أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-12-2020
1863
التاريخ: 10-7-2020
1632
التاريخ: 24-6-2021
2036
التاريخ: 17-7-2022
2097
|
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): «يا علي: لا فقر أشدّ من الجهل، ولا مال أعود من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكفّ عن محارم الله تعالى، ولا حسب كحسن الخلق، ولا عبادة مثل التفكّر» (1).
كيف تُقاس الأشياء؟
في هذه الوصيّة مفاهيم عديدة لا بأس بتوضيحها.
إنّ المفاهيم قد تُقاس بمقاييس ماديّة ظاهريّة، وقد تُقاس بمقاييس معنويّة.
فلكلّ شيء مقياس والمقاييس قسمان لأنّ الأشياء أيضاً قسمان: ماديّة ومعنويّة.
أمّا المقياس الماديّ فمرتبط بالأوليّات المدركة بالحواسّ ولا يخرج عن حدود الجسم والجسمانيّ مثل ما يحفظه الإنسان في خاطره وما يظهره من الفعل ورد الفعل عند المسموعات والمنظورات والمشمومات والمذوقات والملموسات.
والمقياس الماديّ يتغيّر بحسب الإمكانات والمعارف فالفقير المادي مثلاً وإن كان يرى الكرم فضيلة ولكنّه لا يتمكّن من الضيافة أو إعانة المحتاج لعدم توفّر أسباب الكرم من مال أو ثروة.
أو الذي يريد تعليم أولاده أو تزويجهم مبكراً ولكنّه لا يعرف طريقة ذلك أو أسلوبه فيتركهم بدون تعليم أو لا يمتلك مالا لتزويجهم فيتركهم بدون زواج وإن كان يعرف فضائل التعليم أو الزواج المبكّر للأبناء.
أمّا المقياس المعنويّ فهو مرتبط بالأمور غير العينيّة أو المدركة حسّاً ولهذا المقياس لحاظات عديدة يتعلق بها: كالاعتبارات مثل جعل الورقة الكذائيّة ديناراً يعادل كذا مبلغ، وهذا ما يجري في المعاملات والحقوق والحدود والأحوال الشخصية.. وهي قابلة للتطوّر بحسب تطوّر الاعتبار. وكالانتزاعيات وهذه ليست بيد المعتبر وإنّما هي حقائق لها واقع منتزع من أمر حقيقيّ مثل زوجيّة العدد أربعة والفرق بين الاعتبار والانتزاع أنّ الاعتبار بيد المعتبر ويتطلّب التواضع ومراعاة المصلحة العامّة أمّا الانتزاع فهو حقيقة أخفّ من الاعتبار وليس أمره بيد أحد. وكلا الأمرين - الاعتبار والانتزاع - له آثار في الخارج ومنها جواز الزواج بأربعة نساء في الشريعة الإسلامية فهذا الاعتبار يجعل كلّ النساء ذات زوج بينما اعتبار عدم الجواز إلاً بواحدة يجعل كثيراً من النساء عوانس وأرامل. فالمشهور هو أنّ عدد النساء في العالم أكثر من الرجال بنسبة الثلث أو أكثر.
ومن المقاييس المعنويّة الحقائق التي تحيط بالشخص كالمبدأ والمعاد والتوحيد والنبوة والإمامة فإنّها حقائق ليست اعتباريّة ولا انتزاعية وإنّما هي تحيط بالفرد أو المجتمع فتكون مقياساً للاعتقاد بنوع من الأفكار والأقوال والأعمال والسيرة.
فالأعمال إذا كان أثرها مطابقاً للحقائق الثلاث (الاعتبار ـ الانتزاع - العقائد) فهي تحصيل للواقع وإذا كان العكس فهو وهم أو زيف.
والنتيجة أنّ مقياس المادة مرتبط بالإمكانات الماديّة والجسميّة أمّا المعنويّ فهو مرتبط بالفكر وهو الذي يحيط الإنسان بالواقعيّة أو عدمها بل هو الذي يحرّك المادة إلى الواجهة الصحيحة إن استخدمت وفق الاعتبار أو الانتزاع أو الحقائق المطابقة للآثار، فالمركز هو الباطن أو المعنويّات ومنها ينبع الإشعاع والنور إلى الحواس أو أعضاء الجسم.
وقد أشارت الآيات والروايات إلى ذلك ومنها قوله تعالى:
{وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78].
وقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} [المؤمنون: 78].
ومعنى ذلك أنّ الله تعالى تفضّل عليكم بالحواس الصحيحة التي هي طرق إلى العلم بالمدركات وتفضّل عليكم بالقلوب التي تفقهون بها الأشياء وهي محلّ المعارف (2).
