أقرأ أيضاً
التاريخ: 24/10/2022
1242
التاريخ: 31-12-2022
1119
التاريخ: 13-1-2023
1403
التاريخ: 21-4-2016
2550
|
العصبية تعني التفكير بارجحيته ونسبه على الآخرين وقمع وتحقير واستصغار الناس. وهذا ما ينكره الدين الاسلامي أشد الانكار.
ورد عن الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله): (من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية بعثه الله يوم القيامة مع اعراب الجاهلية).
ورد في (ج2، من وسائل الشيعة، ص477)، ما مضمونه (ان الاسلام قضى على نخوة الجاهلية والتفاخر بالآباء. كلكم من آدم وآدم من تراب).
وورد أيضاً عن الامام الصادق (عليه السلام): (من تعصّب أو تُعصّب له فقد خلع ربقة الايمان عن عنقه).
فالتعصب من الصفات المذمومة. والاسلام جاء ليقضي على هذه النزعة. لأن التعصّب يعني المواجهة مع الله سبحانه وتعالى والوقوف ضده.
لقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في تفسير الآية الكريمة: {اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 34].
قوله: (اعترته الحمية وغلبت عليه الشقوة).
ضرورة التعصب
يجب أن لا ننسى بأن هناك نوعاً من التعصب مقبولاً ومعقولاً إلى حد ما ويجب ان تكون هذه الصفة موجودة لدى الانسان أحيانا فيكون متعصباً لدينه ومذهبه واخلاقه وثقافته... وان لا يترك ذلك وراء ظهره.
ان بقاء اي فكر وأي مدرسة مرهون بدفاع افراده عنه وتفويت الفرصة على الأعداء كي لا ينزلوا ضربة بالأصول والاعتقادات التي نؤمن بها. وهناك رابطة عقلية بين التعلق والتعصب فاذا أراد الانسان أن يكون وفيا لدينه ووطنه واعتقاده وشرفه فيجب أن يدافع عنه ويجب ان تنمو وتتأصل هذه النظرة في نفسه.
والتعصب في بعض الموارد يعني الدفاع وحفظ الشرف والانسانية والاخلاق. ويعني ان الفرد يجب أن لا يسمح بأن يكون رفاهه ورخاءه وافراد عائلته عرضة وهدفاً لما هو غير مألوف ومناسب. وان لا يدع عائلته، وزملائه وقائده، والاهم من ذلك اعتقاداته في معرض الضرر وتلقي الصدمات.
التعصب بالنسبة للأمور التي يجب أن نتعصب لها. إذا كان ضعيفاً عندها سيكون السعي والجهد باطلاً وعديم الفائدة. وعندها سيفتح باب البطالة وضياع العمر هدراً بوجه الشخص ضعيف التعصب.
ان التعصب الايجابي والبناء يجب ان يكون منذ مرحلة الطفولة بارزاً لدى الطفل كي يستفيد من ذلك في مراحل الصبا والشباب والكهولة، فيكون مدافعا عن الحقائق والأساليب البناءة والهادفة. لكن من الضروري تربية هذه الصفة لدى الأطفال لكي لا تكون سداً مانعاً في طريق نمو وتطور الطفل ولكي نعمل على ايجاد التقارب بين افراد المجتمع ونمنع سيادة النظرة الضيقة والجمود الفكري.
والتعصب إذا أصبح عادة فإنه سيأسر صاحبه كما حدث لأرسطو الذي قال: (ان الرق شيئاً محبّذا ولكن بشرط ان لا يكون الرقيق من اليونانيين).
طرق اصلاح التعصّب
من أجل القضاء على التعصب الشديد والمفرط أو اصلاح التعصب العادي يجب اتباع الأساليب التالية:
1ـ النشاطات الثقافية: ان بعض المساعي الاصلاحية تتم عن طريق رعاة الجوانب الثقافية في البيت والمدرسة والمحافل الاخرى كوسائل الاعلام. ويتم ذلك كما يلي:
- التعرف على الحقائق الموجودة في المجتمع حول الانسان وقضاياه وحالاته الايجابية والسلبية.
- رفع مستوى الوعي لدى الافراد حول مختلف الوقائع والحوادث والتيارات.
- التعليم والايحاءات في نطاق ضرورة التفاهم والتنسيق والانسجام في جميع الامور.
- ذكر القصص حول الوحدة الاجتماعية بشكل يتم معه اخراج الاذى والنفرة من قلب الطفل.
- إشاعة الفكر الوحدوي وترسيخ روح التعاون لكي نتغلب على الايحاءات التي تسبب الشعور بالحقارة.
ـ عرض أفلام حول الحياة اليومية للشعوب والقوميات المختلفة وذلك لإيجاد تجربة عقلية لدى الطفل.
- التعريف بالموازين العلمية والاختلافات بين بني البشر في الجوانب الظاهرية والباطنية.
- اقامة المناقشات الحرة والجلسات من أجل تقريب آراء وافكار الاخرين بعضها ببعض وفتح المجال للحوار الهادف.
- تسليط الاضواء على علل بروز ظاهرة التعصب بلسان الأطفال وحسبما يرغبون.
2ـ النشاطات الاجتماعية. من أجل ارشاد وتوجيه الشخص المتعصب، هناك بعض الاساليب الاجتماعية يجب اتباعها في هذا المجال وهي:
- النمو والتطور الأخلاقي والذي يتبعه الاتحاد والانس بالآخرين والعفو والوفاء والمحبة.
- التعرف على حدود وحقوق الافراد، الاسود والابيض والانسانية.
- التمرين على احترام عقائد الاخرين من خلال التقرب والانس بهم.
