المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06

خطوات إنشاء حدائق الموالح
2023-11-24
آداب الطريق / اجتناب ما ينافي المروءة
2023-12-25
دراسة أطياف امتصاص الكاشف باستعمال بعض المذيبات المختلفة
2024-08-20
البوتيلينات The butylenes
6-3-2017
وأد البنات (1)
10-10-2014
Chromatid
4-11-2017


المضاعفات والاضرار للرياء  
  
1260   02:04 صباحاً   التاريخ: 2-2-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص279 ــ 281
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-03 1458
التاريخ: 2023-04-11 1098
التاريخ: 14-2-2022 1866
التاريخ: 17-1-2019 2113

الرياء والتظاهر تعبر في الظاهر عن قضية مخالفة للأخلاق وفي الواقع له مضاعفات كثيرة ومن جملتها الكذب والتفاخر فهو يتوسّل بالسلوك المخالف للأخلاق لكي يستطيع في ظلّه أن يصل إلى هدفه.

وأحيانا يكون الرياء والتظاهر ناتجاً عن الهزل والاستهزاء والتهريج وهذا خلاف الشأن الانساني. حيث ان في بعض الأحيان تنجم عنه جرائم وانحرافات ومضاعفات شديدة. أو بالإمكان أن يلجأ الشخص إلى الخدعة لكي يستطيع عن هذا الطريق أن يصنع له حيلة أو يرتكب خيانة.

والرياء يذهب الصفاء والاخلاص وتتلاشى فيه الاخوة والصداقة النابعة من العواطف الجيّاشة.

فعندما يتمكن الرياء من الانسان ويخيم بظلاله عليه فإنه لا يستطيع بعد ذلك النجاة منه.

والرياء والتظاهر يجر إلى التملق والمداهنة في حالة الفشل فتحل الخيانة محل الصفاء والصداقة فيفقد الاطفال تلألأهم وصفائهم. حيث يعجزون عن التظاهر مثلما يفعل والديهم ومرّبيهم وهذا الأمر يضعف مكانته ومنزلته.

الطفل الذي يطلب الاهتمام به من قبل والديه ومعلمه يفقد التمركز الفكري وتزداد مفاسده وتضمحلّ أخلاقه وفضائله ويذهب صفائه الباطني وتكثر نشاطاته المضرة فيهيئ ما يوجب افتضاحه وبؤسه وشقاؤه.

الاستثناءات

هناك نقطة تستحق الذكر وهي ان التظاهر في بعض الأحيان ضروري لوجود ونمو الطفل. حيث يجب في بعض الظروف أن يكون على استعداد أن يظهر نفسه لكي يعرف أبويه ومربيه مدى استعداداته وقابلياته وإلى أي حد يستطيع أن يتقدم.

أما عقلاً فإن التظاهر والرياء في بعض الاحيان يكون واجباً مثل التظاهر امام الاعداء حيث يقتضي أن نريهم عزة أنفسنا وقدرتنا وحتى لو اقتضى الأمر ضرب الوجه لكي يصبح أحمراً عندما نلاقي العدو. ويجب أن نربّي روحيانا لمثل هذه الموارد والمواقف ولكن يجب أن لا يصل الأمر إلى الاختلاط والالتباس.

وليس من العيب أن يقوم الانسان بالمحافظة على ظاهره. لكن الخطأ ان تكون أعماله من أجل كسب ثناء ومدح الآخرين.

وهناك أصل مهم وهو ان الانسان يتظاهر بمظهر جميل ونظيف أمام الآخرين كما كان يفعل الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وهذه من الآداب الاجتماعية في الحياة الاسلامية.

ان تظاهر الطفل يجب أن يكون مقبولاً إلى حد ويجب أن يشبع من هذا الجانب لكي لا يصبح الطفل شريراً ومجرماً ويتوسل بالسلوك الغير لائق. فلا نريد القضاء على روحية التظاهر وعرض ما يقوم به الطفل من أعمال.

ان الرغبة في جلب الانتباه من الأمور الجيدة. حيث ان الطفل يحتاج إلى أن يكون معروفاً وبارزاً ويجب الاستفادة من هذه الرغبة لغرض معرفة الطفل وهدايته، إلا ان يخرج الأمر من الحد المتعارف حيث يمثل الأمر عندها علامة من علامات عدم الراحة النفسية أو أحياناً الانحراف النفسي والروحي. اننا نحترم بعض الأنواع من التظاهر ونحبّذه والذي يكون أرضية لاحترام نفسه والاعتماد عليها والاطمئنان بكفاءته لا أن يكون ذلك سبباً للاحتيال على نفسه وخداع الآخرين. يجب أن يكون عاملاً للتعرف على نفسه لا وسيلة لإسدال الستار على ضعفه وعدم اقتداره.

خطر اشتداد هذه الصفة

إذا اشتدّ الرياء والتظاهر وأصبح خارجا عن الحدود المناسبة فسوف يكون أرضية لبروز المفاسد في السنين الآتية من العمر.

فالفخر بالفضيلة والميل إلى نصح الآخرين والقاء الخطب والوعظ ونقل القصص والحكايات والخروج عن الحدود والاعتدال، كل ذلك نابع عن الوضع التربوي المبني على الرياء في السابق.

أحياناً يسبب الاستمرار في هذه الحالة والافراط بها إلى بروز ظاهرة الأنا وينجر الأمر إلى ان يصبح الطفل مرائياً متطرفاً أو مفرطاً في ريائه. حيث يعرض لياقة أكثر مما يتحلى به من اللياقة. وأحيانا تكون هذه الظاهرة قوية عند الطفل بحيث لا يستطيع الانتباه إلى وضعه وفي كل مكان يظهر بمظهر غير مناسب.

أحياناً يرغب إلى أن يولى اهتماماً خاصاً حتى ولو انجر الأمر إلى توبيخه. لكنه لا يتحمّل إعراض الآخرين عنه وهذا يعبر عن الذل النفسي الذي يُعاني منه. ومع الاسف وعلى أثر تكرار وكثرة العمل فإنّه يلجأ إلى هذا الأمر وهذا من المصائب العظمى وهذا يعبر عن سوء التربية حيث ان الطفل يصبح في ظروف يحب فيها دائماً ان يكون في معرض نظر والديه إليه كي يروا ماذا فعل. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.