وما جاء في الروايات عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "سمعته يقول لرجل: اعلم يا فلان أنّ منزلة القلب من الجسد بمنزلة الإمام من النّاس الواجب الطاعة عليهم، ألا ترى أنّ جميع جوارح الجسد شرط للقلب وترجمة له مؤديّة عنه: الأذنان والعينان والأنف واليدان والرجلان والفرج فإنّ القلب إذا همّ بالنظر فتح الرجل عينيه، وإذا همّ بالاستماع حرّك أذنيه وفتح مسامعه فسمع، وإذا همّ القلب بالشمّ استنشق بأنفه فأدّى تلك الرائحة إلى القلب وإذا همّ بالنطق تكلّم اللسان، وإذا همّ بالحركة سعت الرجلان، وإذا همّ بالشهوة تحرّك الذكر، فهذه كلّها مؤدّية عن القلب بالتحريك، وكذا ينبغي للإمام أن يُطاع الأمر منه" (3).
وفي حديث طويل للإمام زين العابدين (عليه السلام) يقول فيه: "ألا إن للعبد أربع أعين: عينان يُبصر بهما أمر دينه ودنياه، وعينان يُبصر بهما أمر آخرته، فإذا أراد الله بعبد خيراً فتح له العينين اللتين في قلبه فأبصر بهما الغيب وأمر آخرته، وإذا أراد به غير ذلك ترك القلب بما فيه" (4).
ولذا فإنّ القلب محلّه الباطن وهو المشرف على أعمال الجسد فإذا صلح الباطن كانت أعمال الجسد صالحة وإذا فسد الباطن فسد الظاهر أيضاً ومن هنا شدّد الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) في الحديث الذي افتتحنا به الكلام على المفاهيم الباطنة والمقاييس المعنوية لغرض إيصال الإنسان إلى أعلى مراتب الكمال فيبصر بها أمر دينه ودنياه وآخرته. ولذا علينا أن نتابع مفردات الحديث الشريف للتعرّف على هذه المفاهيم وأيّهما أشدّ واقعيّة، الماديّة أم المعنويّة؟ قياساً إلى ما قدّمناه من الصفات الماديّة والمعنويّة بحسب ما يتّسع له المجال.
الفقر أشد الرذائل:
ما هو الفقر؟ وما هو الجهل؟ وما هي النسبة بينهما؟
أمّا الفقر فله عدّة معان:
الأول: الفقر مقابل الغنى الوجوديّ المطلق فالفقر هنا يشمل جميع الممكنات؛ لأنّها محتاجة إلى الخالق تعالى وهو الغني المطلق؛ لأنّه واجب بذاته ويعطي الوجود لغيره. قال تعالى: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97]
إذن المعنى الأول عامّ يشمل جميع الممكنات وهو فقد ما يحتاج إليه في وجوده واستمراره.
الثاني: الفقر المادّيّ مقابل الغنى الماليّ فهو هنا خُصّ بالمال فكلّ مَن فقد المال لأجل الزواج أو المسكن أو الملبس فهو فقير مادّياً.
الثالث: الفقر المعنويّ مقابل العلم أو المعرفة وهذا الفقر خُصّ بالمعنويّات ويسمّى جهلاً.
الرابع: هناك فقر آخر ليس في مقابل الغنى بل هو مع الغنى فقر وهو القناعة وعدمها فعدم القناعة فقر وإن كان صاحبها (لورداً) والقناعة غنى وإن كان صاحبها ترابيّاً.
والظاهر أنّ الحديث لا يقصد القسم الأوّل من الفقر بل يريد أن يقارن بين الفقر الثاني والثالث وأيّهما الفقر الحقيقي في قوله (صلى الله عليه وآله): «لا فقر أشد من الجهل» هو المعنى الثاني والثالث فالجهل من معاني الفقر ولكنّه أشد وطأة على النفس من الفقر الماديّ إذ إنّه يقعدها عن الكمال والغايات المعنويّة فالجاهل لا يعرف بناء نفسه ولا أسرته ولا تربية أطفاله ولا يعرف كيف يعاشر مجتمعه ولا يفهم معنى العبادة والحياة.
أمّا الفقر المادّيّ فربّما لا يقعد الإنسان عن تحصيل الكمالات والغايات المعنويّة؛ لأنّ الغايات غير مقرونة بالمال دائماً وإن كانت الحاجة إلى المال كوسيلة للمعاش وتحصيل المعارف ماسّة. ولو أقعد الفقر المادّيّ الإنسان عن غايته فهو مذموم ولو تتبّعنا الروايات الشريفة لرأينا قسماً منها يذم الفقر:
قال الإمام الصادق (عليه السلام): "كاد الفقر أن يكون كفراً" (5).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): "الفقر الموت الأكبر" (6).