- السفر الجماعي، حيث ينتج عن ذلك الانس والرفقة والقضاء على الاحفاد.
- الاشتراك بالألعاب والاعمال الجماعية لكي تتحكم الاخوة والصداقة والتقارب.
- التعرف على الضوابط والمقررات الدينية والمذهبية، لكي يفهموا ارادة الدين.
- تحريضه على الانضمام إلى مجموعة لمواجهة بعض الامور والتيارات بالشكل الذي يقبل أحدهم الاخر ضمن تلك المجموعة.
- تطوير احساسه بالتعلق بفكره ومذهبه ضمن مجموعته.
- ايجاد الارضية المناسبة للأفراد لأجل ايجاد الروابط على صعيد المجتمع. المدرسة والبلد، وهذا الامر يعد من مقدمات التطور.
تنمية القدرة القضائية والحكمية لدى الافراد بشكل يستطيعون معه التفكير بحرية ويفكرون بشكل اجتماعي.
3ـ النشاطات الأخلاقية: هناك بعض المساعي والنشاطات التي من شأنها توجيه وهداية المتعصب وهذه النشاطات ذات ابعاد اخلاقية. نذكر قسماً منها:
- تشجيعه على ابراز آرائه ونظرياته في حضور عدد من الاشخاص وهذا العمل يؤثر على ازالة عقده.
- تعريف الافراد بوظائفهم ومسؤولياتهم الانسانية وبالأخص في حقل خدمة الآخرين.
- تنمية القدرة على المرونة والمطاطية لدى هؤلاء بشكل يكون العفو والاحسان والتساهل رائدهم الاساسي.
- الاطراء على الصفات المحمودة والمحبوبة وعلى اصدقائه بشكل نجعلهم قدوة له.
- تشجيعهم على اقامة العلاقات الودية والخيرة مع الآخرين كي يلاحظوا نتائج ذلك.
- إيجاد الأرضية للتعاون والأخذ بيد الآخرين ومعونتهم في المدرسة والشارع.
- تشجيع الأطفال على التأكيد على النقاط المشتركة للإنسانية حيث يرسخ هذا الامر الوحدة بين افراد المجتمع.
- اظهار الانزجار وتحقير الاعمال والحياة المقرونة بالتعصب المفرط وبيان خطر هذا الامر.
4ـ النشاطات الدينية: بالنسبة للأطفال الذين بلغ سنهم سن الذهاب الى المدرسة أو انتظموا في صفوف الدرس والذين أصبحوا يفهمون معنى التعاليم الدينية والالهية نستطيع ان ندخل لهم من هذا الطريق بأن نخوفهم من عواقب التعصب وبان الله سبحانه وتعالى لا يحب هذه الصفة ولا يرضى عن صاحبها.
ومن أجل اصلاح وتوجيه هذه الصفة نستطيع ترسيخ صفة المحبة والعطف بالشكل الذي يتساوق مع التعاليم الدينية، والقضاء على جذور التطرف والمشاعر الحادة والغير محسوبة، وطبق التعاليم الاسلامية يجب ترويج المحبة بين الاشخاص واشاعة روح التعاون وقضاء حاجات الاخرين. والسيطرة على صفة الغضب والعصبية من خلال الاعتقادات الدينية ووضع مقررات وضوابط للسلوك.
5ـ النشاطات العاطفية والنفسية: ان للسلوك الذي يتميز بالتعصب ابعاد روحية ونفسية وعاطفية، وعلى هذا الأساس يجب اتخاذ الاجراءات المناسبة لهذا الامر فاذا ما اطمئن أحدنا بأن شخصاً يحبه ويتمنى له الخير. ولا يكن له العداوة والاذى فعليه ان لا يتركه ولا يعرض عنه.
ان بذور الحقد والقابلية على التلوث وعدم الاستقرار زرعت في الانسان منذ الطفولة وتنمو هذه الصفات فتصبح عقداً واحقاداً إذا لم نهتم بتربية الطفل وهدايته خلاف المسير والتيار، حيث نربي الاشخاص على حل بعض مشكلاتهم بأنفسهم.
الاحتياطات اللازمة
من اجل اصلاح وتوجيه هذه الصفة يجب اجتناب ممارسة الضغط والتهديد والتشدد والاعمال المغرضة. ويجب على الوالدين ومن بيدهم امر التربية ان يراعوا المرونة وان يبذلوا جهدهم في ايجاد جو من الصفاء والاخوة والمحبة لأطفالهم ومن يشرفون على تربيتهم.
يجب المحافظة على الأجواء المناسبة في المدرسة. ويجب أن تكون علاقات الوالدين مبنية على المحبة والانس والصفاء والعفو والايثار.
ويجب على الوالدين ان يراعوا العدالة في علاقاتهم مع ابنائهم وان يتجنبوا التمييز بين الأطفال وان يراعوا العدالة في إعطاء الاستقلالية لأولادهم في البيت. أو الاستقلالية في المدرسة حيث يجب أن تراعى من قبل المشرفين على المدرسة.
ويجب اجتناب المسائل التي تدعو إلى ايجاد التفرقة في المدرسة وان لا نثير غضب البعض على البعض الآخر، لان ذلك يسبب عوارض ومضاعفات للآخرين.
وفي كل الاحوال فإن الاصل هو التفكير على مستوى ونطاق عالي، فإيجاد المحبة والالفة والعلاقات بين خلق الله من الأمور الضرورية والمندوبة، ويجب ان يسعى الوالدين والمربين إلى تعليم وتربية اطفالهم على المحبة وحب الخير.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يختتم مسابقة دعاء كميل
|
|
|