1-4 ما الاتجاهات الحديثة في الدراسات الجيولوجية؟

في الماضي، تبنت الدراسات الجيولوجية اتجاهاً تقليدياً بتمثل في دراسة صخور القشرة الأرضية، وفي العصر الحالي وبسبب اتساع الكفايات العلمية لعلماء الجيولوجيا والتطور التكنولوجي، فقد اتسعت آفاق هذه الدراسات وتناولت ميادين واتجاهات حديثة، ومنها ما يلي:

1 - الاتجاه الكمي المبسط إضافة إلى الدراسات الوصفية، يقوم هذا الاتجاه على أساس استخدام التقدير الكمي في قياس بعض الظواهر الجيولوجية، وقد تمكن في الآونة الأخيرة، علماء الجيولوجيا من القيام بدراسات كمية لقياس أثر العمليات الخارجية المؤثرة في سطح القشرة الأرضية، فعلى سبيل المثال تمكنوا من تقدير كميات الرمال التي تحملها الرياح سنوياً في بعض الصحارى، وكما تمكنوا من تقدير وقياس أثر عمليتي التعرية والتجوية في إزالة وتفكيك بعض مكونات سطح القشرة الأرضية في مناطق محددة منها. كما يتضمن الاتجاه الكمي وضع سلم أو مقياس للتاريخ (للزمن الجيولوجي، وقد استخدم هذا المقياس في اكتشاف تأريخ القارات والتراكيب الجيولوجية على سطح القشرة الأرضية.

2 استخدام النشاط الإشعاعي في اختبار أقدم صخور القشرة الأرضية، وقد ساعد هذا في دراسة مشكلة أصل الأرض وتأريخها الأقدم، ويقوم ذلك بدراسة فترة نصف الحياة للعناصر المشعة وبالتالي تقدير العمر المطلق للصخور.

3- دراسات لأعماق البحار والمحيطات ومسحها جيولوجياً، وقد أدت المكتشفات الجديدة إلى توجيه التفكير الجيولوجي إلى دراسة مشكلة التراكيب الجيولوجية وأسبابها، ولم تؤدي هذه الدراسات إلى حلول جذرية ناجحة للمشكلة - دراسة التراكيب الجيولوجية التي تتكون منها أعماق الأرض.

4- اتجاه الدراسات الفضائية، يزود برنامج الفضاء حالياً بمعلومات حول النظام الشمسي، وقد ازدادت المعرفة في هذا الميدان مما دفع إلى ظهور وتأسيس علم جديد هو علم الكواكب أو الجيولوجيا الفلكية، وبذلك اعتبر أصل الأرض بأنه موضوع من الموضوعات التي تتناولها الجيولوجيا.

5- اتجاهات حديثة عديدة مثل: علوم البحار والجيوفيزياء والأرصاد الجوية، وهذه العلوم بدأت تتسع وتتقارب من بعضها الي بعض مما سيؤدي في نهاية المطاف إلى دراسة عميقة للأرض وهي مركز اهتمام الدراسات الجيولوجية.