلاّ فاطّرحني واتّخذني... عدوّا أتّقيك وتتّقيني
وما أدري إذا يمّمت وجها... أريد الخير أيّهما يليني
أالخير الذي أنا أبتغيه... أم الشر الذي هو يبتغيني
وللمثقّب قصيدة بارعة فصيحة الألفاظ سهلة التراكيب فيها فخر بنفسه منها:
لا تقولنّ، إذا ما لم ترد... أن تتمّ الوعد، في شيء: نعم
حسنٌ قول نعم من بعد لا... وقبيحٌ قول لا بعد نعم
ان لا بعد نعم فاحشة... فبلا ابدأ إذا خفت الندم
وإذا قلت نعم فاصبر لها... بنجاز القول، ان الخلف ذم (14)
وهنا يلتفت المثقّب إلى الفخر بنفسه:
لا تراني راتعا، في مجلس... في لحوم الناس كالسبع الضرم (15)
ان شرّ الناس من يكشر لي... حين يلقاني، وان غبت شتم
وكلام سيّء قد وقرت... أذني عنه، وما بي من صمم (16)
فتعزّيت خشاة أن يرى... جاهل أني كما كان زعم (17)
ولبعض الصفح والإعراض عن... ذي الخنا أبقى، وان كان ظلم (18)
لا يبالي، طيّب النفس به... تلف المال إذا العرض سلم (19)
______________________
1) راجع طبقات الشعراء ص 70.
2) الشعر والشعراء (بيروت)1:311.
3) البين: الفراق. التمتيع: التنويل، ادخال السرور على الانسان بقضاء حاجته. ومنعك ما سألت كأن تبيني: إذا لم تجيبيني إلى ما طلبت منك فكأنك قد فارقتني.
4) خلافك: مثل خلافك لي.
5) اجتوى: كره.
6) صبيب (بالصاد وبالضاد).
7) الكلة: الستر على المرأة. ظهرن بكلة وسدلن أخرى: رفعن جانبا من الستر وأرخين جانبا آخر منه. ثم جعلن في وصاوصهن (جمع وصواص: البرقع الصغير، كناية عن صغر سنهن) ثقوبا (حتى ينظرن من خلالها). وبهذا البيت سمي الشاعر «المثقب» (بكسر القاف المشددة).
8) ان صرمت حبلي (قطعت صلتك بي، هجرتني)، أفعل أنا كذلك وأكتفي بأن أكون مصاحبا لنفسي، عائشا منفردا (القرون والقرينة، بفتح القاف فيهما: النفس).
9) اللوث: الشد (الركض). عذافرة: الشديدة القوية. القيون جمع قين: الحداد.
10) تتأوه.
11) درأ الوضين: شد حزام (الدابة، استعدادا للرحلة). دينه: عادته. والمقصود بهذا الاستفهام الانكاري مذكور في البيت التالي.
12) يبقي علي: يوفر شيئا من نشاطي. وقاه يقيه: حفظه، حماه (من الأذى)، دفع الشر عنه.
13) باطلي: رحلتي في طلب اللهو. الجد منها: جدها وجهدها في السير. دكان: مكان مرتفع قليلا للجلوس. الدرابنة (جمع دربان، بالفارسية): بواب. مطين: مطلي بالطين. -المقصود: ان كثرة رحلاتي تركتها (من الهزال) بلا سنام، فأصبح ظهرها مستويا (لا سنام عليه) كأنه الدكان الذي يجلس عليه البوابون.
14) بنجاز القول: الوفاء بالوعد (في المثل: أنجز حر ما وعد).
15) راتعا في لحوم الناس: يغتابهم (قال اللّه تعالى: «أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً»، أي يغتابه: يذكره بما يكره-سورة الحجرات، 49:12). السبع: الحيوان الآكل اللحم. الضرم: النهم.
16) وقرت اذني عنه (منه): أصبح فيها وقر (ثقل) عن سماعه.
17) تعزيت تصبرت، احتملت. خشاة (خشية من أن) يرى (يظن) الجاهل (ب‍) أني كما زعم (ادعى).
18) الخنا: القول والعمل القبيحان.
19) لا يبالي، وهو طيب النفس، في الصفح (العفو) والاعراض (التجاهل) إذا خسر ماديا، ما دام عرضه سليما (كرامته موفورة محفوظة).
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.