أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2016
2466
التاريخ: 21-4-2016
2287
التاريخ: 9-1-2016
2472
التاريخ: 14-5-2017
2104
|
بنور العلم تضيء صفحات التاريخ وتنجلي عنه سحب العتمة والظلمة، سواء كان ذلك التاريخ خاصاً بالأنبياء (عليهم السلام)، أم بغيرهم.. إن تطور العلم يكشف عن صحة حديث الأنبياء (عليهم السلام)، أما الباقين فآثارهم تدل على ماهيتهم وما واجهتهم من أحداث ولقد أطلق عليه القرآن الكريم لفظة (العبرة).
إن العلم يضع يده بيد تاريخ الأنبياء (عليهم السلام)، فيظهران في نسق واحد وبخطوة متزنة لكن عالم الآثار يزيح الستار عن التاريخ المظلم للآخرين والمكنون في أعماق الأرض.
العلم المتطور يماشي الدين الذي يواكب الحياة ومستجداتها بل ثبتت معالمه أكثر وهو بجانب الدين... وهل الدين مجهول حتى يكون العلم مقدمة للتعريف به؟! من عرف أن مقولة (عرفت الله)، هي المنقولة عن أئمة الهدى (عليهم السلام)، وليس (علمت الله) فالأمر لديه بائن ولا غموض يواجهه فيعلم أن تعريف الدين بواسطة العلم تعني تعريف الثلاثة والعشرين عاماً من الإسلام الحنيف على مر العصور وإلى الأبد وفي هذا السياق يأتي قول النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل)(1).
إن عالم أمة الإسلام نبي وظيفته رفد الصدور بالمعارف الإسلامية وفق ضوابط علمية لتكون معطاءة وزاخرة عبر العصور إلى الأبد.
لقد عرف الإسلام شهداء طريق الحق والزهاد الصافين أقدامهم في الليل والصائمين في النهار وكل من سلك طريق القرب إلى الله تعالى، بصورة جعل الناس يكنون لهم الاحترام على الدوام.. وإن أجحف المجتمع حقهم وتوانى في تكريمهم يوماً فقد عوضوا بـ {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: 8]، حقيقة ناصعة تتلألأ في جبين التاريخ.
حينما يرى الزوج أن زوجته خوطبت بالقول: (جهاد المرأة حسن التبعل)(2)، فسيعرف مدى تقدير الإسلام للمرأة التي تحسن معاملة زوجها وتوفر له كافة مستلزمات الراحة والطمأنينة إذ جعلها كالمرابض الحامل لسيفه في سبيل الله تعالى، وفي المقابل تزداد المرأة حباً واحتراماً لزوجها الساعي لتوفير مستلزمات سعادة عائلته حينما ترى الإسلام يصنفه في عداد المجاهدين (الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله)(3) . وبعبارة أخرى إن الزوج والزوجة سيلتفتان إلى أن الإسلام منح كلاً منهما نصف الحق وساوى بين الرجل والمرأة: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].
إن للزوج والزوجة إذا راعى كل منهما الآخر وبما أمر به سبحانه وتعالى، أجر متساو وهما في حياة وعيشة طيبة لا تكون إلا للمجاهدين في سبيل الله تعالى. هذا فضلاً عن أن القرآن الكريم يخبر في الآية الشريفة الآنفة الذكر بأن الذكر والأنثى هما منشأ الأفعال الحسنة من الحياة الطيبة..
وخلاصة ما سبق:
صحيح أن الرجل إذا سعى من أجل راحة الزوجة أو جهدت المرأة بغية توفير أسباب سعادة الزوج لهما أجر متساو وكلاهما كالمجاهد، لكن العناية بالزوجة ومداراتها ينبغي أن تكون أوسع وتحظى بضرورة أكبر، لماذا؟ لأنها في مهب أحداث طارئة من جهة وتتصور بأنها مجبرة على بعض الأمور بسبب الخلقة من جهة ثانية ولذا لا بد من تخصيص تعويضات لها دون الزوج. من هذا المنطلق جاء الإسلام العزيز ليمنح المرأة في فترة الحمل والرضاعة، حيث لا شيء يشابههما لدى الرجل، سمته القائم ليله والصائم نهاره بل والمقتحم الأرض الوغى استقبالا للشهادة والباذل لماله في سبيل الله تعالى وذلك قول الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (إذا حملت المرأة كانت بمنزلة الصائم القائم المجاهد بنفسه وماله في سبيل الله)(4).
كل من الزوجين يرى الآخر في صف المجاهدين في حال التعامل والأخلاق الحسنة، أما إذا كان الرجل فائق الاحترام لمن يصوم أيامه فليعرف أن زوجته الحامل لها هذه الصفة، وإذا كرس تقديره لمن يقوم ليله ويحييه بالعبادة فليعرف أن زوجته الحامل لها نفس منزلة العابد هذا، وهكذا الحال بالنسبة للمجاهد بنفسه والمجاهد بماله في سبيل الله..
وبذلك فهي قد جمعت الصفات الأربع، أي أنها صائمة قائمة مجاهدة بالنفس والمال.
والآن؛ إذا كانت المرأة تمر بفترة الحمل فما هي مسؤولية الزوج؟.
مسؤولية تدبير شؤون المنزل ومراعاة حال الزوجة؛ فمن يرى أن ربّة البيت تصوم يومها فعليه أن يرحم ضعف بدنها ويهتم بغذائها ومن يرى أنها تحيي ليلها بالعبادة حتى الصباح فعليه السعي لتوفير الراحة لها، كما ينبغي توفير الغذاء والملبس وكل مقومات الصمود للجندي المصطف أمام العدو في جبهة القتال ثم لا بد من مداراة المنفق لكل ماله في سبيل الله تعالى حتى لا يكون حاله أقل مستوى من فترة تمكنه وثروته.. يا لها من مسؤولية كبيرة يتحملها الرجل في مقابل زوجته الحامل لا سيما المؤمن التي اشترى الخالق تعالى نفسها ومالها حيث قال: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} [التوبة: 111].
فها هي المرأة قد اشتراها الله تعالى، فماذا ينبغي العمل أمام مشترٍ كسبحانه وتعالى؟.
من هنا تتضح أهمية العنوان الذي تصدر الفصل (الأم الحامل والأب المسؤول)، فالزوجة إذا كانت حاملاً فالزوج حمال، وأي حمال.. إنه يتحمل مسؤولية إنسان اشتراه الله سبحانه وتعالى.
هذا هو الخالق المجازي (الولدان)، حصة الأب في هذا الخلق دقائق وحصة الأم تمتد إلى تسعة أشهر، ومن لا يحترم الخالق المجازي فإنه لن يكون مطيعاً للخالق الحقيقي في المرتبة الأعلى.
إذا فما مسؤولية الأب؟ هي نفس مسؤولية اتجاه القائم ليله والصائم نهاره والمجاهد بنفسه وماله في سبيله تعالى حيث لا بد من توفير الغذاء والملبس ومحل الاقامة وغير ذلك.
ولكن...لم كل هذا التعظيم لشأن الحبلى؟.
إثارة تستحق التأمل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ مستدرك الوسائل: ج17، باب11، ص320.
2ـ المصدر السابق: ج14، باب62، ص247.
3ـ المصدر السابق: ج7، باب4، ص378.
4ـ وسائل الشيعة: ج21، باب67، ص451.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|