ولرأينا قسماً آخر يمدح الفقر:
يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): "الفقر فخري" (7).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): "الفقر مخزون عند الله بمنزلة الشهادة يؤتيه من يشاء" (8).
فكيف يمكن تصوّر ذلك؟ وفي معرض الجواب على ذلك يمكن تصوّر الأمر هكذا: إنّ الفقر الماديّ الممدوح إذا كان مع الرضا والقناعة والصبر والصدق أو العفاف والكفاف لأنّ الفقير الراضي أو الصابر الذي لم يجد قوتاً قد يتعفّف نتيجة علمه بأنّه فى دار امتحان وبلاء وهذا الامتحان وسيلة لتحقيق الكمال والغرض الأخرويّ فهو وإن كان قد فقد المال ولكن لم يفقد عفّته ولا كماله كما كان الأنبياء والأئمة عليهم الصلاة والسلام والصالحون من النّاس لا يفرّق عندهم الحال سواء كانوا فقراء أم أغنياء؟ بل واصلوا طريقهم طريق الله تعالى.
أمّا الفقر المادّيّ الذي لم يستعفف صاحبه من الناس ولم يتّسم بالقناعة والرضا فهو الفقر المذموم وهذا ناتج من الجهل بأحوال الدنيا وأنّها وسيلة وليست غرضاً أو غاية كما أنّه يجهل بناء دينه ونفسه وأسرته والتعايش مع المجتمع فتتجمّع في ذاته صفة الفقر المادّيّ (عدم المال) والفقر المعنويّ (الجهل) وهذا المعنى قد ذمّته الأحاديث الشريفة.
كما أنّ الجهل بصورة عامّة سواء كان الإنسان فقيراً أو غنيّاً فهو مذموم ومن هنا فإنّ المعنى الثالث - الفقر المعنويّ - من أشد الرذائل والمعنى الثاني - أي الفقر المادي - إذا كان مصحوباً بالجهل وعدم العفة فهو أيضاً من أشدّ الرذائل أمّا إذا كان مصحوباً بالرضا والصبر والقناعة فهو ممدوح ومن الفضائل.
علاج الفقر في كمال العقل:
كما أنّ المعنى الأول للفقر وهو الاحتياج إلى الخالق تعالى من أشرف الفضائل التكوينيّة للإنسان لاحتياجه إلى الغني المطلق والقادر على كل شيء العليم الرحيم.
وإذا عُرف السبب من ذمّ الفقر فعلاجه يصبح بسيطاً وذلك بالتعلّم وإزالة الجهل عن النفس مع الاعتقاد بالحقّ وذلك باتّخاذ المعرفة من منبعها وهو الكتاب والسنة المطهرة للمعصومين (عليهم السلام).
وفي رواية عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: الفقر الموت الأحمر، فقال أحد أصحاب الإمام (عليهم السلام): الفقر من الدينار والدرهم؟ فقال: لا، ولكن من الدين" (9).
فالفقر من الدين أي فقر النفس - الجهل - إذن أشدّ من الفقر المادّيّ «لا فقر أشدّ من الجهل» هذا من ناحية الاحتياج. وقد أردف الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) كلامه من ناحية أخرى وهي الكسب وعدم الاحتياج للمال بقوله (صلى الله عليه وآله): «لا مالَ أعود من العقل» وهذا نوع بلاغة الكلام وحكمة عظيمة إذ ما جاء من معنى هناك يأتي هنا من الطرف الآخر في الجانب التصاعدي؛ فالإنسان الذي يكسب المال دون تنمية العقل واستخدامه في الموقع الصحيح - الدين - مذموم.
وأمّا لو نمّى عقله فقد استعان على نفسه وعلى أسرته ومجتمعه ودينه وهذا هو الطرف الممدوح وهو أعود من المال الذي قد يصبح أحياناً وبالاً على صاحبه لو لم يستخدمه في طريق رضا الله تعالى.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "لكلّ شيء آلة وعدّة، وآلة المؤمن وعدته العقل، ولكلّ شيء مطيّة ومطيّة المرء العقل، ولكلّ شيء غاية وغاية العبادة العقل، ولكلّ قوم راعٍ وراعي العابدين العقل، ولكلّ تاجر بضاعة وبضاعة المجتهدين العقل، ولكلّ خراب عمارة وعمارة الآخرة العقل، ولكلّ سفر فسطاط يلجئون إليه وفسطاط المسلمين العقل" (10).
