أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-6-2022
1643
التاريخ: 9-06-2015
4948
التاريخ: 1-10-2014
5043
التاريخ: 26-09-2014
5095
|
{ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ ...}[الإسراء / ٤]
[انظر: سورة فصلت ، آية ١١ - ١٢ من تصحيح الاعتقاد: 39.]
{ ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا }[الإسراء / 6]
(ومن كلام الشيخ أدام الله عزه) في الرجعة وجواب سؤال فيها ، سأله المخالفون. قال الشيخ المفيد]: سأل بعض المعتزلة شيخاً من أصحابنا الامامية ، وأنا حاضر في مجلس قد ضم جماعة كثيرة من أهل النظر والمتفقهة.
فقال له: إذا كان من قولك أن الله جل اسمه يرد الأموات إلى دار الدنيا قبل الآخرة عند قيام القائم (عج) ، ليشفي المؤمنين - كما زعمتم ـ من الكافرين ، وينتقم لـهـم منهم ، كما فعل ببني اسرائيل فيما ذكرتم حتى تتعلقون بقوله تعالى: { ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا } [الإسراء: 6] ، فخبرني ما الذي يؤمنك أن يتوب يزيد والشمر وعبدالرحمن بن ملجم ، فيرجعوا عن كفرهم وضلالهم ، ويصيروا في تلك الحال إلى طاعة الإمام (عليه السلام) ، فيجب عليك ولايتهم والقطع بالثواب لهم؟ وهذا نقض مذاهب الشيعة.
(فقال الشيخ المسؤول): القول في الرجعة ، إنما قبلته من طريق التوقيف وليس للنظر فيه مجال ، وأنا لا أجيب عن هذا السؤال ، لأنه لا نص عندي فيه. وليس يجوز أن أتكلف من غير جهة النص الجواب ، فشنع السائل وجماعة المعتزلة عـلـيـه بالعجز والانقطاع.
قال الشيخ أدام الله عزه: فأقول أنا أبين في هذا السؤال جوابين:
أحدهما: أن العقل لا يمنع من وقوع الإيمان ممن ذكره السائل ، لأنه لا يكون إذ ذاك قادراً عليه ومتمكناً منه ، لكن السمع الوارد عن أئمة الهدى (عليهم السلام) بالقطع عليهم بالخلود في النار ، والتدين بلعنهم ، والبراءة منهم إلى آخر الزمان ، منع من الشك في حالهم ، وأوجب القطع على سوء اختيارهم ، فجروا في هذا الباب مجرى فرعون و هامان و قارون ، ومجرى من قطع الله ـ عز اسمه ـ على خلوده في النار.
ودل بالقطع على أنهم لا يختارون أبدأ الإيمان ، ممن قال الله تعالى في جملتهم: { وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ } [الأنعام: 111] ، يريد أن لا يلجئهم الله ، والذين قال الله تعالى فيهم: { إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [الأنفال: 22 ، 23].
ثم قال جل من قائل في تفصيلهم ، وهو توجه القول إلى إبليس: { لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص: 85] ، وقوله: { وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ} [ص: 78] ، وقوله: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ } [المسد: 1 - 3] ، فقطع عليه بالنار ، وأمن من انتقاله إلى ما يوجب له الثواب؛ وإذا كان الأمر عـلى ما وصفناه ، بطل ما توهموه على هذا الجواب.
والجواب الآخر: أن الله سبحانه ، إذا رد الكافرين في الرجعة لينتقم منهم ، لم يقبل لهم توبة ، وجروا في ذلك مجرى فرعون لما أدركه الغرق: { قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس: 90] ، قال الله سبحانه: { آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 91].
فرد الله عليه إيمانه ولم ينفعه في تلك الحال ندمه و إقلاعه ، وكأهل الآخرة الذين لا تقبل لهم توبة ولا ينفعهم ندم لأنهم كالملجئين إذ ذاك إلى الفعل. ولأن الحكمة تمنع من قبول التوبة أبدأ ، وتوجب اختصاص بعض الأوقات بقبولها دون بعض.
وهذا هو الجواب الصحيح على مذهب أهل الإمامة ، وقد جاءت به آثار ظاهرة عن آل محمد (صلى الله عليه واله وسلم) حتى روي عنهم في قوله سبحانه: { هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ } [الأنعام: 158].
فقالوا: إن هذه الآية هو القائم (عليه السلام) ، فإذا ظهر لم تقبل توبة المخالف ، وهذا يسقط ما اعتمده المخالف.
سؤال: فإن قالوا في هذا الجواب: ما أنكرتم أن يكون الله سبحانه على ما أضلتموه ، قد أغرى عباده بالعصيان ، وأباحهم الهرج والمرج والطغيان ، لأنهم إذا كانوا يقدرون على الكفر وأنواع الضلال ، وقد يئسوا من قبول التوبة ، لم يدعهم داع إلى الكف عما في طباعهم ، ولا انزجروا عن فعل قبيح يصلون به إلى النفع العاجل ، ومـن وصـف اللـه سبحانه بإغراء خلقه بالمعاصي و إباحتهم الذنوب ، فقد أعظم الفرية عليه.
