الإعلام المتخصص

يعتبر نمو الإعلام المتخصص وازدهاره في أي مجتمع دليلاً قوياً على تقدم هذا المجتمع ورقيه. فحين يتجه أي مجتمع تجاه التخصص الدقيق بين أفراده ينجم عنه أتساع المعارف العلمية والثقافية وتعددها، وهو ما يمثل سمة أساسية للتقدم والتحديث.

ونعيش اليوم عصر الإعلام المتخصص حيث لجأت الوسائل الإعلامية إلى التخصص إما في المضمون من خلال تقديم كميات وفيرة في مجال محدد يلبي احتياجات الجمهور سواء العام أو الخاص، أو من خلال الاهتمام بقطاع وفئات محددة، حتى أن وسائل الإعلام التي تقدم مضمون عام تلجأ في كثير من الأحيان إلى تقديم مضمون محدد لجمهور عام أو خاص، فالصحافة العامة مثلاً اهتمت بالصفحة الاقتصادية والرياضية وأصبح لها جمهورها، أو من خلال ملاحق تعليمية أو إعلانية والإذاعة بشقيها اتجهت إلى إنشاء إذاعة أو تليفزيون متخصص في المضمون أو في الجمهور.

ولم يأتي الاهتمام بالمضمون المتخصص أو الجمهور من فراغ وإنما هو نابع من عوامل عده أبرزها؛ تراجع توزيع الصحف العامة في بعض الدول المتقدمة كإنجلترا والولايات المتحدة؛ حيث اتجه القراء إلى الصحف المتخصصة، كما تشير عدة تقارير من اليونسكو إلى تزايد المصاعب أمام الإعلام العام بكل وسائله بينما تزدهر أمام الإعلام المتخصص. ولم تكن البلدان العربية بعيدة عن هذا التطور حيث شهدت زيادة في إصدار الصحف المتخصصة وإنشاء الإذاعات المتخصصة منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي وحتى الآن.