وقال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): "لا غنى أكبر من العقل" (11)
وقال الإمام الكاظم (عليه السلام): "مَن أراد الغنى بلا مال وراحة القلب من الحسد والسلامة في الدين فليتضرّع إلى الله في مسألته بأن يكمل عقله" (12).
الوحدة والعجب:
بعد آخر بين الظاهر والباطن أو بين المادي والمعنوي يبيّنه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بقوله: "لا وحدة أوحش من العجب".
إذ إنّ الوحدة أن يعيش الإنسان معزولاً عن الآخرين وله صور:
الأولى: الوحدة الماديّة: أن يعتزل النّاس بجسمه كمَن يجلس في بيته أو في كهف وما شابه معتزلاً عن الآخرين.
الثانية: الوحدة المعنويّة: أن يعتزل النّاس بفكره لا بجسمه.
الوحدة الماديّة بين المدح والذم:
أمّا الوحدة الماديّة وهو اعتزال الناس بالجسم فأيضاً منه ما هو ممدوح ومنه ما هو مذموم وبيانه:
إنّ الإسلام يولي الأهداف والغايات عناية كبيرة ويربط مصير الأعمال بأهدافها. فكلّ تصرّف يحقّق الهدف الصحيح ممدوح، فإذا كانت العزلة عن الناس لغرض الابتعاد عن المعاصي والنهي عن المنكر والتوجّه إلى الله تعالى، فقد جاءت لغاية شريفة ونبيلة فهي إذن ممدوحة.
أمّا لو كان التصرّف لا يحقّق الهدف فهو مذموم إذ لو كانت العزلة بالجسم عن النّاس تبعد الإنسان عن تعلّم المعارف الدينيّة الفاضلة والتحلّي بالأخلاق الحسنة والألفة وثواب صلاة الجماعة، فهذه العزلة تبعد الإنسان عن هدفه فهي مذمومة. وما ورد من الأحاديث الشريفة في مدح العزلة كان ناظراً إلى الهدف.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "العزلة عبادة" (13).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): "سلامة الدين في عزلة الناس" (14).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): "فسد الزمان وتغيّر الإخوان، وصار الإنفراد أسكن للفؤاد" (15).
وأمّا فوائد العزلة فهي الفراغ للعبادة والذكر، والاستئناس بمناجاة الله تعالى، والتخلّص من المعاصي التي تأتي من المخالطة السلبيّة كالغيبة والرياء وسائر آفات اللسان أو من شرّ الناس وإيذائهم والخلاص من الفتن والخصومات والوقوع في شراك الظلمة والفسقة وما شابه من الأمور التي قد يواجهها الإنسان بمعاشرته للناس.
هذا من جانب. وأمّا الأخبار الواردة في المخالطة وتفضيلها على العزلة فمنها قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): "خير المؤمنين مَن كان مألفة للمؤمنين، ولا خيرَ فيمن لا يَألف ولا يُؤلف" (16).
وقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): "خالطوا النّاس مخالطة إن متّم معها بكوا عليكم، وإن عشتم حنّوا إليكم" (17).
وفوائد المخالطة عديدة منها: كسب الأخلاق الفاضلة واستماع المواعظ والنصائح وتعلّم أصول الدين وأحكامه وتعليمها النّاس ونيل الثواب بحضور صلاة الجماعة والجمعة والعيدين والجنازة وعيادة المرضى وزيارة أهل البيت (عليهم السلام) وحضور المجالس الحسينيّة وأداء الشعائر وزيارة الإخوان وقضاء حوائج المحتاجين، ورفع الظلم عن المظلومين إلى غيرها من الفوائد الظاهرة للناس من الاجتماع الصحيح أي مجتمع الفضيلة.
وكما قلنا إنّ المِلاك هو الهدف فإذا كانت العزلة تحقّق الهدف فهي ممدوحة وإذا كانت لا تحقّقه فهي مذمومة وهكذا في المخالطة ولا تنافي إذن في الأخبار والروايات، وهذا ما يخصّ الوحدة الماديّة.
الوحدة المعنويّة سلباً وإيجاباً:
والصورة الثانية هي أن يعجب الإنسان برأيه ويتخلّى عن آراء الآخرين حيث يستعظم رأيه لأجل ما يرى له من صفة كمال ومن الواضح أنّ الذي يعجب بنفسه يستكبر على الناس فيكرهونه ولا يحبّونه ويتحاشون الكلام معه فلا يأخذون منه شيئاً ولا يعطونه شيئاً فيعيش في عزلته، بينما الإنسان مفطور على الاجتماع والحاجة إلى الناس. لكن المعجب بنفسه يعيش وحيداً نفسيّاً وفكرياًّ لأنّه يشذّ عن الآخرين ولذا يبقى في ظلمة والإنسان الذي يعيش في ظلام يستوحش ما حوله وإذا ما نزلت به نازلة أو مشكلة تخلى الناس عنه لأنّهم لا يرونه إذ إنّ الظلام يحجبه عن أنظار الناس ولذا فهو يعيش في خوف دائم وقلق مستمر.