جواب: قيل لهم: ليس الأمر على ما ظننتموه ، وذلك أن الدواعي لهـم إلى المعاصي
ترتفع إذ ذاك ، ولا يحصل لهم داع إلى قبيح على وجه من الوجوه ، ولا سبب مـن الأسباب ، لأنهم يكونون قد علموا بما سلف لهم من العقاب إلى وقت الرجعة على خلاف أئمتهم: ويعلمون في الحال أنهم معذبون على ما سبق لهم من العصيان ، وأنهم أن راموا فعل قبيح تزايد عليهم العقاب ، ولا يكون لهـم عـنـد ذلك طبع يـدعوهم إلى ما يتزايد عليهم به العذاب ، بل تتوفر لهم دواعي الطباع والخواطر كلها إلى إظهار الطاعة ، والانتقال عن العصيان ، و إن لزمنا هذا السؤال ، لزم جميع أهل الإسلام مثله في أهل الآخرة ، وحالهم في إبطال توبتهم ، وكون توبتهم غير مقبولة منهم ، فمهما أجاب به الموحدون لمن ألزمهم ذلك ، فهو جوابنا بعينه.
سؤال آخر: و إن سألوا على ا المذهب الأول والجواب المتقدم ، فقالوا: كيف يتوهم من القوم الإقامة على العناد ، والإصرار على الخلاف ، وقد عاينوا فيما يزعمون عقاب القبور ، وحل بهم عند الرجعة العذاب على ما يعلمون مما زعمتم أنهم مقيمون عليه ، وكيف يصح أن تدعوهم الدواعي إلى ذلك ، أو يخطر لهـم فـي فـعـلـه الخواطر وما أنكرتم أن تكونوا في هذه الدعوى مكابرين.
الجواب: قيل لهم: يصح ذلك على مذهب من أجاب بما حكيناه من أصحابنا بأن نقول: إن جميع ما عددتموه ، لا يمنع من دخول شبهة عليهم في استحسان الخـلاف ، لأن القوم يظنون أنهم إنما بعثوا بعد الموت تكرمة لهم ، وليلواو الدنيا كما كانوا ، ويظنون أن ما اعتقدوه في العقاب السالف لهم كان غلطاً منهم ، وإذا حل بهم العـقاب ثانية ، توهموا قبل مفارقة أرواحهم أجسادهم أن ذلك ليس من طريق الاستحقاق ، وأنه من الله تعالى ، لكنه كما تكون الدول وكما حل بالأنبياء.
ولأصحاب هذا الجواب أن يقولوا: ليس ما ذكرناه في هذا الباب بأعجب من كـفر قوم موسى وعبادتهم العجل ، وقد شاهدوا منه الآيات ، وعاينوا ماحل بفرعون وملئه على الخلاف.
ولا هو بأعجب من إقامة أهل الشرك على خلاف رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ، وهم يعلمون عجزهم عن مثل ما أتى به القرآن ، ويشهدون معجزاته وآياته (عليه وآله السلام) ، ويجدون مخبرات أخباره على حقائقها من قوله: { سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45] وقوله: { لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [الفتح: 27] ، وقوله: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ } [الروم: 1 - 3] ، وما حل بهم من العقاب بسيفه (عليه وآله السلام) ، وهلاك كل من توعده بالهلاك ، هذا وفيمن أظهر الإيمان بـه المنافقون ينضافون في خلافه إلى أهل الشرك والضلال.
على أن هذا السؤال ، لا يسوغ لأصحاب المعارف من المعتزلة ، لأنهم يزعمون أن أكثر المخالفين على الأنبياء كانوا من أهل العناد ، وأن جمهور المظهرين للجهل بالله يعرفونه على الحقيقة ويعرفون أنبياءه وصدقهم ، ولكنهم في الخلاف على اللجاج والعناد ، فلا يمنع أن يكون الحكم في الرجعة وأهلها على هذا الوصف الذي حكيناه ، وقد قال الله تعالى: { وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } [الأنعام: 27-28].
فأخبر سبحانه أن أهل العقاب لو ردهم الله تعالى إلى الدنيا لعادوا إلى الكفر والعناد ، مع ما شاهدوا في القبور وفي المحشر من الأهوال وما ذاقوه من أليم العذاب(1).
[انظر: سورة الأنبياء ، آية 105 ، من الإفصاح: ۱۰۱.]
{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ..}[الإسراء / ٢٣]
[انظر: سورة فصلت ، آية ١١ ـ ۱۲ ، من تصحيح الاعتقاد: ۲۳.]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الفصول المختارة من العيون والمحاسن: ١١٥ ، والمصنفات ٢: ١٥٣.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|