المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

طبيعة الجغرافيا
9-2-2020
علي (عليه السلام) مدينة العلم
31-01-2015
البروتين اللاصق Cohesin Protein
22-11-2017
السيد محمد باقر بن محمد حسين بن بديع الزمان الحسيني
28-1-2018
الحقيقة والمجاز
13-6-2019
transparent (adj.)
2023-11-30


دعاء الندبة  
  
2203   02:27 صباحاً   التاريخ: 2023-03-05
المؤلف : الشيخ محمد السند
الكتاب أو المصدر : المشروع السیاسي للإمام المهدي علیه السلام
الجزء والصفحة : ص 38-41
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / خصائصه ومناقبه /

معنى الندبة

الندبة لغةً‌ تأتي بثلاث معاني مرة بمعنى النداء، وأخرى بمعنى الرثاء، وثالثة بمعنى الاستغاثة، وكل المعاني الثلاثة في الحقيقة هي من سنن المعصومين تجاه الامام الثاني عشر عجل الله فرجه الشريف، بل في الروايات ان الاستغاثة بصاحب العصر والزمان عليه السلام جرت في الانبياء السابقين عليهم السلام.

تماماً كما الحزن والرثاء الذي جرى من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام على سيد الشهداء قبل ولادته كذلك الاستغاثة بالإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، وهذا ما تذكره روايات اهل البيت عليهم السلام.

الأركان الرئيسة في الدعاء

الاعجاز في دعاء الندبة والذي سنتطرق فيه في النصف الثاني من الدعاء، والنصف الأول سنشير اليه إشارات خفيفة.

النصف الثاني تقريباً يبدأ من:" أين بقية الله التي لا تخلو من العترة الهادية "، وهنا الدعاء يتكون من ثلاثة أركان، وهذه الخريطة في الدعاء مهمة جداً لأنه عجل الله فرجه الشريف يكررها مرتين أو ثلاث مرات، كل ركن فيه مجموعة من الفقرات وهكذا يعاود مرة أخرى بنفس الطريقة.

هذه الدعاء بنظم عظيم جداً، وهو عصارة علوم ومعارف منظومية جامعة ومذهلة لا يقوى عليها الا المعصوم.

الركن الأول:

قائمة مجدولة لأهداف وغايات يجب إنجازها في المشروع المهدوي بصيغة اوصاف للأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، لكن هي في الحقيقة تبين للمؤمنين في حال إنخراطهم بمشروع أمام زمانهم عليه السلام قائمة مجدولة بالمشاريع والاهداف التي يجب على الأمام عجل الله فرجه الشريف وعلى أنصاره القيام بها وتحقيقها من قبيل" يملأها قسطاً وعدلاً "، وهنا نذكرها ببيان إجمالي والا هي في تفاصيل الدعاء منظومة كاملة لكل أعمدة المشروع المهدوي المذكورة في القرآن الكريم، وفي بيانات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك بيانات اهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، وهذا من الفلسفة العظيمة لدعاء الندبة التي ربما لا يعيها جملة من الغافلين، هو شد المؤمن للمسؤولية اللازمة في عصر صاحب العصر والزمان الآن وليس بعد فوات الأوان.

الركن الثاني:

بيان ارتباط هوية المشروع المهدوي بهوية الدور النبوي والعلوي وبقية الأدوار التي سبقته من آبائه الطاهرين، لذلك يتردد هذا الخطاب في الدعاء: "يا بن البدور الزاهرة، يا بن العلوم الكاملة...."

لأنه لا يمكن الوعي والتفقه بالمشروع المهدوي بدون الوقوف والتأمل في الربط الماهوي بين مشروعه ومشروع آبائه الطاهرين عليهم الصلاة والسلام.

هذا الركن الثاني لم يذكر هكذا ترفاً وانما كقائمة مجدولة موجودة في دعاء الندبة وهو بهذا التصميم فضيحة لمن يريد أن يدعي المهدوية او السفارة من هؤلاء المدعين الذين جندتهم الدوائر الاستعمارية، بل هو رد حتى للغافلين الذين يدعون انه عجل الله فرجه الشريف يأتي بدين جديد! أي كانه خالٍ‌ من الهوية النبوية والعياذ بالله.

الركن الثالث:

هو عبارة عن الوظائف وآلياتها بالنسبة للمؤمن، مع ما تقدم من المشروع المهدوي، "بنفسي أنت من مغيب لم يخلو منا..."، "هل من جزوع فأساعد جزعه إذا خلا...."، "هل إليك يا بن أحمد سبيل فتلقى....." يعني كيف يستطيع الانسان تربية نفسه‌؟ بأن يدخل نفسه دورة تدريبية على المشروع المهدوي إذا أراد أن يكون موالياً صادقاً، هذه الدورة لها بنود اذا حققها الانسان في نفسه فانه سيدخل تلقائياً، بمعنى ان ما يمارسه يومياً يصب في إنجاز الظهور والمشروع المهدوي.

هذه هي الأركان الثلاثة للمنطق الوحياني في دعاء الندبة، وسنبين لاحقاً الربط بين النصف الأول والنصف الثاني الذي هو ربط منظومي وإعجازي مذهل، وزيادة على هذا الاعجاز ان سجع العبارات وقافيتها التي هي في الحقيقة قبل صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف جملة منها صدرت من القرآن الكريم، وبعضها من النبي الأعظم صلى الله عليه واله وسلم، وبعضها من الائمة المعصومين عليهم الصلاة والسلام.

أسرار ومعارف ومعاني متسلسلة ومتناسقة بصورة هرمية في الدعاء، في البدء والوسط ودرجات الوسط ونهايته بنسق معنوي ومراتب معنوية متضمنة للأسرار، وهذا بالتأكيد يدل على عظمة النظم الذي هو دليل على قدرة المعصوم.

ان متن الدعاء هو برهان على انه كلام المعصوم والا فهو لم يأتي من الحدس أو الرجم بالغيب، بل هو أرقام ومعادلات لو نظرت الى كلام النوابغ من علماء الامامية فأنهم لم يصلوا الى هذه الدرجة في النظم من البدء حتى الخاتمة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.