وفي رواية قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "بينما كان موسى (عليه السلام) جالساً إذ أقبلَ عليه إبليس وعليه برنس ذو ألوان، فقال له موسى: ما هذا البرنس؟ فقال: به أختطف قلوب بني آدم، فقال موسى (عليه السلام): فأخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه؟ قال: إذا أعجبته نفسه، واستكثر عمله، وصغر في عينه ذنبه" (18).
ومن كتاب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) للأشتر لمّا ولّاه مصر قال: "إيّاك والإعجاب بنفسك والثقة بما يعجبك منها وحبّ الإطراء، فإنّ ذلك من أوثق فرص الشيطان في نفسه ليمحق ما يكون من إحسان المحسن" (19).
ومن أقوال أمير المؤمنين (عليه السلام) في العجب: "العجب حمق".
وقال: "العجب رأس الجهل".
وقال: "إعجاب الرجل بنفسه برهان نقصه وعنوان ضعف عقله" (20).
وقال (عليه السلام) أيضاً: "العجب هلاك" (21).
وقال (عليه السلام) أيضاً: "الإعجاب يمنع الازدياد" (22).
والأخبار والقصص في هذا المجال كثيرة لا يتّسع المجال لذكرها، وأمّا علاج العجب فقد ذكرت الأخبار أنّه: "إذا زاد عجبك بما أنت فيه من سلطانك فحدثت لك أبّهة أو مخيلة، فانظر إلى عظم ملك الله، وقدرته ممّا لا تقدر عليه من نفسك، فإنّ ذلك يلين من جناحك ويكفّ من غربك، ويفيء إليك بما عزب عنك من عقلك" (23).
قال الإمام الباقر (عليه السلام): "سدّ سبيل العجب بمعرفة النفس" (24).
فمعرفة الله تعالى وعظمته وملكه ومعرفة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وعظمته ومنزلة أهل البيت (عليهم السلام) عند الله تعالى ومعرفة النفس هي العلاج الناجح للخروج من الوحشة أو من ظلمة العجب إلى النور.
الكمال في العقل المدبر:
وأردف الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وصيّته بعد هذا الكلام بقوله: «لا عقل كالتدبير» لأنّ الناس جميعهم في أصل الخلقة يمتلكون العقل فالناس متساوون من حيث امتلاكهم للعقول ولكنّهم متفاوتون في استخدام العقل. فالعقل قياساً إلى المادة لا فرق فيه بين شخص وآخر، وأمّا بقياس المعنويّات أو الباطن فهناك تفاوت في الاستخدام، فالإنسان الذي يبغي الكمال والوصول إلى الحقائق والمعارف لا بدّ له من التدبير وهو الاعتبار بالتجارب التي يخزنها العقل ومعرفة الحق من الباطل والكفّ عن القبائح والمعاصي ونيل الحسنات وتقدير أمور المعاش والاهتمام بإصلاح المعاد. قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): "أفضل العقل الاعتبار" (25).
وقال (عليه السلام): "حسن العقل جمال الظواهر والبواطن" (26).
وقال (عليه السلام) أيضاً: "أفضل النّاس عقلاً أحسنهم تقديراً لمعاشه، وأشدّهم اهتماماً بإصلاح معاده" (27).
وأمّا الذي لا يستخدم عقله ويجني فوائده المعنويّة فهو فاقد للكمالات المذكورة وخاسر بقياس المعنويّات ولذا عبّر الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بـ "لا عقل كالتدبير"؛ لأنّ التدبّر يعطي نتائج العقل وثمراته مباشرة أمّا الذي لا يتدبّر فهو لا يصل إلى الهدف الأكمل في معاشه أو معاده فهو عاقل بحساب المادة فقط أمّا الثاني فهو عاقل بحساب الماديّات والمعنويّات.
الورع صلاح الدنيا والدين:
وفي وصيّة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) قوله أيضاً: "لا ورعَ كالكفّ عن محارم الله تعالى".
فما هو الورع؟
الورع له معنيان:
الأوّل: وهو الاجتناب عن أكل مال الحرام والتنزّه عن ذلك طلباً وأخذاً واستعمالاً وهو من رذائل القوة الشهويّة (28).
