المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05



قصة من الغرب عن التبسّم  
  
1264   08:45 صباحاً   التاريخ: 2023-02-09
المؤلف : أمل الموسوي
الكتاب أو المصدر : الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة : ص182ــ183
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /

قال (وليم ب ستينهات) الذي يعمل وسيطا في سوق الأوراق المالية بنيويورك (إنني متزوج منذ أكثر من ثمانية عشر عاما وقلما ابتسمت لزوجي خلال هذا العمر الطويل؛ بل قلما حدثتها أكثر من بضع عبارات، ابتداء من الساعة التي أصحو فيها حتى أغادر الببت قاصدا إلى عملي، لقد كنت أسوء مثل للرجل العبوس المتجهم، فلما طلبت أن أحدث زملائي عن تجاربي في الابتسام، فكرت في أن أجرب الابتسام مع زوجتي.. ففي الصباح التالي، بينما أنا أمشط شعري أمام المرآة تطلعت إلى صورتي وقلت لنفسي: (اسمع يا وليم: إنك ستمحو اليوم هذا العبوس المخيم على سحنتك (ستبتسم دائما، وستبدأ في التو واللحظة، وإذا جلست إلى مائدة الافطار حييت زوجتي بهذه الكلمات: (صباح الخير يا عزيزتي، وابتسمت وأنا أقول ذلك.. وقد جر هذا الموقف الجديد على بيتنا، في خلال الشهرين الماضيين سعادة لم نذق مثلها خلال العام الماضي كله، والآن إذ أقصد إلى مكتبي أحيي عامل المصعد بقولي (صباح الخير)، واشفع هذه التحية بابتسامة مشرقة، وابتسم لصراف في شباك المحطة، وعندما أقف في قاعة البورصة ابتسم لرجال لم يروني ابتسم من قبل وسرعان ما وجدت كل إنسان يبتسم لي بدوره، وأعجب من هذا أن الابتسامات أصبحت تدر علي مزيدا من المال كل يوم)، وقد طهرت معاملتي للناس من اللوم والانتقاء وأنا الآن أحب كلمات التقدير والمديح لكل من ألقاه، وأصبحت أحاول دائما الوقوف على وجهة نظر الشخص الآخر وقد أحدث هذا التحول ثورة مباركة في حياتي، فأنا الآن شخص مرح سعيد كثير الأصدقاء)(1)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ كيف تكسب الأصدقاء: ص72. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.