المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

كيف نزل القرآن ؟
4-1-2016
صوم الصبي
24-8-2017
اللجنة الدولية للصليب الأحمر
2023-11-12
Chromatic Polynomial
17-4-2022
الأم الحامل والأب المسؤول
2023-02-12
مـخـاطـر المـصـرف
2024-04-01


البواعث التي تؤدي الى زعزعة الحياة الزوجية  
  
944   08:08 صباحاً   التاريخ: 2023-02-10
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الشباب وقضايا الزواج
الجزء والصفحة : ص87 ــ 91
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-6-2020 1719
التاريخ: 9-11-2021 2214
التاريخ: 25-12-2020 1760
التاريخ: 27-6-2018 2217

1ـ غياب التفاهم:

إن غياب التفاهم بين الزوجين وعدم إدراكهما الضوابط التي ينبغي مراعاتها في التعامل يؤدي إلى ظهور المشاكل العديدة ونشوء النزاع، ذلك إن التفاهم هو الذي يهيء الأرضية اللازمة للبحث في الكثير من الامور ذات الاهتمام المشترك. وتعدد أسباب عدم التفاهم والانسجام، فمنها ما يعود إلى الاختلاف الفاحش في السن والتجربة والخبرة في الحياة، ومنها ما يعود إلى اختلاف الأذواق بشكل يؤدي إلى التصادم العنيف. ومما يبعث على الأسف أن الزوجين - وبعد مضي شهور عديدة أو سنوات على حياتهما المشتركة - قد أخفقا في إدراك بعضهما البعض بشكل يمكن فيه تلافي الكثير من المشاكل ببعض التحمل والمداراة.

2ـ الفوضى في الحياة:

هناك الكثير من الأفراد ممن يهتمون بالنظام إلى حد يتحول فيه ذلك إلى هاجسهم الوحيد، فأقل إخلال يدفعهم إلى الثورة والعصبية.

وفي مثل هكذا حالة ماذا يمكن أن يحدث لو عاد الرجل - مثلاً - إلى منزله وهو يتصور أن كل شيء على ما يرام، وإذا به يرى الفوضى تعم كل شيء فلا يجد حتى مكانا يستبدل فيه ثيابه.

ربما يعتبر البعض أن الأمر ليس بهذه الخطورة ولكن الحقيقة تقول عكس ذلك. إن ذلك يبعث المرارة في قلب الرجل، بل ويهيئ ظروف تفجر نزاع لا تحمد عقباه.

3ـ الاجتهاد في العمل:

ما أكثر الأشخاص الذين نراهم يثورون لأتفه الأسباب. وعندما نحاول البحث عن العلة في ذلك نجد أن العمل المتواصل والإرهاق قد أضعف أعصابهم وأفقدهم القدرة على التحمل، فإذا بهم يهاجمون أزواجهم بشراسة دون رحمة ودون سبب وجيه ولو في الظاهر.

وقد نرى هذه الظاهرة حتى لدى النساء من اللواتي يصل عملهن داخل المنزل حداً وسواسياً رهيباً يجعلهن في النهاية جنائز - إذا صح التعبير - حيث يفقدن القدرة على التعامل مع أزواجهن بلباقة وأدب.

إننا نوصي الأزواج - نساء ورجالاً - في اتخاذ جانب الاعتدال في العمل والحفاظ على الحدود التي تكفل التوازن المنشود

4ـ الاضطراب الفكري:

قد نجد أفراداً يعانون من اضطرابات فكرية ومن تشوش ذهني تعصف في رؤوسهم عشرات المسائل والمشاكل والهموم.

إن هذه المشاكل وما يتبعها من وسوسة فكرية تجعلهم سريعي الإثارة قليلي التحمل شديدي العناد. ولذا فإنهم ينفجرون لأقل اصطدام مما يدفعهم إلى إفراغ ما في أعماقهم من ثورة وغضب.

5ـ عوامل خارجية:

قد ينشأ النزاع في الأسرة بسبب عوامل خارجية، فمثلا يعمل الزوج في مكان ما ثم يحصل له نزاع مع زملائه في العمل مما يخلف في نفسه شعوراً بالمرارة يدفعه إلى إفراغ غضبه في محيط أسرته لسبب أو غير سبب.

أو نجد إحدى السيدات تتطلع إلى حياة جارتها المرفهة فلا تملك نفسها، حيث تتولد في أعماقها الحسرة التي تعبر عن نفسها أحياناً بالتشكي والبكاء.