الثاني: وهو كفّ النفس عن مطلق المعاصي ومنعها عمّا لا ينبغي وهو من رذائل القوة الشهويّة والغضبيّة معاً. وعلى هذا يكون المعنى الأول أخصّ من الثاني والثاني أعمّ من الأول والمعنى الأول ظاهريّ والثاني يشمل الظاهر والباطن إذ إنّ الكفّ عن مطلق المعاصي يشمل جميع النواهي من الأحكام الإلهيّة سواء منها الظاهريّ كشرب الخمر أو الباطني كالعجب.
والظاهر أنّ مراد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) في وصيّته: إنّ الإنسان الذي لا يكفّ نفسه عن المعاصي والذنوب في الخفاء أو مطلق المعاصي فإنّ ورعه الظاهريّ أو كف نفسه عن أكل مال الحرام فقط ليس بورع كامل؛ لأنّه لا يكون له رادع لباطنه أو رادع معنويّ كبير. أمّا الورع عن مطلق المعاصي فهو رادع وكفّ ظاهري أيضاً.
وفي حديث المعراج: "يا أحمد عليك بالورع فإنّ الورع رأس الدين ووسط الدين وآخر الدين.. إنّ الورع كالشّنوف بين الحليّ والخبز بين الطعام، إنّ الورع رأس الإيمان وعماد الدين، إنّ الورع مثله كمثل السفينة كما أنّ في البحر لا ينجو إلا مَن كان فيها كذلك لا ينجو الزاهدون إلا بالورع" (29).
وإنّ من ثمار الورع صلاح النفس وصلاح الدين وبالتالي صلاح المجتمع والفوز بالسعادة الدنيويّة والأخرويّة. أمّا الدنيويّة فالمجتمع الذي يسوده الورع هو مجتمع الفضيلة فيتمكّن الإنسان من استغلال أوقاته في الطاعات والفضائل الأخلاقيّة.. وأمّا الأخرويّة فواضح لأنّ مَن يدخل الامتحان وهو مستعدّ له فلا شكّ أنّ نهايته النجاح فكيف مَن استعد للآخرة بالشكل المطلوب ليقف يوم القيامة أمام محكمة العدل الإلهي.
قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): "ثمرة الورع صلاح النفس والدين" (30).
وقال (عليه السلام) أيضاً: "مع الورع يثمر العمل" (31).
وفي رواية: "إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطبنا ذات يوم فقال: أيّها النّاس إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيّامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دُعيتم فيه إلى ضيافة الله وجُعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): فقمتُ فقلت: يا رسول الله! ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ فقال: "يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عز وجل.." (32).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): "لا ورعَ أنفع من تجنّب محارم الله (عزّ وجلّ) والكفّ عن أذى المؤمنين واغتيابهم" (33).
التفكّر من أعظم العبادات:
ومن وصيّة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): «لا عبادة مثل التفكّر».
البعض من النّاس قد يرى العبادة في أداء الصلاة والصيام والحج وما شابه فقط من دون تفكّر في عواقبها وعللها وثمرات التعبّد بها ولعلّه يؤدّي حركات أو أقوال منثورة مفروضة عليه وهي، وإن كانت واجبة، لكنّها في الظاهر عبادة يُجزَى بها الإنسان خيراً - إن شاء الله تعالى - ولكن هذه العبادة الخالية من التفكّر ظاهريّة وسطحيّة وقد تنعدم عند المصائب والبلايا، فلا نجد العبد واقفاً بدون تفكّر فحسب بل قد ينهزم ويترك العبادة. كذلك في المواطن التي ينبغي فيها أن تظهر العبادة أثرها، نراه لا يظهر بسبب سطحيّتها مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر أو الصوم الذي فيه مواساة للضعفاء فأنتَ تجد الكثير يصلّي ويصوم ولكن لا يحقّق غرض التعبّد بهما.
هذا قسم من التفكّر، والقسم الآخر التفكّر في ذات العبادة وفوائدها وآثارها وتطبيقها في الخارج، وتفكّر ساعة خير من عبادة سبعين سنة إنّه يحقّق لك غاية العبادة في ساعة واحدة؛ لأنّه يختصر المسافة إذ بالعبادة تدلّ أنّك تعتقد بالخالق، وتحصل بعد مدة آثار العبادة ومنافعها المعنويّة والنفسيّة والمادّيّة، أمّا بالتفكّر فتحصل عليها بساعة وهذا اغتنام للعمر وتكثير للمنافع.
والتفكّر سير الباطن من المبادئ الى المقاصد والمبادئ هي آيات الآفاق والأنفس، والمقصد هو الوصول إلى معرفة موجدها ومبدعها والعلم بالقدرة الإلهيّة وعظمته الباهرة قال تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ} [الروم: 8]. وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ} [الروم: 8].
