أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-03
1458
التاريخ: 2023-04-11
1098
التاريخ: 14-2-2022
1866
التاريخ: 17-1-2019
2113
|
الرياء والتظاهر تعبر في الظاهر عن قضية مخالفة للأخلاق وفي الواقع له مضاعفات كثيرة ومن جملتها الكذب والتفاخر فهو يتوسّل بالسلوك المخالف للأخلاق لكي يستطيع في ظلّه أن يصل إلى هدفه.
وأحيانا يكون الرياء والتظاهر ناتجاً عن الهزل والاستهزاء والتهريج وهذا خلاف الشأن الانساني. حيث ان في بعض الأحيان تنجم عنه جرائم وانحرافات ومضاعفات شديدة. أو بالإمكان أن يلجأ الشخص إلى الخدعة لكي يستطيع عن هذا الطريق أن يصنع له حيلة أو يرتكب خيانة.
والرياء يذهب الصفاء والاخلاص وتتلاشى فيه الاخوة والصداقة النابعة من العواطف الجيّاشة.
فعندما يتمكن الرياء من الانسان ويخيم بظلاله عليه فإنه لا يستطيع بعد ذلك النجاة منه.
والرياء والتظاهر يجر إلى التملق والمداهنة في حالة الفشل فتحل الخيانة محل الصفاء والصداقة فيفقد الاطفال تلألأهم وصفائهم. حيث يعجزون عن التظاهر مثلما يفعل والديهم ومرّبيهم وهذا الأمر يضعف مكانته ومنزلته.
الطفل الذي يطلب الاهتمام به من قبل والديه ومعلمه يفقد التمركز الفكري وتزداد مفاسده وتضمحلّ أخلاقه وفضائله ويذهب صفائه الباطني وتكثر نشاطاته المضرة فيهيئ ما يوجب افتضاحه وبؤسه وشقاؤه.
الاستثناءات
هناك نقطة تستحق الذكر وهي ان التظاهر في بعض الأحيان ضروري لوجود ونمو الطفل. حيث يجب في بعض الظروف أن يكون على استعداد أن يظهر نفسه لكي يعرف أبويه ومربيه مدى استعداداته وقابلياته وإلى أي حد يستطيع أن يتقدم.
أما عقلاً فإن التظاهر والرياء في بعض الاحيان يكون واجباً مثل التظاهر امام الاعداء حيث يقتضي أن نريهم عزة أنفسنا وقدرتنا وحتى لو اقتضى الأمر ضرب الوجه لكي يصبح أحمراً عندما نلاقي العدو. ويجب أن نربّي روحيانا لمثل هذه الموارد والمواقف ولكن يجب أن لا يصل الأمر إلى الاختلاط والالتباس.
وليس من العيب أن يقوم الانسان بالمحافظة على ظاهره. لكن الخطأ ان تكون أعماله من أجل كسب ثناء ومدح الآخرين.
وهناك أصل مهم وهو ان الانسان يتظاهر بمظهر جميل ونظيف أمام الآخرين كما كان يفعل الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وهذه من الآداب الاجتماعية في الحياة الاسلامية.
ان تظاهر الطفل يجب أن يكون مقبولاً إلى حد ويجب أن يشبع من هذا الجانب لكي لا يصبح الطفل شريراً ومجرماً ويتوسل بالسلوك الغير لائق. فلا نريد القضاء على روحية التظاهر وعرض ما يقوم به الطفل من أعمال.
ان الرغبة في جلب الانتباه من الأمور الجيدة. حيث ان الطفل يحتاج إلى أن يكون معروفاً وبارزاً ويجب الاستفادة من هذه الرغبة لغرض معرفة الطفل وهدايته، إلا ان يخرج الأمر من الحد المتعارف حيث يمثل الأمر عندها علامة من علامات عدم الراحة النفسية أو أحياناً الانحراف النفسي والروحي. اننا نحترم بعض الأنواع من التظاهر ونحبّذه والذي يكون أرضية لاحترام نفسه والاعتماد عليها والاطمئنان بكفاءته لا أن يكون ذلك سبباً للاحتيال على نفسه وخداع الآخرين. يجب أن يكون عاملاً للتعرف على نفسه لا وسيلة لإسدال الستار على ضعفه وعدم اقتداره.
خطر اشتداد هذه الصفة
إذا اشتدّ الرياء والتظاهر وأصبح خارجا عن الحدود المناسبة فسوف يكون أرضية لبروز المفاسد في السنين الآتية من العمر.
فالفخر بالفضيلة والميل إلى نصح الآخرين والقاء الخطب والوعظ ونقل القصص والحكايات والخروج عن الحدود والاعتدال، كل ذلك نابع عن الوضع التربوي المبني على الرياء في السابق.
أحياناً يسبب الاستمرار في هذه الحالة والافراط بها إلى بروز ظاهرة الأنا وينجر الأمر إلى ان يصبح الطفل مرائياً متطرفاً أو مفرطاً في ريائه. حيث يعرض لياقة أكثر مما يتحلى به من اللياقة. وأحيانا تكون هذه الظاهرة قوية عند الطفل بحيث لا يستطيع الانتباه إلى وضعه وفي كل مكان يظهر بمظهر غير مناسب.
أحياناً يرغب إلى أن يولى اهتماماً خاصاً حتى ولو انجر الأمر إلى توبيخه. لكنه لا يتحمّل إعراض الآخرين عنه وهذا يعبر عن الذل النفسي الذي يُعاني منه. ومع الاسف وعلى أثر تكرار وكثرة العمل فإنّه يلجأ إلى هذا الأمر وهذا من المصائب العظمى وهذا يعبر عن سوء التربية حيث ان الطفل يصبح في ظروف يحب فيها دائماً ان يكون في معرض نظر والديه إليه كي يروا ماذا فعل.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
في مستشفى الكفيل.. نجاح عملية رفع الانزلاقات الغضروفية لمريض أربعيني
|
|
|