المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05



الحلم  
  
1258   08:13 صباحاً   التاريخ: 9-1-2023
المؤلف : أمل الموسوي
الكتاب أو المصدر : الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة : ص194 ــ 197
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

إن المؤمن الصادق في إيمانه الذي يحب الله ورسوله.. يحب الخير للناس ويسعى لما فيه نفعهم ومصلحتهم استجابة لدوافع العبودية التي يعيشها فيكون حريصا على كل ما فيه سعة الصدر والصبر والحلم والتسامح لأنه بدون هذه العوامل لا يستطيع الاستمرار في طريق العبودية لله تعالى الذي أمر عباده بالورع والتقوى وخدمة الناس ورعايتهم حيث ورد في الحديث الخلق كلهم عيال الله فأقربكم إلى الله أنفعهم لعياله)، وأيضا (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) لذلك وعد الله أجرا جزيلا لمن يحلم ويعفو ويتسامح.. وهذه كلها صفات تجعل من الشخص محبوبا حيث قال النبي (صلى الله عليه وآله): (إن الله يحب الحيي الحليم)(1)، وقال: (إن الرجل المسلم ليدرك بالحلم درجة الصائم القائم)(2)، وقال الإمام الرضا (عليه السلام): (لا يكون الرجل عابداً حتى يكون حليماً)(3).

والحلم هو كظم الغيظ وملك النفس حيث سأل الإمام الحسن (عليه السلام) ما الحلم؟ قال: كظم الغيظ وملك النفس)(4).

فالإنسان حينما يحلم فإنه يواجه جاهلا يترفع أن يكون مثله فيصبر عليه ويصون نفسه عن مواجهته حتى لا يجد منه ما يؤذيه... وحينها سوف يكون رده على إساءته حكيما بعيدا عن ارتكاب الخطأ، فإن الرد السرع يكون زيادة في المشاكل.

لذلك يكون الحلم دليلاً على وفور العقل حيث ورد عن الإمام علي (عليه السلام) (بوفور العقل يتوفر الحلم)(5)، وكذلك يدل على الوقار وعلو الهمة حيث قال أيضا: (لا يكون حليماً حتى يكون وقوراً).(6)، وقال: (الحلم والأناة توأمان تنتجهما علو الهمة)(7).

وان الذي لا يستطيع الحلم فليتحلم حيث قال أيضاً: (إن لم تكن حليماً فتحلم فإنه قلّ من تشبه بقوم إلا أوشك أن يكون منهم)(8).

والحلم يأتي معه النصر على الأعداء والسيادة والزينة والستر من الويلات والآفات حيث قال أيضا (الحلم غطاء ساتر والعقل حسام باتر فاستر خلل خلقك بحلمك وقاتل هواك بعقلك)(9)، وقال: (الحلم حجاب من الآفات)(10)، وقال: (الحلم رأس الرئاسة، الحلم عشرية)(11)، وقال: (لا عز أنفع من الحلم)(12)، وقال (تعلموا الحلم فإن الحلم خليل المؤمن ووزيره)(13)، وقال: (وجدت الحلم والاحتمال انصر لي من شجعان الرجال)(14)، وقال: (جمال الرجل حلمه)(15)، وقال: (من حلم ساد)(16)، وقال (إن أول عوض الحليم من خصلته أن الناس أعوانه على الجاهل)(17)، وقال: (الحلم عند شدة الغضب يؤمن غضب الجبار)(18).

قصص في الحلم

حلم الإمام السجاد (عليه السلام): ورد أن رجلا سب الإمام السجاد (عليه السلام)، فأغضى الإمام عنه حتى يشعر بأنه لم يسمع، فسبه مرة ثانية، والإمام ساكت، مغض عنه ثم سبه مرة ثالثة والإمام (عليه السلام)، ساكت فلم يتحمل الرجل سكوت الإمام (عليه السلام) فقال للإمام: إياك أعني.. فأجابه الإمام: وعنك أغضي)(19).

حلم الإمام الباقر (عليه السلام): قال نصراني للإمام الباقر (عليه السلام)، مستهزءاً به: أنت بقر؟ فقال الإمام (عليه السلام) بكل برودة وبسط وجه: لا، أنا باقر، وقال النصراني أنت ابن الطباخة، فقال الإمام: ذاك حرفتها، وقال النصراني أنت ابن السوداء الزنجية البذيئة)، فقال الإمام إن كنت صدقت غفر الله لها وإن كنت كذبت غفر الله لك، فبذاك أسلم النصراني مما رآه من حلم الإمام الباقر (عليه السلام)(20).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الكافي: ج2، ص112، ح8.

2ـ المصدر السابق: ج2، ص111.

3ـ المستدرك: ج11، ص211، ح1358.

4ـ البحار: ج75، ص102، ح2.

5ـ غرر الحكم: ص420، ح9620.

6ـ البحار: ج75، ح64.

7ـ نهج البلاغة: ص556، ح460.

8ـ الوسائل: ج15، ص268، ح20476.

9ـ نهج البلاغة: ص551، ح424.

10ـ غرر الحكم: ص64، ح794.

11ـ نهج البلاغة: ص550، ح418.

12ـ البحار: ج74، ص282، ح1.

13ـ المصدر السابق: ج75، ص62، ح140،

14ـ غرر الحكم: ص287، ح6467.

15ـ المصدر السابق: ص285، ح6392.

16ـ البحار: ج74، ص210.

17ـ البحار: ج68، ص425، ح68.

18ـ غرر الحكم: ص287، ح6446.

19ـ للإمام الشيرازي.

20ـ قصص توجيهية للسيد صادق الشيرازي. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.