وقال تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 20، 21].
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "فكرة ساعة خير من عبادة سنة" (34).
وقال الامام الصادق (عليه السلام): "كان أكثر عبادة أبي ذر (رحمة الله عليه) التفكّر والاعتبار" (35).
وقال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): "نبّه بالتفكّر قلبك، وجافِ عن الليلِ جنبك، واتّقِ الله ربّك" (36).
وهناك أحاديث كثيرة تدعو إلى التفكّر حيث إنّه يرشد إلى العبادة الصحيحة فالعابد الذي يؤدّي عمله قد لا يصل إلى معرفة بواطن الأمور التي يعرفها العابد المتفكّر في بواطن الأمور ومقاصدها.
والثاني يصل إلى الهدف والكمال الصحيح دون تزعزع في طريقه، فالتفكّر مبعث كلّ خير من العبادة ولا يقع معه العابد في المزالق ولا يسقط عند الابتلاء والامتحان.
مصير الإنسان رهين التفكر:
إنّ الدنيا دار امتحان وابتلاء وفي الامتحان يُكرم المرء أو يُهان.
ومَن تفكّر في عواقب أموره يصل إلى درجة النجاح، ولذا فإنّ التفكّر يحسن مصير الإنسان وعاقبته ويمكن أن نأخذ عبرة على ذلك من قصّة الحرّ بن يزيد الرياحي (رضوان الله تعالى عليه): قال الشيخ المفيد (رحمه الله): "فلمّا رأى الحرّ بن يزيد أنّ القوم قد صمّموا على قتال الحسين (عليه السلام) قال لعمر بن سعد: أي عمر! أمقاتل أنت هذا الرجل؟
قال: إي والله قتالاً شديداً أيسره أن تسقط الرؤوس، وتطيح الأيدي.
قال: أفما لكم فيما عرضه عليكم رضى؟
قال عمر بن سعد: أما لو كان الأمر إليّ لفعلت، ولكنّ أميرك قد أبى، فأقبل الحرّ حتّى وقف من الناس موقفاً ومعه رجل من قومه يُقال له قرّة بن قيس فقال له: يا قرةُ هل سقيت فرسك اليوم؟ قال: لا، قال: فما تريد أن تسقيه؟ قال قرّة: فظننتُ والله أنّه يريد أن يتنحّى ولا يشهد القتال، فكره أن أراه حين يصنع ذلك. فقلتُ له: لم أسقهِ وأنا منطلق فأسقيه، فاعتزل ذلك المكان الذي كان فيه فوالله لو أنّه أطلعني على الذي يريد لخرجت معه إلى الحسين - وقد كذب قرّة في كلامه لأنّه رأى الحرّ بعد ذلك يُقاتل مع الإمام الحسين (عليه السلام) ولم يتنحَّ عن موقفه - فأخذ يدنو من الحسين قليلاً قليلاً، فقال له: مهاجر بن أوس: ما تريد يا ابن يزيد؟ أتريد أن تحمل؟
فلم يجبه فأخذه مثل الأفكل وهي الرعدة، فقال له المهاجر: إنّ أمرك لمريب، والله ما رأيت منك في موقف قط مثل هذا، ولو قيل لي: من أشجع أهل الكوفة؟ لما عدوتك، فما هذا الذي أرى فيك؟ فقال له الحرّ: إنّي والله أخيّر نفسي بين الجنّة والناّر، فوالله لا أختار على الجنّة شيئاً ولو قُطعّت وأُحرقت، وهذه عاقبة التفكّر. ثمّ ضرب فرسه فلحق الحسين (عليه السلام) فقال له: جُعلتُ فداك يا ابن رسول الله أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع، وسايرتك في الطريق، وجعجعت بك في هذا المكان، وما ظننت أنّ القوم يردّون عليك ما عرضته عليهم، ولا يبلغون منك هذه المنزلة، والله لو علمت أنّهم ينتهون بك إلى ما أرى ما ركبت مثل الذي ركبت، وأنا تائب إلى الله ممّا صنعت، فترى لي من ذلك توبة؟
فقال له الحسين (عليه السلام): نعم يتوب الله عليك فانزل.
فقال: أنا لك فارساً خير منّي راجلاً أقاتلهم على فرسيّ ساعة وإلى النزول ما يصير آخر أمري، فقال له الحسين (عليه السلام): فاصنع يرحمك الله ما
بدا لك" (37).