ولعل الشباب يدركون مدى وضاعة مثل هذه التصرفات عندما يواجه أحدهم مشكلة في الخارج فينطوي على نفسه، فإذا عاد إلى منزله يحاول إفراغ همه وصب غضبه على أفراد لا ذنب لهم في ذلك.

6ـ عدم التحمل:

قد يفقد المرء صبره أمام أسئلة توجهها زوجته إليه فيثور في وجهها قد تكون تلك الأسئلة بريئة ولكنه ينزعج منها ويصرخ: لماذا لا تكفي عني. دعيني وشأني.

وقد تنجم المشاكل بسبب نوايا حسنة تماما، مثلا ينتظر الزوج طعاماً ولكن الزوجة، ومن أجل إعداد طعام لذيذ تتأخر قليلا، عندها يثور الزوج فيقيم الدنيا ولا يقعدها. وربما يكون المرض علة وراء عدم التحمل أيضا، حيث تتأمل الزوجة في ملامح زوجها وتتساءل خائفة: لماذا وجهك مصفر.. أو لماذا تبدو هكذا؟ فيتأفف الزوج ثم سرعان ما يثور معبراً عن استيائه وغضبه من تلك الأسئلة التافهة.

7ـ انعدام التوازن النفسي:

نصادف بعض الأحيان أزواجاً يفقدون التوازن النفسي، الأمر الذي يجعلهم مهزومين نفسيا كما أن بعضهم يعاني من إحساس بالصغار والذلة، ولذا فهم يفرغون عقدهم تلك في محيط أسرهم، فترى أزواجهم وأولادهم يعانون الأمرين في ذلك، وقد يعاني بعضهم من هوس نفسي يفقدهم حالة الاستقرار الروحي المطلوب فيصبون غضبهم على هذا وذاك، كما نجد البعض مصاباً بنوع من السادية حيث يتلذذ بتعذيب الآخرين من خلال السخرية بهم، فإذا لم يمكنهم ذلك مع الناس أفرغوا عقدهم تلك داخل البيت على اسرهم.

ولا شك أن ما ذكرناه هو حالات مرضية تستدعي العلاج، غير أن المشكلة تكمن في أن أولئك لا يدركون أنهم يعانون من حالة مرضية، وإلى أن يفهموا ذلك يكون الوقت قد فات.

8ـ غياب المداراة:

وأخيراً: فإن عدم اعتماد المداراة في التعامل واحترام مشاعر الآخرين يؤدي إلى نشوب الكثير من المنازعات التي الممكن تجنبها بشيء من اللباقة.

الصراحة صفة حميدة إذا لم تخرج عن دائرة الخلق والأدب، كما ينبغي أن يؤخذ بنظر الاعتبار الطرف المقابل وقدرته على التحمل.

يقوم بعض الأزواج - ومع الأسف، وحيث لم تمر بعد إلا إيام معدودة على زواجه - بمصارحة زوجه بعيوبه، الأمر الذي يجعل الطرف الآخر عرضة لتلقي الطعنات، فينطوي على نفسه حزينا يتحين الفرصة للإنتقام في المستقبل.

أية صراحة هذه التي تؤدي إلى اشتعال النار لتحرق البيت ومن فيه؟! وأية صراحة هذه إذا كانت تفعل في نفس الإنسان فعل الخنجر المسموم؟!.

إن الحياة الزوجية تتطلب دقة في الحديث وحذرا في التعامل، وإذا كانت الصراحة تؤدي إلى ظهور آثار مدمرة فينبغي إقصاؤها بعيداً، فهناك من الأساليب ما يغني عن ذلك ويؤدي إلى أطيب النتائج.

وفي كل ما ورد من أسباب يتحمل الرجل والمرأة مسؤوليتهما تجاه ذلك على حد سواء، قد يتحمل الرجل في بعض الأحيان مسؤولية كاملة تجاه ما ينشب من نزاع، وقد تتحمل المرأة المسؤولية كاملة، ولكن في أغلب الأحيان يشارك الاثنان في صنع المأساة التي تشملهما معاً فيما بعد.

وفي كل ما ذكرناه يكمن غياب العقل كسبب مباشر في تلك النزاعات التي تعصف بالحياة الزوجية.

ففي بحث جميع تلك المشاكل يستلزم الزوجان فقط قدراً من التعقل لتنقشع جميع السحب من سماء الاسرة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.