التنمـية والمديونـية الخارجية فـي الدول الناميـة (مـبررات اللـجوء إلـى الاستدانـة الخـارجـية) |
1561
12:23 صباحاً
التاريخ: 16-1-2023
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2019
2339
التاريخ: 2024-07-25
491
التاريخ: 2024-07-05
540
التاريخ: 2024-07-14
507
|
ااا- التنمية والمديونية الخارجية :
نظراً لما أحدثته المديونية الخارجية من آثار سلبية ومن مشاكل كبيرة على الاقتصاديات المتخلفة نحاول أن نفردها بالتحليل كعنصر مستقل في العناصر التالية.
1- مبررات اللجوء إلى الاستدانة الخارجية :
تلجأ الدول النامية للاستدانة الخارجية باعتبارها الوسيلة التي تسمح لها بتعويض النقص المالي الذي تُعاني منه بسبب تدنّي مستويات الادخار المحلي لديها ، وعلى ضوء ذلك، ظهرت عدة نظريات تُحاول إعطاء تفاسير علمية للإستدانة، ومن ذلك نموذج الفجوتين ، الحلقة المفرغة، ودورة الدين لـ Avramovic .
1-1- نموذج الفجوتين :
في سنة 1966 قام كل من الباحثين Ala Strout و Hollis Chenery بصياغة نموذج يُسمى نموذج الفجوتين (Two gaps model) (1)، وهما فجوة الموارد المحلية Savings gap (الاستثمار – الادخار) وفجوة التجارة الخارجية Forex gap (الصادرات ـ الواردات)، وهما مشكلتان جوهريتان بالنسبة للدول النامية. وعلى أساس ذلك يبرر لجوء هذه الدول للاستدانة الخارجية بهدف سد هاتين الفجوتين.
بالنسبة لفجوة الموارد المحلية تُشير النظرية الاقتصادية إلى أن الدول الفقيرة ليس بمقدورها ادخار ما يكفي لتمويل الاستثمار الضروري لتحقيق نموها الاقتصادي، لذلك فالاقتراض الخارجي من شأنه سد هذه الفجوة وإحداث نمو يؤدي إلى رفع مستوى الادخار المحلي وإحداث فائض يفوق الاستثمار يؤهّل البلد لسداد ديونه.
* وفيما يخص فجوة التجارة الخارجية ، فإن الكثير من الدول النامية تحتاج إلى معدات وخبرات لتحقيق استثمارات منتجة. فإذا كانت عائدات الصادرات غير كافية لتمويل حاجة التجارة الخارجية قصد تمويل الاستثمار، فإنه بإمكان الاقتراض أن يكون الملاذ الوحيد للحصول على التكنولوجيا الحيوية لتعجيل النمو الاقتصادي (2) ،وبمرور الوقت سيؤدي نمو الناتج إلى زيادة التصدير، وبالتالي سداد الديون القديمة.
1- 2 حلقة الفقر المفرغة :
تشكل الحلقة المفرغة" ادخار - استثمار" جانباً من نظرية الحلقات المفرغة للفقر(*) التي جاء بها Ragnar Nurkse في محاولة لدراسة الأسباب الجوهرية التي تكمن وراء تخلف الدول الفقيرة.
فيرى Nurkse أن سبب الفقر هو ضعف الدخل أساساً وبالتالي ضعف الادخار الذي يتسبب في ضعف الاستثمار، والذي يؤدي إلى ضعف الإنتاجية الذي في النهاية لن يُحقق إلا دخلاً أقل وهكذا دواليك. وعلى أساس ذلك قدم نوركس اقتراحاً لكسر هذه الحلقة والذي يتمثل في "الاعتماد على الموارد الخارجية" التي ستسمح بزيادة الاستثمارات والإنتاجية وبالتالي الدخل والطلب، الأمر الذي يدفع بالبلد للدخول في تنمية اقتصادية (3)، ومن هذه الموارد الخارجية الديون التي تضطلع بدور تمويل التنمية في الدول الفقيرة والنامية على أوسع نطاق.
لكن هذا الطرح يصطدم بوقائع كثيرة ترتبط بحالة الدول النامية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتاريخية تعيق تطبيقه، فلا بد من بحث الجدوى الاقتصادية من ذلك والظروف والسياسات الاقتصادية الملائمة.
1-3 دورة الدين لـ Avramovic:
ترمي هذه النظرية إلى تتبع مسار الدين الخارجي L'itiéraire de la dette extérieure، وذلك من لحظة نشأته إلى لحظة استيفائه في إطار تمويل التنمية، والمفترض - حسب النظرية - أن يؤدي استخدام هذا الدين في آخر المطاف إلى مرحلة التمويل الذاتي، حيث يكون بمقدور الاقتصاد الوطني الاعتماد على موارده المحلية وبالتالي تجاوز خطر الوقوع في أزمة المديونية (4) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) دريد كامل صالح الشبيب ، تقييم سياسات صندوق النقد الدولي في التصحيح الاقتصادي لمعالجة أزمة المديونية، حالة الجزائر والأردن، رسالة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه دولة في العلوم الاقتصادية ، جامعة وهران 2001 غ م)، ص: 41.
(2) Subrata Ghatak, Introduction to development economics, Routledge, London, 3" edition, 1998, p. 430.
(*) تشمل نظرية الحلقات المفرغة إلى جانب هذه الحلقة المفرغة حلقتان مفرغتان هما: سوء التغذية - ضعف الإنتاجية وأيضاً الاستهلاك - الاستثمار، والأمر الذي يجمعها هو انطلاقها ووصولها عند نقطة واحدة هي ضعف الدخل .
(3) Christian Jimenez et autres, Économie Générale, éditions NATHAN, Paris, 1992, p. 152.
(4) Sanchez Arnau et autres, Dette et développement, OPU, Alger, 1982, p. 22 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|