ثم إنّ الحرّ لم يزل يُقاتل حتّى قُتل (رحمه الله) فاحتمله أصحاب الحسين (عليهم السلام) حتّى وضعوه بين يدي الحسين (عليه السلام) وبه رمق فجعل يمسح وجهه، ويقول: "أنتَ الحرّ كما سمّتك أمّك، وأنتَ الحرّ في الدنيا، وأنت الحرّ في الآخرة" (38).
وقيل إنّ عليّ بن الحسين (عليه السلام)، رثاه بهذه الأبيات:
لنعمَ الحرّ حرّ بني رياح *** صبور عند مختلف الرماح
ونعم الحرّ إذ نادى حسينا *** فجاد بنفسه عند الصياح
فيا ربّي أضفه في جنان *** وزوّجه مع الحور الملاح
نعم هذه عاقبة التفكّر: خيرُ الدنيا وخيرُ الآخرة؛ أمّا خيرُ الدنيا فوقوفه بين يدي الإمام الحسين (عليه السلام) سيّد شباب أهل الجنّة واستشهاده بين يديه والإمام (عليه السلام) يمسح على وجهه ويذكر فيه كلمات ستبقى خالدة إلى الأبد وأمّا الآخرة فالفوز بالجنّة.
فالحديث الشريف أجرى مقارنة بين الظواهر والبواطن في الأمور وفق مقياس المادة أو المعنويات، ومن الواضح أنّ الماديات لو قيست بالمعنويات والظاهر بالبواطن لرجحت كفّة الباطن على الظاهر والمعنويات على الماديات ومن هنا قاس الفقر مع الجهل والوحدة والعجب والعقل والتدبير والورع والكفّ عن محارم الله تعالى.
ومن هنا فإنّ الحديث يُعدّ دعوة إلى الجميع للتمسّك بمقاييس الباطن لدى التقييم والعمل بغية الوصول إلى حقائق الأمور وفق المقياس المعنويّ الصحيح أولاً، وبغية التمسّك بجذور الأمور وأصولها قبل قشورها ومظاهرها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تحف العقول: ص 13.
(2) راجع مجمع البيان: ج3، ص 377.
(3) البحار: ج58، ص 249، باب 46، ح3، ط ـ بيروت.
(4) البحار: ج58، ص 250، باب 46، ح3، ط ـ بيروت.
(5) البحار: ج69، ص 29، باب 94، ح26، ط ـ بيروت.
(6) نهج البلاغة: حكمة 163.
(7) البحار: ج69، ص49، باب 94، ح58، ط ـ بيروت.
(8) المصدر السابق: ص 48.
(9) الكافي: ج2، ص 266، باب من بدون عنوان، ح2، ط 3.
(10) البحار: ج1، ص 95، باب 1، ح34.
(11) البحار: ج75، ص 111، باب 19، ح6.
(12) الكافي: ج1، ص 18، كتاب العقل والجهل، ح12، ط 3.
(13) البحار: ج74، ص 183، باب 7، ح28، ط ـ بيروت.
(14) تصنيف غرر الحكم: ص 319، ط 1.
(15) البحار: ج47، ص 60، باب 26، ح116، ط ـ بيروت.
(16) البحار: ج72، ص 265، باب 67، ح9.
(17) نهج البلاغة: حكمة 10.
(18) البحار: ج69، ص 312، باب 117، ح8.
(19) نهج البلاغة: كتاب 53.
(20) تصنيف غرر الحكم: ص 308 ـ 309.
(21) البحار: ج69، ص 315، باب 117، ح17.
(22) نهج البلاغة: حكمة 167.
(23) تصنيف غرر الحكم: ص 308، ط1.
(24) البحار: ج75، ص 164، باب 22، ح1.
(25) تصنيف غرر الحكم: ص 52، ط1.
(26) تصنيف غرر الحكم: ص 52، ط1.
(27) تصنيف غرر الحكم: ص 52، ط1.
(28) راجع جامع السعادات: ج2، ص 175.
(29) البحار: ج74، ص 26، باب 2، ط ـ بيروت.
(30) تصنيف غرر الحكم: ص 271 ـ 275، ط 1.
(31) تصنيف غرر الحكم: ص 271 ـ 275، ط 1.
(32) البحار: ج93، ص 356، باب 46، ح25، ط ـ بيروت.
(33) البحار: ج66، ص 400، باب 38، ح93، ط ـ بيروت.
(34) البحار: ج68، ص 326، باب 80، ح20، ط ـ بيروت.
(35) البحار: ج68، ص 326، باب 80، ح20، ط ـ بيروت.
(36) الكافي: ج2، ص 54، باب التفكّر، ح1، ط 3.
(37) البحار: ج45، ص 10 ـ 11، باب 37، ط ـ بيروت.
(38) البحار: ج45، ص 14، باب 37، ط ـ بيروت.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|